ــ
ومضات
محرّضة :
فـليسقط
الخيارالاستراتيجي الوحيد !
عبدالله
القحطاني
1) الحياة رحلة بحث عن البدائل :
بين جيّد وأجود ، وحسَن وأحسن ،
وسيّء وأسوأ ، وخطير وأخطر،
ونافع وأنفع ، ومهمّ وأقـلّ
أهمّية ، ومجدٍ وأقـلّ جدوى ..!
بدائل مطلوبة ، أو مرغوبة ،
أوضرورية.. في كل شيء ، في كل
أمر، في كل حالة ، في كل ظرف !
لابدّ من تعدّد البدائل : في
الطعام ، والشراب ، واللباس ،
ووسائل المواصلات ..
لابدّ من تعدّد البدائل : في
اختبار الأصدقاء ، وفي التعامل
مع الأعداء..
لابدّ من تعدّد البدائل : في
الحرب ، والسلم ، والسياسة ،
والاقتصاد ، والتربية..
لابدّ من تعدّد البدائل : في
اختيار الزوج ، والمسكن ..
2) ليتصوّر أيّ عاقل ، أنه أكرِه
على اختيارٍ واحد ، من كل شيء ،
ومن كل أمر، ومن كل موقف ، ومن كل
شخص ، ومن كل علاقة .. فكيف تكون
حياته بأسرها !؟
3) وإذا كان هذا الإكراه ـ سواء
أجاء التزاماً من الشخص نفسه ،
أم إلزاماً له من الغير ـ يجعل
الحياة أقرب إلى الاستحالة ،
منها إلى الإمكان ، وأدنى إلى
العبث ، منها إلى الحياة
الإنسانية الطبيعية .. فما معنى
أن يكرهِ فريق بشري نفسَه ، سواء
أكان فريقَ حكمٍ لدولة ، أم كان
قبيلةً ، أم حزباً.. بأن يكون له
خيار واحد وحيد ، في تعامله مع
أعدائه ـ أو خصومِه ـ في سائر
الأحوال والظروف والأوقات ،
وتقلبات الحياة !؟
- مامعنى أن يكون السلام ، مثلاً ،
هوالخيار الاستراتيجي الوحيد ،
لهذه الدولة مع دولة أخرى ،
ولهذا الحزب مع حزب آخر، أو مع
قوّة سياسية معيّنة ، داخل
دولته ، حاكمةً كانت أم محكومة
!؟
- كيف تتصوّر، أو تتوقّع ، أن يكون
تعامل عدوّك ـ أو خصمك ـ الذي
تلزِم نفسك ، في التعامل معه ،
بخيار استراتيجي وحيد ، هو خيار
السلام ، وعدم استعمال العنف
ضدّه .. كيف تتصورـ أو تتوقع ـ أن
يكون تعامله معك !؟
- يقول
الرئيس الأمريكي الأسبق ،
نيكسون ، في إحدى نصائحه للرئيس
الأمريكي ، الذي يتفاوض مع
السوفييت ، أيام الحرب الباردة :
احذر أن تخبرَ الروس بما يمكن أن
تفعله .. والأهمّ من ذلك ، عليك
ألاّ تخبرهم ألبتّة بما لن
تفعله ( أيْ : اترك خياراتك كلها
مفتوحة ، ودع عدوّك يفترض أنك
يمكن أن تستعمل ضدّه أيّ خيار !) .
وهنا تطرح مجموعة من الأسئلة :
• هل
كان نيكسون أحمق ، في نصائحه تلك
، أم سياسياً متمرّساً أريباً !؟
• وهل
الأقوياء ، وحدهم ، هم الذين
ينوّعون اختياراتهم ، بحسب
درجات قوّتهم ، أم أن للضعفاء
الحقّ في تنويع اختياراتهم ،
بحسب درجات ضعفهم ، وبحسب قواهم
الكامنة، المادية منها
والمعنوية ، وبحسب ما يمكن أن
يستغلّوه ، أو يعمّقوه ، من نقاط
ضعف أعدائهم ، وبحسب ما
يستطيعون توظيفه ، من نقاط قوّة
لدى الآخرين ، من أصدقائهم ، ومن
أعداء عدوّهم لمصلحتهم .. وبحسب
مايمكن أن يقدّمه الزمن ، من
مستجدّات ومتغيّرات ..!
• ثمّ
.. هل ينظر العدوّ ، الذي تلزِم
نفسك تجاهه ، بخيار واحد ، في
التعامل معه .. هل ينظر إليك نظرة
احترام وتقدير ، أم يشكّ في قواك
العقلية ، أم يشكّ في نيّاتك
وصدقك معه !؟
• ثمّ
.. هل تَعدّ ، أنت نفسـُك ، هذا
الالتزام السلمي منك ، تجاه
عدوّك ، أو خصمك ، (مهما فعل بك
..!) حنكة ومكراً ودهاء ، تسعى بها
إلى خداع عدوّك ، أو خصمك !؟ أم
تَعدّ هذا الالتزام ، (عريضةً !)
تلتمس بها شهادة حسن سلوك ، من
خصمك نفسه ، أو من أناس آخرين..
تشهد لك بأنك مسالم ، متحضّر،
مهذّب ـ أو صرتَ كذلك ! ـ
لا تقابل أظفارَ خصمك
الحديدية ، ومخالبه الفولاذية ..
إلاّ بالكلمات اللينة
الحريرية، التي لاتخدش له وجهاً
، حتى لو خَدشت مشاعره ، التي
لايقيم لها وزناً ، في معادلات
القوى والمصالح السياسية !؟
• إنها
أسئلة.. مجرّد أسئلة ، مطروحة في
فضاء فكري سياسي.. قد لاتعني
أحداً ألبتّة ،
وقد تعني أناساً كثيرين ..!
من يدري !؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|