ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 07/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

صح النوم ياحكومة ...دمشق غارقة في الظلام !

د.نصر حسن

التناقض الذي ظهرت فيه الحكومة السورية حول أزمة انقطاع الكهرباء في معظم المدن السورية لفترات تترواح بين (6 إلى  14 ) في اليوم أصبح صفة لها, وهذا لايوحي بأن هذه الحكومة قادرة على حل الأزمة بل لاتريد أن تحلها وعلى الأغلب تتبع طريق تسييس (الفولت والأمبير) المساكين , وتعليق الشعب السوري على شماعة ( الظروف الدولية الضاغطة ) التي وصفها الرئيس في خطاب القسم الجديد , وبداية الولاية الثانية هذي التي يطغى عليها الظلام وتغرق فيه سورية كلها ,والأنكى منه هو هذا التهافت من قبل المسؤولين والفوضى في التصريحات وعدم التزامهم أدنى درجات الصدق والشفافية في تفسير الخلل والتقصير, والمواطن السوري السكين يعيش في دوامة حرارة الصيف وفقدان الكهرباء والماء , ناهيك عن فقدان الكثير أعمالهم وخاصة الفقراء منهم , وتريد الحكومة من الشعب أن يشتم شيراك وربما بوش وربما الأمم المتحدة التي هي السبب وراء حصار الحكومة ومنعها من تقديم الخدمات الأساسية للناس,وتريدأن تقنع المواطن بأن شيراك وبوش وربما الحريري وجبهة الخلاص الوطني هم السبب في معاناة السوريين..!.

أن تغرد الحكومة على هذه الأوتار, من الرئيس إلى رئيس مجلس الوزراء إلى الوزراء إلى بقية طاقم الفساد والتلفيق فهذا نغم نشاز يسمعه السوريون ليل نهار , وأن تتحدث عن فقدان التجهيزات التكنولوجية والحلقات الفنية المتقدمة لتطوير الدولة ربما يكون فيه بعض الأخذ والرد ,وأن تتكلم عن فقدان الأدوية أو عن فقدان المواد الأساسية التي تستوردها من الخارج فيها ربما  المشكلة  فيها بعض القال والقيل , لكن أن تتكلم عن موضوع فني مثل أزمة الكهرباء بهذا الشكل الغوغائي غير المسؤول وغير الصادق فهي مصيبة حقيقية تحيق بالشعب السوري توضح أن الحكومة وصلت إلى القاع ... وأن تستهتر بعقل المواطن وحقه وتضحك عليه بهذا الشكل فهو أمر خطير وخاصةً في بداية الولاية الثانية المظلمة هذي الذي وعد الرئيس بتحسين الوضع المعاشي , فإذ يفاجأ الشعب بأنه بلاكهرباء ولاماء والمخفي أعظم...! والأخطر من ذلك هو عدم الصدق والشفافية التي تكلم عنها الرئيس وأعضاء فرقته والتعتيم على الموضوع وتعليقه على مسؤولية وزارة الكهرباء وعلى الشماعة الدولية الواسعة ..! الأمر فيه إن كبيرة جداً وظلم وظلام وضحك على اللحى بشتى أشكالها وأطوالها....!.

 

والأدهى هو أن الحكومة في ولايتها الثانية التي استهلتها بالإهمال والإستهتار والتناقض  ,ورموزها يطبلون ويزمرون بفشل السياسات الخارجية وبأن"  سورية تعزل ولاتعزل"  وبأن الحصار الخارجي فشل وليس له أي مفعول ,وأن علاقة النظام مع العالم الخارجي متطورة ..! ينبري رئيس الوزراء وليس ناطق صحفي باسم الحكومة ليقول بأن سبب انقطاع الكهرباء هو الحصار على سورية ويتحمله الرئيس الفرنسي جاك شيراك والشعب السوري ...! وأن شحة الماء سببه الرئيس الفلاني ...وغياب الديموقراطية سببه الضغط الأمريكي ...وغياب الحرية ...الصراع مع إسرائيل ...وغياب الخبز هو القوى المعادية لمشروع سورية القومي التحريري ! أي تناقض هذا وأي تهافت هذا ...وأية سذاجة وقلة حياء ؟! مشكلة الكهرباء هي ليست سياسية ,وليست متعلقة في هذا النظام أو ذاك ..هي مشكلة خدمية تجاوزتها حتى أكثر الدول تخلفاً في العالم ..وليس هناك دولة في العالم تنقطع فيها الكهرباء لساعات في اليوم ...وحتى العراق الذي هو في ظروف معروفة,  لاتنقطع فيه الكهرباء لهذا الفترات الطويلة...! فهل تملك الحكومة بعض الجرأة  والمسؤولية على قول السبب , حتى يبطل العجب..ويتوقف النق والندب ؟!.

 

هنا يجب وضع النقاط على الحروف ونسأل : هل الحكومة تتعامل بخطة ما مع أمور أساسية مثل الكهرباء والماء التي تخص المواطن في حاجاته اليومية وتخص نظام العمل والإنتاج وكل مرافق الدولة ؟ وماذا تدرس الحكومة في خططها الخمسية ؟ وماذا يدرس مجلس الوزراء في اجتماعاته ؟ ولماذا هذا التعتيم والتهرب من المسؤولية ؟ وهل وزراة الكهرباء غافية إلى هذا الحد ؟, أم أن في الأمر سر ما , لاأحد يجرؤ على التصريح به؟ هل هناك سرقة مستمرة للكهرباء من قبل الققط السمان الكثيرة المنتشرة كالسرطان في البلاد؟! القطط بل الذئاب اللذين يملكون مصانع القطاع الخاص ومئات المزارع ومحطات الإستراحات الخاصة المضاءة ليل نهار, وتسرق الكهرباء علناً وبدون فاتورة ولا عداد , وهي محسوبة على القصر والدوائر الأمنية ومن لف لفها , ومحطات توليد الطاقة ليس لها هامش من الهبات والسرقات ؟ أم هو التبشير بعهد جديد من البؤس الثمانيني الذي أذل الشعب وأهدر وقته في البحث عن حبة رز وقطرة زيت وكمشة طحين , يشتريها بكرامته التي يعبث بها النظام مابين طبول الحرب ورقصات السلام ؟ !.

 

وبناءً على معرفة دقيقة لإمكانية وأداء محطات توليد الطاقة الكهرباء في سورية نقول : أن الموضوع هو ذو محورين , الأول فني والثاني سياسي , لامشكلة في الجاتب الفني , والفوضى هي في القرار السياسي الذي طغى وتجاوز المستوى الفني  وهو خارج عن سيطرة الإدارة الفنية لعملية توليد الطاقة الكهربائية في سورية , وفي موضوع فني حسابي بسيط يرتكز على حاجة سورية من الكهرباء وقدرة محطات الطاقة في التوليد وكفاءة شبكة وخطوط نقل الطاقة إلى المستهلك ومتوسط نسبة الإستهلاك على مدار السنة ونسبة النمو الصناعي في البلاد , مع كل هذا معروف أن سورية لديها وفرة من الطاقة الكهربائية ودليله أنها تبيع الكهرباء إلى بعض دول الجوار وثمنه لايدخل في ميزانية الدولة ويحول إلى حسابات خاصة بالحكومة لاأحد يعرف أين تذهب سوى العالمين بالأمور !, إذاً على الحكومة أن تقول الحقائق للشعب الذي لم تعد تنطل عليه تلك التلفيقات والأضاليل .

 

وفنياً معروف إن حسابات عمل محطات توليد الطاقة الكهربائية في سورية واضحة وهي مسألة هندسية فنية بالغة التعقيد من التصميم إلى العمل إلى الصيانة إلى مراقبة الكفاءة وشكل تأمينها إلى المستهلك , وتحسب كامل العملية في أسوأ الظروف المتعلقة بدراسة تبدل الأحوال الجوية بين الفصول الأربعة , وتصمم وتعمل على هذا الأساس ولكل محطة هناك خط بديل احتياط لطوارئ عشوائية تحدث ( حالات الحروب , الأعاصير ,خلل في التوازن البيئي ...) وبخطة طويلة المدى لسنوات لتأمين مصدر التوازن الدائم في وصولها إلى المستهلك وحفظ جزء من طاقة التوليد كإحتياط دائم لايمكن أن يتم التصرف به إلا في الحالات الإستثنائية الخارجة عن حدود الحسابات السابقة , ومحطات توليد الطاقة في سورية تعمل بكفاءة ضمن هذه الحدود , لكن المشكلة كلها تكمن في القرار السياسي غير المسؤول وأخذ منحى ً  خطيراً لأنه  يتعلق بمسألة فنية وطنية تتعلق بحياة الناس وعملهم مثل  الكهرباء.

 

وعليه إن المشكلة الأساسية هي الفوضى السياسية والإجراءات المرتجلة وعدم احترام رأي الجهات الفنية عندما يتعلق الأمر بموضوع يحتاج مهندسين ومختصين , وفات الحكومة أن قرارها بزيادة توليد واستهلاك الكهرباء في الشهور الأربعة التي  رافقت مسرحية الإنتخابات والإستفتاء على هذا الظلام والرقص , هو أحد جوانب المشكلة الأساسية , والزيادة في التوليد تعني نقصان احتياطي مخزون المياة في سدود توليد الطاقة وبالتالي ماهو مقرر لسنة تم استهلاكه في أربعة شهور والحكومة ترقص وتجبر الشعب على الرقص لشهور وسورية مضاءة في الليل والنهار , مما سبب هدراً في الطاقة الكهربائية بمستويات خطيرة مع استمرار سرقة الكهرباء بكميات كبيرة من جهات معروفة ....المهم أن الشعب يجب أن يرقص في الأنوار في هذه المناسبة العظيمة ,وبعدها يرقص من فقدان الكهرباء والحر والفقر هذا مسألة ثانوية !...المهم أن الحكومة موجودة وتفكر في تحسين الوضع المعاشي للمواطن في القصور المبردة وبدون تعجل ,وليعش الشعب في الجحيم..!.
 

الخلاصة أن الحكومة تتصرف على مبدأ زبائن مطاعم الوجبات السريعة ...اللحظية والمزاجية هي المقرر , وسرعة الخروج من المأزق هو السياسة الدائمة ...سلوكية النظام وحكومته القائم على الفوضى السياسية في التخطيط والتقرير والتنفيذ هو سبب كل المصائب التي يعيشها الشعب السوري , والكهرباء التي تمثل حاجة أساسية للمواطن لايمكن أن يستغني عنها ولسيت هناك ظروف وطنية استثنائية تقنعه بتحمل ذلك العذاب ,وأنتاج محطات توليد الطاقة في سورية التي تبلغ استطاعتها ( 40) مليار ميغا واط كافية وأكثر لتلبية حاجات المواطنين ,وهل أن تعثر بناء محطتي دير الزور ودير علي باستطاعة قدرها (1500) ميغاواط هي التي سوف تحل المشكلة ؟!, مزرعة أي  ضابط في الأجهزة الأمنية تستهلك هذا المقدار!

 

باختصار القول ليس هناك نقص في الجوانب الفنية وشركة سيمنز الألمانية وجنرال إليكتريك الأمركية وميتسوبيشي اليابانية وغيرها لاتعرف " الغنج " الحكومي السوري الذي وصفها فيه السيد رئيس الوزراء وهي تتعامل وتنفذ عقودها وفيها مصالحها , وتوفير الكهرباء هو من مسؤولية الحكومة العتيدة ولايهم الشعب السوري من هي الشركة المنفذة , الشركات تعمل حفاظاً على مصالحها , والحكومة السورية تعمل باستهتار بمصالح الشعب السوري وحاجاته الأساسية ,إنه الإستهتار والإفتعال الذي تهدف منه الحكومة لتغطية الفشل ,واشغال المواطن السوري وارباكه لصرف اهتمامه وكسر كرامته كما كان في  سنوات الثمانينات العجاف وسياسة النظام سيئة الصيت ؟! أكثر مالفت انتباهي في استمارة كانت توزع على المواطنين في زمن الحلم بالرز والزيت والموز والحرية ! سؤال في الإستمارة المعنوة في رأسها" يحكم بالإعدام كل من يدلي بمعلومات غير صحيحة " يقول : هل تنقطع الكهرباء في مكان سكنك؟! )عندما كانت تنقطع الكهرباء في عموم سورية لأكثر من عشر ساعات )...كانت الإجابات الموجودة على ملايين الإستمارات بكلمة " كلا" ...! وتعرض نتائج الإستمارات على الحكومة وترفع رأسها فخراً ...على خفض المواطن رأسه قمعاً وفقراً ...مابين فقدان الكهرباء والكرامة في الثمانينات وبين فقدانهما اليوم 2007 زمن وقمع وكذب طويل ...الشعب استنفذ صبره وكرامته وهو في طور آخر رمق يسعفه على الحياة ...ولن يقول الآن "كلا " بل يقول بصوت مرتفع "نعم"  تنقطع وينقد ويطلب توضيح السبب ومحاسبة المقصرين ...وهو يدرك من المقصر ...والحكومة التي أوصلت سورية إلى  حافة الإنهيار ...غير قادرة على إرجاع المواطن السوري وعودته إلى الوراء مرةً أخرى..!.أعدنا على طريقة الحكومة السورية إلى اللعب بحاجات الناس ...لكن العود هذه المرة غير أحمد..!.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ