يحقّ
للسلطة الحاكمة احتكار قوّة
الدولة ..
لكن أيّة سلطة !؟ وأيّة قوّة!؟
(الكلام
هنا هو عن سورية تحديداً)
عبدالله
القحطاني
أسئلة لابدّ من طرحها ، على
السلطة الحاكمة في سورية ،
وأعوانها ، وأنصارها، وكل مواطن
في سورية ، وكل فقيه في القانون
الدستوري في العالم :
أ- ما السلطة التي يحقّ لها
احتكار قوّة الدولة!؟ ( ونعني
بالسلطة هنا ، الهيئة التي تحكم
البلاد ، سواء أكانت فرداً ، أم
مجموعة).
* أهي السلطة التي جاءت إلى الحكم
بانقلاب عسكري ، وفرضت نفسها
على الناس بقوّة السلاح ! ثم
اخترعت بدعة الوراثة ، في رئاسة
الحكم الجمهوري !
* أهي السلطة التي تسرق ميزانية
الدولة ، وتودعها لحسابها
الخاصّ، في المصارف الأجنبية ..
وتشتري ببعضها عقارات فخمة ، في
بعض الدول الأجنبية، وتنشئ
شركات خاصّة لأفراد الأسرة
الحاكمة !؟
* أهي السلطة الأسرة ، التي
تعملقت ، فهيمنت على كل ما فيه
منفعة ماديّة في الدولة ،
واحتكرته لحسابها الخاصّ ،
وقزّمت الدولة ، بكل آفاقها
وطموحاتها وتاريخها وحضارتها ،
لتتناسب مع حجمها هي ، حجم
الأسرة تحديداً:( الأخوين،
وصِهرهما ، وأمّهما ، وأختهما !).
ب- ما القوى التي يحقّ للسلطة
الحاكمة احتكارها ، في الدولة
التي تحكمها؟
1- أهي قوّة
السلاح !؟ إذا كان الجواب (نعم)
فنسأل :أيّ سلاح؟
• أهو
سلاح الجيش ، الذي احتكرت
التحكّم في مفاصله ، ورتَبه ،
ومرتّباته، وتعييناته .. أسرة
مكوّنة من حفنة صغيرة ، بعدد
أصابع اليد الواحدة ..! وصارت
تعبث به كما تشاء ، تعيّن فيه من
تشاء ، وتسرّح مِن ضبّاطه مَن
تشاء ، وتحبس مَن تشاء ، وتغتال
مَن تشاء ، وتعقد الصفقات لشراء
الأسلحة كما تشاء ، وتسرق مِن
أثمانها ما تشاء ، على شكل عمولة
، أو سمسرة ، أو أيّ شكل آخر ،
وبالطريقة التي تشاء !؟ حتى صار
الفرد ، في هذا الجيش الكريم
العريق ، يحسّ باحتقارعميق
لنفسه ، ولهذه المؤسّسة التي
يعمل فيها ، والتي شكّلت أساساً
للدفاع عن الوطن ، فجعلتها
الزمرة الحاكمة عالةً على الوطن
، وجعلت كل عامل فيها عالة عليها
، وعلى الوطن كله ، بدلاً من أن
يكون عضواً فاعلاً منتجاً ،
يتوقّد حيويّة وإخلاصاً ،
وانضباطاً ، وحميّة للدفاع عن
وطنه ، وتحرير أرضه التي باعها
مؤسّس الأسرة الأسدية للعدوّ،
حين كان وزيراً للدفاع ، في ظروف
غريبة بائسة ، ثم صار رئيساً
للجمهورية ، في ظروف أشدّ غرابة
وبؤساً!؟
• أهو
سلاح الميليشيات الطائفية
الخاصّة ، التي شكّلتها الأسرة
الحاكمة، لحماية كراسيها ، كما
أرادت ، وعيّنت فيها مَن أرادت
من العسكر، ضباطاً وصفّ ضباط ،
وجنوداً .. مِن وراء ظهر الجيش
الوطني ، وبمعزل عنه .. ومَنحت
بعض قادتها ، ميزات لا يحلم
بمثلها أيّ ضابط في أيّ جيش في
العالم ، من حيث الرواتب ،
والصلاحيات، والترفيعات!؟
1- أهي قوّة
الأمن ؟ وإذا كان الجواب (نعم) ،
فنسأل أيّ أمن !؟
• أهو
أمن الشرطة ، التي لم يعد للضابط
الكبير فيها قيمة ، فضلاً عن
الصغير ، فضلاً عن صفّ الضابط ،
ومَن دونه مِن متطوّعي الشرطة،
الفقراء البائسين ، الذين
يدفعهم الفقر إلى التطوّع في
هذا السلك ، لتأمين لقمة العيش ،
لهم ولأسرهم .. فيتحمل أحدهم ما
تفرضه عليه طبيعة عمله، من
مسؤوليات ومخاطر، ومن تنقلات
مستمرّة في كل مدينة ، وبلدة ،
وقرية ، في سائر أنحاء البلاد
..وما يرافق ذلك من إحساس دائم
بالغربة، ومن توجّس وقلق وقلّة
هيبة ! مع ضآلةٍ في الراتب ،
تجعله في ضنك من العيش ، أو
تدفعه إلى مدّ يده إلى المال
الحرام ، من رشوة وابتزاز،
وخيانة للواجب السامي ، وهو
حماية أمن الوطن والمواطن ، من
الجريمة بسائر أنواعها.. حتى
يصبح مكافح الجريمة ، مرتشياً
مجرماً ، يرتدي لباس شرطي!؟
• أهو
أمن المخابرات ، الذي جعلته
الزمرة الحاكمة ، بسائر أنواعه
وفروعه، سبّة وعاراً في جبين
الوطن ، وهو المنوط به أمْر
حماية الوطن، من جواسيس الدول
الأخرى وعملائها ..! فصار هذا
الجهاز الكريم ، جهازاً
إجرامياً مشوّهاً ، مسخّراً
لخدمة الزمرة الحاكمة ، وحفظ
كراسيها، والتجسّس على مواطنيه
، وقمعهم ، وسحق كرامتهم
وإنسانيتهم ، في الأقبية
والزنازين .. وصارت كل حركة
يتحركها المواطن في بلاده،
مرتبطة به ، أي بهذا الجهاز ،
وصار الموظف الكبير فيه ،
إمبراطوراً في دائرته ، والموظف
الصغير حشرة مسحوقة ، مكلفة
بكل الجرائم والموبقات بحقّ
المواطنين ، مِن تجسّس عليهم ،
واعتقال ، وتعذيب ، وما يصاحب
هذا كله ، مِن كره لهذا الموظف ،
واحتقار مِن قِبل مواطنيه ! مع
تحميله سائرَ المسؤوليات ، عن
الجرائم التي يرتكبها الجهاز
بحقّ المواطنين ، دون أن يتقاضى
من الراتب ، ما يسدّ حاجته وحاجة
أسرته، ممّا يدفعه إلى الابتزاز
والرشوة ، لتأمين اللقمة الحرام
لأطفاله ، ودون أيّة ضمانات
حقيقية من مخاطر المهنة ، أو
توزيع للمسؤوليات ، عن الأخطاء
والجرائم التي ترتكب داخل
الجهاز بحق المواطنين !
فالضبّاط الكبار يستأثرون
بالصلاحيات كاملة ، ويحمّلون
الصغار المسؤوليات كلها ،
لاسيّما الأخلاقية منها تجاه
المواطنين ..! حتى يمكن تصنيف
العاملين في أجهزة المخابرات
السورية إلى صنفين : هما صنف
الملوك ، وصنف العبيد المسحوقين
، المخدوعين بخدعتين هما : خدعة
(حماية الوطن!) وخدعة (سلطة موظف
المخابرات !) وهم يدمّرون
الوطن بسحق أبنائه، ولا سلطة
لهم إلاّ الوهم ، الذي يزرعه في
نفوسهم ضباطهم ، أصحاب السلطات
الحقيقية في أجهزة المخابرات !
• فأيّة
سلطة هذه ، التي تحتكر قوّة
الدولة !؟ وأيّة دولة هذه ، التي
تحكمها سلطة من هذا الطراز
الشاذّ العجيب !؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|