ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 28/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


يحقّ للسلطة الحاكمة احتكار قوّة الدولة ..
لكن أيّة سلطة !؟ وأيّة قوّة!؟

 (الكلام هنا هو عن سورية تحديداً)

عبدالله القحطاني

أسئلة لابدّ من طرحها ، على السلطة الحاكمة في سورية ، وأعوانها ، وأنصارها، وكل مواطن في سورية ، وكل فقيه في القانون الدستوري في العالم :

أ- ما السلطة التي يحقّ لها احتكار قوّة الدولة!؟ ( ونعني بالسلطة هنا ، الهيئة التي تحكم البلاد ، سواء أكانت فرداً ، أم مجموعة).

* أهي السلطة التي جاءت إلى الحكم بانقلاب عسكري ، وفرضت نفسها على الناس بقوّة السلاح ! ثم اخترعت بدعة الوراثة ، في رئاسة الحكم الجمهوري !

* أهي السلطة التي تسرق ميزانية الدولة ، وتودعها لحسابها الخاصّ، في المصارف الأجنبية .. وتشتري ببعضها عقارات فخمة ، في بعض الدول الأجنبية، وتنشئ شركات خاصّة لأفراد الأسرة الحاكمة !؟

* أهي السلطة الأسرة ، التي تعملقت ، فهيمنت على كل ما فيه منفعة ماديّة في الدولة ، واحتكرته لحسابها الخاصّ ، وقزّمت الدولة ، بكل آفاقها وطموحاتها وتاريخها وحضارتها ، لتتناسب مع حجمها هي ، حجم الأسرة تحديداً:( الأخوين، وصِهرهما ، وأمّهما ، وأختهما !). 

ب- ما القوى التي يحقّ للسلطة الحاكمة احتكارها ، في الدولة التي تحكمها؟

1- أهي قوّة السلاح !؟ إذا كان الجواب (نعم) فنسأل :أيّ سلاح؟

   أهو سلاح الجيش ، الذي احتكرت التحكّم في مفاصله ، ورتَبه ، ومرتّباته، وتعييناته .. أسرة مكوّنة من حفنة صغيرة ، بعدد أصابع اليد الواحدة ..! وصارت تعبث به كما تشاء ، تعيّن فيه من تشاء ، وتسرّح مِن ضبّاطه مَن تشاء ، وتحبس مَن تشاء ، وتغتال مَن تشاء ، وتعقد الصفقات لشراء الأسلحة كما تشاء ، وتسرق مِن أثمانها ما تشاء ، على شكل عمولة ، أو سمسرة ، أو أيّ شكل آخر ، وبالطريقة التي تشاء !؟ حتى صار الفرد ، في هذا الجيش الكريم العريق ، يحسّ باحتقارعميق لنفسه ، ولهذه المؤسّسة التي يعمل فيها ، والتي شكّلت أساساً للدفاع عن الوطن ، فجعلتها الزمرة الحاكمة عالةً على الوطن ، وجعلت كل عامل فيها عالة عليها ، وعلى الوطن كله ، بدلاً من أن يكون عضواً فاعلاً منتجاً ، يتوقّد حيويّة وإخلاصاً ، وانضباطاً ، وحميّة للدفاع عن وطنه ، وتحرير أرضه التي باعها مؤسّس الأسرة الأسدية للعدوّ، حين كان وزيراً للدفاع ، في ظروف غريبة بائسة ، ثم صار رئيساً للجمهورية ، في ظروف أشدّ غرابة وبؤساً!؟

   أهو سلاح الميليشيات الطائفية الخاصّة ، التي شكّلتها الأسرة الحاكمة، لحماية كراسيها ، كما أرادت ، وعيّنت فيها مَن أرادت من العسكر، ضباطاً وصفّ ضباط ، وجنوداً .. مِن وراء ظهر الجيش الوطني ، وبمعزل عنه .. ومَنحت بعض قادتها ، ميزات لا يحلم بمثلها أيّ ضابط في أيّ جيش في العالم ، من حيث الرواتب ، والصلاحيات، والترفيعات!؟

1- أهي قوّة الأمن ؟ وإذا كان الجواب (نعم) ، فنسأل أيّ أمن !؟

   أهو أمن الشرطة ، التي لم يعد للضابط الكبير فيها قيمة ، فضلاً عن الصغير ، فضلاً عن صفّ الضابط ، ومَن دونه مِن متطوّعي الشرطة، الفقراء البائسين ، الذين يدفعهم الفقر إلى التطوّع في هذا السلك ، لتأمين لقمة العيش ، لهم ولأسرهم .. فيتحمل أحدهم ما تفرضه عليه طبيعة عمله، من مسؤوليات ومخاطر، ومن تنقلات مستمرّة في كل مدينة ، وبلدة ، وقرية ، في سائر أنحاء البلاد ..وما يرافق ذلك من إحساس دائم بالغربة، ومن توجّس وقلق وقلّة هيبة ! مع ضآلةٍ في الراتب ، تجعله في ضنك من العيش ، أو تدفعه إلى مدّ يده إلى المال الحرام ، من رشوة وابتزاز، وخيانة للواجب السامي ، وهو حماية أمن الوطن والمواطن ، من الجريمة بسائر أنواعها.. حتى يصبح مكافح الجريمة ، مرتشياً مجرماً ، يرتدي لباس شرطي!؟

   أهو أمن المخابرات ، الذي جعلته الزمرة الحاكمة ، بسائر أنواعه وفروعه، سبّة وعاراً في جبين الوطن ، وهو المنوط به أمْر حماية الوطن، من جواسيس الدول الأخرى وعملائها ..! فصار هذا الجهاز الكريم ، جهازاً إجرامياً مشوّهاً ، مسخّراً لخدمة الزمرة الحاكمة ، وحفظ كراسيها، والتجسّس على مواطنيه ، وقمعهم ، وسحق كرامتهم وإنسانيتهم ، في الأقبية والزنازين .. وصارت كل حركة يتحركها المواطن في بلاده، مرتبطة به ، أي بهذا الجهاز ، وصار الموظف الكبير فيه ، إمبراطوراً في دائرته ، والموظف  الصغير حشرة مسحوقة ، مكلفة بكل الجرائم والموبقات بحقّ المواطنين ، مِن تجسّس عليهم ، واعتقال ، وتعذيب ، وما يصاحب هذا كله ، مِن كره لهذا الموظف ، واحتقار مِن قِبل مواطنيه ! مع تحميله سائرَ المسؤوليات ، عن الجرائم التي يرتكبها الجهاز بحقّ المواطنين ، دون أن يتقاضى من الراتب ، ما يسدّ حاجته وحاجة أسرته، ممّا يدفعه إلى الابتزاز والرشوة ، لتأمين اللقمة الحرام لأطفاله ، ودون أيّة ضمانات حقيقية من مخاطر المهنة ، أو توزيع للمسؤوليات ، عن الأخطاء والجرائم التي ترتكب داخل الجهاز بحق المواطنين ! فالضبّاط الكبار يستأثرون بالصلاحيات كاملة ، ويحمّلون الصغار المسؤوليات كلها ، لاسيّما الأخلاقية منها تجاه المواطنين ..! حتى يمكن تصنيف العاملين في أجهزة المخابرات السورية إلى صنفين : هما صنف الملوك ، وصنف العبيد المسحوقين ، المخدوعين بخدعتين هما : خدعة (حماية الوطن!) وخدعة (سلطة موظف  المخابرات !) وهم يدمّرون الوطن بسحق أبنائه، ولا سلطة لهم إلاّ الوهم ، الذي يزرعه في نفوسهم ضباطهم ، أصحاب السلطات الحقيقية في أجهزة المخابرات !

   فأيّة سلطة هذه ، التي تحتكر قوّة الدولة !؟ وأيّة دولة هذه ، التي تحكمها سلطة من هذا الطراز الشاذّ العجيب !؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ