ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 11/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

جبهة الخلاص ...

وما يقال عن خلافات مزعومة داخلها.

الطاهر إبراهيم*

تشكلت جبهة الخلاص الوطني في بروكسل في 17 آذار 2006، من مكَوّنيْن أساسيين هما :المحامي "علي صدر الدين البيانوني" المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السوريين، والأستاذ "عبد الحليم خدام" نائب الرئيس السوري السابق، وأطراف أخرى من المعارضين السوريين. وكانت هذه الجبهة قد عقدت مؤتمرها التأسيسي في 4 – 5 حزيران عام 2006 ، وانبثق عن المؤتمر مؤسسات للجبهة تحت مظلة الهيئة التأسيسية. وقد زاولت المؤسسات  مهماتها وخصوصا الأمانة العامة، وهي بمثابة المكتب السياسي للجبهة.

لم يكن مستغربا هجوم النظام السوري –ممثلا بجلسة مجلس الشعب التي هوجم فيها خدام بشدة- على تشكيل الجبهة، بعد انتقال خدام إلى صف عدوه التقليدي وهم الإخوان المسلمين . كما لم يستغرب الحذر الشديد وربما العدائية اللذين اتسم بهما رد فعل بعض المعارضين في الداخل السوري وفي الخارج، نظرا لماضي الأستاذ خدام. كما أثار تشكيل هذه الجبهة على الصعيد السوري زوابع سياسية بين مؤيد ومندد لم تخفت حدتها حتى الآن.

ومع أن السوريين واللبنانيين أشقاء وجيران لدهور طويلة، إلا أن السوريين لم يحاولوا أن يقلدوا سلوكيات اللبنانيين السياسية. فكثيرا ما كان اللبناني ينتقل من المعارضة إلى الموالاة كأنه ينتقل من وظيفة إلى أخرى. لقد رأينا أمراء الحرب في لبنان ثمانينات القرن العشرين يقاتلون بعضهم في "زواريب" بيروت ثم يجرون المفاوضات وترتفع أصواتهم، فإذا ما حان وقت الطعام رأينا الخصوم يجلسون جنبا إلى جنب على طاولة طعام واحدة. لكن السوريين كان شأنهم مختلفا. فما أن ينتقل الواحد منهم من الموالاة إلى المعارضة وبالعكس حتى يقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر، ويصبح عميلا لأمريكا ولكل من هب ودب.

بعيدا عن النظرة التي كان يُنظر بها لعبد الحليم خدام أثناء وجوده في السلطة، فإن المنطق يقتضي أن يُسر المعارض بانتقاله إلى صف المعارضة، لما في ذلك من تقوية لها، لا أن يسوءه ذلك. ولأن موقف المؤيد والمندد قد أصبح من التاريخ فلن نقف عنده طويلا.

غير أن الموقف من خدام لم يكن كل شيء نجم عن تحالفه مع البيانوني. فقد وجدها البعض فرصةً لتصفية حسابات قديمة مع الإخوان المسلمين، بعد أن ساءته النجاحات التي حققوها في السنوات الخمس الأخيرة، وبعد أن أصبحوا رقما صعبا في المعادلة السياسية السورية يصعب تجاوزه في أي ترتيب للحكم في سورية مستقبلا إذا ما حصل التغيير. تمثل ذلك في مشروعهم السياسي الذي وجد القبول من معظم الأطياف على الساحة السورية.

وكان أكثر الكيد وضوحا في حق الإخوان المسلمين في سورية، لجوء حاسديهم إلى إحدى الصحف التي تصدر في بلد عربي مجاور لتنفث سمومها من خلال اجتراح الأكاذيب التي دأبت على ترويجها ضدهم. ومع أن ما ورد في الصحيفة أكثره مختلق، ولا يرقى إلى الحد الأدنى من المصداقية التي يفترض أن تتوفر في الخبر ليكون صالحا للنشر، فإن ما نشرته الصحيفة لا يرتفع عن سوية ما يدور في جلسات النميمة الذميمة.

يدور الخبر المختلق حول المؤتمر الثاني الذي تزمع جبهة الخلاص عقده في إحدى الدول الأوروبية في الشهر المقبل كما ورد في الخبر، وعمن يحضر ومن لا يحضر. فقد زعمت الصحيفة أن ثلاثة "مراقبين عامين" سابقين أعلنوا عن رفضهم حضور هذا المؤتمر، مع أن خبرا كهذا -فيما لو صح- لا يصلح أن يكون مادة تنتقص من جبهة الخلاص.

ودون الدخول في التفاصيل، فإن "ثلثي الخبر" الأول الذي نشرته الصحيفة مختلق تماما، أما الثلث الباقي من الخبر فيتعلق بشخص لا ينضوي تحت خيمة الإخوان المسلمين، وقد دعي للمؤتمر التأسيسي في حزيران من عام 2006 بصفة مستقل.

وتتضح أهمية الخبر أو تفاهته، عندما يدور أو لا يدور حول قضية أساسية. وعادة ما يدور الخبر الجاد حول مدى النجاحات أو مدى الإخفاقات التي حصدتها الجبهة خلال عام من تأسيسها، كمقياس لنجاحها أو فشلها خلال عام، لا أن يعتبر حضورٌ أعضاء أو تغيبُهم، فيما لو صح الخبر، دليلا على النجاح أو الفشل.

وقد حكمنا على تفاهة الخبر الآخر لأنه انصب على الأهمية التي أولتها الصحيفة لقيام "عبد الحليم خدام" بتوجيه دعوة للعضو المستقل المنوه عنه لحضور المؤتمر. وهو تحصيل حاصل إذ لا بد منه لكل مدعو لإشعاره بتاريخ انعقاد المؤتمر. على أننا نعتقد أن إشارة الصحيفة للدعوة كان للتمهيد لماهو أدهى وأمر في نهج الافتراء الذي دأبت عليها الصحيفة في نشر الأكاذيب المختلقة حول وجود خلافات داخل حركة الإخوان المسلمين.

فقد زعمت الصحيفة أن الدكتور "نجيب الغضبان" العضو في الأمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني -أمريكي من أصل سوري- حاول: (في لقاء مع قيادات إخوانية، بغرض تسويق نفسه في إطار خطة أمريكية تستهدف إسقاط قيادة "البيانوني" وإحلال قيادة إخوانية شابة محلها). غير أن من تابع برنامج "الاستحقاق" في تلفزيون "المستقبل" اللبناني الذي استضاف  "الغضبان" يوم الأربعاء، الأول من تموز 2007، سمع منه كلاما يناقض تماما ما ورد في خبر الصحيفة. والغضبان على كل حال لا يمثل الإخوان في الأمانة العامة لجبهة الخلاص.

يبقى أن نقول: إن الصحيفة التي أوردت الخبر، عادة ما تسند أخبارها إلى "مصدرٍ إخوانيٍّ موثوق"!. ولعل القارئ يتساءل إن كان يوجد في الإخوان المسلمين مصدر موثوق! يرضى أن يشي بأخبار جماعته حقا؟ هذا إذا كان ثمة مصدرٌ إخوانيُّ يزود هذه الصحيفة بمثل تلك الأخبار!، مع أن الأخبار التي تتسرب عن الإخوان شحيحة جداً.

*كاتب سوري      

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ