ــ
الشرع
يتجاوز الخط الأحمر الأخير
محمد
أديب طالب*
الشرع صوت سيده:
منذ بضعة أيام، وفي
المركز الثقافي في دمشق قدم
فاروق الشرع محاضرته "البليغة"
والمتخلفة سياسياً والهاذية
عربياً ودولياً والمتنوعة
الإفتاءات والمتناثرة الأحكام
والسهام وعلى غير هدىً. قال
وباعتداد بالغ الفراغ وبلهجة
تتواصل مع جنون العظمة المختلط
بعقد النقص قال "ان دور
السعودية مشلول ولا أعرف السبب".
"إن السعوديين لم يؤذن لهم
بالموافقة على لقاء سعودي مصري
سوري".
إن الشرع وأسياده
قد ذهبوا في سكة الضياع. انهم قد
بدأوا بحرب علنية على المملكة
العربية السعودية متجاهلين
حرمة المملكة وشعبها عند سبعين
في المئة من السوريين وما ينتج
عن الاعتداء على هذه الحرمة.
واضح أن الشرع يسير
على خطى سيده عندما سبق وهاجم
زعماء عرباً بينهم القادة
السعوديون ووصفهم بأنهم أنصاف
الرجال. ولقد صدق مفتي
الجمهورية اللبنانية العلامة
محمد رشيد قباني عندما قال: "السعودية
أكبر من أي هذيان".
إن النظام السوري
فقد بوصلته السياسية القيادية
ووقع في التناقض وكما كان يفعل
في السابق من باب التذاكي
والتمويه والخداع والباطنية
ويتأكد لنا ذلك عندما نمعن
النظر في قول وزير خارجية
النظام "المعلم" للفضائية
العربية: "لا يوجد فتور من
جهتنا في علاقات سوريا مع
السعودية".
ولئن أصاب العشى
السياسي مخلوطاً بالمكر
المكشوف حضرة نائب الرئيس الشرع
وبدرجة أقل حضرة وزير خارجيته،
فإن العائلة الحاكمة تتقن جيداً
وتحكم بدقة بوصلتها الإرهابية
لاستمرار دكتاتوريتها تجاه
الشعب السوري ولتفعيل تدميرها
الدائم لاستقرار المنطقة
والدول العربية المجاورة
بالذات.
الشرع يمثل زوراً
سوريا وشارعها:
قال: "سوريا تمثل
الاعتدال الحقيقي أما غيرها فهم
المستكينون". وقال: "الشارع
السوري لا يريد الحرب ولكنه لا
يقبل الاستسلام".
أولاً لا يحق للشرع
أن يتحدث باسم سوريا وعنها ولا
باسم الشارع السوري وعنه بعدما
تصدر سيده سدة الرئاسة بستة
بالمئة من أصوات المستفتين
السوريين وبعدما التأم مجلس "الشعب"
المزوّر بتصويت خمسة في المئة
من الناخبين فقط، وبعدما أسر
السوريين جميعاً في سجن كبير
بحدود الوطن.
إن الشرع يعرف
جيداً أن الاحتفالات الهذيانية
في المناسبتين البائستين من صنع
مخابرات النظام وجواسيسه
وأذنابه، وهو رغم هذه الفضيحة
يظن انه قادر على إخفاء الحقيقة
في دولة الباطل والفساد.
الشعب السوري معتدل
وغير مستكين والتاريخ المعاصر
يثبت ذلك ويشهد به، أما النظام
السوري فلا علاقة له بالاعتدال
وعلاقته بالعنصرية الطائفية
داخلياً وبالتطرف وبالعنف
والإرهاب إقليمياً شديدة
الوضوح، فأرواح أبطال الحرية
والديموقراطية في سوريا ولبنان
والعراق وفلسطين معلقة في
رقبته، ودماء آلاف الأبرياء من
النساء والأطفال تلطخ وجهه
ويديه وعينيه والعراق أبلغ
الشهود.
ثانياً: الشارع
السوري شارع حضاري لا يريد
الحرب بل يريد الخبز والسلم
والحرية، أما الشرع وأسياده
فيحضرون لحرب في سوريا ولبنان
تقطع الطريق على المحكمة
الدولية في هولندا، ورعبهم ليل
نهار من أن يساقوا إليها كقتلة
للرئيس الشهيد رفيق الحريري
ورفاقه من كبار رجالات لبنان
يكاد يعمي أبصارهم. وليس بعيداً
أن يمزقهم أمام سؤال خطير من
سيضحي بمن؟ هذا اللهم إن لم
تبلعهم المحكمة الدولية تباعاً.
فتوى الشرع
الامبراطورية:
سخر الشرع من الطرح
القائل: أن وجه الشرق الأوسط
سيتغير من لبنان وأكد أن عمر
الامبراطورية الأميركية قصير
إذا ما قيس بامبراطوريات أخرى.
وقال هذا لا يعني انهم سينتهون
كدولة عظمى ولكن لن يتمكنوا من
تنفيذ أحلامهم بالسيطرة على
الشرق الأوسط والعالم ـ انتهى
كلام الشرع وتنبؤاته ـ خلف هذه
الكلمات المفعمة بالغرور
التاريخي والسياسي يقف الشرع
ويسخر من لبنان!!.. لبنان واحة
الديموقراطية في المنطقة منذ
واحد وستين عاماً يسخر من لبنان
ولبنان ساحة الفعل السياسي
المتقد والحي بحضارة أبنائه
ورقي وعيهم وثقافتهم وإيمانهم
بالانسان والحرية.
إن وجه الشرق
الأوسط سيتغير من لبنان ومن
موقعه المركزي في الأحداث
وسيثبت لمقيم الحضارات والشعوب
قصر نظره وسوء أحكامه بعدما
يصبح هو ونظامه من مخلفات
التغيير.
خلف هذه الكلمات
يحاول الشرع أن يقف وبصلف
وادعاء وتطاول وفي صف واحد مع
هيرودوت وابن خلدون وكبار
فلاسفة التاريخ البشري. مقيم
الامبراطوريات يقصر عمر إحداها
ويقارنها بأخرى من ذوات العمر
الطويل، يحدّد مصائر الدول
وعظمتها ومسارها!! معيب ومخجل ما
يتبجح بمعرفته سياسي كعقلة
الأصبع في السياسة والتاريخ.
وفي النهاية وبحذر
وتواضع شديدين، نرى أن خطبة
فاروق الشرع خطبة وداع بامتياز
وقد تكون مقدمة لخطب وداع
يلقيها أسياده في المستقبل
القريب.
*معارض
سوري من الموقعين على إعلان
دمشق
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|