ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 26/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

أجيالنا القادمة في بؤرة الاستهداف الأمريكي الصهيوني

الجزء الأول: الأجيال الإرهابية القادمة

أ.د. محمد اسحق الريفي

ينظر الأمريكيون والصهاينة إلى الأجيال العربية والإسلامية القادمة على أنهم إرهابيون محتملون، ويتوقعون أن يتم تجنيدهم في صفوف المقاومة، ليتحولوا إلى كابوس مزعج لقواتهم الدخيلة في بلادنا، ولهذا فقد وضعوا هذه الأجيال والمؤسسات التي تربيهم على المقاومة والجهاد في بؤرة اهتمامهم وتآمرهم، وأصبحت هذه الأجيال هدفاً لدعايتهم الكاذبة ضد العرب والمسلمين وعرضة لإجراءاتهم الوقائية الاستباقية العدوانية.

 

ولا شك أن التوقعات الأمريكية والصهيونية حول توجهات أجيالنا القادمة ستتحقق لا محالة، فالعدوان الأمريكي والصهيوني على شعوبنا لم يترك لهذه الأجيال غير التهيؤ والاستعداد لمقاومة العدوان والدفاع عن الدين والأوطان، ورغم هذا فإن الأمريكيين والصهاينة ينفون أن يكون لعدوانهم أي دور في دفع هذه الأجيال للانضمام إلى صفوف المقاومة، وكأن على هذه الأجيال أن تتقبل المخططات الأمريكية والصهيونية العدوانية رغماً عن أنفها.

 

فلا يروق للأمريكيين والصهاينة أن تتربى أجيالنا القادمة على الجهاد والمقاومة وحب الاستشهاد في سبيل الله عز وجل، ولا يتقبلون من هذه الأجيال غير الاستسلام والخضوع واستقبال قواتهم المعتدية بالورود والابتسامات، ومن هنا ندرك مغزى التحريض الصهيوني للولايات المتحدة الأمريكية على وضع المؤسسات التي تنشِّئ أطفالنا تنشئة إسلامية ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية، لتجفف منابع الدعم عنها وتحاصرها وتؤلب العالم عليها.

 

وفي هذا السياق، حذر البنتاغون الإدارة الأمريكية من تحول الأجيال القادمة في العراق وفلسطين وأفغانستان إلى إرهابيين يهددون الغرب وأمريكا، وعلى ما يبدو فإن الأمريكيين باتوا مقتنعين أنهم لن ينتصروا فيما يسمونه "الحرب على الإرهاب" إلا بالقضاء على ثقافة المقاومة لدى الأجيال العربية والإسلامية القادمة، ورغم أن هذه التحذيرات تدل على نية الولايات المتحدة طمس الهوية الإسلامية لأجيالنا القادمة، فإن ساحات المعارك تؤكد أن القضاء على ثقافة المقاومة لدى هذه الأجيال هو أمر مستحيل.

 

ومن الواضح أن الأمريكيين والغربيين والصهاينة دأبوا على التعامي عن السبب الحقيقي لانتشار ظاهرة إقبال أجيالنا الناشئة على ثقافة الجهاد والمقاومة، فهم يعزون هذه الظاهرة إلى الأحوال الاقتصادية السيئة التي تمر بها بلادنا والتي – على حد زعمهم – أدت إلى انتشار اليأس والإحباط بين هذه الأجيال، وهم ينفون أن يكون للاحتلال – الذي جلب الفقر والخراب والقتل والدمار وسلب هذه الأجيال حقها في العيش بحرية وكرامة في أوطانها – أي علاقة بهذه الظاهرة.

 

ففي الشهر الماضي حذر نائب وكيل الدفاع في البنتاغون "بول برينكلي" من أنه إذا فشلت جهود إعادة البناء في العراق فإن البطالة قد تدفع الجيل القادم من العمال العراقيين إلى الانضمام إلى صفوف المجاهدين، وأنه إذا حدث ذلك فمن المحتمل أن تواجه أمريكا والغرب نحو خمسة ملايين إرهابي شاب.  وأشار برينكلي إلى أن العراق إلى حد كبير أمة من الأطفال وأن نحو أربعين في المئة من سكانه البالغ عددهم ستة وعشرين مليون نسمة تقل أعمارهم عن خمس عشرة سنة، مقارنة بنحو عشرين في المئة من سكان الولايات المتحدة الذين هم تحت السن ذاته.

 

والغريب أن الأمريكيين يعدون مقاومة العراقيين للاحتلال دليلاً على كره العراقيين لهم، وحتى ينفي العراقيون تهمة الإرهاب عنهم، عليهم أن يثبتوا حبهم للقوات المحتلة لبلادهم وترحيبهم بها، ولا يتم هذا إلا باستقبال الجيوش الصليبية بالبسمات والورود والزغاريد، حتى وأن جلبت هذه الجيوش معها للعراقيين الهلاك والفقر.  وإذا لم يستجب العراقيون للأمريكيين ويثبتوا حبهم للمحتل الأمريكي، فسيرد الأمريكيون على ذلك بالاستمرار في الاحتلال والقمع والتخريب.

 

وقد أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش الصغير هذه السياسة الخرقاء التي تتبعها بلاده تجاه الشعوب العربية والإسلامية في خطاب له قبل نحو شهر عندما قال: "إن الولايات المتحدة يجب أن تبقى في العراق لمنع مزيد من التآكل والإحساس باليأس بين الشباب العراقي، وإلا فسيكون من السهل تجنيدهم للإرهابيين".  ومعنى ذلك أن إعادة إعمار العراق وتحسين الأحوال الاقتصادية له هدف واحد، وهو استمرار الاحتلال ومنع الشعب العراقي من مقاومته بإلهاء العراقيين بتحسينات اقتصادية زائفة ووهمية، فكيف لمن أتى ليسرق ثروات العراق أن يكون منعماً على العراقيين..!!

 

وفي السياق ذاته قال بوش: "اعتقد أن الإحباط واليأس وعدم امتلاك الناس إحساساً بالمستقبل يمنح الحركات الراديكالية والراديكاليين القدرة على التجنيد بسهولة، وإذا كنت تعيش في مجتمع حيث لا يوجد لديك أمل، فستبحث عن شكل آخر للأمل الزائف".

 

ومعنى ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تضع العراقيين بين خيارين اثنين: إما الترحيب بالاحتلال والسكوت عليه، وإما استمرار الاحتلال إذا ما استمرت المقاومة، وينسحب هذا المنطق الأمريكي الصهيوني الأعوج على فلسطين وأفغانستان.

 

ولا شك أن الخيار الأول يحقق للاحتلال ما يريده دون عناء أو تكلفة، أما الخيار الثاني، وهو الخيار الاستراتيجي والوحيد للشعوب العربية والإسلامية في مواجهة العدوان والاحتلال، فمن المؤكد أنه سيخلص شعوبنا من شر الأمريكيين والصهاينة وكل المعتدين، فاستمرار المقاومة سيكلف المحتل خسائر فادحة في الأموال والأنفس وسيؤدي إلى اندحار الاحتلال مهما طال الزمن.

 

ويفهم من تحذيرات البنتاغون والمنظمات الصهيونية أن الأجيال العربية والإسلامية القادمة قد أصبحت فعلاً في دائرة استهداف الأمريكيين والصهاينة الذين يعتقدون أن الأجيال الإرهابية القادمة قد ولدت، يقول برينكلي: "الأجيال القادمة من الإرهابيين قد ولدوا بالفعل ويجري تربيتهم على الإرهاب".

 

وفي الجزء الثاني، إن شاء الله عز وجل، سنسلط الضوء على الاهتمام الأمريكي والصهيوني البالغ بانتشار ظاهرة إقبال أجيالنا الناشئة على ثقافة الجهاد والمقاومة وتفسيرهم الأخرق لهذه الظاهرة.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ