ــ
ومضات
محرضة :
المَراقص
الفضائية.. هل تنـفع أصحابها ،
في
الصراعات المصيرية !؟
عبدالله
القحطاني
القنوات الفضائية ، التي سخّرها
أصحابها للرقص ، والغناء ،
والطرب ، والعبث ، وإضاعة أوقات
الناس ، وإفساد أخلاقهم
وضمائرهم ، وإضاعة أموالهم ..
1) هل تنفع أصحابها ، في الصراعات
الحامية ، والجادّة ، والهامّة
، والتي تحدّد مصائر الأوطان
والشعوب ، والأحزاب والجماعات ..
على اختلاف أنواعها ، ومِللها ،
ونِحلها ، وتوجّهاتها العقدية ،
والفكرية ، والسياسية ..!؟
• في
الصراع الشامل بين الأمّة
وأعدائها : سياسياً ، إعلامياً ،
عسكرياً ، أمنياً، اقتصادياً ،
عقَدياً ، خلـقياً ..!
• في
الصراع الداخلي ، بين الحكومات
المستبدّة ، والمعارضات ..!
• في
الصراع السياسي ، والفكري ،
والإعلامي .. الداخلي ، بين
الأحزاب والكتل السياسية ..!
• في
الصراع بين الأحلاف ، والكتل
السياسية ، والفكرية ،
والعقَدية .. المتداخلة ، محلياً
، وإقليمياً ، ودولياً..!
2) أم تدمّرهم ـ بوعي منهم ، أو
بغير وعي ـ خلقياً ، وسياسياً ،
واجتماعياً ؛ إذ :
* تَحرمهم من فرَص الإفادة منها ،
في برامج جادّة ، هادفة ، موجّهة
.. تخدم قضيّتهم ، وتجلب لهم
احترام الناس ، وتقديرهم ،
ومؤازرتهم .. في صراعهم ضدّ
أعدائهم وخصومهم ..!
* تسقطهم في نظر الناس ، خلقياً ، واجتماعيا ،
وسياسياً .. إذ تظهرهم عابثين ،
ماجنين ، لايستحقّون عطفاً ،
ولا عوناً ، من أحد .. حتى لو
رفَعوا شعارات سامية نبيلة ،
وادّعوا أنهم يصارعون قوى
شرّيرة ، ظالمة ، فاسدة ..!
* تعطي أعداءهم ، وخصومهم ، حجّة
عليهم ، يَعرضونها على الناس ،
للتشهير بهم ، وتنفير
الناس منهم ؛ إذ ما أسهل ما يقول قائل ، من
خصومهم ، أو أعدائهم : انظروا
إلى هؤلاء التافهين ، الذين
يزعمون أنهم أصحاب قضيّة عادلة
، ويرفعون شعارات برّاقة خادعة
.. انظروا إليهم ، كيف يوظّفون
أموالهم ، ووسائل إعلامهم ، في
إسقاط أخلاقكم ، أيّها الناس ،
وتشويه عقول أبنائكم ، ونشر
الفسق ، والضلال ، والانحراف ،
بين أجيالكم! فهل هؤلاء جديرون
بمحبّتكم ، وتعاطفكم ،
ومؤازرتكم !؟ (ولابدّ من التأكيد
، هنا ، على أن دور المستشارين ،
والأعوان المقرّبين ، كبير، في
تنبيه أصحاب الفضائيات /المراقص/
، وتذكيرهم ، ونصحهم ، بما ينبغي
عليهم فعله من صواب ، وما يجب
عليهم تجنبه من خطأ ! فإن لم
يقدّموا النصيحة النافعة
المخلصة ، أو قدّموا النصيحة
الفاسدة ، الضارّة بأولياء
نعمتهم ، فبئس الأعوان هم ! وإن
أدّوا واجب النصيحة بوعي وإخلاص
، كما يؤمل منهم ، ورفضَ سادتهم
سماعَ نصحهم ، فبئس أصحاب
القضايا هم ، وبئس الزعماء ،
والوجهاء ، وقادة المجتمع ، هم ..
إن كان منهم مَن هو محسوب على
الزعماء والوجهاء ، وقادة
المجتمع ! ولن نسمّي أحداً ، هنا
! فمن وجَد نفسَه مَعنياً بهذا
الكلام ، فليصلح مِن أمر نفسه
وسلوكه .. ومَن لم يمسّه الكلام ،
فلا شأن له به !).
3) هل نحن بحاجة إلى ضرب الأمثلة ،
أم يكفي أن نشير، مجرّد إشارة ،
إلى بعض ما يجري في لبنان ، من صراع سياسي وإعلامي شرس
، تخوضه بعض القنوات الفضائية،
وتوظّف فيه كل جهد ، وكل طاقة ،
وكل خبرة ، وكل فكرة ، وكل ساعة
من ليلها ونهارها .. لخدمة هدفها
، في تحطيم خصومها ، وتدميرهم
على كل مستوى ..! وتقابلها قنوات (مَراقص
!) ، يملكها بعض هؤلاء الخصوم ،
وهم أصحاب حقّ واضح لا لبس فيه ،
وقضيّة عادلة ، لا يماري
فيها ذو عقل وإنصاف ..! لكن لا
وجود لحقّهم ، أو قضيّتهم ، في مراقصهم
الفضائية ! لأنها مملوء بما هو أهمّ ،
فيما يبدو !
فأيّ الفريقين أحقّ بالنصر ،
وباحترام الناس ، بصرف النظر عن الحقّ
والباطل ، والخطأ والصواب ، لدى
كل منهما ..!؟
وسبحان
القائل : (فإنها لا تعمى
الأبصار ولكن تعمى القلوب التي
في الصدور)
.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|