ــ
ومضات
محرّضة :
من
قال : إن إيران تحتلّ سورية ، و
تـشيّع أهلها !؟
عبدالله
القحطاني
هذا العنوان ، إنّما هو لطمأنة
الناس ، الذين يحرصون على عدم
فتح جبهة مع إيران ، لأن السياسة
، والحكمة ، والعقل ، والدهاء ،
والذكاء .. كلها تقتضي عدم فتح
هذه الجبهة ! لذا لابدّ من نسبة
الأخبار المتواترة ، والأحداث
اليومية المشاهدة بشكل كثيف
وعلني ، عن الغزوالإيراني ،
بأشكاله المختلفة ، لسورية ..
وعن التشييع المستمرّ لشعب
سورية ، بشتّى أساليب الضغط
والإغراء .. لابدّ من نسبة هذه
الأخبار كلها ، إلى المبالغة
والتهويل ، وقِصر النظر،
والتزييف الإعلامي ..! لتظلّ
الأمور كما يرام ، لاجبهة
إيرانية مفتوحة ، ولا مايحزنون..
ولتظلّ (وحدة الصفّ الإسلامي!)
قائمة على أحسن مايرام ! والحمد
لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات !
بيدَ أننا نجد أنفسنا مضطرين ـ
حرصاً على تعزيز وحدة الصف
الإسلامي ، وسلامة العقل
الإسلامي ـ إلى طرح بعض الأسئلة
، على كل عقل سليم ، أو يظنّ
صاحبه أنه سليم ، عندنا نحن
أبناء الحركة الإسلامية ، وعند
غيرنا .. فنقول :
1) على مستوى الاحتلال :
• مامعنى
الاحتلال ، من حيث دلالة
المصطلح ، الذي تعارف عليه
الناس عامّة ، والعاملون في
الحقل السياسي خاصّة !؟
• وهل
يعني الاحتلال ، فيما يعني ،
وجودَ فرق عسكرية أجنبية ،
وأسلحة أجنبية ، في عاصمة
الدولة الخاضعة للاحتلال ، كتلك
الفرق الإيرانية الموجودة في
دمشق ، وهي من القومية الفارسية
حصراً ! مع أن إيران تضمّ قوميات
شتّى ، عربية ، وكردية ، وغيرها
.. إضافة إلى القومية الفارسية !؟
• وهل
يعني الاحتلال ، فيما يعني ،
وجود عناصر استخبارات أجنبية ،
في الدولة الخاضعة للاحتلال ،
تعمل بتنسيق تامّ ، مع
استخبارات تلك الدولة ، وتتحكّم
بكثير من أنشطتها ، بأوامر عليا
من رئاسة الدولة .. كما يجري في
سورية ، بين الاستخبارات
الإيرانية ، الفارسية تحديداً ،
وبين الاستخبارات السورية !؟
• وهل
يعني الاحتلال ، فيما يعني ،
وجود قواعد عسكرية أجنبية ، في
دولة ما ، تضمّ أسلحة من أنواع
مختلفة ، وقواعد للتدريب .. كتلك
القواعد الإيرانية الفارسية ،
الموجودة في سورية !؟
2) على مستوى التشييع :
وهنا ،
كذلك ، نجد أنفسنا مضطرّين إلى
طرح بعض الأسئلة ، لتوضيح معاني
المصطلحات ، التي يتحاور حولها
العقلاء ، فنقول :
• هل
من التشييع ـ أو التبشير الشيعي
.. بمعنى أدقّ ـ دخول ألوف
المبشّرين الإيرانيين ، الفرس
تحديداً ، إلى سورية ، وتمركزهم
فيها ، وانتشارهم في مدنها
وقراها ، بدعم من أجهزة الدولة ،
التي تحمي تحرّكهم ، وتعاقب كل
من يعارضه ، ولو بكلمة واحدة ،
من أبناء البلاد !؟
• هل
من التشييع ـ أوالتبشير الشيعي
ـ الاستيلاء على مناطق معيّنة ،
في عدد من المحافظات السورية ،
عن طريق شرائها من أهلها ،
بالإغراء الشديد ، أو بالإكراه
والتهديد ، بالاستعانة
المباشرة بأجهزة المخابرات ..
ثمّ بناء مزارات ضخمة عليها،
بزعم أنها مزارات لآل البيت ، أو
بناء أضرحة لقبور قديمة ،
لايعرَف أصحابها ، بحجّة أنها
لآل البيت ، وبناء مزارات كبيرة
حولها ، وحسينيات ، وأسواق ،
وجعلها بؤراً استيطانية فارسية
، تباع فيها الكتب التي تسبّ
الصحابة وأمهات المؤمنين ،
وتعلي من شأن شخصيات تاريخية
إجرامية ، وفرق شاذّة معروفة
بكفرها وضلالها، عاثت فساداً في
بلاد المسلمين ، خلال قرون مضت ،
كالقرامطة والحشاشين .. وبناء
أوكار للرذيلة ، باسم المتعة ،
يساق إلها الشباب سَوقاً
بالإغراء والحيلة ، حتى يقعوا
في شراكها الشيطانية ، ويسقطوا
خلـقياً ، ويصبحوا أدوات رخيصة
هشّة ، بأيدي المبشّرين الفرس ،
كما تفعل عصابات الصهاينة في
فلسطين ، مع الشباب الذي تسوقه
إلى مهاوي الانحراف ، ثم تجنّده
في عمليات التجسّس ، ضدّ أبناء
وطنه وشعبه !؟
وهل يعدّ تشييع أبناء سورية
، لحساب دولة فارس ، تحديداً ..
خدمةً لآل البيت ، الذين يقتـَل
المتشيّعون لهم ، وتسبتاح
بيوتهم وأحياؤهم ، في مناطق
واسعة في العراق ، بأيدي
الميليشيات الشيعية ، المرتبطة
بدولة إيران..وذلك لأن هؤلاء
المتشيّعين العراقيين ، هم من
العرب الأصلاء ، ويرفضون هيمنة
الفرس على بلادهم ، كما يرفضون
استعباد شعبهم ، من قِبل أيّة
دولة أخرى !؟
3) على مستوى التضليل الفكري
والسياسي : هل تـُعدّ مساعي
المبشرين الفرس ، في تدمير
عقيدة المسلمين في سورية ـ من
أبناء السنّة تحديداً ـ وتحطيم
أخلاقهم ، بالفساد الجنسي ،
والهيمنة على عقولهم وقلوبهم ،
بالإغراءات المالية ، والبعثات
الدراسية ، والموائد الشهيّة ..
هل تعدّ هذه المساعي ، أقـلّ
خطراً ، من خداع عقول بعض
العقلاء ، المحسوبين على الحركة
الإسلامية ، في أقطار شتّى ،
والمهووسين بشعارات جوفاء ،
تدور حول أوهام قاتلة ، يلهثون
وراءها ، يسمّونها أسماء برّاقة
، بعيدة عمّا يجب فعله ، على
الأرض ، مثل : الوحدة الإسلامية
، ولحمة الصف الإسلامي، وتماسك
الأمة الإسلامية .. ليؤدّي هذا
كله ، في النتيجة العملية ، إلى
تعطيل طاقات الأمّة، في مجابهة
السرطان الخبيث ، الذي بدأ
ينتشر في أوصالها ، في شتّى
أنحاء العالم، وليصبّ هذا كله،
في مصلحة الإمبراطورية
القومية ، الفارسية ، الجديدة ،
اللاهثة إلى اجتياح العالم
الإسلامي ، كله ، عن طريق
التبشير بمذهب آل البيت ! فتكون
هذه الزمَر البريئة ، المخلصة ،
المحسوبة على الحركات
الإسلامية ، قيوداً خانقة ،
تقيّد عقول المسلمين ، وقلوبهم
، وأيديهم ، وأقلامهم .. عن
مجابهة السرطان الخبيث
المدمّر، تحت حجّة عدم فتح جبهة
، ضدّ دولة إسلامية ، تواجه
الحلف الأمريكي الصهيوني ! دون
أن يكلف هؤلاء (الأبرياء !)
أنفسهم ، بالنظر فيما يجري
حولهم ، من صفقات رهيبة ، بين
الروم والفرس ، لاقتسام أشلاء
العالم العربي ، الممزّق الجريح
، والذي لم يعد لديه شيء يمكن أن
يخاف عليه ، سوى عقيدته ، التي
يسعى الفرس والروم ، معاً ، إلى
تدميرها.. كلّ منهما بوسائله
الخاصّة ، ولمصلحته الخاصّة !
بَيدَ أن وسائل الفرس أخبث
وأنكى ، لأنهم يدّعون الانتماء
إلى الأمّة ، ويخدعون المسلمين
، باسم آل بيت النبوّة الأطهار!
فياللبراءة القاتلة .. إذا كان
شلّ إرادة المسلمين ، عن مجابهة
المخطّط الفارسي ، يعدّ براءة ،
تمنع الأبرياء من مجرّد سماع
التصريحات ، التي يطلقها قادة
الفرس ، حول مشروعاتهم
وطموحاتهم ، في العالم الإسلامي
.. قادةُ الفكر والسياسة ، وقادة
الأمن ، وقادة التبشير ! وقد
ملأت الكتابات الصادرة عنهم ،
والخطب والتصريحات ، والوثائق
السرية .. ملأت صفحات الإنترنت ،
لمن أراد أن يَطلع ويَعلم ، ممّن
كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو
شهيد !
ويا للجهل المدمّر ، إذا كان هذا
كله جهلاً .. مجرّد جهل !
وياللخبث الرهيب ، إذا كان هذا
كله خبثاً ، يلبس ثوب البراءة
والأخلاص ، والحرص على وحدة
الصفّ الإسلامي ، فيظهِر
أصحابَه فارسيين ، أكثر من
الفرس أنفسهم، الذين لايحرصون
على كتم نيّاتهم ، وأهدافهم ،
وطموحاتهم .. كما يحرص أبرياء
أمتنا..!
وحسبنا الله ونعم الوكيل !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|