هل
تجوز المقارنة ، بين الدولتين
الصفَوية.. والصهيونية!؟
ماجد
زاهد الشيباني
ثمّة
فروق حقيقية ، ومَشابِه حقيقية
، بين الدولتين الصفوية
والصهيونية ، تضع المراقبَ لكل
منهما ، الخبير بحقيقة كل منهما
، بين الرغبة في المقارنة من
منطلق عقلي مشوب بالحذر ،
واستبعاد هذه الرغبة من منطلق
عاطفي مشوب بالتوجّس..! إلاّ أن
الإحساس بالمسؤولية إزاء وعي
الأمّة ، الديني والسياسي
والتاريخي .. يدفع الباحث إلى
المقارنة ، دفعاً لا قِبل له
بمقاومته !
1- الدولة
الصفوية قامت على عقيدة (خاصّة!)
، اخترعها لها شخص يهودي، اسمه
عبدالله بن سبأ ، الملقّب بابن
السوداء . بينما الدولة
الصهيونية قامت على أساس عقيدة
يهودية فاسدة محرّفة ، اخترعها
اليهود لأنفسهم !
2- العقيدة
الصفوية ، التي تقوم عليها دولة
الفرس اليوم ، محرّفة عن عقيدة
إسلامية صحيحة . والعقيدة
الصهيونية ، التي تقوم عليها
دولة الصهاينة، محرّفة عن عقيدة
يهودية ، صحيحة في الأصل !
3- الدولة
الصفوية الحالية ، قامت في
إيران على أساس تطهير مذهبي ،
مارسه الشاه إسماعيل الصفوي ،
ضدّ أبناء السنّة ، الذين كانوا
يشكلون أكثرية ساحقة في إيران !
كما مارست تنكيلاً بشعاً ، ضدّ
الأعراق غير الفارسية الموجودة
في إيران ، من عرب وغير عرب. ( وما
يجري حتى اليوم ضدّ عرب الأحواز
، شاهد حيّ ماثل للعيان !.).
والدولة الصهيونية مارست
تطهيراً عرقياً ، ضدّ عرب
فلسطين ، بين قتل وحبس وتشريد،
وتجريف أراض ، ومصادرة أراض ،
وهدم بيوت .. وما تزال تمارس
أفعالها هذه ، حتى الساعة..!
4- الدولة
الصفوية ، محتلّة لبعض أراضي
جيرانها (الجزر الثلاث التايعة
لدولة الإمارات العربية
المتّحدة ). والدولة الصهيونية
محتلّة لبعض الأراضي التابعة
للدول المجاورة لها ( الجولان
السوري ) ، إضافة إلى احتلالها
لفلسطين بكاملها !(والأراضي
التي تخلّت عنها للشعب
الفلسطيني، خاضعة لهيمنتها ،
تقتحمها متى أرادت ، وتغلق
منافذها متى شاءت ، وتضع بينها
الحواجز بالطريقة التي تحبّ ،
وتعتقل من أبنائها مَن تودّ
اعتقاله ، وتغتال مَن تدفعها
مصالحها أو أحقادها إلى اغتياله
!).
5- الدولة
الصفوية ، تآمرت مع أمريكا على
احتلال أفغانستان والعراق ، بل
دفعت أمريكا ، إلى احتلال
العراق بدبابات أمريكية ،
وطائرات أمريكية، ومارينز
أمريكي لحساب إيران ! وشارك
عملاء إيران العراقيون ، وأجهزة
استخباراتها ، بتخريب العراق ،
وطناً وجيشاً وشعباً ومؤسًسات .
والدولة الصهيونية قامت
بالمهمّة نفسها ، في دفع أمريكا
إلى احتلال العراق ، وأسهمت ،
وما تزال ، في تخريبه وتمزيقه ،
والعبث بأمنه .
6- الدولة
الصفوية ، تهدّد جيرانها ، بما
تملك من أسلحة متطورة وجيش ضخم..!
والدولة الصهيونية مارست هذا
التهديد ، سنين طويلة مع
جيرانها وما تزال.
7- الدولة
الصفوية ، تطمح إلى الهيمنة
التامّة ، على منطقة الشرق
الأوسط، ولاسيّما الدول
العربية . والدولة الصهيونية ،
تطمح إلى هذه الهيمنة ، منذ
قيامها في أواسط القرن الماضي،
وما يزال طموحها هذا ، حتى
الساعة، زاداً يومياً ، لساستها
وعسكرها ، ورجال استخباراتها ،
ومواطنيها جميعاً!
8- الدولة
الصفوية ، تتّخذ من مذهبها
الشيعي الصفوي ، وسيلة لإخراج
المسلمين عن دينهم ، وجذبهم إلى
العقيدة الصفوية الشيعية ، عن
طريق مبشّريها ، الفرس وغير
الفرس ، ليكون المتشيعون الجدد
جنوداً لها ، في سعيها إلى
الهيمنة على دول المنطقة
العربية . والدولة
الصهيونية ، تسعى جاهدة ، إلى
إخراج المسلمين عن دينهم ،
بوسائل الإفساد العقَدي
والخلقي ، ليكونوا عوامل هدم في
بلدانهم ، بدلاً من أن تَعتمد
عليهم هذه البلدان ، في مقاومة
الهيمنة الصهيونية عليها ،
واستباحتها ، شعوباً وأوطاناً ،
وعقائد ، وثقافات ..!
ويبقى السؤال ، الذي لابدّ
من طرحه على كل عاقل ، من أبناء
الأمّتين، العربية والإسلامية
، وفي المقدّمة منهم صناع
القرار والرأي العقلاء ، الذين
لا يَخلب ألبابهم شعار زائف ، أو
إعلام مخاتِل ، أو وَهم مَرَضي
مزمن ..! والسؤال هو :
أيّ المشروعات الثلاثة أخطر، على
الأمّتين العربية والإسلامية ،
حاضراً ومستقبلاً : المشروع
الصفوي الفارسي ، أم المشروع
الصهيوني ، أم تَحالف المشروعين
معاً ، واتّفاقهما على اقتسام
الهيمنة والنفوذ ، على الأمتين
العربية والإسلامية ،
وتمزيقهما غنائمَ وأسلاباً ،
بين الدولتين المتنمّرتَين
المتعملقتَين..!
في غياب شبه تامّ ، للقادة
المؤهلين المخلصين ، عن مواقع
صنع القرار، في العالم العربي
والإسلامي بين المحيطَين ..!
وضياع شبه تامّ ، لمن نصّبوا
أنفسهم قادة .. بين العجز،
والجهل ، والجبن ، واللهو ،
والتآمر، والاستسلام لإرادة
عدوّ مجرم ، سمّيَ حليفاً ،
واتّخذه الضائعون من صناع
القرارات ، حامياً ونصيراً ..!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|