ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 07/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

 (ماهر عرار) مابين بَلَدَيْهِ كنـدا و نـكدا  

2 / 2

 بدرالدين حسن قربي

قصة المواطن الكندي السوري السيد/ ماهر عرار باتت معروفةً، وتحدثنا عنها في اكتوبر الماضي في مقالنا الأول.  ولكن جاء اعتذار السيد/ستيفن هاربر رئيس الحكومة الكندية مجدداً بتاريخ 25 كانون الثاني/ يناير2007 للسيد/عرار مشافهةً ومخاطبةً من دون حجاب ليضع مداميك النهاية في بناء حصنٍ منيعٍ يضاف إلى حصون كندا المتعددة على المستوى الحضاري والإنساني:

بالنيابة عن حكومة كندا أود أن أعتذر إليك وإلى مونيا مازيغ (زوجتك) وإلى عائلتك عن أي دور يُحْتَمَلُ أن يكون لَعِبَهُ مسؤولون كنديون في المحنة المروِّعة التي مررتم بها جميعاً في عامي 2002 و2003.

وبالاعتذار السالف مع تعويض قدره 10.50 مليون دولار كندي إضافة إلى 1.50 مليون أيضاً أتعاب المحامين، تكون كندا قد أغلقت هذا الملف حسب اتفاقها مع السيد/ عرار، الذي أمضى أقلّ من عامٍ من الفترة المشار إليها في زنازين بلده الأصلي، ولاقى فيها مالاقى من العذاب الأليم لِيُقَوِلوه مالايعلم، وليعترف بما لم يكن.

مازالت أصداء الخبر السابق تتردد محلياً وعالمياً بما فيها بعض المواقع الإخبارية السورية التي نشرت الخبر بطريقتها وحرفنتها الإعلامية وكأن الحديث عن كارثة السيد/ عرار التي كانت في مضاربهم ليس أكثر من كلامٍ يتردد، أو كأنه شيء من السخرية فيما يفعله الكنديون لإنسانٍ زار بلد مولده لأقل من عام وكان فيها بين أهله وناسه.  

وكان الصحيح أن تدعو السلطات السورية كل من يعنيه الأمر، وتفتح كل الملفات أمامه لتؤكد أن ماواجهه السيد/عرار لم يكن إلا افتراءً وكذباً على سلطاتٍ ناصعة البياض في سجلها عن حقوق الإنسان، ولتؤكد باليقين كذبَ مايشاع عن الزنازين والمعتقلات وما فيها من تعذيبٍ واضطهاد. ولكن هل هم قادرون وهم الأعلم بأنفسهم وتاريخهم..!؟

أكدت كندا بتعويضها المالي للسيد/عرار أن قضاء سنةٍ واحدة في زنازين النظام السوري تستاهل مبلغاً ليس أقل من عشرة ملايين دولار (قرابة 500 مليون ليرة سورية) تعويضاً عما يواجهه السجين في غياهب تلكم المعتقلات الوحشية.

ذكرني التعويض المالي الكندي السابق بتعويض السلطات السورية لأخٍ لي، والذي كانت له قصة هي أشبه ماتكون بقصة (عرار الكندي).  تم اعتقاله في زنازين السلطات السورية بتهمٍ لايعلم عنها أيَّ شيء، كما أن العائلة لم تعلم عن ولدها شيئاً بل احتسبته عند الله فقيداً.  وبعد أكثر من خمس سنوات تمّ إطلاق أسره لتأكدهم من براءته وخطأ في اعتقاله. وللتأكيد على ماكان فقد عوضوه بمبلغٍ  وقدره خمسون ألف ليرة سورية بما يعادل ألف دولار عن فترة اعتقال أكثر من خمسة سنوات في سجن تدمر مع التعذيب المتواصل.  ومن ثمّ أكدت الحكومة السورية أن سنة واحدة تخشيبة مع التعذيب تستاهل مبلغاً لايزيد عن 200 دولار تعويضاً عن كل سنة في سجن تدمر مع التعذيب والبهدلة والذي منه.

أشار تقرير لجنة التحقيق القضائية الكندية بشكل واضح إلى رفض سلطات النظام السوري التعاون مع اللجنه القضائية بهدف الوصول إلى حقيقة معاملة السيد/عرار وما واجهه في ظلمات الزنازين السورية.

يخطر في البال أن مرد رفض التعاون هو حشرية بعض الجهات الخارجية المشبوهة للتدخل بين المواطن السوري والسلطة ومحاولة دق أسافين الخلاف والتفرقة لإضعاف الدولة في مواجهتها مع الأعداء ومؤامراتهم من إسرائيل وكل من يشدّ على يديها والنيل من النظام الحاكم في وقتٍ يخوض فيه معاركه التاريخية.  ولكن الراجح أن معرفة السلطات الأمنية الأكيدة بحقيقة ماواجهه مواطنها السوري الأصل، وعظم الكبائر التي مورست عليه من التعذيب والترويع والاضطهاد مما لاعلاقة له بمعارك النظام وممانعته، أوخوفها من تسييس هذه التحقيقات. ولذا فإن السلطات الحكومية والجهات الأمنية تكره كل شيء اسمه تحقيق قضائي دولي أو محكمة دولية فهي لا تثق إلا بتحقيقاتها ومحاكمها.

أكدت كندا باعتذارها واعتماد دفع التعويضات للسيد (عرار الكندي) سلوكاً حضارياً وإنسانياً مشرِّفاً ويرفع الراس ممثلاً بأشخاصها الرسميين وحكامها بما أَبْدَوا من احترامٍ للإنسان وحقوقه ومستحقاته بغض النظر عن دينه وأصله وفصله.

وأما الآخرون فأثبتوا خلاف ماأثبته الكندييون بعدم اعتذارهم أو تعويضهم للسيد(عرار السوري) فضلاً عما لاقاه من التعذيب والمعاناة.  ولعل حجتهم أن السيد/ عرار لم يلجأ إلى القضاء الأصلي في بلده الأصلي ليُمَيِّز الناس بين ماهو أصلي وبين ماهو تقليد ومُقَلَّد.

قال لي أمينٌ وقال لي سميرٌ وأَرْوَدْ،

بل قال لي حسينٌ ومحمودٌ وأحمدْ:

هل على أناسٍ ساعدوا في سفر امرئٍ إلى مرابع طفولةٍ وبقايا وطنٍ، هجره شاباً بريئاً ابن خمسة عشر ريبعاً، أن يدفعوا مثل هذا المبلغ (الجامد) مع اعتذارٍ (أجمد)..!!؟

قلتْ: وَيْكَأَنْ..!! لِمَ لا ..!!؟ يامحمّدْ..!!

يوم يكون الرحيل الصعيب الذي نشهد،

إلى قاعٍٍ من الظلم والبطش والقمع فيه تَوَحَّشَ وتجسّدْ.

قهر الناس قتلاً وحرقاً وسجناً وتعذيباً وتصفيةً وأبعد

وبثوب العُرْب باع واقتضى، وبثوب الدين قضى واشترى، بل تستّر عهراً وتعبد،

وأشاع بين الناس طُرّاً أنه الملهِم والملهَم، وأنه المحفوظ والحافظ للأبد

وأنه السيادة والكرامة مقاوماً ممانعاً محطماً، وأنه الأول والآخر وأنه الأسد

وأنه.. وأنه.. وأنه الخالد والمخلَّد

مَنْ دُونَهُ بقايا..، مَنْ دُونَهُ رعايا..،

مَنْ دُونَهُ بغايا..، مَنْ دُونَهُ سبايا..،  وأنه الشريف والأشرف والواحد الأوحد

أكدت كندا بغالبيتها أنها مع (عرارها)، وتكلفت خزينتها قرابة أربعين مليون دولار مابين لجان تحقيق ومحاكم وتعوضيات ومحامين..الخ للوصول إلى تبرئة مواطنها مما لحق به من الأذى والعنت والاضطهاد.  وصدَّق هذا الموقف اعتذار كريم ودود من رئيس الحكومة، ليمسح عن جبين السيد/عرار شيئاً من مأساته ومعاناته الأليمة، ولتكون القصة بكل مافيها مجداً يضاف إلى مجدٍ سبقه في سـجلٍ مشرّف من الأمجاد.

ولكن هل يستطيع السيد/عرار مع السيدة/ زوجته بكل ماعرف عنهما من رباطة الجأش والإرادة والعزيمة التي مكّنتْهما من الوصول بقضيتهما إلى ماوصلت إليه، أن يدخلا تاريخ كندا من أوسع أبوابه تخليداً لقصة عطاءٍ بين مواطنٍ كريم ووطنٍ هو الأكرم والأجمل، ويؤكدا أنهما عملا كل هذا العمل للتأكيد على البراءة من التهم وإثبات مالحق بهما من المعاناة الأليمة والمروّعة، وأنهما كانا يتطلعان إلى دعم كندا لحقهما، وما كانا يطمعان في مالها ومال ضرائبها. وهم لاشك بفعلهما، يضيفان فخراً إلى فخر كندا بأمثال هكذا مواطنين ومهاجرين. 

أعتقد أنهم قادرون ومقتدرون وبالهمّة والقوة التي يملكون، أن يرجعوا القسط الأكبر من تعويضاتهم ومستحقاتهم إلى أية جهةٍ خيريةٍ كندية منفردة أو جهاتٍ مختلفة أو تأسيس عملٍ في هذا الاتجاه.

ستبقى قضية (عرار الكندي) و (عرار النكدي) بما كان فيها من ألفها إلى يائها شاهداً واضحاً على هوةٍ سحيقةٍ بين الكنديين والنكديين مردّها احترام الإنسان الذي كرمه الله، وقيمُ عدلٍ جاءت بها ولأجلها الأنبياء والرسل الكرام، وأذاناً بين العالمين أن الله يُعزّ العدل وأهلَه ويُذِلّ الظلمَ والاستبدادَ وقومَه.

cbc@hotmailme.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ