ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

نفط باللاذقية أم زفت .. ما في فرق !!

د. هشـام الشـامي :

فوجئ عمال فرع الشركة العامة للبناء والتعمير في اللاذقية أثناء قيامهم بأعمال الحفر في مشروع المبنى الجديد لفرع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الواقع في منطقة سوق الهال القديم خلف مبنى مديرية البيئة بمحافظة اللاذقية حين وصول أعمال الحفريات للأساس الوتدي التجريبي الأول إلى عمق 16 متراً بظهور سائل أسود لزج ذي رائحة نفطية سريعة الاشتعال وقد تم إرسال عينة من السائل النفطي إلى مصفاة بانياس بقصد إجراء التحاليل اللازمة عليها .

وبحسب رواية العمال فإنهم تابعوا الحفر مترين إضافيين " ليصعد السائل حتى عمق 7 أمتار ولدى قيامهم بتجربة إشعال ذلك السائل وجدوا أن اشتعاله كان سريعاً وأشبه باشتعال المطاط".

مصادر مختصة أفادت أن أقرب أنبوب لنقل النفط من مكان الحفر يبعد حوالي3 كم "مما ينفي احتمال تسرب النفط وظهوره في ذلك المكان".

و قد أكدت مصادر في وزارة النفط والثروة المعدنية أن الرواية حول وجود موقع نفطي في فرع اللاذقية للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية السابقة صحيحة غير أن الوزارة لن تكون قادرة على الإعلان عن نتيجة الموضوع حتى تتبين النتيجة فعلياً.

عبد الرحمن أبو كف معاون المدير العام للشركة العامة للبناء أوضح أن الشركة أوقفت أعمال التشييد والبناء في الموقع ذاته بعد "أن فوجئ العاملون في المشروع بتدفق النفط عند البدء بالحفر لإقامة قواعد وأساسات البناء" ، مضيفا أن الموقع "أعتبر موقعاً نفطياً غير أن أمره لم يحسم بشكل نهائي بعد حيث جرت تعبئة صهريج من هذا السائل الأسود الشبيه بالزفت كعينة وثم تحليله فتبين أنه نفط فعلاً إلا أن منسوب هذا السائل قد انخفض قليلاً بعد سحب العينة" .‏

ولفت أن الأمر أصبح "يحتاج إلى تعمق في دراسة مدى إمكانية استثمار هذا البئر النفطي" ، مشيرا أن الجهات النفطية أخذت "تتدفق إلى اللاذقية حتى أن مدير عام الشركة السورية للنفط زار الموقع فيما يتوقع وصول وزير النفط سفيان علاو بين وقت وآخر".‏

الدكتور مطانيوس حبيب وزير النفط والثروة المعدنية الأسبق قال في اتصال مع سيريانيوز إن "احتمال وجود بئر نفطي في الموقع المذكور احتمال وارد خاصة و أنه كان لدينا مؤشرات مؤكدة سابقاً لدى قيام الوزارة بحفريات في قرية فديو قرب اللاذقية دلت على وجود الغاز مما يعني بشكل كبير وجود النفط خاصة إذا علمنا أن المنطقة الساحلية تعود إلى العصر الجيولوجي الكريتاسي و أيضا كان هناك حالة سابقة في إيران في أواخر القرن التاسع عشر ظهر فيها النفط في بعض المناطق على سطح الأرض" .

وقال الدكتور حبيب "إن نتائج العينة يجب أن تكون أنجزت بعد أسبوع من سحب العينة لان الأمر لا يحتمل التأخير مشيراً إلى ضرورة أن يبت بالموضوع في أسرع وقت ممكن من قبل الشركة العامة للنفط وإعلان نتائج التحليلات لان إثارة الموضوع في الإعلام بهذا الشكل تسبب أضراراً ونتائج سلبية بالنسبة للخارج" .

هذا الخبر نقلناه من موقع سيريانيوز و الذي نُشر في 1 شباط الجاري تحت عنوان مثير يقول : ما الذي يؤخر وزارة النفط عن إعلان نتائج التحليل حول الموقع النفطي في اللاذقية ؟ .و كانت كل المواقع السورية على الشبكة العنكبوتية إضافة للصحف السورية الرسمية قد نشرت هذا الخبر في تلك الفترة أي قبل أكثر من أسبوع من اليوم ، و لكن حتى اليوم ( أي بعد أكثر من أسبوعين من إرسال العينة لمختبرات مصفاة بانياس ) لم نسمع شيئاً عن نتيجة التحليل ..

و إلى أن تظهر نتيجة التحليل ( قبل أن يموت المريض ) ؛ نتساءل نحن السوريون : هل هناك فرق إن أثبتت نتيجة التحليل وجود بئر نفطي قابل للاستثمار أم لا ؟ .

بالنسبة لي شخصياً الجواب عندي لا فرق ؛ و يبدو أن رأيي هذا عليه شبه إجماع من الأخوة السوريين ؛ هذا الإجماع عادة لا يحصل في سوريا إلا في حالات استثنائية و مصيرية كنتائج تجديد البيعة إلى الأبد لآل حافظ الأسد ؛ فالنتيجة معروفة مسبقاً و ستتجاوز الخمس تسعات و ربما التسع تسعات بحيث لا يبقى لا إنسان و لا حيوان و لا حي و ميت إلا و سيقول نعم و ألف نعم لقائد المسيرة الوحيد الأوحد المتوحد ( و هذا لا يعني بالضرورة أنه مصاب بداء التوحد الذي يصيب الأطفال عادة لا قدر الله ) . و قد اكتشفت هذه النتيجة من خلال تعليقات جميع السورين الذين قابلتهم ( أي من الواقع الحياتي و ليس من خلال صناديق الاقتراع التي اكتشفها رفاقنا الأشاوس و حصلوا من خلال هذا الاكتشاف على براءة اختراع مسجلة باسمهم ؛ فهم وحدهم الذين اخترعوا تلك الصناديق التي تضع فيها الورقة الانتخابية و قد كتب عليها ( لا ) فتخرج عند فرز الصناديق نفس الورقة و قد اختفت كلمة لا و استعيض عنها بـ ( نعم ) ، كما اكتشفتها من خلال تعليقات القراء الموجودة تحت الخبر المنشور على المواقع المذكورة ؛ و إليكم بعض هذه التعليقات :

- حسام يقول : شو هاد يا ؛ شو هالكرم ؛ بوكرة بقولوا طلع بئر ماء ، بدل ما يطلع بئر نفط ؛ و بشتغل الشفط ...

- عجيب غريب : بعد كل هذا الضجيج الذي أحدثه بئر النفط المكتشف ؛ و انشراح قلوب السوريين و السوريات بمستقبل واعد ؛  قرر بعض العارفين بالنفط و جولوجيا المنطقة عدم التسرع و وصف الحمار بالحصان . شيء جميل سننتظر ! و لكن صديقي الذي لا يحب الانتظار قال لي : اليوم صهريج و غداً اثنان .. !! .

- أبو ناهي : يا ريت ما تكون  هالقصة مثل قصة حبل الماس الذي اكتشفوه قبل عدة سنوات و الذي تم توزيعه على السادة المواطنين فص فص ( بكسر الفاء ) عالماشي .

- المهندس : مع الاحترام ؛ لماذا من المتوقع وصول وزير النفط سفيان علاو بين وقت وآخر ، يعني يا أما لازم يكون أجا فوراً أو بلاها ، يعني جاي يتفرج عالبير ...ليش بتعملو ثقلة للمسؤولين عندنا، وبعدين بيصير الخبر : بئر النفط المكتشف يشكر الرفاق وزير النفط وأمين الفرع...على اكتشافه و...

- وسيم : خربت اللاذقية .  يا سلام بكرة بحطولنا حفارة بترول بنص اللاذقية .... تصورو معي شو رح بيصير بالبلد?? بكرة بسدو شارع المغرب العربي و بصير هونيك في ورشة و خود على تلوث و ضجة و تحويل للطرقات و زحمة....إن شاء الله يكون البئر النفطي الرئيسي بيبعدلو شي 5. كم عن مركز المدينة .

- محمد : هذا البئر و ما أدراك ما البئر .  وكما حدثتكم يا إخواني فسيبدأ المسلسل المكسيكي الألفي حول بئر العجائب في سوق هال اللاذقية ومن سيربح البئر من دوائر الحكومة وبدأت بوادر السباق باختفاء أخبار الصهريج ناقل العينة الأولى في دهاليز ومتاهات مخابر وزارة النفط المصونة - في دول العالم غيرنا يكفيهم لترا واحدا كعينة للفحص والنتيجة تحصل خلال 24 ساعة!! - ويبدو أنه سيتبع بصهاريج وصهاريج إلى...

- أنا سوري يا نيالي : المنحوس منحوس حتى لو ؟؟؟؟؟؟؟؟ فانوس . لك مكتوب علينا نحنا السوريين بحياتنا ما نفرح من شان هيك لا تتفاءلوا كتير بكره بيطلع شي تسريب من أنبوب نفط أو من مخزن لشي مصنع قريب من الموقع المهم ما رح نفرح . إذا بكرة القدم ما فرحنا رح نفرح بحقل بترول لك أأأأأأأأأأأأأأأأخ يا بلد ..

نكتفي بهذه التعليقات و من أراد المزيد فما عليه إلا الدخول إلى المواقع التي نشرت هذا الخبر ، و بعد قراءتي لهذه التعليقات و سماعي لتعليقات أخرى ممن حولي ؛ اكتشفت أنني لست الوحيد ( المفتّح و الفهلوي و الفهمان ) بالبلد ، فالكل يعرف أين تجيّر ثروات الوطن ، و لو اكتشفنا في باطن أرضه الطيبة أموال قارون و عجل هارون و كنوز الإنس و الجان ( ما رح ينوبنا شي ) نحن ( المعتّرين ) الذين يدعوننا ( رأفة و رحمة بل خبثاً و خداعاً ) مواطنين أما فيما بينهم فيسموننا ( بالرعاع ) .

أحد الأصدقاء قال عندما سمع بخبر اكتشاف البئر النفطي : من حظ مخلوف و بقية شلة النصب و الاحتيال . و آخر قال : البترول لمخلوف و الزفت للمنتوف . فقال آخر : حتى الزفت ما رح تشوفوه ؛ و رح تبقى الشوارع محفّرة أو بزفتوها و بحفروها من جديد مشان تشتغل شركة مخلوف الوطنية للزفت و التزفيت .

عندما سأل أحد أعضاء مجلس الشعب أيام الأسد الأول : أين يذهب دخل البترول ؟ .( فهو لم يدخل ميزانية الدولة على الإطلاق ) . ذهب هذا العضو ( الفضولي و كتير الغلبة ) إلى ما خلف الشمس ( و لم يعرف أحد مصيره ) . رغم أن سوريا يومها كانت تصنف من الدول المتقدمة عربياً في مجال تصدير النفط .

أما وزير النفط أيام الأسد الأول فكان أكثر دبلوماسية ( من رفاقه المخابرات أعضاء مجلس أشعب ) عندما سأله أحد الصحفيين المشاغبين عن النفط و أين يذهب دخله فأجاب : إنه في أيد ( أمينة ) . ربما كان يقصد يد (الأمين) العام للحزب القائد .

هنا سألت سُمّاري : هل سمعتم بقصة أبي جاسم ؟ . أجابوني: و من هو أبو جاسم هذا ؟ . فقلت : أبو جاسم هذا ؛ أحد الفلاحين الطيبين الفقراء الذين يعيشون على الزراعة في أرضه الواقعة في ريف إدلب الخضراء ؛ كان قد ورث عن أبيه قطعة أرض صغيرة مزروعة بأشجار الزيتون و التين و الكرز و الجوز و الخوخ و بعض الأشجار المثمرة الأخرى ، كان أكبر حلم له أن يحفر بئراً داخل أرضه و يتدفق الماء فيحيي أرضه و يزيدها خضرة و رونقاً و جمالاً ؛ و زاد حماسه عندما حفر جاره أبو زياد بئراً في أرضه و وصل للمياه الجوفية و وضع مضخة و بدأ يضخ الماء و يسقي الشجر و البشر ، باع أبو جاسم بعض فاكهة الصيف و جمع بعض النقود و استدان مبلغاً من أخوته و أبناء عمومته و اشترى عدة الحفر و بدأ يحفر هو و أولاده الشباب بالقرب من  أرض جاره أبي زياد بحماس و تفاؤل ، و بعد جهد و كد و تعب و نصب كان يصطدم على عمق بضعة أمتار بصخرة كبيرة ، فيندب حظه العاثر و يبتعد عن الحفرة السابقة بضعة أمتار و يحفر من جديد فتعود الصخرة القاسية لتعانده من جديد ، و حفر أكثر من خمس حفر و اصطدم بهذه الصخرة اللعينة الضخمة حتى كاد أن ييأس ، و في المرة السادسة و بينما كان يحفر بحذر و هو يخشى أن يعاوده كابوس الصخرة اللعينة و إذ بدأ التراب يغور تحت قدميه داخل الأرض و كأنه يغور في فراغ ، فخرج و أمر أولاده بالخروج و الانصراف لأن الليل كان قد أرخى سدوله ؛ و قضى ليلته يفكر فيما رآه و يقلب أفكاره و يحاول أن يجد تفسيراً له . و في اليوم التالي انطلق باكراً بصحبة أولاده إلى الحفرة و بعد أن نزلوا داخل الحفرة بدأوا يزيلون التراب بتأن و حذر قرب الفوهة التي غارت معهم بالأمس و شيئاً فشيئاً انفتحت أمامهم مغارة كبيرة يبدو أن الصخرة الضخمة العنيدة تشكل سقفها ، و لأن المغارة  كانت مظلمة أمر أحد أولاده أن يأتيه بمصباح و عندما وضع المصباح في فوهة المغارة عرف أنها واسعة لأنه لم يستطع رؤية أطرافها ، فتشجع أحد أبنائه و نزل داخل المغارة و بيده المصباح ثم عاد و هو يصرخ مندهشاً : ( ما بعرف شوفي جوّه ؛ في كتير شغلات غريبة ؛ شكلوا كنز ) . نزل الأب مع أولاده و شاهدوا بعض التماثيل و التوابيت الحجرية و جرار فخارية صغيرة مصفوفة بجانب بعضها البعض تزيد عن العشرين . صاح بأولاده و هو يغادر المغارة : اخرجوا بسرعة . و بعد أن خرجوا جميعاً من المغارة ؛ سأله جاسم : ماذا ستفعل يا أبي . أجابه : سأبلغ الحكومة طبعاً ، هذه آثار و هي ملك الوطن و واجبي أن أبلغ المسؤولين . حاول أولاده أن يثنوه عن ذلك ، و أن يتكتّموا عن الأمر حتى يتمكنوا من بيع هذه الكنوز فيقبروا الفقر دونما نتيجة ، و أصر على التبليغ . و أسرع إلى مخفر القرية و بلّغ المساعد رئيس المخفر الذي اتصل بالمحافظة فأرسلت خبراء بالآثار ، فكشفوا على المغارة و تأكدوا أنها آثار قديمة و جرار ذهبية و تماثيل مذهبة ربما تعود للعصر الروماني ، و وضعوا حرساً على المغارة و منعوا أي إنسان من الاقتراب منها . و بدأ أهل القرية يتوافدون إلى أرض أبي جاسم . و أخذوا يهنئونه على هذا الكنز العظيم . و يباركون له تلك المنحة الإلهية القيّمة ، بعضهم قال له : سيعطونك نسبة جيدة من الكنز و ستصبح غنياً . و آخر قال : ستأخذ مكافأة ضخمة على أمانتك و شهامتك و وطنيتك . و علق آخر : لو لم تبلّغ عن الكنز لأصبحت أغنى واحد بالبلد . كما تكاثرت الوفود القادمة من العاصمة . و في اليوم الثالث من اكتشاف الكنز وصلت مجموعة من عناصر سرايا الدفاع مدججة بالسلاح و حاصرت الأرض و منعت أي شخص من الاقتراب من المغارة ، و كعادته أسرع أبو جاسم لتقديم واجب الضيافة لهم و ذبح آخر خمس دجاجات لديه هن ما تبقى عنده بعد أن كثر ضيوفه في الأيام الأخيرة ؛ أما الحلوى فلا داعي لها لأن عناصر السرايا كانوا يفضلون تناول الفواكه من أشجارها المثمرة مباشرة ، و عندما حل الظلام بدأت المجموعة بنقل محتويات المغارة ، و شاهد أبو جاسم بعينيه الأواني الفخارية المملؤوة بالقطع النقدية الذهبية و الفضية و التماثيل مختلفة الأحجام و الأنواع و التوابيت الحجرية الضخمة و هي تُنقل و ترص في شاحنات سرايا الدفاع ، ثم سمع أحد الضباط يقول لعناصره : هل بقي شيء داخل المغارة ؟ . فأجابوه : لم يبق شيء سيدي . فنادى أحد العناصر قائلاً : اذهب و تأكد أنه لم يبق و لا حتى قطعة نقدية قد تكون سقطت على الأرض أثناء التحميل . ذهب و عاد و قال للضباط : لا يوجد أي شيء سيدي . فقال لهم : تحركوا يا شباب بسرعة . فهدرت أصوات محركات السيارات . فركض أبو جاسم خلفها و هو يصرخ : إلا أين أخذتم هذه الآثار ؟. فلم يرد عليه أحد ، و اكتفى بعض العناصر بإطلاق قهقهات ساخرة و إشارات بذيئة . حيث أشار له عنصر استقل كبينة الشاحنة العسكرية بإصبع يده الوسطى ؛ و وضع آخر قبضة يده اليمنى داخل كفه الأيسر ثم أطلق ساقه نحو الأمام باتجاهه وهو يقول له : ( خود ) . أما الثالث فوضع إبهاميه على شحمتي أذنيه و فرد كفيه و هو يحرك أصابعه و يمد لسانه خارج فمه باتجاهه ككلب يلهث .   

و منذ ذلك اليوم ( من صيف عام 1981م ) و أبو جاسم يبحث عن أثاره بلا كلل و لا ملل ، زار متحف إدلب عدة مرات فلم يجد منها شيء ، ثم زار متاحف دمشق و حلب و اللاذقية و بقية مدن سوريا دون أن يرى أي أثر لها ، كان يعرف شكلها و خاصة ذلك الحصان الذهبي الذي يزيد طوله عن متر و نصف و ارتفاعه عن متر و رأسه مرفوع عالياً و هو ينظر إلى السماء . و كان يسأل القائمين على تلك المتاحف هل جاءتكم آثاراً جديدة صفاتها كذا و كذا اكتشفت في قريتي ؟ ؛ في أرضي ؟؛ في مزرعتي ؟ . بعضهم كان يجيب بالنفي و بعضهم كان يتجرأ بعد سماعه للقصة و يقول : اذهب و ابحث عنها في جيوب رفعت . و هكذا تبخرت كنوز أرض أبي جاسم ، و لم يبق عنده لا دجاج يبيض و لا ثمر يُأكل .

علق أحد سماري على قصة أبي جاسم قائلاً : ذهب رفعت و جميل و عدنان و فواز و باسل و حافظ و بقية حرامية آل الأسد بعد أن كدّسوا أموالهم التي نهبوها من عرقنا و دمائنا في بنوك أوربا و أمريكا ، و جاء دور بشار و ماهر و شوكت و مخلوف و شاليش و أخرس دون أن يبشم مصاصوا الدماء أو يشبعوا ، الآن فقط عرفت معنى القائل : لا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فإن الجوع باق فيها ما بقيت .

و قال آخر : الكنوز كثيرة ؛ فهناك كنز سيرياتيل ؛ و كنز الإسمنت و كنز المنطقة الحرة و كنز المصارف و الشركات القابضة ( التي تقبض عندنا و لا تعطي ) و حديثاً هناك تباشير عن اكتشاف كنز البورصة حيث سيجمعون ثمالة ما بقي في جيوب المواطنين من الملاليم ثم يقولون لهم : البقية بحياتكم ؛ البورصة وقعت ..

و قال آخر : لذلك حتى الآن لم تظهر نتيجة تحليل العينة ، ثم تسآل بخبث : هل سمعتم عن عينة بحجم صهريج ؟.و تابع قائلا ً: يبدو أن النتيجة لن تظهر حتى يتصاعد الدخان الأبيض من نوافذ و مداخن ( قصر الشعب ) و يتفق أفراد العصابة على اليد الأمينة الجديدة التي ستحرس النفط الجديد !!!.

و قال الأخير : يبدو أنهم سيشفطون كل شيء في هذا الوطن ؛ النفط و الآثار و كل الكنوز و الثروات ، فأهل الثورة !! أحق بالثروة !! ، أما نحن الرعاع فينطبق علينا المثل ( يا داخل بين النفط و الآثار ما بنوبك غير الغبرة و الشحوار ).....

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ