ــ
قراءة
في اطروحة (حبيب عيسى)
غسان
النجار*
المقالة التي دبّجها يراع الأخ
الكاتب حبيب عيسى ، الناشط
الحقوقي في لجان إحياء المجتمع
المدني وعضو لجنة التنسيق
والمتابعة في إعلان دمشق بعنوان
: (حتى لا يبقى إعلان دمشق مجرد
وعد ) ، يعتبر بحق اطروحة سياسية
, وضعت الأصبع على الجرح ،
وتلمّست موطن الداء وموضع
الدواء، وسبل النجاح في حركة
وتجمع (إعلان دمشق للتغيير
الوطني الديمقراطي ) .
ويفهم من سياق المقال أن الخطاب
موجّه إلى المجلس الوطني ل (
إعلان دمشق ) ، وأنّه يلفت النظر
: أنّ الخطر المحدق بمستقبل
(إعلان دمشق ) هو من الداخل أكثر
منه من الخارج .
ولا أدلّ على صدقية البحث
وموضوعيته أنّ عدد قرّاء المقال
تجاوز ألفا وثلاثمائة وخمسين
قارئا لغاية هذا التاريخ على
موقع واحد هو موقع ( النداء )
العائد لتجمع ( إعلان دمشق
للتغيير الوطني الديمقراطي ) 0
ولتعميم الفائدة من هذا البحث
ووضع النقاط على الحروف وبغية
مراجعة الذات والنقد البنّاء
أحبّ أن أختصر جوانب من الأفكار
الأساسية التي أراد صاحب المقال
أن يوصلها للناشطين السياسيين ،
مع بعض الحواشي والتعليقات :
1. المرحلة
الراهنة في سورية ليست مرحلة
للصراع الأيديولوجي، وليست
مرحلة صراع بين برامج أحزاب،
ولا مرحلة اقتسام مغانم أو بروز
زعامات، إنها مرحلة التحالف بين
جميع قوى المجتمع وفعالياته كل
حسب طاقته لتهيئة المناخ
الاجتماعي والسياسي والثقافي
والقانوني المتوازن للتغيير
المنشود
2. الأحزاب
والقوى السياسية ابتعدت عن أن
تكون أحزابا جماهيرية وأبعدت عن
أن تكون رافعة للوعي السياسي
للجماهير ومحرّضا لزجّها في
العمل العام 0
3. انّه لأمر
بالغ الأهمية أن نزيل العقبات
الذاتية الكامنة فينا وفي
مكوّنات القوى المشكّلة لإعلان
دمشق قبل الحديث عن مواجهة
العقبات والأخطار الناتجة عن
الاستبداد والقمع الضاغط على
الإعلان من خارجه 0
4. لابد من
مصارحة الأحزاب السياسية
المنضوية تحت سقف إعلان دمشق
للتعامل بشكل مختلف مع الإعلان
ومؤسساته ، فتلك الأحزاب لها
هيكليتها وإعلامها وكوادرها
وأجندتها التي تعبّر عن أهدافها
وتطلّعاتها وخاصة من خلال تحالف
معلن يدعى ( التجمّع الوطني
الديمقراطي ) 0
5.
إن هيكلية إعلان دمشق ، وفق
المؤسسات الحزبية هو بالإضافة
إلى كونه إعدام لإعلان دمشق فهو
تكرار لاضرورة له لوضع الأحزاب
أو( التجمع ) الّذي يمثّل
تحالفها 0
6. يجب أن
لاتفكّر تلك القوى السياسية
المنضوية تحت إعلان دمشق بفرض
الوصاية عليه وإنما عليها أن
تنضوي تحت رايات إعلان دمشق ، لا
أن ينضوي الإعلان تحت رايتها أو
وفق إستراتجيتها 0
7. إن إعلان
دمشق هو مظلّة لجميع التيّارات
والمستقلين والسياسيين، وانّ
اختيار الممثلين في اللوائح
التنفيذية والهيكلية يجب أن لا
يطغى فيه جانب على جانب آخر من
قوى سياسية معينة ، على لوائح
الإعلان والمؤسسات التابعة له 0
8. يجب وضع
هيكلية مرنة – لامركزية – تبدأ
ببناء مؤسسات الإعلان من
القاعدة إلى القمّة وليس العكس
وبالتالي فانّ التوصيات
والقرارات تبدأ من اللجان
الداعمة إلى المجلس الوطني
فالأمانة العامة 0
9. التأكيد
على أنّ المرحلة ليست مرحلة
صراع على السلطة ، وإنما مرحلة
بناء مناخ ديمقراطي سليم ، فتبؤ
المراكز القياديّة مسؤولية و
تكليف وليس تشريف ومغرم وليس
مغنم 0
10.
إن الكلمة الفصل في نجاح
إعلان دمشق أو فشله تكمن في نجاح
الدعوة إلى النفير الشعبي العام
لإنقاذ الوطن والعودة إلى
الطريق الرحب المؤدي إلى
الحريّة والتقدم والديمقراطية
ولذلك ينبغي تجنّب ( الشخصنة ) و (
الأستذة ) و ( الأنانية ) و ( تعويم
الذات ) فكلّ له تجربته الخاصّة
، فاستبقوا الخيرات وانفروا
خفافا وثقالا كلّ فيما يسّر
الله له من علم وعمل ونشاط وتحرك
سلميّ وحضاريّ ولن يكون هذا
الاّ لصالح الأمّة والوطن 0
وبعد
هذا العرض الموجز – بتصرف –
لمقال الأستاذ حبيب عيسى ، أورد
مقطعا من مقالة بعنوان ( المشهد
السياسي السوري ) للأستاذ هيثم
المالح والّذي قدّم استقالته من
تجمّع ( إعلان دمشق ) على خلفية
بعض السلبيات ، يقول : " لم
يتضح لي أنّ القوى السياسية
العاملة على الساحة السورية
مستعدّة لأن تمارس ديمقراطية
تبشّر بها أو تلتمس العذر
للآخرين على مخالفتها وحتى الآن
لا زال البعض يعاود استحضار
الماضي الّذي تحيط به شوائب
كثيرة وهو لايستطيع الفكاك منه
، كما يغلب على العمل العام
الشخصنة ورغبة الظهور وجلب
الأضواء " 0
وفي هذا السياق أسمح لنفسي أن
أضرب بعض الأمثلة المنشّطة أو
المعيقة لتقدّم مؤسسات ( إعلان
دمشق ) وذلك تحاشيا لوقوع أي
فصيل – مهما كانت الدوافع
والنوايا – في مطبّات تصادم
القوى المشكّلة لتجمّع ( إعلان
دمشق ) ،فهذا لا يؤذي القوى
المتصادمة فحسب بل يغلق الطريق
أمام الآخرين الّذين يقفون موقف
المتفرج وينتظرون ما سيؤول إليه
( إعلان دمشق )
0 :
1- عدم عرقلة
قرار المجلس الوطني التأسيسي
لتطبيق(العلنية ) على مؤسسات (
إعلان دمشق ) فهو قرار مصيري
وحياتي لاستمرار عمل المعارضة
تحت مظلّة إعلان دمشق في نسق
أفقي مطّرد فهو لا يعطي
الشفافية أمام الشعب فحسب بل
أمام الدولة والنظام أيضا كي
تتعامل مع قوى الإعلان بأسلوب
واقعي حضاري0
2- عدم عرقلة
الاتصال مع الفصائل الأساسية
للمعارضة في الخارج أو الداخل
لتنسيق المواقف ضمن مبادئ
وثوابت الإعلان 0
3- تجمّع (
إعلان دمشق ) هو تجمّع حركي
مفتوح وليس تنظيم حزبي مغلق ،
فعلى كل نصير وداعم وقيادي في
تجمّع الإعلان أن يجهر بصوته
عاليا في كل المحافل والمواقع
الاليكترونية– دون إذن من أحد
– بغية تعويم مبادئ الإعلان في
أوساط الشعب
والدخول إلى أغوار المجتمع من
أجل تحريك الأكثرية الصامتة
التي غيّبها القمع أو الإحباط
وأن نقدّم أنفسنا قرابين
لكسر حاجز الخوف لدى جماهير
شعبنا الّذين تعرّضوا لأذى بدني
ومعاشي ونفسي وكثير من غسيل
الدماغ 0
4- تقديم
الدعم الماديّ والمعنوي
والحقوقيّ للمئات من الأفراد –
غير المشتركين بإعلان دمشق –
الّذين يتعرّضون لجور النظام من
خلال محاكم استثنائية – أمن
دولة وعسكرية – ففي غياب ذلك
سينظر اؤلئك إلينا في المستقبل
بطريقة سلبية 0
5- التيّار
المحافظ والإسلامي المستقل –
والّذي يشكّل كتلة المجتمع
الأساسية والأكثرية الصامتة -
هو المعوّل عليه في الحراك
السياسي القادم وعملية التغيير
الديمقراطي ، بالإضافة إلى
الرموز المستقلة الأخرى من
الليبراليين ولجان إحياء
المجتمع المدني والأخوة
الأكراد الذّين أصابهم – كباقي
شعبنا – ظلم كبير فهؤلاء يجب أن
لا نضع العصي في عجلة قطارهم
المتساوق مع مطاليب شعبنا من
حرّية وديمقراطية
ودولة مدنية عصرية تعددية
تداولية ، فلا زال إعلان دمشق
فقيرا في أوساطهم وهو مانسعى
للارتقاء والنهوض بهم إليه ،
هذا التيّار المحافظ يجب أن
يكون له حضوره وممثّليه من
القاعدة والى رأس الهرم ، وكل
محاولة لإقصائه أو تهميشه –
لمآرب حزبية -
سيقابل برد فعل يتحمّل
مسؤوليته الطرف المعيق أمام
التاريخ والأجيال وهو قطعا ليس
في مصلحة التغيير الوطني
الديمقراطي المنشود 0
6- وأخيرا
فانّ الديمقراطية هي ممارسة
وليست تنظيرا أو ديكورا أو
يافطة نعلّقه على اسم حزبنا أو
صدورنا كي نجذب الأنظار إليه ،
بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو
ألقى معاذيره ، ولنتجرّد من
أسارى أحزابنا في التعامل مع
الآخرين فنحن الآن في مجال
تقديم المغارم والتضحيات وليس
في حسبان المغانم والأمنيات ،
وصدق الله العظيم ( فلولا كان من
القرون من قبلكم أولو بقية
ينهون عن الفساد في الأرض ، الاّ
قليلا ممن أنجينا منهم ، واتّبع
الّذين ظلموا ما أترفوا فيه
وكانوا مجرمين ) (هود-116 ) 0
ما أريد إلا الاصلاح – ما استطعت
– وما توفيقي إلا بالله عليه
توكلت واليه أنيب 0
*عضو
لجنة التنسيق والمتابعة –عضو
مكتب الأمانة-إعلان دمشق
للتغيير الوطني الديمقراطي
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|