ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 10/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

إعدام صدام

نجدت الأصفري / أمريكا 

أصبح اغتيال صدام حسين حديث الساعة اليوم في جميع المنتديات ووسائل الإعلام ، ومما يؤلم العالم كله صديق صدام وعدوه ، انه لم يعرف قدره ومكانته إلا بعد أن اغتيل بأيد آثمة ، ومما يؤلم أكثر أن الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء هم من أبناء جلدته ومواطنيه ، درسهم وعلمهم وحصلوا على أعلى الشهادات والدرجات ، ولم يفرق بينهم وبين أي مواطن آخر ، حتى في رسائله الأخيرة كان يحث الشعب بجميع أطيافه على الوحدة وقد أرسل من سجنه رسالة يهيب بالسيستاني ( المرجع الصفوي) أن يعمل على جمع كلمة الشعب شيعة وسنة ، بدل أن يبذل السيستاني جهده في هذا إذا به يرسل مندوبه ليحضر جريمة اغتيال صدام حسين مشفوعا بكل الكلمات البذيئة السافلة تمطر الأسد وهو مغلول الأيدي مصفد الأرجل لم يبق له إلا لسانه فلم يتوانى في الثواني الأخيرة  من استخدامه في الرد على قاتليه والمتآمرين عليه فوصفهم بإيجاز( خونة عملاء الاستعمار و تخدمون أسيادكم الفرس ) كما سبق له لما عرف أن المحكمة الصورية الهزلية قد أصدرت رأيها بإعدامه قبل أن تنتهي محاكمته وتستمع لشهود الزور الذين حشروهم بلا وازع من دين ولا أمانة الشهادة فقال ( أنا أتحمل بكل شرف مسؤولية ضرب إيران بالأسلحة التقليدية ) أما ما عداها فلم أقم بشيء مما تتهمونني به .

كلمات إلى جهنم  ، والشتيمة التي تعف عنها المومسات ، دقت طبلات آذان الحاضرين ثم نقلت عبر الشاشات الصغيرة إلى أسماع العالم كله ليكون شهيدا على نوعية الحاقدين ينفثون حقد أسيادهم الفرس الذين ألجمهم يوم فكروا باختراق حصون الأمة وأسوارها عبر العراق الأبيّ .

شيء آخر ملفت للنظر ، لماذا لم يكملوا محاكمته على ما أسموه حملة الأنفال ؟ هل لخوفهم أن يكشف أسرار أسيادهم الذين فعلوها واتهموه بها؟ لقد قالت معظم صحف العالم ( عجلوا قتله في أيام الأعياد ونهاية الأسبوع وعيد الأضحى ليكتموا أسرارهم في صدره قبل أن يفشيها) أين تقارير لجان الأمم المتحدة التي فحصت الجثث ووجدت على شفاه المغدورين ترسبات خضراء نتيجة مواد كيماوية لا تتوفر لدى الجيش العراقي وهو تقرير سمعنا عنه من أكثر من مصدر ، لكن أصحاب الغايات الدنيئة والقصد الإجرامي خفوا كل مصدر يوضح هذه الحقائق .

العتب على الإدارة الأمريكية التي سعت عبر مصالحها الخاصة وتغطية لحربها الغير مبررة ، وحتى لا تزيد نقمة شعبها الذي أصبح أكثر من ثلثيه ضد تصرفاتها واسلوب إدارتها لحرب بنيت على كذب وتلفيق ممجوج ، وترفض أن تجد حلا لخروجها من مستنقع غطست فيه ويستحيل عليها الخروج منه.

قبول الرئيس بحلول ( بيكر هاملتون)  إقرار من الرئيس بفشله الكامل يجعل من يتربص به لضربة قاضية وهي الخلع ( الطرد) قبل نهاية فترته التي بقي فيها سنة واحدة ، لهذا يعتمد اسلوب المراوغة والمطمطة كي يكسب الوقت ويرمي حل المعضلة على كتف الرئيس المقبل .

لم أكن أحب صدام ، ويؤذيني منظره بكبرياء وتعالي مستهجن حتى عندما يقلد ضباطه الأشاوس الذين أبلوا في حربه مع من كان يسميهم ( المجوس عبدة النار ) هذه الفوقية والتكبر جعلتني لا أرتاح له ، لكن أخا شيعيا عربيا مثقفا يحمل أعلى الشهادات العلمية (الدكتوراه) من الاتحاد السوفييتي في مجال الكيمياء ، يعمل في مركز مراقبة تلوث الماء والهواء في منطقة الشعيبة الصناعية في الكويت ، وهو لا يستطيع دخول العراق لهروبه من الخدمة العسكرية بعدما عاد من دراسته في الاتحاد السوفييتي ، فكان لنا لقاءات كثيرة كان منطقيا في أحاديثه عن صدام حسين يذمه في أمور ولكنه يمدحه كثيرا في أمور لا يعرفها إلا أهل العراق منها على سبيل المثال أنه قال لي مرة بعد خمس سنوات من اشتعال الحرب العراقية الإيرانية :

- أنا موسوي فهل تعرف ماذا يعني ذلك ؟

= طبعا لا

- يعني أنا من سلالة موسى الكاظم .ويكفي أن يعرف ذلك كل شيعي ليرفع مقامي ويلبي طلباتي مهما كانت ، ويقدم لي كل ما أطلب تقربا للبركة .

= هذا شيء عجيب ، وماذا تقدم له بالمقابل ؟

 - الدجل في بركاتي وأنا شيوعي الأفكار زان مع كل امرأة شاطرتني الرغبة في العراق والاتحاد السوفييتي ، وسأبقى لا أوفر امرأة أستطيع الوصول إليها .

= هذا شيء طبيعي في رجل مثلك عاش في الاتحاد السوفييتي الذي كانت من إحدى مبادئه ( شيوعية المرأة ) وما علاقة ذلك بصدام حسين ؟

- هو الرجل الذي استطاع أن يخلق طبقة من العلماء لا يتوفر مثلهم في أي بلد عربي آخر . كذلك لا تستطيع أن ترى موظف سواء صغيرا أو كبيرا يمد يده ليأخذ رشوة من أحد مهما كانت كبيرة ومغرية ، لم يفرق بين أبناء العراق مهما كان دينه ومذهبه ، الذين يعملون عنده من الشيعة أكثر بكثير من السنة ، كذلك من المسيحيين وغيرهم ، لكنني أود أن أقول لك الأهم من كل هذا .

= تفضل .

-  إنه حاول أن يبني للأمة العربية شيئا جديدا لا يوجد مثله عند أية دولة أخرى ، وهو ما ضربته إسرائيل ( مفاعل 14 تموز النووي ) فقد كان على سباق مع الزمن في تكملته لينجز للأمة وله شيئا يفتخر به ليتعادل مع ما لدى إسرائيل .كان مثاله الأعلى صلاح الدين الأيوبي .

= وما هو قصدك من هذا ؟

-  الموضوع يحتاج إلى دقة في فهم حيثياته وأبعاده الجانبية ، نحن نصف سكان العراق ، يحج الشيعة فينا إلى قم في إيران قبل أن يحجوا إلى مكة وهذا تابع إلى مبدأ ديني عندنا أن الحج إلى أولي الأمر لأخذ بركاتهم وتوصياتهم أول خطوة في إطاعة الله معتمدين على حديث يكررونه يوميا أمام كل شيعي ليخوفوه وهو ( من لم يكن له وليا فوليه الشيطان ) وسمعت أن عند السنة شبيها له مع بعض التغيير ، هذا الأمر جعل ولاء العراقيين البسطاء لإيران وليس للعراق ، تأمرهم فيستجيبوا ، وتطلب منهم فلا يترددوا ، هل وضحت لك الفكرة ؟

= لا لم تتضح بعد .

-  يا أخي الأمر واضح إذا كان ولاء شعب معين ليس لبلده وحكومته بل ولاءهم لدولة أخرى فما ذا يمكن أن يحصل؟ تصور إذا كان ولاء المسيحيين للفاتيكان أكثر من ولاءهم لبلادهم ودولهم ، فماذا يمكن أن يحصل في جميع البلاد المسيحية ؟ ستنعدم سيطرة الحكومات في جميع الدول التي تدين بالمسيحية على شعوبها وتصبح بيد الفاتيكان لكن الفاتيكان ليس له تلك السلطة ليس لعدم رغبته بذلك بل بسبب وعي الشعوب المسيحية التي ترى مصالحها ضمن بلدانها وليس خارجها ، هذا بالضبط ما كان يحصل في العراق فقد كان ولاء الشيعة العراقية لنظام الملالي في طهران خاصة أولئك الذين هم من أصل إيراني وهم كثيرون قدم لهم العراق الملجأ الآمن من طغيان الشاه فإذا بهم يصبحون طابورا خامسا ضد العراق لرد الجميل بالإساءة . مما اضطرت حكومة صدام حسين إلى طرد كثيرين منهم وإعادتهم لإيران الخميني صاحب نظرية تصدير الثورة للبلاد العربية الإسلامية . فهل توضحت الفكرة ، أم لا ؟

  =  لم أستطع ربط الأمور ببعضها .

-  بدأت معك بأن صدام يرغب في عمل شيء جديد وحديث ولا يتوفر في أي دولة عربية أخرى ، شيء ما في المجال النووي ، فإذا وضعناك أنت أو أي شخص مكانه لتنفيذ فكرة مثل هذه ولديك مثل هذه التشكيلة الملونة كأوراق اللعب في العقيدة والولاء، فقل لي بالله عليك كيف تستطيع أن تعلن هذا للملأ  وتتعاون معهم في أمور خطيرة تهم الوطن وتتوقف عليه سلامته وأمنه  فتشيع جو من الديمقراطية تسمح لكل إمعة وبوق لدولة عدوة أن يعرف كل شيء عنه وينقله لأعدائك ، فهل هذا ممكنا ، إن الحزم الذي أبداه صدام في إدارة البلاد جعل ذلك ممكنا ، لكن ما أن أصبح مشروعه يحبو ويتطور حتى جاء السهم القاتل من رجل لابد أنك سمعت قصته ذاك المسيحي الذي ابتعث لفرنسا لصالح هذا المشروع وزود بكل التحذيرات والتوصيات بكتمان مهمته هناك إلا أن الموساد أرسل فتاة جميلة كمندوبة مواد تجميل لزيارة زوجته وكررت زيارتها إلى أن حازت على صداقتها في نفس الوقت الذي جهزوا لزوجها فاتنة أخرى أوقعوه في غرامها حتى توصلوا بخطة محبوكة لانتزاع كل المعلومات منه عن مهمته هناك . عندما اكتملت معلومات إسرائيل عن المشروع ، أهدافه ، موقعه ، واسلوب حمايته ، قامت بالقضاء عليه قضاء مبرما لا حياة فيه بعد ذلك ، فهل لو كنت أنت أو أنا مكانه في هذه التركيبة السكانية ، هل كان بإمكاننا فتح الديمقراطية أمام هكذا شعب ولاؤه لغير حكومته ، أنا من هذه الناحية أقدر حرص صدام على الحزم والتكتم على المشاريع الهامة التي كان ينفذها في البلاد بسر وكتمان . هذا ما يعيبون على نظام صدام هذا الحزم الذي يسمونه الديكتاتورية والطغيان .كثيرون من الشيعة مثلي تجاه صدام .

     لكن الأمور اتضحت الآن أن الذين يتحركون ليسوا ضد صدام بل هم ضد إخوانهم ومواطنيهم ، بدأ غول القتل فاتحا فكييه لابتلاع العراق ماض وحاضر ومستقبل ، لعلي أشير ما سبق ونقلته عن الخبير الإيراني الشيعي الذي قدمه مدير معهد واشنطن على شاشة (سي سبان ) فقال بمنتهى الوضوح (إن إيران تتدخل في العراق تمشيا مع مصالحها التي تريد عراقا ضعيفا ولن تسمح بعراق قوي بعد اليوم أبدا،وفرق بين الحدود الشرقية لإيران ( أفغانستان) والحدود الغربية لها (العراق) فقال ليس لإيران هدس أو وسواس من الحدود الأفغانية لأن تركيبتها السكانية تقوم على العشائرية التي ليس لها تأثير على إيران ، بينما العراق يدعمه دول عربية ممتدة قوميا ودينيا ( سنيا) متواجد في العراق ، سوريا ، لبنان ، الأردن ، السعودية، وغيرها .

لهذا يتضح للمراقب الذكي موقف حافظ أسد ومن بعده ابنه بشار في الوقوف مع إيران بهذه القوة والصلابة والالتصاق بهذا الشكل ، ويوضح الفكرة ذاك النقاش الذي ورد على لسان السيد خدام في مقابلة العربية منذ بضعة أشهر عندما كان بشار يضايق الحريري ويطبق عليه ، فلما سأله خدام عن سبب تضايق بشار من الحريري قال بشكل واضح ، بأن الحريري يجمّع السنة حوله في طرابلس ، فلما استفسر خدام بقوله ، هذه تركيبة لبنان ، ألا ترى الموارنة لهم حزب الكتائب والقوات، والشيعة لهم أمل وحزب الله .. قال لا، هؤلاء السنة *****

نخلص من ذلك أن إعدام صدام كشف الغشاوة التي كانت تعمي عيون البعض عن الحقائق أن المطلوب هو رأس الإسلام السني ، لتمتد ريش المثقب الكهربائي إلى رؤوسه بعد أن يقضوا على من تبقى من السنة العراقيين فهل وضح الأمر؟؟؟؟

ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ