ــ
ومضات
محرضة(5)
الديموقراطي
الحقيقي والوحيد..
هو
الذي يجد مَن يَردعه عن
الاستبداد!
عبدالله
القحطاني
• الاستبداد
غريزة كامنة في النفس ، يمكن
تسميتها الأثَرة ، أو حبّ
الاستئثار.. وهي موجودة عند
البشر جميعاً ، كباراً وصغاراً !
فالطفل يحبّ أن يتملّك كل ما
حوله ، وأن ينفرد به وحده ..!
• وحبّ
السيطرة ، غريزة كامنة في النفس
، أيضاً ، تَظهر أول ما تَظهر
عند الأطفال، فيبدو أحدهم
راغباً بالهيمنة على مَن حولَه
، ممّن هم في سنّه ، أو أصغر منه..
وعلى كل مَن يراهم أضعفَ منه ،
من حيث القوّة البدنية ، أو
العقلية ! وقد يكون أحدهم
مستضعَـفاً مِن قِبل غيرِه ،
خاضعاً لسيطرة هذا الغير، فإذا
وجَد مَن هو أضعفُ منه،
استضعفَه ، وبَسط سيطرتَه عليه !
• وحبّ
الانفراد بالسلطة ( الاستبداد) ،
غريزة تجمع الغريزتين معاً :
حبَّ السيطرة، وحبَّ التملّك
الذي تحقّقه السيطرة ! وقد قال
الشاعر، عمر بن أبي ربيعة ، في
معرض الحبّ والاستبداد فيه :
إنّما العاجز مَن لا يَستبدّ !
• البغي
ظاهرة واسعة الانتشار، وهو
تجاوزُ المرءِ حدودَه وحقوقَه ،
إلى حدود الآخرين وحقوقهم .
فالله سبحانه وتعالى يقول : (
وإنّ كثيراً مِن الخُلَطاءِ
لَيبْغي بَعضُهم على بعض ..) فإذا
تحقّقت السيطرة لشخص ما ، على
الناس ، أغْرتْه بالبغي..!
• الاستبداد
بالحكم ، وبالسلطة ، ظلم قائم
بذاته ، حتى لو خَلا من البغي !
• المتنبي
قال :
والظلم مِن شِيَم النفوس ،
فإن تَجدْ
ذا عِفّةٍ .. فلِعلّةٍ لا
يَظلـمُ
• العِلّة
التي تَردع عن الظلم ، إمّا أن
تكون معنوية ، ك ( التقوى..
الأخلاق.. المروءات.. ) ، أو
مادّية ( قوّة الخوف ، من
العقوبات القانونية ، أو
الأضرار الناجمة عن ردود الفعل
البشرية ، أو الخسارة المصلحية
، ومنها: خسارة المنصب ، وخسارة
السمعة / بالفضائح الإعلامية /
وخسارة المال ..) .
• إذا
لم يَجد القويّ القادرعلى
الاستبداد ، قوّة مادية ، أو
معنوية ، تَردعه عن استبداده،
فلن يتورع ، مِن تلقاء نفسه ، عن
الاستبداد ..!
• بعض
القادرين على الاستبداد ،
يسوّغون استبدادَهم تَسويغات
مختلفة ، منها : حماية المصلحة
الوطنية ، وحماية الوحدة
الوطنية ..!
• الخلاصة
: الديموقراطي الحقيقي ،
والوحيد ، هو الذي يَجد مَن
يردعه عن الاستبداد، بقوّة من
القوى الرادعه : قوّة القانون ،
أو قوّة المعارضة السياسية ، أو
قوّة الإثارة الإعلامية ، أو
حتى القوّة البدنية ، المسلّحة
وغير المسلحة ..!
• المهمّ
في القوّة الرادعة ، هو أن تُقنع
مَن تحدّثه نفسُه بالاستبداد ،
بأن كلفة الاستبداد، أكبرُ عليه
، بكثير ، من الفائدة المتوقّعة
منه ..!
• وعندئذ
.. يَجد الناس
أمامَهم حاكماً غيرَ مستبدّ ،
بصرف النظر عن موقع الحكم الذي
يمارس فيه استبداده ، سواء أكان
رئاسة دولة ، أم وزارة ، أم
محافظة..! أم كان الحالمُ
بالاستبداد ، مختاراً في قرية ،
أوفي حيّ من مدينة ..!
• فكم
عدد الناس الذين يدركون هذه
الحقيقة !؟
• وكم
عدد الناس المستعدّين لردع
الحالمين بالاستبداد ، عن
استبدادهم ، مِن بين الذين
يدركون هذه الحقيقة !؟
• وكم
عدد الناس القادرين على الردع ،
مِن بين المستعدّين له !؟
• وكم
عدد الناس القادرين على الردع
بالأسلوب الصحيح ، من بين
القادرين عليه !؟
• وكم
عدد الناس القادرين على الإجابة
، على السؤال الأخير.. كلّ في
بلده !؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|