ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 17/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرضة(5)

الديموقراطي الحقيقي والوحيد..

هو الذي يجد مَن يَردعه عن الاستبداد!

عبدالله القحطاني

   الاستبداد غريزة كامنة في النفس ، يمكن تسميتها الأثَرة ، أو حبّ الاستئثار.. وهي موجودة عند البشر جميعاً ، كباراً وصغاراً ! فالطفل يحبّ أن يتملّك كل ما حوله ، وأن ينفرد به وحده ..!

   وحبّ السيطرة ، غريزة كامنة في النفس ، أيضاً ، تَظهر أول ما تَظهر عند الأطفال، فيبدو أحدهم راغباً بالهيمنة على مَن حولَه ، ممّن هم في سنّه ، أو أصغر منه.. وعلى كل مَن يراهم أضعفَ منه ، من حيث القوّة البدنية ، أو العقلية ! وقد يكون أحدهم مستضعَـفاً مِن قِبل غيرِه ، خاضعاً لسيطرة هذا الغير، فإذا وجَد مَن هو أضعفُ منه، استضعفَه ، وبَسط سيطرتَه عليه !

   وحبّ الانفراد بالسلطة ( الاستبداد) ، غريزة تجمع الغريزتين معاً : حبَّ السيطرة، وحبَّ التملّك الذي تحقّقه السيطرة ! وقد قال الشاعر، عمر بن أبي ربيعة ، في معرض الحبّ والاستبداد فيه : إنّما العاجز مَن لا يَستبدّ !

   البغي ظاهرة واسعة الانتشار، وهو تجاوزُ المرءِ حدودَه وحقوقَه ، إلى حدود الآخرين وحقوقهم . فالله سبحانه وتعالى يقول : ( وإنّ كثيراً مِن الخُلَطاءِ لَيبْغي بَعضُهم على بعض ..) فإذا تحقّقت السيطرة لشخص ما ، على الناس ، أغْرتْه بالبغي..!

   الاستبداد بالحكم ، وبالسلطة ، ظلم قائم بذاته ، حتى لو خَلا من البغي !

   المتنبي قال :

     والظلم مِن شِيَم النفوس ، فإن تَجدْ        ذا عِفّةٍ .. فلِعلّةٍ لا يَظلـمُ

   العِلّة التي تَردع عن الظلم ، إمّا أن تكون معنوية ، ك ( التقوى.. الأخلاق.. المروءات.. ) ، أو مادّية ( قوّة الخوف ، من العقوبات القانونية ، أو الأضرار الناجمة عن ردود الفعل البشرية ، أو الخسارة المصلحية ، ومنها: خسارة المنصب ، وخسارة السمعة / بالفضائح الإعلامية / وخسارة المال ..) .

   إذا لم يَجد القويّ القادرعلى الاستبداد ، قوّة مادية ، أو معنوية ، تَردعه عن استبداده، فلن يتورع ، مِن تلقاء نفسه ، عن الاستبداد ..!

   بعض القادرين على الاستبداد ، يسوّغون استبدادَهم تَسويغات مختلفة ، منها : حماية المصلحة الوطنية ، وحماية الوحدة الوطنية ..!

   الخلاصة : الديموقراطي الحقيقي ، والوحيد ، هو الذي يَجد مَن يردعه عن الاستبداد، بقوّة من القوى الرادعه : قوّة القانون ، أو قوّة المعارضة السياسية ، أو قوّة الإثارة الإعلامية ، أو حتى القوّة البدنية ، المسلّحة وغير المسلحة ..!

   المهمّ في القوّة الرادعة ، هو أن تُقنع مَن تحدّثه نفسُه بالاستبداد ، بأن كلفة الاستبداد، أكبرُ عليه ، بكثير ، من الفائدة المتوقّعة منه ..!

   وعندئذ .. يَجد  الناس أمامَهم حاكماً غيرَ مستبدّ ، بصرف النظر عن موقع الحكم الذي يمارس فيه استبداده ، سواء أكان رئاسة دولة ، أم وزارة ، أم محافظة..! أم كان الحالمُ بالاستبداد ، مختاراً في قرية ، أوفي حيّ من مدينة ..!

   فكم عدد الناس الذين يدركون هذه الحقيقة !؟

   وكم عدد الناس المستعدّين لردع الحالمين بالاستبداد ، عن استبدادهم ، مِن بين الذين يدركون هذه الحقيقة !؟

   وكم عدد الناس القادرين على الردع ، مِن بين المستعدّين له !؟

   وكم عدد الناس القادرين على الردع بالأسلوب الصحيح ، من بين القادرين عليه !؟

   وكم عدد الناس القادرين على الإجابة ، على السؤال الأخير.. كلّ في بلده !؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ