ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 17/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

أبواق نظام دمشق ومسكّناته

إبراهيم درويش

Syria_kurds@yahoo.com

بين فترة وأخرى، أو بالأحرى كلما لفّ الحبل أكثر على عنق نظام دمشق بادرت أبواقه الإعلامية المفتقرة إلى أدنى درجات الصدق إلى إطلاق سيل من التصريحات الجوفاء،أو بمعنى أدقّ إلى ضخّ كمٍّ من المسكنات للشارع السوري المتلهّف لأي بارقة أمل أو بصيص ضوء في آخر النفق المظلم الذي حشر النظام نفسه وشعبه ووطنه فيه بفعل سياساته الحمقاء وتصرفاته الرعناء،على أمل تمرير مرحلة وإحداث المزيد من التخدير والإحباط لدى مواطننا الذي لم يعد يعرف ما هو الممنوع وما هو المسموح،وما هو حقه وما هو حق غيره،في ظل الأحكام العرفية وقانون الطوارىء المعمول بهما منذ ما يزيد على خمسة وأربعين عاماً بالتمام والكمال على أيدي عصابة ينقصها الوعي التامّ والشعور الكامل بالمسؤولية!!

نسوق هذه المقدمة بين يدي التصريحات التي طالعتنا بها أبواق للنظام حول نيته إجراء إصلاحات،أو تخفيف بعض من وطأته، طالما عانى الوطن السوري منها؛مثل تعديل المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على أن حزب البعث الحاكم هو قائد المجتمع والدولة،وإجراءات ترشيح وانتخاب رئيس الجمهورية،وغيرها من المسكنات التي ضخت أمس وأمس الأول في وسائل الإعلام.

وبهذه المناسبة يحق لنا أن نطرح جملة من الأسئلة،لعلها توضح جانباً من أسباب إطلاق هذه البالونات الحمراء،التي استعارت لونها من الدماء القانية الزكية التي أريقت بغياً وعدواناً في مثل هذا الشهر من عام 1982م في مدينة حماة الخالدة على أيدي من ينتظر بعضهم الإصلاح منه: هل لهذه التصريحات علاقة باستدعاء تناسي ما حدث في شهر شباط من عام المذبحة الكبرى ومأساة العصر،التي راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف مواطن في حماة بين قتيل ومفقود،معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة؟ وهل هذه التصريحات تأتي لتلميع وجه رأس النظام الكالح غداة طرح قضية الاستفتاء عليه لسبع سنين أخرى؟ أم أنها تجيء في سياق تلميع الحزب الحاكم وحشد البلهاء والمخدوعين خلف شعاراته "ومعالجاته السحرية"لقضايا الوطن الشائكة والمستفحلة؟ لماذا لا تأتي هذه الإصلاحات قبل إجراء الانتخابات المزمع إجراؤها في آذار القادم ليجد الحزب حجمه الحقيقي لدى شعب صار يئنّ من وطأته كل هذه العقود من السنين؟ أترى لهذه التصريحات علاقة  بتحسين صورة الحزب في فترة ما قبل الانتخابات في نظر المواطن الذي لم يقبض سوى الريح من القائمين عليه طوال أربعة وأربعين عاماً؟ أيّ انتخابات ستجري في ظل قانون الطوارىء والأحكام العرفية وانعدام الأمن والأمان والقانون والعدالة والمساواة؟ أيّ إصلاحات تبشّرنا بها أبواق النظام والقبضة الأمنية في ازدياد والعودة إلى العنف الثوري والقبضة الحديدية التي خيّمت على أجواء سورية أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات تعود إلى واجهة الأحداث بسرعة؟ هل مَن يريد الإصلاح وتحسين العلاقة مع المواطن والشارع السوري يلجأ إلى المزيد من الاعتقالات والمداهمات لبيوت الآمنين،وبخاصة المواطنين الكرد في هذه الأيام؟ وأيّ ذنب اقترفوه؟ كيف يمكن لنا التوفيق بين ما نسمعه من أبواق النظام الإعلامية،وما نراه على أرض الواقع؟

إن من يريد فعلاً إجراء إصلاحات لا ينتظر إلى ما بعد الانتخابات التي ـ إن جرت في ظل الأوضاع والقوانين السائدة ـ لن تغيّر من واقع الأمر شيئاً،ولا يؤجل البتّ في الملفات الإنسانية الشائكة ذات الصفة المستعجلة،من مثل: قضية عشرات الألوف من المواطنين السوريين واللبنانيين والأردنيين والفلسطينيين وغيرهم المفقودين في السجون السورية منذ أكثر من سبعة وعشرين عاماً،والقانون 49 لعام 1980 الذي يقضي بعقوبة الإعدام لمجرد الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين،وقضية مئات الآلاف ( نعم مئات الآلاف) من المواطنين الكرد السوريين المجردين من الجنسية السورية بفعل سياسات عنصرية أوجدها النظام الحاكم نفسه والحزب الحاكم نفسه في دمشق منذ عام 1962م،وقانون الطوارىء المعمول به منذ مجيء البعث إلى الحكم قبل أربعة وأربعين عاماً،هذا القانون الذي فرض بذريعة أن البلد في حالة حرب مع الكيان الصهيوني،والكل يعلم أنّ العلاقات بين النظامين السوري والإسرائيلي علاقات مودة وتفاهم وحسن جوار،حتى في أثناء عدوان إسرائيل خلال  تموز وآب عام2006م على لبنان. بل لعلّ كثيرين لا يعلمون أن التنسيق الأمني  وتبادل المعلومات والخبرات بين نظام دمشق وحكومة العدوّ الصهيوني كان على أعلى المستويات منذ عقود،وكان من نتيجته في أواسط الثمانينيات استعانة حافظ أسد بفريق من الموساد  الصهيوني لتتبّع خلية من المعارضة السورية وكشفها ومن ثم ضربها،وقد قام أسد حينها بتقديم جزيل شكره للكيان الصهيوني على هذه الخدمة الجليلة. الأمر الذي يؤكد أن حالة الطوارىء لم تفرض إلا لإذلال المواطن وقهره وخنق الأصوات الحرة المنادية بالحرية والكرامة والقضاء على الفساد والمفسدين. فهل يعقل مَن هذا نهجه وأخصّ خصائص شخصيته أن يغيّر جلده ويخلع أنيابه ومخالبه ويتحول إلى حمل وديع يستفاد من جلده ولحمه ؟ أنا شخصياً أستبعد،ولا أرى في هذا التهريج الإعلامي إلا مسكّنات لتمرير مرحلة.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ