إيران
في مواجهة العالم
شيكاغو
تريبيون - 27/3/2007
ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي
لقد كان من المقرر أن يقوم الرئيس
الإيراني أحمدي نجاد بإلقاء
خطاب عاصف في الامم المتحدة
نهاية شهر مارس. و لكنه ألغى هذا
الخطاب في اللحظات الأخيرة ,
ملقياً اللوم على الولايات
المتحدة بزعم أنها تأخرت في
إصدار تأشيرته للدخول الى
الولايات المتحدة. أمر سئ جداً.
فبعد الجهود التي بذلت العام
الماضي للحد من طموحات إيران
النووية كنا نتمنى أن نشهد
نتائج ملموسة حول إيقاف هذا
البرنامج النووي وكذلك التوقف
عن دعم الأنشطة الإرهابية حول
العالم ، و كذلك أن نسمع تفسيرات
وشروحات حول حقيقة التهديد
الإيراني المستمر لإسرائيل.
ولكن أحمدي نجاد فضل الجلوس في
البيت عوضا عن ذلك و الاكتفاء
بالمشاهدة,، ليس على هزيمة
جديدة للأمم المتحدة فحسب بل
وأضف على ذلك أنه تجنب موجة من
الأسئلة حول قضية البحارة التي
قد تتحول الى أزمة رهائن جديدة.
ان قدومه الى نيويورك يعني أنه
سيضطر لمواجهة أسئلة الصحفيين
حول هذه القضية . الذين سيسألونه
"لماذا قامت إيران باحتجاز 15
بحاراً بريطانيا وهو ما يتوقع
أن يزيد المنطقة اشتعالاً في
الوقت الذي هي ليست
بحاجة الى ذلك " .
هل تم أخذ هؤلاء البحارة كأوراق
للمساومة, ومن أجل أن يتم
استبدالهم بخمسة من الإيرانيين
الذين تم اعتقالهم من قبل
القوات الامريكية في شهر يناير
الماضي في العراق, كما نشرت إحدى
الصحف السعودية التي تصدر من
لندن؟ ام هل تم اعتقالهم من أجل
صرف الانتباه عن القرار الذي
صدر في الامم المتحدة بالإجماع
نهاية الأسبوع الماضي وينص على
تشديد العقوبات على إيران لوقف
طموحاتها النووية؟ ام هل نعتبر
أن الأمر هو بمثابة تحذير
للولايات المتحدة و القوات
الغربية التي تقوم بعمليات في
الدول المجاورة للعراق بأن
إيران قادرة على فعل أشياء
مزعجة لهذه القوات عندما تريد
ذلك؟
قد تثير تصرفات أحمدي نجاد إعجاب
بعض سكان نيويورك, كما حدث العام
الماضي. ولكن نجاد بحاجة الى نصر
حقيقي في العلاقات العامة ليس
في نيويورك فقط و إنما في إيران
نفسها. فالكثير من الإيرانيين
قلقون جداً لشعورهم بأن بلادهم
تتجه نحو مزيد من العزلة
الدولية دبلوماسياً و
اقتصادياً. ان أسر هؤلاء الجنود
البريطانيين و التحقيق معهم وعزلهم
وتصويرهم كجواسيس قد ينجح في أن
تصور إيران نفسها بانها ضحية
للاعتداءات الغربية. و لكن هذا
الأمر لا حاجة له و قد يكون
أمراً استفزازياً.
وهناك بعض الأدلة التي تشير الى
أن هناك حرباً أخرى تشن في
العالم ضد إيران. ففي الأسبوع
الماضي أصدر الرئيسان الصيني و
الروسي بياناً مشتركاً يدعوان
فيه إيران الى تنفيذ و احترام
قرارات مجلس الأمن. وقد قال
الرئيسان بوتين و هو جينتاو بأن
بلديهما مستعد للبحث عن حل شامل
وطويل المدى و يحظى بقبول جميع
الأطراف لحل المشكلة النووية
الإيرانية. وقد شدد الطرفان على
أهمية حل هذا النزاع بشكل سلمي.
ولكن نص الرسالة كان واضحاً و لم
يخطأ الهدف: ان الدولتين
الحليفتين لإيران و الشريكين
التجاريين قد بدأ صبرهما
بالنفاد.
وتناقش إيران منذ سنوات بأن
موضوع تخصيب اليورانيوم هو حق
من حقوقها بحسب اتفاقية الحد من
انتشار الأسلحة النووية. ولوحت
بتلك المعاهدة كشاهد على حقها
في تخصيب اليورانيوم. ان كل هذا
الأمر هو بالطبع هراء. وهذا هو
ما يطلق عليه العالم "الخداع
الإيراني", و لكن ما الذي يقوم
الملالي يعمله؟ انهم يقومون
بالانسحاب حتى من هذه المعاهدة
التي يستشهدون فيها لإثبات حقهم
المزعوم. وقد أعلنت إيران الأحد
الماضي أنها سوف توقف جزئياً
تعاونها مع الوكالة الدولية
للطاقة النووية.
في الحقيقة فان تعاون إيران
الكامل مع الوكالة الدولية
سيكون تهديداً أكبر في الوقت
الحالي. و لكن هذا الأمر لن يكون
قريباً حتى. لنلق نظرة على
التقارير الكثيرة التي أصدرتها
الوكالة حول إيران. ان هناك
قائمة طويلة من المطالب و
الوثائق التي تريدها الوكالة
النووية من إيران. و قد كان الرد
الإيراني دائماً: انسوا الأمر.
ربما كان الأمر جيداً هذه المرة
في أن يقوم نجاد بإلغاء رحلته
الى نيويورك. ان تصرفه هذا وكما
هي تصرفات بلاده أصبحت قديمة.
http://www.chicagotribune.com/news/opinion/chi-0703260631mar27,0,7612299.story?coll=chi-newsopinion-hed
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|