ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 17/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

القصة الحقيقة لحرية التعبير في أمريكا

بقلم: روبرت فيسك

الانديبندنت البريطانية - 7/4/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

إن هذه الرقابة المنتظمة حول الشرق الأوسط لا تزال مستمرة في الحقيقة حتى في المدارس

كانت ليلى العريان تجلس على الطاولة مرتدية غطاء رأسها في مركز الكتب الوطنية أحد ناشري كتبي في نيويورك. أخبرتني ليلى أنه من الصعب جداً الاتصال بوالدها في المركز الطبي في سجن شمال كارولينا, كما قالت لي أنها تستطيع إجراء مكالمات تلفونية قليلة جداً تحت المراقبة بالطبع, وان صحة والدها غير مطمئنة.

سامي العريان صاحب الـ 49 سنة بقي مضرباً عن الطعام لمدة 60 يوم للاحتجاج على معاملة الحكومة القاسية ضده, ومن سخرية العدالة التي فشلت في إيقاظ الصحفيين الغافلين في نيويورك وواشنطن و لوس أنجلوس.

والقصة بمجملها كالتالي: سامي العريان فلسطيني الأصل كويتي المولد كان يعمل كبروفيسور للكمبيوتر في جامعة جنوب فلوريدا وقد حاول سامي عبثاً ان يقوم بإيصال معاناة الشعب الفلسطيني الى الحكومة الأمريكية. و لكن وحسب جون ساغ الصحفي الوحيد الذي كتب عن سامي العريان فقد كان اللوبي الإسرائيلي حانقاً من دروسه, عائلة العريان كانت قد أخرجت من فلسطين عام 1948, و في عام 2003 وبأمر من النائب العام أشكروفت تم إلقاء القبض على العريان ووجهت إليه تهم "القتل والتشويه" خارج الولايات المتحدة و بجمع الأموال لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وقد احتجز لمدة عامين ونصف في حبس انفرادي, وبقيت يداه وقدماه مقيدتان حتى حين التحدث مع محاميه.

وقد استمرت محاكمة العريان 6 أشهر؛ و استدعت الحكومة الأمريكية 80 شاهداً (21 منهم من إسرائيل) و استخدمت 400 مكالمة هاتفية مسجلة , وقد رفض القاضي المحلي الاستماع الى أي ملاحظات حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أو عن قرار الأمم المتحدة رقم 242, على أساس أنها قد تهدد نزاهة المحلفين.

وفي ديسمبر من العام 2005 تمت تبرئة العريان من معظم التهم الرئيسة الموجهة له, وقد صوت المحلفون على التهم الباقية بنسبة 10 الى اثنين ببراءة المتهم. و لكن وبسبب أن مكتب التحقيق الفدرالي أراد أن يلفق تهماً أخرى, فقد نصح محامو العريان بأن يقوم برفع قضية تمنع أي استئناف لمحاكمته. و بالوصول الى ا لحكم فانه كان من المفروض أن تكون الفترة التي قضاها العريان في السجن هي فترة العقوبة, يعقبها ترحيل من الولايات المتحدة ولكن وبسبب المزاجية فقد حكم القاضي بأن يسجن العريان فترة 11 شهرا. وقد أصر المدعي العام جوردون كرومبيرغ بأنه يجب على هذا السجين الفلسطيني ان يشهد ضد مؤسسات الرأي الإسلامية. وقد أدرك العريان بأن محاكمته ما هي إلا تمثيلية فرفض الشهادة. وقد عومل العريان باحتقار وازدراء شديدين و لا يزال حتى اللحظة قابعاً في السجن.

أما بالنسبة للأمريكان الذين يمارسون التعذيب في العراق, واحدهم اسمه ريك فير وهو "محقق متعاقد" كشف عن نفسه في صحيفة الواشنطن بوست التي نوجه لها كل الشكر, وقد تحدث عن مغامراته الطائشة التي كان بقوم فيها أثناء الاستجواب في الفلوجة. وقد تعرض ريك فير حسب قوله لكوابيس تمنعه من النوم حول المساجين الذين كان يحرمهم من النوم أثناء فترة التحقيق "عبر إجبارهم على الوقوف في الزاوية و خلع ملابسهم كاملة" و الآن فان ريك هو الذي يُحرم من النوم. " رجل بلا وجه ينظر الي و يتوسل الي لأساعده ولكني أخاف أن أتحرك, ويبدأ هو بالبكاء. انه صوت ضعيف جداً, وهو يجعلني أشعر بالمرض. ويبدأ بالصراخ و لكن ما أن أستيقظ فإنني أدرك أن هذا الصوت هو صوت صراخي".

الحمد لله أن ريك فير لم يكتب مسرحية حول تجربته و يقدمها للقناة الرابعة التي قامت ببث دراما تتكلم عن سوء المعاملة التي كان يمارسها البريطانيون في البصرة. ولكنهم قرروا أن عرض هذه المسرحية قد يؤثر على النتيجة السعيدة لمصير البحارة الانجليز الذين احتجزهم الإيرانيون في البحر, إذ ان عرض هذا الفيلم قد يؤدي الى إثارة الغضب في العالم الإسلامي عندما يرى المسلمون كيف يعتدي جنودنا على العراقيين المحليين في البصرة. كمثل المراسل الصحفي الذي كشف للمرة الأولى عن موت عامل الفندق بهاء موسى في المعتقل البريطاني , حيث قام جنودنا بضربه بشكل وحشي مما أدى الى قتله, أستطيع ان أقسم أن العرب والمسلمين يعرفون جيداً ان جنودنا و محققينا لطفاء أثناء أدائهم لعملهم, نعم ذلك صحيح داخل بريطانيا, التي لا يجب أن نؤمن فيها بالتعذيب والاهانة. و التي يعرفها العراقيون حق المعرفة. ومن كان يعرف أي شئ عن مصير بهاء موسى قبل أن أكتب عنه في الانديبندنت بفترة طويلة؟.

وبسبب أننا نحجب الحقيقة حول الشرق الأوسط فان ذلك أدى الى حرمان البريطانيين والأمريكان من الاستفسار حول الاحتلال القاسي وغير الأخلاقي وغير الشرعي لأراضي المسلمين. وفي أرض الحرية فان هذه الرقابة المنتظمة على حقيقة ما يحدث في الشرق الأوسط مستمرة لحد الآن حتى في مدارسنا. وألان فان المسئول عن مدرسة كونيكيتيكت العليا قد منع مسرحية مقدمة من الطلاب و هي تعتمد على رسائل وكلمات للجنود الأمريكيين في العراق. وهي تحت عنوان "أصوات في الصراع" حيث قام طلاب المدرسة بتجميع ردود فعل الجنود الأمريكيين الذين يخدمون في العراق بمن فيهم شاب بعمر 19 سنة تخرج حديثاً وقتل في العراق و قاموا بصياغة المسرحية من خلال ردود الأفعال هذه. وقد ادعى المسئول عن المدرسة بأن هذه الدراما قد تجرح أولئك الذين فقدوا أحباء لهم في العراق أو ممن له عزيز لا زال يخدم في العراق" , أما  الجزء المفضل لدي فهو قوله :"انه لا يوجد وقت كاف لإجراء البروفات لهذه المسرحية وللتأكد من أن هذه المسرحية سوف تدعم التجربة القانونية و التشريعية لطلابنا".

و بالطبع فأنا أستطيع أن أدرك ما قاله المسئول. فالطلاب الذين قدموا مسرحية آرثر ميلر قد أُخبروا من قبل المسئول الذي يخوض حرباً خاصة بأنه ليس هنا المكان الذي يستطيعون أن يخبروا الناس فيه بم كان يفكر الجنود. و لكن العروض تنهال الآن على الطلاب لعرض مسرحيتهم في أماكن أخرى. أما أنا شخصياً فأعتقد انه كان لدى المسئول وجهة نظر فهو أراد أن يشجع الطلاب على أداء مسرحية شكسبير " تيتوس أندرونيكوس" بشكل أفضل, و هي الدراما التي تقدم العنف بشكله الرهيب, والتعذيب و الاغتصاب و قطع الأطراف و القتل من أجل الشرف. مما يوضح الأمور للعراقيين حول الأناس الجيدين في أمريكا. كما وسيقدم "التجربة القانونية و التشريعية لطلابنا" هذا ان وجدت. 

http://news.independent.co.uk/world/fisk/article2430125.ece

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ