ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
هل
من الممكن جعلهم يكرهون أمريكا
بصورة أقل؟ بقلم:
سوني افرون لوس
أنجلوس تايمز - 26/4/2007 ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي في طريق البحث عن قلوب وعقول لم
نخسرها بعد... بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة أراد
الشعب الأمريكي أن يعرف :"لماذا
يكرهوننا؟" وبعد خمس سنوات
على ذلك فان شعور الكراهية لدى
المسلمين تجاه أمريكا لازال
يتصاعد وينمو بقوة. و الأسئلة
التي يمكن طرحها اليوم هي
التالية : هل يجب أن نهتم بذلك؟
وإذا كان ذلك , هل باستطاعتنا
فعل أي شئ تجاه ذلك. ان الكثير من الأمريكان قد
أقلموا أنفسهم على المقولة
التالية :"على الرغم من أن
كثيراً من المسلمين يكرهون
سياسات الحكومة الأمريكية,
فإنهم لا يوجهون كراهيتهم تلك
نحو الشعب الأمريكي." و قد
يقبلون بما تروجه حكومة بوش من
ان القيم الأمريكية هي قيم
إنسانية عالمية يتشارك
المسلمون معهم بها. ان هذه
الأوهام قد تلاشت و تحطمت في
الاستطلاع الأخير الذي أجراه
مركز"ورلد بابلك أوبنيون".WorldPublicOpinion.org. قد نجد أنفسنا مخطئين في بعض
الأحيان و لكننا نسعى دائماً
الى السيطرة ذات النوايا الحسنة.
و لكن اغلب الناس في مصر و
باكستان و المغرب و اندونيسيا
وجميعهم حلفاء أقوياء لأمريكا و
هم من أهم الدول التي تتلقى
حجماً كبيراً من المساعدات
الامريكية, يعتقدون بان
الولايات المتحدة تهدف الى
إضعاف وتقسيم الاسلام ونشر
النصرانية في الشرق الأوسط
إضافة الى أنها تسعى الى إبقاء
وتقوية سيطرتها على البترول
ومنابعه. وفي كل بلد من هذه
البلدان هناك أقلية توافق على
أن هناك أوقاتاً تاريخية قامت
فيها أمريكا بالمساعدة في نشر
الخير و أمور أخرى. والأسوأ كان
في القضايا الرئيسية ,
فالاستجابة كانت في صالح أجندة
القاعدة وليس في صف الأجندة
الامريكية. فهم يريدون من
أمريكا أن تقوم بسحب قواتها
وقواعدها العسكرية من البلاد
الإسلامية. و على الرغم من وجود
معارضة شديدة للهجمات ضد
المدنيين الأمريكيين
(68% في المغرب) و (91% في مصر)
فإنهم يؤيدون وبقوة الهجمات
ضد القوات الموجودة في العراق
(35% في باكستان) و (19% في
إندونيسيا) . وقد رفض المستَطلعون القيم
الغربية بشكل واضح وعلني. ففي كل
بلد هناك ما بين (65%-76%) على الأقل
من أولئك الأشخاص قالوا
بأنهم يتفقون بالكامل أو نوعاً
ما مع أهداف القاعدة التي تريد
إبقاء البلاد الإسلامية بعيدة
عن القيم الغربية المستوردة و
تلك الأهداف التي تريد الوقوف
في وجه أمريكا و تقوية كرامة
الشعوب الإسلامية و تطبيق
الشريعة الإسلامية الصارمة في
كل بلد من بلاد المسلمين وحتى
العمل على توحيد جميع البلاد
الإسلامية تحت قيادة خليفة واحد.
وفي ضوء هذا لرفض الواسع لكل مبدأ
من المبادئ التي يحملها
الأمريكيون, دعونا ننظر إلى
مؤسسة السياسية الخارجية
الأمريكية. انك ستصدم عندما
تعرف بأنهم يقامرون في الدار
البيضاء ليسمعوا ذلك بينما هناك
إجماع كبير بأنه لدينا مشكلة
كبيرة, في الحقيقة فان هناك
أيدلوجية جامدة عندما يتعلق
الأمر بأي تغيير في أي سياسة. بعد أيام قليلة من أحداث 11 سبتمبر
فان طرح الأمريكيين لسؤال "لماذا
يكرهوننا" كان خاطئاً و
نابعاً من سذاجة الأمريكيين. و
كان أن بسط الرئيس بوش الجواب
الى :"إنهم يكرهوننا من اجل
الحرية لتي نتمتع بها" وهذا
الجواب كان سخيفاً أيضا. ولكن
المحافظين الجدد جعلوا القضية
منذ ذلك الوقت هو كيف نجعل
الأمريكيين أكثر خشونة في نظر
الأعداء. وإذا كان أعداؤنا و من
ضمنهم القاعدة يكرهوننا
وسيستمرون في ذلك, اذا لماذا
نضيع كل هذا الوقت في محاولة
استرضائهم؟ بالطبع فإننا سنصبح
أقل كراهية اذا وافقنا على أن
تمحى إسرائيل من خارطة العالم,
وذلك حسب قولهم. و لكن المصالح
الأمريكية تتفوق على كل
المسابقات الشعبية التي يقوم
أعداؤنا بعقدها.
أما من الناحية الأخرى وعند
اليسار الامريكي فإنهم يقولون
بأن العولمة جعلت من المستحيل
الطلاق ما بين الأمن القومي
الوطني و النوايا الحسنة أو
السيئة لدى الآخرين. بغض النظر
عما اذا كان الآخرون بلدانا أو
إرهابيين أو مستثمرين كبارا أو
حتى مستهلكين منظمين أو حركات
دينية أو سياسية في اقتصاد
يعتمد بعضه على بعض. وأن
الولايات المتحدة لا تستطيع أن
تواجه الإرهاب و التهديد النووي
و ارتفاع درجة حرارة الأرض أو أي
تهديد آخر جدي لوحدها. وعلى هذا
فان اليسار يناقش بأنه ليس
علينا أن نهتم بالطريقة التي
ينظر بها العالم الإسلامي لنا,
بل إن زيادة مشاعر الكراهية
لأمريكا في مواقع كثيرة من
العالم هو تهديد للأمن القومي
الامريكي. ان أفضل حجة لليمين الامريكي هي
حالة المملكة العربية السعودية.
و هي احدى أكثر الأمور التي تهم
ابن لادن و يتشارك فيها مع كثير
من الناس في العالم الإسلامي,
فقد كان المطلب الرئيس لابن
لادن هو إخراج الصليبين من أرض
مكة و المدينة. وقد قامت
الولايات المتحدة بسحب قواتها
من هناك في العام 2003 و لكنها لم
تتلق أي مذكرة شكر من ابن لادن
على ذلك. ان المشكلة هي أن الحريق الهائل
المشتعل في العراق و الوجود
الامريكي هناك للسنة الرابعة قد
ألهب العالم العربي مما صعب
معرفة ما اذا كانت العلاقات في
ظل ظروف مغايرة قابلة للتطور
بعد الانسحاب.
و لكن لماذا هذه الأمور جميعها
مهمة؟ لأن هذا الموضوع هو صلب
النقاش ما بين الكونغرس والرئيس
بوش حول المدة الزمنية التي يجب
أن تبقى القوات الأمريكية فيها
في العراق. ان هناك رأيين مقنعين
لبقائنا في العراق و هما : انه
علينا أن نوفي بالتزاماتنا
الأخلاقية و القانونية لمنع
عمليات الإبادة الجماعية التي
يقوم بها
السنة ضد الشيعة و الانتقام
البشع الممول من قبل جيران
العراق السنة؛ وكذلك لمنع
القاعدة من اتخاذ العراق كرأس
حربة ضدنا. وبغض النظر عما تؤمنون به فان
الواقع السياسي يقول بأن القوات
الأمريكية ستغادر العراق ان
آجلاً أو عاجلاً, وغالباً
عاجلاً, و السؤال هو أي نوع من
المناخ سيترك للقاعدة في العالم
ككل بعد انسحابهم ؟ و ماذا يمكن
أن يحدث لو حالفنا الحظ وكسبنا
معركة تثبيت هذه الحكومة
العراقية؟ هل لا زلنا نخسر
المعركة الكبرى ضد المتعصبين
الإسلاميين؟ ان المعلومات تشير
الى أننا قد خسرناها فعلاً. Sonni
Efron is a member of The Times' editorial
board. http://www.latimes.com/news/opinion/la-oew-efron26apr26,0,3989721.story?coll=la-opinion-center ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |