لا
مزيد من الحملات الصليبية نحو
الشرق الأوسط
No
more
Middle
East
crusades
بقلم
: ديمتري سيمس
لوس
أنجلوس تايمز - 9/1/2007
لم يستطع
الأوروبيون نشر النصرانية في
الشرق الأوسط
قبل ألف عام , فما الذي
يجعلنا نعتقد أننا نستطيع نشر
الديمقراطية الآن ؟
بعد أيام من تحويل
عملية إعدام
صدام حسين من عمل قانوني عادل
إلى عملية قتل همجي طائفي, يخطط
بوش الآن لزيادة عدد القوات
الأمريكية لمساعدة الحكومة
العراقية التي تتسم بالقسوة و
الجبن في نفس الوقت على إعادة
الاستقرار و الديمقراطية إلى
العراق.
و لكن القيام
بإرسال فرق جديدة في محاولة
لإتباع ما عملته الحروب
الصليبية لن يجلب لنا النصر على
الأقل على الجدول الزمني
للإدارة الأمريكية.المشكلة
ليست فقط في
الإدارة غير الكفوءة لآثار
الحرب. و إنما المشكلة هي أن
الحملة الصليبية لإعادة تشكيل
الشرق الأوسط و التي أدت إلى
الغزو الأمريكي للعراق سوف تمنع
من تحويل أي
شئ يتحقق على الأرض إلى نصر .
و الكارثة هي أن
العراق أعاد تأكيد حقيقية مهمة
وهي انه لا يوجد شئ اسمه حملة
صليبية جيدة. و هذا كان صحيحا
قبل مئات السنوات عندما أتى
الفرسان المسيحيون من أوروبا
ليفرضوا معتقداتهم و أسلوبهم في
الحياة على الأرض المقدسة.
وقاموا بسلب المنطقة أثناء ذلك,
و هذا ما يحدث أيضاً اليوم. إن
المهمات الإلهية و السياسة
الخارجية العقلانية لا يمكن
المزج بينهما.
بالنسبة للرئيس بوش
و داعميه من المحافظين الجدد,
فان مهمة غزو العراق كان هدفها
منذ البداية هي : تفكيك أسلحة
الدمار الشامل العراقية ( و كما
نعرف الآن فإنها غير موجودة) و
قطع الروابط ما بين صدام و تنظيم
القاعدة (وهو شئ غير موجود أيضاً)
و إزالة هذا النظام الديكتاتوري
العدائي بالنسبة لإسرائيل و
أمريكا . و بالتالي فان أمريكا
تظهر للعرب و للعالم من هو السيد
الحقيقي للمنطقة.
إن عملية تفكيك
الجيش العراقي و الأجهزة
الحكومية الأخرى يقع اللوم فيها
على بول بريمر, و الذي كان نتيجة
منطقية لأسلوب التفكير الصليبي.
بوش كان يريد حكومة عراقية تحفز
مشروعه التغييري في المنطقة .
وهذا هو الذي جعل الفكر المتطرف
يسود على الفكر التجديدي في
العراق.
و اعتقدت تلك
المجموعة أن الديمقراطية ممكن
أن تتجذر بسهولة في العراق, وأن
عراقاً ديمقراطياً سوف يتحرك
باتجاه استيعاب إسرائيل و سيقوم
باحتواء إيران, وأن مجموعة
صغيرة ممكن أن تقوم بهذا العمل.
وان جيران العراق الذين كانوا
مهددين عام 2003 بالتغيير
باستخدام القوة من قبل أمريكا,
سوف يتقبلون النموذج الأمريكي
المستقر في العراق.
وبعد ذلك فان
الإيمان مطلوب مرة أخرى من
الشعب الأمريكي. كما فعل
الصليبيون قديماً عندما عزوا
عدم تحقيق النجاح إلى ضعف
الإيمان,و يخبرنا الآن هؤلاء
الواقعيون و الهرطقيون و قليلو
الإيمان أنهم
قادرون على نشر القيم الأمريكية
بسرعة كبيرة في العالم. هؤلاء
الواقعيون و تفكيرهم الخاطئ عن
الاستقرار و المصلحة الوطنية
سوف يضل الأمريكان عن هدفهم
الحقيقي الذي ينادون به وهو نشر
الحرية الحقيقية في العالم, حتى
عبر فوهة المدفع.
الحقيقة هي انه لا
زيادة القوات و لا زيادة
الإيمان تستطيع إنقاذ هذه
الحملة الصليبية من الفشل. و لكن
البديل ليس هو الهرب أو سحب
القوات بل هو البحث عن حل صعب
واحد وهو إعادة تشكيل السياسة
الأمريكية لإنشاء
إدارة جديدة للحرب. و مجموعة
دراسة العراق كانت محقة في
أمرين اثنين : إرسال المزيد من
القوات إلى العراق ، و
الاستمرار في العمل مع الحكومة
العراقية الحالية. و جيران
العراق بمن فيهم إيران وسوريا
سيساهمون بشكل كبير في استقرار
العراق و هم لن يقدموا المساعدة
بدون ضمانات أمريكية أنهم لن
يكونوا الأنظمة التالية بعد
العراق.
إن إيجاد نهج جديد
لحل الصراع الإسرائيلي
الفلسطيني هو أمر مهم أيضاً. إن
تصور أن الولايات المتحدة تدعم
وبشكل كامل السياسات
الإسرائيلية سوف يجعل الأمور
أكثر صعوبة بالنسبة لجيران
العراق المسالمين مثل الأردن و
السعودية لتقديم دعم أكبر و كما
أننا يجب أن نتوقع أن
الديمقراطية في العراق لا تعبر
عن عراق ديمقراطي يصلح كنموذج
ديمقراطي في المنطقة, وربما
علينا أن ننتظر أوقات أفضل لنرى
الديمقراطية في المنطقة.
وتحت الظروف
الحالية, فان إيجاد قائد قوي و
عادل قادر على تأسيس قانون و
نظام قد لا يكون النتيجة الأسوأ
، انه من غير الملائم لواشنطن أن
تقوم الآن باختيار رجل قوي
للعراق، و لكن كثيراً من
العراقيين يتطلعون لقيادة قوية
تستطيع وقف الفوضى والعنف. و على
واشنطن أن تضع حدوداً
لمسؤوليتها عن الدفاع عن حكومة
المالكي الفاسدة . هذه الحكومة
التي تسلل إليها أعضاء
الميليشيات التي على القوات
القادمة حديثاً من أمريكا أن
تحاربها.
وهذا القائد ليس
سفاحاً كصدام حسين, وهذا القائد
سوف لن يبدو كفارس يرتدي درعاً
مشعاً في إدارة بوش و لكنه على
الأقل سيسمح للولايات المتحدة
أن تخرج من العراق دون أن تفقد
هيبتها أو أن تترك ملاذاً آمناً
للقاعدة.
|