فطيرة التفاح (أبل بي)  والشرق الأوسط

لقد حاولت أمريكا و لفترة طويلة أن توجه الشرق الأوسط نحو القيم الغربية

Apple pie and the Middle East

The U.S. has long tried to steer the Mideast toward Western values

بقلم : ميشيل أورين

لوس أنجلوس تايمز - 15/1/2007

إن المهمة الحالية في الشرق الأوسط قد شجعت المطالبات و النداءات بالرجوع إلى الواقعية في السياسة الخارجية الأمريكية. فبدلاً من النضال و الكفاح من أجل الحرية و الالتحام الوطني في الشرق الأوسط يقول الواقعيون إن على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع كلٍ من إيران وسوريا و العدول عن حلم أعادة تشكيل المنطقة عبر الديمقراطية . و يدعي الواقعيون أن إعادة صياغة السياسة المرتكزة على الدين بأجندة تعتمد على المصالح الإستراتيجية  و الاقتصاد سوف تعود بالولايات المتحدة إلى موقفها القديم و التقليدي من الشرق الأوسط. 

في الحقيقة, فانه وقبل سطوع نجم الإسلام الراديكالي و حتى قبل اكتشاف البترول فان الأمريكيين قد عملوا على جلب الحرية و حقوق الإنسان إلى الشرق الأوسط. ولأكثر بكثير من 200 سنة أراد المواطنون الأمريكان وهب شعوب الشرق الأوسط ما كان يتمتع به الأمريكيون من حرية وعدالة في موطنهم. 

إن غياب الأسس الحقيقية للحرية في الشرق الأوسط معروفة عن كثب حتى من قبل الآباء المؤسسيين. بالمقارنة مع جمهورية صغيرة. لاحظ جون أدامز أن السلالات الحاكمة القديمة في الشرق الأوسط كانت موبوءة" بالجشع و الخوف", و محكومة من قبل طغاة تعاملوا مع مواطنيهم كالكثير من اليرقات على شجرة التفاح." ويعتقد ثوماس جيفرسون أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع الاعتماد على أي معاهدات سلام مع أي دولة شرق أوسطية. و التي ترتبط معاهداتها مع حياة حاكمه. إن انتشار الاستبداد في المنطقة قد لوحظ من قبل صديق جبفرسون "جون ليديارد" و الذي كان أول أمريكي يكتشف الشرق الأوسط." وقد كتب " انه لمن الغريب إن اللغة العربية لا تحتوي على كلمة الحرية "

ولكن الاكتفاء بالندب و البكاء على نقص الحرية في الشرق الأوسط لم يكن كافياً لبعض الأمريكيين الأوائل الذين كرسوا حياتهم لإسكان الحرية في الشرق الأوسط. و قد ابتدأ مبشرو "نيو انجلند" ببناء المدارس على امتداد المنطقة و قد قدموا لتلاميذهم النموذج الأمريكي في الحرية و المواطنة. و أسست الإرساليات أيضاً  أول جامعة للتعليم العالي في المنطقة (الجامعة الأمريكية في بيروت) , وكلية روبرتس في تركيا, من أجل نشر وجهة نظرهم بشكل أكبر. و قد قال دانيال بليس و هو أول رئيس للجامعة الأمريكية في بيروت " إن الرجل سواءً كان ابيض أو أسود أو أصفر أو مسيحي أو يهودي أو محمدي أو وثني , يستطيع أن يلتحق و يتمتع بكل مرافق هذه المؤسسة و فوائدها, وقد يخرج مؤمناً بإله واحد, أو بعدة آلهة أو أن لا يؤمن بأي إله" .   

وهكذا عقلية متفتحة كانت مهمة جداً حيث تم من خلال مثل هذه العقلية المتفتحة تم انشاء أول نظام للمدارس الحديثة في مصر .  

في نهاية القرن التاسع عشر, اشتهرت الولايات المتحدة بأنها المدافع عن حقوق الأقليات في الوطن العربي, فقد عملت على حماية البهائيين و اليهود و الأرمن من بطش الحكومات. و كان هناك مجموعة أخرى من أصحاب العقول المتفتحة و الذين كانوا يعملون ضد الحكم العثماني. ولكن التعبير الكامل الذي دل على دعم أمريكا لاستقلال شعوب الشرق الأوسط جاء في بدايات القرن العشرين مع النقاط الأربع عشرة للرئيس الأمريكي ويلسون, الذي وعد بمنح حرية الإرادة و حماية حياة الأفراد للولايات التركية السابقة, و على الرغم من أن الولايات المتحدة  فشلت في ذلك فإنها امتنعت عن مشاركة أوروبا في تقسيم الشرق الأوسط. و  بعد الحرب العالمية الثانية قادت الجهود الرامية إلى تحرير المنطقة من الاستعمار. و بالإضافة إلى دعم حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي  فان الرئيس ترومان كان حريصاً على استقلال عدة دول شرق أوسطية أخرى بما فيها إيران وسوريا .

على مدار 60 سنة ,و خلال سيطرة أمريكا على المنطقة و اعتمادها المتزايد على النفط, تصرفت أمريكا بطريقة أنانية في الشرق الأوسط, فقد دعمت التعاون مع الأنظمة الدكتاتورية و حاربت القادة الشعبيين الذين قاوموا السيطرة الأمريكية. و خلال هذه الفترة حاولت أمريكا إعادة نشر القيم الأمريكية في المنطقة. فقد تدخلت أمريكا لحماية الانتخابات الديمقراطية في لبنان عامي 1958 و 1983,و حررت الكويت عام 1991 و أطلقت العديد من مبادرات السلام بين العرب و إسرائيل. ا ن قصة تدخل و واشنطن ما بعد الحرب في الشرق الأوسط تمثل صراعاً للتوفيق بين كونها قوة عظمى و مع دورها كبطل للحقوق الوطنية و الفردية. 

و في إعادة للتفكير بمستقبلها في الشرق الأوسط يجب على أمريكا أن تعتمد على الأهداف الواقعية , وأن تجد طريقة مناسبة لسحب قواتها من العراق و الإبقاء على أسبقيتها في المنطقة. و في نفس الوقت يجب على صناع السياسة في أمريكا أن يدركوا أن لديهم سجلا طويلا من الخير في حماية الحريات الأساسية في الشرق الأوسط والترويج للديمقراطية.

إن أمريكا بحاجة إلى نظرة متعددة الأبعاد تحافظ فيها على أسبقية مصالحها و خلال ذلك عليها أن تدعم وتؤيد تراثها الجدير بالاحترام. 

http://www.latimes.com/news/opinion/la-oe-oren15jan15,0,7237671.story?coll=la-opinion-rightrail

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ