ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 21/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الحريات السياسية تغير اتجاهها في سوريا

بقلم: لويس روغ

لوس انجلوس تايمز - 6/5/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

دمشق – سوريا - إن زوجة السيد أنور البني ترى هذه اللحظة دائماً في كوابيسها الليلية: حيث تنقض الشرطة السرية من الظلال وتجبر زوجها الناشط السياسي على الدخول في سيارة تنتظر في الخارج.

ان مشاكلها للتو ابتدأت. البني وهو معارض و ناقد سلمي للنظام السوري تم اعتقاله منذ سنة تقريباً قبل أن يصدر عليه الحكم العسكري الشهر الماضي و الذي يقضي بسجنه مدة خمس سنوات. وقد واجه هذا الحكم نقداً و استنكاراً مباشراً من قبل منظمة العفو الدولية و من وزارة الخارجية الأمريكية, وقد أدين السيد البني بعدة تهم من بينها نشر أخبار خاطئة ممكن أن تؤدي الى إضعاف الروح الوطنية في سوريا.

وكغيره من الدائرة المعروفة بثقافتها كان البني يطالب بإجراء الإصلاح السياسي في سوريا, وقد بدا أن المحامي المختص في حقوق الإنسان محمي بشهرته العالمية والوطنية. و لكن ما كان مسموحاً به من قبل لم يعد ممكن التسامح معه أبداً. ويرى المراقبون أن الحكم الصادر بحق البني ما هو إلا مؤشر الى أن الساحة السياسية السورية قد تغيرت مرة أخرى. ويمكن القول أن ما يسمى حدود ما هو مسموح به قد ضاقت مرة أخرى و تغير اتجاهها و يبدو أن النظام قد قام بتضييق الأمور التي كان يتسامح معها من قبل. 

يقول أحد قادة المعارضة الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية :"لقد وصلوا في هذه اللعبة إلى الخطوط الحمر, ان الوضع مثل لعبة القط والفأر, لقد اختاروا بعض الناس من المعارضة ليظهروا أنهم لا يزالوا أقوياء".

تقول السيدة راغدة عيسى ان أسر المعارضين هي التي تدفع الثمن, ولكنها لا تريد الشفقة من احد.

لقد تزوجت السيدة راغدة من السيد أنور البني قبل 30 سنة وتزوجت أختها أخوه وكلاهما ناشطان سياسيان وقد تم اعتقالهما في الكثير من المرات في السابق. وقد قضت العائلتان 60 عاماً في السجون السورية إذا أضفنا الأحكام التي تلقوها الى بعضها البعض.

وتقول زوجته أن هذه هي المرة الأولى لأنور البني في السجن و لا يسمح له بإدخال المذياع أو الكتب الى معتقله.

تقول راغدة : "ان أنور لم يندم أبداً على أي شئ فعله, ولكنه كان يشعر بالإحباط في بعض المرات, وأتساءل أحياناً ما ا لذي قدمناه للمجتمع يساوي هذا الثمن الباهظ ؟".

جلسنا في غرفة ضيوف متواضعة في بيتها ولم تكن ترتدي مجوهرات عدا خاتم زواجها. و لم تكن خطوط وجهها مغطاة بالماكياج. و على الجدار العاري كانت هناك لوحة معلقة فيها صورة للغابة مع قصيدة شعرية موضوعة ضمن إطار متواضع رخيص الثمن. ومثل دمشق كانت الشقة مشبعة برائحة الهيل.

وكانت السيدة راغدة محاطة بأفراد العائلة ظهر ذلك اليوم, ابنتها و أختها و أمها.وعلى الرغم من أن أسرتها تقدم لها المواساة إلا أنها تشعر فعلياً بغياب زوجها السجين.

لقد تعودا على احتساء فنجان من القهوة صباح كل يوم وعلى تبادل أطراف الحديث وتصفح الإنترنت بحثاً عن أخبار جديدة . تقول :"ان هناك كرسياً فارغاً في البيت, وان المراسيم والشعائر اليومية قد تحطمت مع غيابه".

إضافة الى أن هناك مشاعر من الوحدة تغلف الشعور بالخوف. فقد تجنبها الكثير من والزملاء و بقي الأصدقاء بعيدين عنها و سماعة الهاتف صامتة دون أي رنين. 

تقول راغدة: "بسبب الوضع السياسي الذي نحن فيه, فانه حتى أختي قد تم اعتقالها وأنت تشعر هنا بالانعزال الاجتماعي". و في الحقيقة فان راغدة مهندسة عملت في وزارة المواصلات السورية.

وراغدة لا تشعر بالغرابة لكونها تعمل لدى الحكومة نفسها التي تعتقل زوجها. وتقول بحركة لا مبالية :"هذه هي سوريا".

 

وعود الإصلاح:

قبل سبعة سنوات تولى بشار السلطة في سوريا بعد وفاة والده حافظ الأسد. وفي مستهل حكمه قدم الأسد الصغير وعوداً بالإصلاح الاقتصادي و السياسي في سوريا.

وقد مضت الحكومة في تعهداتها بفتح الاقتصاد السوري وجعله معتمداً على نظام السوق بشكل أكبر. وقد دفع هذا الإصلاح الأولي إلى جلب استثمارات أجنبية مميزة, وبدا هذا واضحاً في الفنادق الفخمة التي افتتحت و مخازن الملابس الكبيرة في وسط المدينة.

وفي بداية الأمر بدا أن الأسد ماض في إنفاذ وعوده التي قطعها للإصلاح, وقد قام بإطلاق سراح المئات من المعتقلين السياسيين. وقد عرفت الفترة الأولى من حكم بشار التي شهدت تطوراً اقتصادياً باسم "ربيع دمشق".  

ومنذ ذلك الحين لم يحصل أي إصلاح سياسي ذو مغزى في سوريا. ومع نمو الاقتصاد السوري وتورط أمريكا في العراق, بدا النظام السوري أقوى أكثر من أي وقت مضى. وهذه القوة كانت كافية لإعطاء النظام الثقة لتجاهل الاعتراضات الدولية حول سجن السيد البني و آخرين غيره.

وعلى الرغم من أن وزيرة الخارجية الأمريكية رايس قد التقت الأسبوع الماضي وزير الخارجية السوري في اجتماع جانبي في شرم الشيخ, إلا أن الإدارة الأمريكية لا تزال تواصل سياستها لعزل سوريا التي بدأت بها منذ أربع سنوات, ويبدو أن المعارضين داخل سوريا حذرون من الدعم الأمريكي لهم. و لا يريد أحد من المعارضين أي تدخل من واشنطن في الشأن السوري.

يقول رياض سيف أحد أفراد المعارضة السورية :"ان التوجهات الأمريكية في الشرق الأوسط جعلت المعارضة غير مستعدة للتعاون معها, ان معاداة أمريكا في المنطقة قد بلغت ذروتها الآن والنظام السوري يستخدم ذلك ضد الديمقراطية".

ان الآلاف من السجناء السياسيين الآخرين وبعضهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة و أعضاء في الحزب الشيوعي السوري لا زالوا قيد الاعتقال في سوريا, وذلك حسب منظمات حقوق الإنسان الدولية.

ولكن النظام السوري يرفض الاعتراف بوجود أي منهم في سجونه.

وفي مقابلته مع شبكة (آ بي سي) قال الأسد "ان هذا النوع من السجناء غير موجود في سوريا, ونحن لدينا في سوريا نوعان من السجناء : الأول هو من المشتركين في عمليات إرهابية و النوع الثاني هو من الخارجين على القانون".

وقد أشارت وزارة الخارجية الأمريكية الى أن الاعتقال العشوائي و الحجز الطويل دون محاكمة أو توجيه تهم و التعذيب داخل السجون السورية لا زال مستمراً و يشكل مشكلة في سوريا.

وفي بداية عام 2005 ذكرت وزارة الخارجية ما يلي :"ان الحكومة تقوم بانتهاك الحريات الشخصية لمواطنيها بشكل متصاعد كما وتقوم بالتضييق على حرية الكلام و الصحافة , وسط جو من عدم الشفافية والفساد الحكومي واسع الانتشار". 

 

القضية اللبنانية:

في الوقت الذي سجن فيه البني كان يحقق في موت شاب معارض اسمه "محمد شاهر" الذي زُعم أن موته كان بسبب جلسات التعذيب المستمرة الذي تعرض لها داخل المعتقل.

ولكن المراقبين على يقين من أن موقف البني من القضية اللبنانية هو الذي أدخله في المشاكل. فقببل أسبوع من سجنه وقع البني مع آخرين ما سمي بإعلان بيروت-دمشق, وهي الوثيقة التي تدعم استقلال لبنان, الدولة الصغيرة المجاورة لسوريا و التي مارست سوريا عليها دور السيادة لمدة طويلة. ولكن وبعد حادثة اغتيال الحريري عام 2005 أنحى اللبنانيون اللوم على دمشق في ذلك وأجبرت سوريا على سحب قواتها من هناك.

يقول المعارض رياض سيف رجل الأعمال السابق والذي سجن لخمس سنوات :"انه كعب أخيل النظام, فالنظام لا يستطيع أن يتسامح في أي شئ يخص القضية اللبنانية".

وقبل ثلاثة أيام من قيام قوات الأمن باعتقال البني قاموا باعتقال الكاتب المعارض ميشيل كيلو وهو معارض بارز آخر ممن وقعوا على إعلان دمشق بيروت. وقد يواجه كيلو نفس المصير الذي واجهه البني وهو خمس سنوات من الحبس لنفس التهم. ولكنه لحد الآن لم يحاكم.

بعض قادة المعارضة لا يستطيعون مغادرة البلاد لأن السلطات السورية قامت بمصادرة جوازات سفرهم ,وهو الوضع الذي وصفه احد المعارضين بأنه "كالحياة في سجن كبير". 

ويعتقد سيف كما تعتقد زوجة البني أن إستراتيجية النظام هي عزل الناشطين السياسيين عن المواطنين. حيث قامت المخابرات بإخافة زوار رياض سيف وضيوفه و تم جلبهم للتحقيق.

يقول سيف:"ان الاستراتيجية المتبعة معي هي ليس اعتقالي و إنما العمل على عزلي".

ولكن في سوريا حيث الخطوط الحمر دائمة الحركة وغير معروفة فان حالة من الفزع و الخوف الدائم لا تزال موجودة.

وقال لي سيف أخيرا :"من يدري قد لا تراني الأسبوع القادم أبداً, فقد أختفي و أوضع في السجن".

roug@latimes.com

http://www.latimes.com/news/nationworld/world/middleeast/

la-fg-redlines6may06,1,5520302.story?page=2&cset=true&ctrack=3&coll=la-middleeast

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ