ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
عقدة
حماة By
ترجمة
: قسم الترجمة – مركز الشرق
العربي إن من إحدى الحجج التي تناقش
للانسحاب من العراق هو أن
مواطنيها ليس لديهم القدرة على
إنشاء أو التعامل مع نظام
ديمقراطي. إننا نغرر بأنفسنا
إذا اعتقدنا أن ارث 230 سنة من
الديمقراطية في بلادنا سيكون
لديه أدنى فرصة للتطبيق في بلاد
تسود فيها الأنظمة العشائرية و
القبلية و الحكم الديني و
الصراعات الاثنية التي تعود إلى
عصور قديمة.
سوف أعترف أنني شخصياً عاينت هذا
الرأي بالرفض والقبول, في ظل
اللهفة إلى المذابح في العراق.
وسواء ًكان أبناؤنا و بناتنا في
العراق رعاة وخدماً
للديمقراطية الوليدة أو كانوا
شحماً في تروس آلة القتل
الاثنية القادمة, فانه ليس من
الواضح أي الحالتين هو الذي
سيسود. قرأت في مكان ما أن الأمريكيين
لطيفون جداً لإدارة بلد مثل
العراق. لقد مارسنا ضبط النفس في
أماكن كثيرة حتى في الانحرافات
التي وجدت في أماكن مثل سجن أبو
غريب. أنا لا أعتقد أن ما حدث في
أبو غريب كان أمراً جيداً أو حتى
ضرورياً. لا
أريد لجنودنا بالذات أن يتحولوا
إلى قاطعي طريق وسفاحين. لأنه ما
من شئ نكسبه من كل ذلك.
لكن نقطة الضوء الأساسية و
تعاملنا بشكل حسن تبقى موجودة. كثير من القراء قد
سمعوا أو عرفوا بمجزرة
مدينة حماة في سوريا التي حدثت
عام 1982, وهنا خلفية عن المجزرة
من موسوعة ويكيبيديا العالمية "في
وقت كان الشرق الأوسط غارقاً
فيه بالفوضى و الاضطرابات و
كانت سوريا مشغولة بعمق في
الحرب الأهلية في لبنان. و كانت
هناك مشاكل تأتي من تركيا التي
حشدت جيشها على الحدود السورية
للتعامل مع المتمردين الأكراد و
اتهمت سوريا بدعم و تدريب
متمردي حزب العمال الكردستاني
داخل تركيا. استغل الإخوان
المسلمون هذه الأوضاع السائدة
لتحدي سلطة حافظ الأسد. و بدأت
بحرب عصابات في كثير من المدن
السورية داخل سوريا مستهدفين
المكاتب الحكومية و البنية
الأساسية و المسئولين في سوريا.و
كان هذا التمرد قد اشتمل على
حوادث عديدة مثل قتل 83 ضابطاً
شاباً في مدرسة المدفعية في حلب
عام 1979, وثلاثة انفجارات من
خلال سيارات مفخخة في دمشق في
الفترة بين آب / أغسطس وتشرين
الثاني / نوفمبر 1980 و الذي
أدى إلى مقتل عدة مئات من
الأشخاص. و في تموز من عام 1980صدر
قانون يقضي بتجريم وإعدام أي
شخص ينتمي للإخوان المسلمين
وسمي قانون رقم 49. و خلال بداية
الثمانينات شن الإخوان
المسلمون العديد من الهجمات ضد
الحكومة و مكاتبها الرسمية, من
ضمنها محاولة شبه ناجحة لاغتيال
الرئيس السوري حافظ الأسد في
26/6/1980 خلال حفل استقبال رسمي
للرئيس المالي.عندماا أخطأته
صليات السلاح الناري و أبعد
الأسد قنبلة يدوية جانباً وضحى
حارسه الشخصي بنفسه لإبعاد
قنبلة يدوية أخرى. فكان انتقام
الأسد بعد ذلك سريعاً وبلا رحمة
؛ إذ بعد ساعات قليلة فقط نفذ
رفعت الأسد شقيق الرئيس مذبحة
بحق السجناء الإسلاميين في سجن
تدمر الصحراوي . و تعالت نداءا ت الإخوان
المسلمين للأخذ بالثأر ,
وازدادت حدة الهجمات بشكل كبير,
وانتهت هذه الأحداث تقريباً عام
1982 بعصيان مسلح في مدينة حماة
المدينة السنية المحافظة. حيث
قام الإسلاميون وقوى المعارضة
الأخرى بإعلان حماة "مدينة
محررة" و دعوا السكان
المحليين للانتفاض ضد الكفار. و
قام مقاتلو الإخوان بتمشيط
المدينة و اقتحموا بيوت
المسؤلين الحكوميين و المشتبه
بهم في ولائهم للحكومة, وقتلوا
ما يقرب من 50 شخصاً.كان الهدف من
الهجوم الحكومي على حماة هو وقف
نشاط المسلحين من الإخوان
المسلمين في المدينة. و ابتدأ
الهجوم في الثاني من شهر شباط
للعام 1982 بقصف مدفعي ثقيل
للمدينة التي تحوي ما يقرب من
350000 ساكن. و
قبل الهجوم حذرت الحكومة سكان
المدينة و أن أي شخص سيبقى فيها
فانه سيعتبر من المتمردين وسوف
يصفى.و و
صف روبرت فسك كيف أن المدنيين
كانوا يفرون مذعورين أمام
الدبابات المتجهة نحو المدينة
لبدء الحصار . و استشهد بتقارير
من جنود و مدنيين هاربين من
المدينة اثر الموت الجماعي و
نقص الماء والغذاء. وحسب منظمة العفو الدولية, فان
الجيش السوري قصف الأحياء
القديمة في المدينة جواً لتسهيل
عملية دخول الجيش و الدبابات
براً إلى المدينة خلال الشوارع
والأزقة الضيقة, حيث دمرت
البيوت تماماً في الأيام
الأربعة الأولى من الحصار. وقام
الجيش حسب منظمة العفو بضخ
الغاز السام في المباني التي
كان يتمترس فيها المسلحون. لقد كان الجيش معبأً, و مرة أخرى
أرسل حافظ سرايا الدفاع التابعة
لرفعت و عملاء المخابرات إلى
المدينة. وبعد مواجهات شرسة مع
المسلحين في المدينة استخدمت
فيها المدفعية الثقيلة سقطت
المدينة مرة أخرى في قبضة
الحكومة. وتبع ذلك عمليات تعذيب
وإعدامات جماعية واسعة لمن
اشتبه في تعاطفهم مع المتمردين,
وقتل الآلاف من أهل المدينة.
يقدر روبرت فسك و الذي كان
موجوداً بعد المجزرة بفترة
قصيرة عدد القتلى في المدينة ب
10000 مواطن وبعد ذلك تم تقدير
العدد ب 20000 مواطن. و لكن حسب
توماس فريدمان في كتابه (من
بيروت إلى القدس) فان رفعت تفاخر
بقتل 380000 مواطن في المدينة. و
تقدر اللجنة السورية لحقوق
الإنسان عدد القتلى ما بين 30000
إلى 40000 .معظم المدينة القديمة
قد تم تدميره تماماً بما فيها
القصور والمساجد و الآثار
القديمة وقصر العظم المشهور
أيضا لم يسلم من الدمار. بعد
انتفاضة حماة فان العصيان
المسلح قد تم سحقه. و عمل
الإخوان المسلمون من المنفى . و
شددت الحكومة السورية قبضتها
على الشعب و تصاعد مستوى القمع
في سوريا. و بذلك فان حافظ الأسد
قد قضى على أية مظاهر لحسن النية
مع الأغلبية السنية في سوريا. و
اعتمد الأسد على القوة المطلقة
للبقاء في السلطة. (إلى هنا موسوعة ويكيبيديا) منذ حادثة حماة
و سواءً كان الوضع للأفضل أو
للأسوأ فان نظام الأسد حافظ على
سوريا هادئة نسبياً. وتم وقف
الإسلاميين عند حدهم واستمر
عملهم إما تحت الأرض أو عبر
الحدود. أعجبتني مقالة متعلقة بأسلحة
قديمة تم اكتشافها في آثار
حاموكار في سوريا, حيث كانت
الحفريات الأثرية تكتشف
المنطقة بالقرب من الحدود
العراقية . و يقول كليمنتس
رايشيل المدير المشارك للبعثة و
الذي شهد انفجارات عبر الحدود: " انه شئ من السريالية . نحن لا
نعيش في فراغ هنا. نحن نعلم
تماماً ما يحدث عبر الحدود, و
لكن العمل في سوريا كالعمل في
مركز العاصفة. انه هادئ ومسالم
تماماً و ليس هناك عملياً أي
مشاكل". "ليس
هناك مشاكل في سوريا لعلماء
الآثار الغربيين. ربما غنائم
حماة هي السبب؟ كنت أود الاعتقاد وأود الاعتقاد
الآن أنه هناك "طريق ثالث"
في الشرق الأوسط العربي. بعض
ومضات الضوء من لبنان و إن بشكل
متقطع, حيث الحداثة التي لم
تترجم إلى لغة الاستبداد أو لغة
الدين. ولهذا فان اللحظة تبدو
نادرة جداً,
و كما نرى الآن فان لبنان
تنحدر تدريجياً نحو الحرب
الأهلية. و السؤال هنا: ترى هل
يستطيع الناس في هذه المنطقة
حماية أنفسهم دون الدخول في
تجربة مثل تجربة حماة؟ . ترى هل كان العالم أفضل لو لم
تمسح حماة وتدك؟ وهل كان من
الأفضل أن يمسك الإخوان بزمام
السلطة في سوريا عام 1982؟ أم هل
كان من الأفضل أن ينتصر
العلمانيون على الإسلاميين و
يستلموا الحكم؟ أي هذه الخيارات
أفضل؟ إن هذا السؤال يغضبني و يحيرني. و
لا أحب أن أسأله . و لأاعتقد أنه
يسأل كفاية. اعتقد انه يجب أن
نؤمن أنه لمن الخطأ الكبير أن
نرى أنه ليس هناك سوى خيارين
مستبدين . يجب علينا أ ن نعلم أن
الناس في هذه المنطقة تواقون
إلى الحرية. ولا يريدون أن
يختاروا ما بين الشرين, و
الحقيقة إن ما نريده وما نأمله
ليس هو ما يقدمه التاريخ لنا. وفي النهاية, فان هناك شيئاً من
التوازن و العدالة سوف يستعيد
نفسه في العراق. و ربما لن يحدث
ذلك قبل أن يحدث شئ مثل مجزرة
حماة هناك. أشك في أننا قادرون
على سن قانون يعطي الحرية
لارتكاب مجازر هدفها سحق الفوضى.
و أنا متأكد أنني لا أريد لشئ
مثل هذا أن يحدث. و بذلك لن نخون
فقط الجوهر الأساسي الذي جئنا
من أجله بل سنقف إلى جانب دون
آخر لهزيمته. في الحقيقة فانه لا
فائز في حرب
مثل هذه. حماة الثانية ممكن أن ترتكب في
غيابنا. أو أن تحصل بوجودنا. عندما نغادر المنطقة, فان
الأشخاص الذين يدعون أن العرب و
العراقيين لا يمكن أن يحكموا
بالديمقراطية سوف يثبتون
نظريتهم. و لكني آمل أن لا
ينطلقوا في الشوارع فرحين
بنصرهم. لان هناك حتمية منطقية
مفادها كما يلي: إذا لم يستطع
العراقيون تطبيق الديمقراطية
بسبب ثقافتهم أو أثنيتهم أو
الإتباع المتعصب للدين فلا جدال
بعد ذلك من أن المسلمين
يستطيعون ان يعيشوا في أوروبا
العلمانية ما بين الفرنسيين أو
الانجليز الأصليين. أو حتى في
أمريكا في ديابورن ميتشغان. و
سوف لن يكون للفلسطينيين أي
فرصة للسلام أو القدرة على
إدارة دولتهم على أسس ديمقراطية.
و لن يكون هناك أدنى فرصة
للمصريين و
الشمال أفريقيين أن يتجاوزوا
الاستبداد.
خسارة الحرب في العراق تعني أن
العراق خسر فرصة انضمامه إلى
العالم الحر كمنارة يهتدي بها
أخوانه المسلمون والعرب. وهذا
لا يبشر بخير أبداً في العالم
كله. و إذا كان من الواضح أنهم لا
يستطيعون التحضر- نعم التحضر
بمقاييسنا فان الحضارة
والتاريخ سيرميهم بعيداً.
و على هذا الطريق فان حماة
أخرى و أخرى قادمة.
نشرت صحيفة النيويورك تايمز قصة
لأحدد جنودنا من بغداد "عندما
ظهرت الوحدات العراقية في
النهاية, وكان الجو بارداً جداً,
كان هناك احتفال و ضحك مع إغلاق
الأمريكيين للأبواب مع بنادقهم.و
ووضع الجنود تحت النيران من كل
مكان و ظهر عيب جديد في
إستراتيجيتنا حيث أصبحت الشقق
الفارغة ملاذاً ومخبأً
للمسلحين و الذين كانوا يقفزون
من نافذة لأخرى وقتلوا جندياً
أمريكياً على الأقل بطلقة في
الرأس. "و لا أحد يستطيع تحديد
ما اذا كان مصدر النار من
المسلحين الشيعة أو من
المتمردين السنة أو من أحد
الميليشيات أو حتى من الجنود
العراقيين الذين كانوا مختفين,
لا أحد يستطيع معرفة ذلك ". "صرخ
السرجنت مارك بيليتسكي من الذي
يطلق النار علينا ؟ و كان
محاصراً مع مجموعته في غرفة
صغيرة في حديقة بفعل رصاصات
القناصة. من يطلق النار علينا؟
هل نعرف من هم ؟ " (انتهى نيويورك تايمز) و في النهاية فان الجواب على سؤال
السيرجنت قد يأتي " من يطلق
النار علينا؟ هل نعرف من هم ؟
" نعم, نحن نعرف من هم . إنهم
مسلمون . بعضهم سنة وبعضهم شيعة .
بعضهم كبار و بعضهم صغار . بعضهم
عرب و بعضهم فارسيين. بعضهم في
أمريكا وبعضهم في العراق. بعضهم
في أوروبا و بعضهم في أفريقيا.
بعضهم معتدلون وبعضهم متطرفون.
لقد أصبح مستحيلاً معرفة من
هو مطلق النار. إنهم جميعهم
يطلقون النار علينا و على بعضهم
البعض. حماة تنتظر.... من سيوقد النور؟ http://donklephant.com/2007/01/26/hama-complex/
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |