ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 27/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الخطة (ب) في العراق : النصر القذر

بقلم: مورت كوندراك

ريال بوليتيكس - 12/5/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

دون استباق للأحداث ومعرفة ما اذا كانت خطة الرئيس بوش في  تعزيز القوات ستعمل أم لا, فان على الإدارة  الأمريكية  ومنتقديها ان يفكروا بشكل جدي في الخطة ب في العراق, وهي الخطة المعروفة ب "الحل بنسبة 80%" أو "النصر القذر". ان الإدارة تعمل الآن على بناء عراق موحد ومتصالح وبعيد عن الطائفية, وهذا هو "الفوز النظيف" وهو ما يريده معظم الديمقراطيين حسب قولهم, ولكن في الواقع فان هذا الأمر قد لا يكون واقعياً. 

ان الحل القائم على نسبة 80% يتضمن القبول بحكم الشيعة والأكراد, و السماح لهم بقمع المقاومة السنية بكل عنف والتأكد من  ضمان النصر للشيعة حلفاء الولايات المتحدة.

في الواقع فانه لحد الآن لا يوجد أحد يدعم هذه الخطة بشكل علني, و انا أعرف عضواً واحداً في الكونغرس يدعم هذه الخطة ولكنه يفضل عدم ذكر اسمه. ولكنه يقول أن هذه الخطة هي أفضل بديل في حالة فشل خطة تعزيز القوات الحالية. ان هذه الخطة ستكون "قذرة" لأنها ستسمح للجيش العراقي المكون من الشيعة و بعض الميليشيات الداعمة لها بأن تقوم بسحق المقاومة السنية. وقد يكون هناك نوع من التطهير العرقي و سيكون هناك فظائع سترتكب ضد المدنيين إضافة إلى وجود أعداد هائلة من اللاجئين الذين سيهربون من هذه الحرب.

أما من الناحية الأخرى فيشير منتقدو بوش الى أن الحرب الأهلية أمر واقع في العراق الآن. و تقف القوات الأمريكية في منتصف الطريق الآن بين الطرفين بحيث أنها لا تستطيع منع الشيعة من قتل السنة أو العكس.

ان النصر القذر يتضمن أن نأخذ موقفاً منحازاً الى أحد الأطراف في الحرب الأهلية وهو الطرف الشيعي الذي يسيطر على الحكومة المنتخبة بقيادة المالكي  والتأكد من أن المالكي و حلفاءه سينتصرون على المتمردين السنة وعلى خصمه الشيعي "مقتدى الصدر" وهو المرشح الإيراني الآن لحكم العراق.

ان الشيعة يمثلون الآن ما نسبته 60% من العراقيين, وعلى هذا فان سيطرة الشيعة على الحكومة هو أمر حتمي و ديمقراطي. وكذلك فان الأقلية الكردية موالية للولايات المتحدة  وهي تشكل 20% من نسبة السكان في العراق, ويمكن تقوية هذا التحالف اذا قامت الولايات المتحدة بالتمركز في شمال العراق لمنع أي تدخل تركي محتمل هناك.

منذ الإطاحة بصدام حسين فان السنة الذين يمثلون 20% من السكان كانوا هم العماد  الأساسي للمقاومة المسلحة في العراق ضد الجيش الأمريكي و الحكومة العراقية. وتتكون هذه المقاومة بشكل أساسي من الموالين لحكم صدام حسين و من السنة, و الطرفان تواقان لاسترجاع السلطة الضائعة في العراق, ويعمل الجهاديون على زرع بذور الفوضى و توجيه الاهانة الى الولايات المتحدة وخلق ملجأ آمن للتخطيط لعمليات القاعدة في الشرق الأوسط.

الرئيس بوش يريد أ نموذجا ديمقراطيا في العراق يكون مثالاً في  الشرق الوسط, لكن هذا الأمر مستحيل التطبيق لحد الآن, وذلك لعدة أسباب منها المقاومة السنية وبسبب رفض الشيعة التوصل الى حل وسط مع مضطهديهم السابقين و بسبب نجاح القاعدة في قدح شرارة الحرب الأهلية في العراق.

ان خطة بوش في تعزيز القوات إضافة الى تغيير استراتيجية العمل هناك تحت قيادة الجنرال بيتراوس تهدف جميعها الى إخماد الحرب الأهلية المشتعلة  وذلك لتمكين القوات العراقية من السيطرة على الوضع و لتكون قادرة على فرض التوصل الى توزيع السلطة والموارد بين السنة والشيعة والأكراد. ان الاستراتيجية الجديدة تستحق ان نعطيها فرصة, ولكن المشكلة هي أن الاصابات بين المدنيين في تزايد و أن عمليات المصالحة بين العراقيين في حالة من الجمود وهناك ارتفاع ملحوظ في أعداد الاصابات في الجيش الأمريكي. 

ونتيجة لذلك فان الصبر السياسي في  امريكا آخذ في النفاد. وإذا لم يستطع الجنرال بيتراوس أن يظهر أي تقدم في العمليات خلال شهر سبتمبر فان الجمهوريين سيشعرون بالقلق من الانتخابات القادمة وسنكون  بحاجة إلى انسحاب أمريكي من العراق و الانضمام الى صف الديمقراطيين الذين يريدون ذلك منذ زمن.

ان الحكمة تدعونا الى التحضير للخطة ب. ان سياسة الانسحاب مدعومة بقوة من قبل معظم الديمقراطيين ولكن هذه السياسة ستؤدي عملياً الى ضمان وجود عمليات تطهير عرقي, و لكن دون أية ضمانة بأن الحكومة التي ستمسك بزمام الحكم ستكون موالية للولايات المتحدة. الأرجح ان الغالبية الشيعية هي التي ستسيطر على العراق لأن تعداد الشيعة يفوق السنة بثلاث مرات. و لكن الولايات المتحدة لن يكون لديها أي ضمان بالحصول على مساعدة الشيعة. وفي الحقيقة فان مصداقية الولايات المتحدة ستتعرض للكثير من المعاناة بسبب تخليها عن مهمتها الأساسية من الغزو. و ليس لدينا أي تأكيدات أو ضمانات بأن الصدر المقيم حالياً في ايران و ميليشياته لن تكون هي الطرف المنتصر في هذه الحرب على حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي و الحكيم و جماعته.

لقد دعمت ايران المجلس العلى للثورة الإسلامية و ذراعه العسكري جيش بدر في السابق و لكنها مؤخراً قامت بتحويل ولائها بكل غباء الى الصدر, و الذي يعتبر شاباً بالمقارنة مع القادة الشيعة الآخرين وهو متقلب المزاج و غير جدير بالثقة. ووفقاً لخطة النصر القذر فان على الولايات المتحدة ان تقوم بدعم المالكي و جيش بدر في صراعه مع جيش المهدي التابع للصدر. كما يجب على أمريكا أن تقوم بمساعدة كل من الأردن والسعودية في موضوع اللاجئين السنة الذين سيقدمون من العراق, ومن المحتمل أن يصل عدد اللاجئين ما بين 1 -2 مليون لاجئ سيضافون إلى عدد اللاجئين الموجودين حاليا في البلاد المجاورة للعراق.

سيعاني السنة من تطبيق استراتيجية النصر القذر,  ولكنهم لحد الآن يرفضون الاقتناع بأنهم يمثلون أقلية في العراق. ولكنهم في النهاية سيقبلون بذلك بطريقة أو بأخرى. و هكذا فان العراق سيحصل على التوازن السياسي في النهاية. و ستنتهي الحروب الأهلية. و سينتهي أمر الخاسرين ويخضعون للأمر الواقع. وكما قال لي مصدري في الكونغرس "ان كل حرب أهلية هي صراع سياسي, و ان مركز هذا الصراع هو السيطرة على المجتمع الشيعي. و أين ما سيتجه الشيعة سيتجه العراق معهم. وهكذا فان الحرب الأهلية ستضع أوزارها بالسرعة التي ندعم فيها الطرف المنتصر... ان النصر القذر ليس جذاباً, و لكنه بكل تأكيد أفضل من الهزيمة".

http://www.realclearpolitics.com/articles/2007/05/plan_b_for_iraq_winning_dirty.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ