تعريف "التقدم" في العراق

مجلة ذا نايشن الأمريكية - 18/5/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن السؤال حول كيفية قياس التقدم في العراق بالنسبة للجمهوريين الذين يعارضون تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق لن يكون مقاساً بعدد الأطفال العراقيين الذين يقتلون أو بعدد اللاجئين الهاربين من الحرب, وإنما الجواب سيكون في استطلاعات الرأي التي تجري في مناطقهم...

خلال ثلاثة شهور من العمل المتواصل يقول الجنرال  دافيد بيتراوس أنه من الصعب التنبؤ بنجاح عملية تعزيز القوات قبل وصول العدد الكامل من القوات المطلوبة لهذه العملية. ويقول أنه لا يملك جواباً قاطعاً حول إمكانية حصول تقدم ملموس خلال شهر سبتمبر في تقريره الذي سيرفعه الى الكونغرس.

ولكن كيف يمكن تعريف " التقدم" في العراق؟ (ولماذا يجب أن تمتلك أمريكا الحق في تعريف التقدم في العراق؟ أليس علينا بدلاً من ذلك أن نقيس الدمار الذي سببناه و أن نضطلع بمسؤولياتنا في إعادة بناء الدمار الإنساني و الفيزيائي الذي ساهمنا فيه بشكل كبير؟ )

وإذا أراد شخص ما الانخراط في مشروع تعريف التقدم هذا, فيمكنه الاستعانة بهذه المقاييس المبكرة لتساعده في عملية التعريف:

* لقد عرف العراقيون هذا التقدم فعلياً بطريقتهم الخاصة, اذا ما عرفنا ان هناك ما يقرب من 2 مليون عراقي قد فروا من ديارهم. و لا يزال التدفق مستمراً. ففي سوريا هناك حوالي 1.2 مليون لاجئ عراقي و 750000 لاجئ في الأردن و 100000 في مصر و 54000 لاجئ في إيران و 40000 في لبنان و 10000 في تركيا. أما عدد المشردين الذين لا يزالون في العراق فيقدر ب 1.9 مليون لاجئ. وهذا يعني أن 15% من العراقيين تقريباً قد تركوا منازلهم.

*المنظمة المركزية العراقية للإحصائيات وتقنية المعلومات و بدعم من الأمم المتحدة قامت بإصدار إحصائية هذا الأسبوع تظهر مؤشراً مهماً لتقدم يحصل في الاتجاه الخاطئ. لقد عثر على 234 جثة مجهولة الهوية قتلت على أيدي فرق الموت  في بغداد و حولها في أول 11 يوم من شهر مايو, وهو ما يمثل زيادة بنسبة 70.8 % عن الشهر السابق حيث وصل عدد الجثث الى 137 جثة أول 11 يوم من شهر أبريل.

* أبلغ عن حوالي 88 حالة وفاة بطرق عنيفة يوم الأربعاء الماضي في العراق, من ضمنها 32 شخصاً قتلوا ليلاً قبل أن تنفجر سيارة مفخخة قرب سوق شعبي في منطقة شيعية قرب بغداد.

* أصدرت مؤسسة دراسية بريطانية رائدة هذا الأسبوع (كاثام هاوس) تقريراً ذكرت فيه أن عملية تعزيز القوات قد فشلت في خفض العنف في العراق, خصوصاً مع تحويل بعض جماعات التمرد عملياتها خارج بغداد.

* حذرت وكالات الامم المتحدة العاملة في العراق بأن النقص المزمن في المياه الصالحة للشرب قد تزيد من نسب الإصابة بالإسهال, خصوصاً بين الأطفال. ويعتبر الإسهال ثاني اكبر مسبب للمرض وموت الأطفال في العراق.

* تشير الإحصاءات التي أجراها مكتب الإحصاءات المركزية بأن 43% من العراقيين يعانون من "الفقر المطلق" و أن 11% منهم يعيشون في فقر مدقع.

* لقد قدم مجلس النواب العراقي مذكرة وقع عليها أغلب أعضاء المجلس تطالب الأمريكان بتحديد جدول زمني للانسحاب وإنهاء الاحتلال. ( الى أولئك الذين يضعون ثقلاً كبيراً على موضوع الديمقراطية من أعضاء مجلس النواب الأمريكي, ألم يحن الوقت المناسب لإسقاط فكرة الاستعمار الوراثي و الاستماع الى نظرائكم العراقيين. كما قال السيناتور جون كيري :"إن هناك بعض الناس مستعدون لإرسال قواتنا الى العراق للقتال و الموت من أجل الديمقراطية و في النهاية لا يكرمونهم كما يجب).

ولكن الحقيقة هي أن العديد من المشرعين الذين يرفضون وضع برنامج زمني للانسحاب و خصوصاً الديمقراطيين الذين يستمرون في دعم الرئيس بوش, فان السؤال حول كيفية قياس التقدم في العراق بالنسبة لهم لن يكون مقاساً بعدد الأطفال العراقيين الذين يقتلون أو بعدد اللاجئين الهاربين من الحرب, وإنما الجواب سيكون في استطلاعات الرأي التي تجري في مناطقهم...

http://www.thenation.com/blogs/edcut?pid=196706

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ