كيف
وجد الإرهاب جذوراً له في الغرب
الغربة
و السياسات الأوربية
المتطرفة
تعتبر عوامل مهمة في ذلك
بقلم:
جون كولي
كريستيان
ساينس مونيتور - 22/5/2007
ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي
لقد أصبح في حكم التقليد أن
الإرهابيين من الشرق الأوسط و
شمال أفريقيا وجنوب آسيا
يهاجمون المجتمعات الغربية كرد
فعل على الصراعات التي تحدث
داخل مجتمعاتهم, كما هو الحال في
الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ولكن هناك الكثير من المؤشرات
والأدلة على أن الأيدلوجيات
المتطرفة تترعرع في الغرب ولو
ولدت خارجه.
ان الرئيس الفرنسي الجديد "ساركوزي"
يدرك تماماً هو ومستشاروه و
مناصروه في العالم الأكاديمي
هذه الحقيقة. ولهذا فقد تم توصية
كل من فرنسا وبريطانيا و
جيرانهم الأوروبيين بأن يركزوا
على التكامل مع المسلمين و
غيرهم من المهاجرين بالطريقة
التي تم فيها مساعدة العرب-
الامريكيين و الإيرانيين-الامريكيين
و الأسبان على أن يكونوا أعضاء
ناجحين في المجتمع الأمريكي.
وقد أشار الخبير الفرنسي البارز
في الشئون الإسلامية أوليفير
روي الى ما خبره كصحفي خلال عقود
من كتابة التقارير : "ان
الإرهاب المحلي في شمال أفريقيا
و الشرق الأوسط و جنوب آسيا ليس
محلياً خالصاً. بل انه في بعض
الأحيان قد ينشأ و يترعرع في
الغرب ".
ان الحركات المضادة للاستعمار
الفرنسي في الجزائر والمغرب و
تونس قد دعمت من قبل مفكرين
فرنسيين يساريين مثل "جان بول
سارتر" و "هنري أليغ",ان
الذين قاموا بدعم الثورة
الجزائرية لثمانية سنوات في حرب
الاستقلال كانوا في الحقيقة
شيوعيين. وقد كتب أوليفير أيضاً
حول استخدام الجيش الفرنسي
للتعذيب ضد الارهابيين
والمسلحين الذين اعتقلوا من
جبهة التحرير الوطني الجزائرية.
وقد كسبت الجبهة هذه الحرب
الدامية و المكلفة التي قامت في
سبيل حرية الجزائر عام 1962. و لا
تزال هذه الجبهة ممسكة بزمام
الحكم في الجزائر وقد وطدت
حكمها في الانتخابات الأخيرة
التي جرت هناك في 17 من هذا الشهر
و التي شهدت إقبالا ضعيفاً وصل
الى 35%. ويمكن القول أن الجزء
الأكبر من هذا الفوز في
الانتخابات يعود الى منع
الأحزاب الاسلامية المتطرفة من
الدخول في المنافسة عقب اندلاع
أعمال العنف التي ا دعت جماعة
تابعة للقاعدة مسئوليتها عنها.
أمثلة: ان الجزائريين ومن ضمنهم
الملايين الذين يعيشون في فرنسا
يبغضون الإرهاب. ان لديهم
ذكريات مريرة عن الحرب الأهلية
التي جرت خلال التسعينات بعد أن
قام الجيش بإلغاء نتائج
الانتخابات التي نجح فيها
الاسلاميون مما أدى الى اشتعال
المواجهة بين الطرفين.
ان الحكام الأوائل الذين حكموا
في المغرب وتونس بعد انتهاء
الحكم الفرنسي كانوا مولعين
بالديمقراطية الفرنسية
والغربية وكذلك بالأيدلوجيات
العلمانية. فالرئيس التونسي
الحبيب بورقيبة الذي حكم من 1957
الى 1987 قام بتمكين المرأة في
بلاده عدا عن قيامه بتحديث تونس
وإدخالها في الركب العالمي.
المغرب و تونس كما هو حال الجزائر
يقومون بالكفاح لتحييد
الإسلاميين الارهابيين. وقد
انتقل بعض الارهابيين الى
أوروبا: فالمغاربة الآن يحاكمون
في اسبانيا بتهمة تفجير
القطارات في مدريد عام 2004. و
العديد من التونسيين اعتقلوا في
ايطاليا بسبب محاولتهم تقليد
نظرائهم في اسبانيا.
على أي حال, فان العديد من
الارهابيين البارزين الموجودين
في المشهد الأوروبي قد ولودوا
في الغرب , و مثال على ذلك زكريا
الموسوي المتهم بالمساهمة في
هجمات 11 سبتمبر المتوحشة في
الولايات المتحدة. وهناك آخرون مثل
قائد العملية محمد عطا الذي قدم
الى الولايات المتحدة كطالب. ان
الأفكار السياسية المتطرفة
التي وجدت لدى الأوروبيين في
الغالب ما تكون مساوية في وزنها
للدين في
مثل هذه الحالات.
ان المسلمين المولودون في
بريطانيا والذين شاركوا في
هجمات القطارات في لندن عام 2005
غالباً ما تلقوا تدريباتهم في
أفغانستان أو باكستان و لكنهم
في العادة لا يعودون الى أوطان
آبائهم لممارسة الجهاد هناك.
ان المسلمين الاوربيين
المولودين في أوروبا و الداخلين
في الإسلام حديثاً و القادمين
من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا
في معظم الأحيان يقاتلون من أجل
قضايا اسلامية في أماكن غير
الأماكن التي قدموا منها مثل ما
حصل ويحصل في البوسنة و الشيشان
و كشمير و العراق( منذ الغزو
الأمريكي). ولكن ولحد الآن فان
حركة حماس الاسلامية تظهر
اهتماماً قليلاً في أيدلوجية
ابن لادن الدولية و التي تبشر
بقيام دولة اسلامية عالمية.
ومنذ العمليات الإرهابية التي
قام بها الفلسطينيون في أوروبا
قبل عقود مضت فان القليل من
الفلسطينيين و الأفغان
والعراقيين قد شاركوا في
المجموعات العنيفة العاملة في
أوروبا الغربية. ان الارهابيين
الشمال أفريقيين الذين شاركوا
في الهجمات ضد اسبانيا و
ايطاليا و المشاركين في مثل هذه
العمليات من الباكستانيين
غالباً هم من جيل الشباب الذين
ينتمون الى الجيل الثاني من
المهاجرين.
ان الأتراك الذين يعيشون في
ألمانيا و فرنسا و الأقلية
التركية التي تقطن في اليونان (و
التي تفضل حكومة أثينا أن تطلق
عليهم لقب المسلمين اليونانيين)
يمثلون استثناء عن القاعدة.
ان لديهم القليل من المشاكل
المتعلقة بالهوية. وهم يتحدثون
لغتهم التركية الى جانب لغة
البلد المضيف؛ وهم يقبلون
بحقيقة أنهم أوربيون دون الحاجة
الى تقسيم ولاآتهم.
ان التطرف الاسلامي و ربيبه
الإرهاب الاسلامي يمثلان مشاكل
للجيل الشاب من المهاجرين. ان
الشباب كانوا أيضاً مميزين
كإرهابيين يساريين في
السبعينات, وهم من قاموا بتفجير
القطارات و عمليات اختطاف
المصرفيين و السياسيين في
ألمانيا و ايطاليا و فرنسا.
ان النجاح الأمريكي في احتواء
الأعداد الكبيرة من المهاجرين
في المجتمع الأمريكي يمكن أن
يقدم كنموذج لأوروبا. ان الرئيس
الفرنسي و شبيهته في الرأي
المستشارة الألمانية ميركل
يدركان ذلك تماماً. ان فعلاً
عملياً أقوى في محاربة الفقر و
تشجيع التعليم و دفع الحراك
الاجتماعي يجب أن يبقوا الأسلحة
الأساسية في ما يسمى بالحرب على
الإرهاب.
How
terrorism finds root in the West
Alienation
and radical European politics are factors.
By
John K. Cooley
ATHENS
- It's conventional wisdom
that Middle Eastern, North African, and South Asian
terrorists attack Western societies partly as reactions
to conflicts in their own regions, such as the
Palestinian-Israeli strife. But there's plenty of
evidence that extremist ideologies, even if born abroad,
are often nurtured in the West.
New
French President Nicolas Sarkozy and his advisers and
supporters in the academic world realize this. It's why
they recommend that
France
,
Britain
,
and their European neighbors strengthen integration of
their Muslim and other immigrant populations – in the
way, for example, that millions of Arab-Americans,
Iranian-Americans, and Hispanics have been helped to be
successful members of
US
society.
Leading
French Islamic expert Olivier Roy has pointed out what
this journalist has experienced over decades of
reporting: Domestic extremism in
North Africa
, the
Middle East
, and
South Asia
isn't just domestic.
Sometimes it even originates or is nourished in the
West.
Examples:
Movements against French colonialism in
Algeria
,
Morocco
,
and
Tunisia
were encouraged by leftist French thinkers such as
Jean-Paul Sartre. Henri Alleg, who supported
Algeria
's
eight-year struggle for independence, was a French
Communist. He also wrote about the French Army's use of
torture against terrorists and militants of the Algerian
National Liberation Front (FLN). The FLN won a bloody
and costly war for
Algeria
's
freedom in 1962. It's still
Algeria
's
ruling party, as confirmed in May 17 elections, which
featured record-low turnout of about 35 percent. This
was partly because extremist Islamist parties were
banned from the polls, following outbreaks of lethal
terrorism claimed by an umbrella Islamist group, Al
Qaeda in the Islamic Maghreb.
Algerians,
including millions now living in
France
,
abhor terrorism. They have bitter memories of the 1990s
civil war that Islamists fomented after the Army-backed
FLN government banned them from a national election in
1992 that they were certain to win.
Early
leaders of
Morocco
and
Tunisia
,
where
Paris
's
rule ended in 1956, were steeped in French and other
European democratic and secular ideologies.
Tunisia
's
Habib Burguiba, president from 1957 to 1987, empowered
Tunisian women and otherwise modernized his country.
Morocco
and
Tunisia
,
like
Algeria
,
sternly fight to neutralize Islamist terrorists. Some of
the terrorists moved to
Europe
: Moroccans now on trial for the
Madrid
train bombings of 2004 and
several Tunisians held or tried in
Italy
are examples.
However,
many high-profile terrorists on the Western scene were
born in the West – Zacarias Moussaoui, convicted for
the 9/11 atrocities in the
US
, for one. Others, such as
lead 9/11 hijacker Mohammed Atta, came as students.
Radical political ideas picked up in
Europe
are often equal in weight to religion in such cases.
British-born
Muslims, involved in the
July 7, 2005
,
London
terrorist bombings, often
train in
Afghanistan
or
Pakistan
but don't usually return to their parents' homelands for
jihad there.
European-born
Muslims and Muslim converts and Middle Eastern and North
African Arabs often fight for Muslim causes in other
lands: Bosnia, Chechnya, Kashmir, or – since the US
invasion of 2003 – Iraq. Thus far, the Islamist Hamas
movement in the Israeli-Palesinian conflict has shown
little interest in the internationalist ideology of
Osama bin Laden's Al Qaeda, which preaches establishment
of a global Islamist state. Since terrorist attacks by
Palestinians in
Europe
a generation ago, very few, if any, Palestinians,
Afghans, or Iraqis have turned up in violent groups
operating in
Western Europe
. North Africans involved in
terrorism in
Spain
and
Italy
and those of Pakistani origin or ancestry in
Britain
are often young people belonging to the second
generation of immigrants.
Turks
in
Germany
and
France
,
and the ethnic Turkish minority in northern
Greece
(whom the
Athens
government prefers to call Greek Muslims) are
exceptions. They have fewer identity problems. They
speak Turkish as well as the language of their host
country; they're de facto Europeans without divided
loyalties.
Islamist
radicalism and its stepchild, terrorism, are problems
associated with a younger generation of immigrants.
Youth was also a feature of European leftist terrorists
of the 1970s, who bombed trains and kidnapped bankers
and politicians in
Germany
,
Italy
,
and
France
.
America
's
success in integrating the vast majority of Muslim
immigrants into its society could serve as an example in
Europe
.
France
's
President Sarkozy, in partnership with like-minded
German Chancellor Angela Merkel, realizes this. More
forceful action against poverty and encouraging
education and upward social mobility should be main
weapons in the so-called war on terror.
•
Former Monitor correspondent John K. Cooley covered
countries between
Morocco
and
Pakistan
for nearly a half-century. One of his books is
"Unholy Wars:
Afghanistan
,
America
and International Terrorism."
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|