ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 25/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الأسد يتعامل مع الأزمات, ولكن النظام يعاني

بقلم: حمزة هنداوي

أسيوشيتد برس - واشنطن بوست - 18/2/2007

Assad Handles Crises, but Regime Suffers

By HAMZA HENDAWI

The Associated Press

Sunday, February 18, 2007; 12:47 PM

بحسب الشكل الظاهر, فان الأسوأ يبدو خلف بشار الأسد. ففي هذه الأيام هناك أحاديث اقل عن تغيير النظام في دمشق أو ملاحقة الرئيس السوري فيما يتعلق بقضايا اغتيالات السياسيين في لبنان.

لقد خفت عزلة سوريا الدولية قليلاً, واستطاع بشار أن يشق صف القيادة الإسرائيلية بتوقيته المناسب لطرح مشروعه للسلام مع إسرائيل, عدو بلاده منذ القدم.

وقامت سوريا بتعزيز وتقوية علاقاتها مع إيران ومع حزب الله الذي يشهد تهديدات حالية في لبنان وهذه الأمور أعطت لسورية رافعة قوية بعد فترة ظهرت فيها ضعيفة بشكل سئ. 

يقول أيمن عبد النور صاحب الفكر الإصلاحي في حزب البعث الحاكم" لم يترك الكثير من الأمور التي يمكن استخدامه لتوجيه الأذى الى سوريا" مما يعكس مزاج الثقة السائد بأن سوريا قوية ومرنة في نفس الوقت و بأنها تحمل مفاتيح رئيسة في إحلال السلام في الشرق الأوسط. 

و لكن الأمور الظاهرية قد تكون مضللة وغير صحيحة.

و كما يقول المحللون فان الأمور مختلفة تحت السطح, فالنظام يشعر بالمرارة من العزلة الدولية, وهو محبط بسبب عدم قدرته على استرجاع مرتفعات الجولان التي فقدها قبل أربعين عام و احتلتها إسرائيل, والنظام قلق أيضاً من نشاط المعارضة الذي هو حالياً قليل و لكنه يمكن إن ينمو أذا مدت أمريكا يد العون له.

إن إحباط الأسد حول رفض واشنطن التعامل معه بدا جلياً في المقابلة التي أذيعت في 5/2/2007 مع تلفزيون أ بي سي. فقد أصر أكد الأسد بأن سوريا قادرة على تهدئة العنف الدائر في العراق إذا طلبت أمريكا منها ذلك. 

وقد اتهم بشار الرئيس بوش بأنه يرفض فتح أي حوار مع سوريا وقال: " إن الإدارة الأمريكية غير قادرة على تحقيق السلام, و ليس لديها القدرة على ذلك و لا الرؤيا".

ولكن أمريكا لا تأخذ على عاتقها لوحدها الحرب الباردة التي تخوضها مع دكتور العيون السابق ذي ال41 سنة. فحلفاء أمريكا المؤثرون (السعودية و مصر والأردن) كلهم يتجنبون التعامل مع سوريا. ويضعون اللوم عليها في التدمير الذي حصل للبنان في الحرب الأخيرة. وصلة سوريا الوثيقة مع حماس قد أدت الى زيادة التوتر مع واشنطن وحلفائها العرب.

ومع حزم بشار لأمتعته من إيران فان هناك شعوراً متزايداً بأن التحالف الإيراني السوري يشهد بعض المشاكل. لقد نفى الرئيسان حصول أي انشقاق في حلفهما, و لكن بعض الدبلوماسيين العرب يقولون بأن سوريا تشعر بالخيانة بسبب تضافر الجهود الإيرانية السعودية لتهدئة العنف في لبنان. 

إن شعور الوحدة الذي يتملك سوريا جعلها تضع صور سياسيين اسبان جاؤوا من مقاطعة كاتالونيا الاسبانية على الصفحات الأولى الصحف والمجلات المملوكة من قبل الدولة. 

 ولكن الموضوع الأكثر ضرراً بالنسبة لموقف النظام هو عدم قدرته على تحقيق أي تقدم في جهوده لاستعادة مرتفعات الجولان. و هي القضية السورية الأولى منذ أن فقدت منها في حرب 1967.

ان المفاوضات بين سوريا وإسرائيل حول مصير مرتفعات الجولان قد انهارت قبل أشهر من وفاة والد بشار عام 2000.

و في الفترة الأخيرة قدم بشار عرضاً غير مشروط لمحادثات سلام مع إسرائيل, و بعض الإسرائيليين المؤثرين قد طلبوا من حكومتهم قبول هذا العرض السوري.

و لكن الإقدام على ذلك سوف يعني كسر العزلة الدولية المفروضة على سوريا وإغضاب حليفة إسرائيل, واشنطن التي تقود الجهود الدولية لفرض العزلة على النظام السوري ,بتهمة السماح للمتمردين السنة بعبور حدودها الى العراق, ولدورها في  زعزعة استقرار الحكومة اللبنانية المدعومة من الغرب.

ان لبنان هي الكارثة الأكبر التي واجهت الأسد. فبعد اغتيال الحريري عام 2005 خرج ألوف اللبنانيين الى الشوارع و القوا باللوم على سوريا في قضية الاغتيال , وأجبروا سوريا على إنهاء وجودها العسكري الذي استمر 30 عام في لبنان.

المحقق الاممي في قضية اغتيال الحريري كان قد وجه النهمة بشكل أو بآخر إلى القيادة السورية العليا و حلفاء سوريا من القوى الأمنية في لبنان, حتى ان هناك تخمين بأن يكون بشار نفسه متهماً في القضية. و لكن التقارير الصادرة عن التحقيق بعد ذلك لم تأت كثيراً على ذكر سوريا.

الخبراء القانونيون يقولون بأن مسودة مشروع المحكمة الدولية في لبنان لم تأت على ذكر حصانة الرؤساء, و لم تستثن محاسبة الرؤساء على تصرف المرؤوسين. و المسودة قد أقرت من قبل الحكومة اللبنانية و لكنها أوقفت عند البرلمان بسبب النزاعات ما بين الأغلبية المدعومة دولياً والمعارضة الموالية لسوريا.

وصرح دبلوماسي غربي مقيم في بيروت وهو متابع قريب للقضية بأن قرارات المحكمة قد يكون لها أثر كبير على بقاء نظام الأسد, و خصوصاً إذا قدم كبار المسؤلين في النظام إلى المحاكمة. وفضل الدبلوماسي عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع.

كتب ياسين الحاج صالح في صحيفة الحياة اليومية بأن النظام السوري مستفيد من الرأي العام الذي يوجه اللوم الى بوش بسبب خلقه لجو من الحصار و الضغط, واذا تغيرت النظرة العدائية إلى أمريكا فان الغضب سيتحول الى الداخل السوري بسبب الإخفاقات الاقتصادية و الركود و ضعف مرافق الخدمة العامة وفقدان مرتفعات الجولان.

بعد أن ورث الحكم عن والده قام بشار بإدخال بعض أشكال الحرية التي لم تكن معروفة أيام حكم والده, وأطلق مئات السجناء السياسيين و سمح للنقاد بالتعبير عن المظالم في البلد.

لقد زرع الوالد صورة القدرة الكلية له في أذهان الناس, و لكن الابن التحق بمباريات كرة القدم في سوريا و تناول وجبات الطعام مع الأيتام في الملاجئ و كان يمشي مع زوجته في شوارع دمشق.

ولكن الحريات الجديدة قد تم إغراقها. و قامت الحكومة بموجة كبيرة من الاعتقالات ضد الناشطين السياسيين, وأغلقت الصحف المستقلة التي قامت هي بمنحها الترخيص سابقاَ, وفشلت الحكومة في تقديم إصلاح ذي  مغزى للشعب السوري.

يقول أكرم البني الناشط السياسي اليساري الذي قضى 17 عام في سجون حافظ الأسد قبل أن يطلق سراحه عام 2002 " ان الوضع حالياً أفضل بالمقارنة مع أيام حافظ الأسد, ان الناقدين الآن لا يتم إرهابهم كما في السابق ولكنهم يجعلونك تعرف أين حدودك" .

ويقبع أنور البني شقيق أكرم الآن في السجن بتهمة القيام بنشاط معارض للدولة .

بعض النشطاء الآن لا يسمح لهم بالسفر خارج سوريا, وبعضهم قد تم تجريده من حقوقه المدنية , و هناك بعض الجماعات المعارضة التي رفض طلب ترخيصها للعمل بشكل قانوني.

الاصلاحيون في سوريا الآن قد ضيقوا مطالبهم بالإصلاح الشامل الى الأمل بأن يحصلوا على 85 مقعداً في مجلس الشعب الذي يتكون من 250 مقعداً . ان فترة الاسد الرئاسية الأولى تنتهي في شهر تموز المقبل وهو يسعى للحصول على فترة رئاسية جديدة عبر استفتاء شعبي يعبأ بنعم أو لا .

يقول رئيس تحرير صحيفة البعث  الياس مراد التابعة للحزب الذي يقوده بشار ان النظام يجب أن يكون حريصاً في موضوع الإصلاح الداخلي في الوقت الذي يتعرض لضغط واسع من جميع الأطراف.

و يقول مراد : "ان أي نظام يحترم نفسه لا يستطيع أن يغض الطرف عن الأفراد الذين يحاولون أن يحصلوا على مساعدة القوى الأجنبية للعمل ضد نظامهم".

يقول مروان قبلاني محاضر العلوم السياسية في جامعة دمشق بأن ما يريده السوريون هو ليس الإصلاح الديمقراطي و لكن يريدون تدبير لقمة عيشهم.

لقد ازداد التذمر في الأيام الأخيرة في سوريا من ارتفاع الأسعار وتكاليف الحياة و البطالة و اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وارتفعت الأصوات حول هذا الموضوع في الإعلام التجاري و حتى في الأحاديث الخاصة. 

يقول قبلاني : " ان الناس جياع للخبز و الاستقرار و ليس للحرية".


http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/02/18/AR2007021800490.html

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ