ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
أطفال
الحرب: الجيل الذي يعاني من
العنف في العراق بقلم:
مايكل هوارد صحيفة
الجارديان - 6/2/2007 :Children of war the
generation traumatized by violence in Michael
Howard in The
Guardian توقفت السيارة عند حاجز مؤقت
يقطع شارعاً موحلاً غربي بغداد.
و صرخ أحد أفراد الحاجز وهو يلوح
بالكلاشنكوف
في وجه السائق"هل أنت
شيعي أم سني؟" . " هل أنت مع
الزرقاوي أم مع جيش المهدي؟" أجاب السائق "أنا مع جيش
المهدي".فصرخ الحارس ببهجة
"إجابة خاطئة", " أمسكوا
به".
وفتحت بوابة حديدية لمنزل قريب و
خرج أربعة رجال مسلحين بسرعة
منه . و قاموا بسحب السائق من
سيارته ووضعوا السكينة على
رقبته. و بسرعة وكفاءة أجريت
السكين من الأذن إلى الأذن. و
صرخ رجل بصوت المنتصر " أنت
ميت الآن", و سقط الأسير
مكوماً على الأرض. ومرت لحظة من الصمت قبل أن يسمع
صوت امرأة قائلة " تعالوا إلى
الداخل أيها الأولاد العشاء
جاهز". فتأوه الرجال المسلحون
و لملم السائق نفسه ودحرج
سيارته الصفراء أمامه, وتم
إلقاء الألعاب من البنادق
والسكاكين خلف الباب. على أن يتم
استئناف لعبة القتل هذه في
الصباح.
عبد محمد و إخوته الخمسة تتراوح
أعمارهم ما بين السادسة
والثانية عشرة مكانهم الطبيعي
في المدرسة, ولكن أمهم سيدة
و كما الآلاف من الآباء في
مدينة بغداد لا يسمحون لأبنائهم
بالذهاب إلى المدرسة. فقبل
ثلاثة أسابيع قام رجال مسلحون
باعتراض سيارة مدرس أمام باب
المدرسة و قاموا بسحبه من
السيارة ومن ثم قطعوا عنقه. كما
حدث في اللعبة تماما.ً تقول سيدة وهي تغرف الأرز
لأطفالها " في ذلك اليوم رجع
الأولاد إلى البيت و قد تغيرت
ملامحهم بسبب الأشياء التي
رأوها, الطفلان الصغيران بللا
نفسيهما ليلاً وشاهدا
الكوابيس أثناء النوم, أما عبد
محمد فقد بدأ بإصدار الأوامر
إلى الجميع للعب لعبة القتال.
وأنا أعرف أن الأمور ليست
طبيعية معه. إن ما أخشاه أن
يحصلوا في يوم من الأيام على
الأسلحة الحقيقية, و لكن في تلك
الأوقات من أين سيحصلوا على
المساعدة؟". يعيش الأولاد مع أمهم الأرملة
وعمهم في بيت متواضع في حي
العامل الذي يتميز بخليط ديني و
يقع في إحدى ضواحي بغداد
الغربية و التي تخضع لسيطرة
المسلحين شارعاً بعد شارع.
حكايات مماثلة حول تزايد منطقة
الحرب يسمع عنها في كل البلاد.
لقد كان هناك نداءات استغاثة من
آباء و معلمين و أطباء على اتصال
مع صحيفة الجارديان حول تزايد
حالات التبول الليلي و الخرس و
نوبات من الألم والكوابيس
الليلية و العنف ضد الأولاد
الآخرين و حتى ضد آبائهم في بعض
الأحيان.
وسط عدم الوضوح والضبابية التي
تلف الإحصائيات المتعلقة بعدد
الإصابات بين المدنيين
العراقيين, فليس هناك أحد متأكد
كم من الأطفال قد قتل أو شوه. و
لكن الأطباء
النفسيين ومنظمات العون تحذر من
أن استمرار عرض مشاهد الحرب
المخيفة في المستشفيات و شاشات
التلفزة ستزيد الاضطرابات
النفسية و العاطفية التي سيعاني
منها الشباب في العراق
وستتزايد وستستعصي على
العلاج. وفي دراسة نادرة نشرتها منظمة
الأطباء النفسيين العراقية
الأسبوع الماضي أشارت المنظمة
إلى أن العنف قد أثر على ملايين
الأطفال في العراق, مما يزيد من
القلق على مصير الأجيال القادمة.
وناشدت المجتمع الدولي
للمساعدة في إنشاء برنامج
للرعاية الصحية النفسية, يقول
عضو المنظمة مروان عبدالله "إن
الأطفال في العراق يعانون وضعاً
نفسياً خطيراً في ظل انعدام
الأمن, وخصوصاً الخوف من عمليات
الاختطاف و التفجير, و في بعض
الحالات نجد أنهم يعانون من
إجهاد وضغط نفسي شديد". يقول شريف كاراشانتي البروفيسور
في جامعة السليمانية: "في كل
يوم فان هناك طفلاً جديداً ييتم
أو يرى مشاهد مقلقة لا يجب على
الأطفال رؤيتها. من سيعتني بهذا
الكم الهائل من الأضرار التي
سببت لجيل كامل من الأطفال؟". ويقول الدكتور شريف ان هناك
أسباب قوية للخوف على الأطفال
" إن سفك الدماء المتواصل و
نقص المساعدة المؤهلة سوف تجعل
أطفال العراق ينشأؤن إما برعب
شديد أو سيعتادون ويتآلفون مع
مشاهد العنف ويصبح النمط السائد
لديهم حتى بلوغهم". وبسبب الوضع الأمني المتدهور في
العراق فان منظمات عالمية مثل
اليونيسف لديهم حضور ضعيف في
العراق. و منظمة أنقذوا الأطفال
ستنهي عملياتها في العراق الشهر
المقبل بعد 15 سنة عمل هناك. و
جمعية الهلال الأحمر العراقية
أجبرت على تعليق برنامجها
المتعلق بالأطفال الذين يعانون
من صدمات الحرب بسبب نقص
التمويل. و مستشفيات العراق المنهكة لا
تستطيع التعامل مع هذه الصدمات
النفسية وكثير من الأطباء
المؤهلين إما تركوا العراق أو
تعرضوا لعمليات القتل. إن
المشاكل تتزايد وتتراكم بسبب
الوصمة التي يحملها الذهاب إلى
الأطباء النفسيين. يقول د.شريف"
انهم لا يحضرون أولادهم للعلاج,
بسبب خوفهم من أن يوصم أولادهم
بالجنون". لقد ترك الميدان للمنظمات
المحلية و المنظمات غير
الحكومية الصغيرة و الأطباء
النفسيين الذين يعملون تحت
الضغط, والذين هم ليسوا بمنأى عن
دوامة العنف هناك. ففي شهر
ديسمبر تم اغتيال حارث حسان أحد
المتخصصين في المجال النفسي.
وقد عرف في مجال الإعلام
بتعليقاته الصادقة و القاسية
حول العقلية العراقية. وكان د.حارث
يعمل مع الأطفال الذين تعرضوا
للصدمات. و كان مصمماً على تخليص
شباب العراق من هوسهم للسلاح
والبندقية.
قال د.حارث للجارديان " انه كل
ما يفكر به معظمهم, و الخطر هو
أنهم سوف يضفون على الموضوع
لمسة ذاتية ثم يعيدون إنتاجه
فيما بعد". وكما في حالة عبد محمد و إخوته
حيث قصص وصور قطع الرؤوس و
المشاهد الطائفية البشعة يتم
إدماجها في طريقة لعبهم. تقول
أنا جيفريس التي تعمل في منظمة
أنقذوا الأطفال" ان هذه
الألعاب تحضر الكوابيس إلى
العالم الحقيقي, و إبعاد أسلوب
اللعب هذا عنهم سيكون صحياً
أكثر. أن الأمر الرئيسي هو إيجاد
بيئة آمنة حيث يستطيع الأطفال
اللعب تحت إشراف الكبار". و لكن في حي العامل في بغداد
الأمر ليس بهذه السهولة.
فانتشار شبح العنف أوقف الآباء
عن إرسال أطفالهم للمدارس و
أماكن اللعب والتسلية قد أغلقت
وهناك أماكن قليلة لممارسة
الرياضة. ونسبة الالتحاق في
المدارس قد تدنت الى حوالي 60%. تقول لين جونز الطبيبة النفسية
التي تعمل مع منظمة طبية عالمية
و التي درست صدمات الأطفال في
حرب البوسنة: "إن الأطفال
عادة ما يكونون مرنين. ففي عدد
من الحالات فقد تلاشت حالات
الصدمة حالما خمد العنف".
ان استمرار تحسن الأطفال
يعتمد على البيئة التي يعيشون
فيها بعد ذلك,و القيم التي
يحملها آباؤهم وعائلاتهم, كما
تقول لين. و قبل اغتياله بفترة قصيرة أخبر د.حارث
الجارديان عن مخاوفه بشأن الجيل
العراقي الحالي" يجب أن لا
نقع في خطأ تحميل الاحتلال كل ما
يحدث اليوم, فلمدة ثلاثة عقود
أرغم الشباب العراقي على تعلم
القتل. و علينا أن نعلمهم الآن
أساليب الحوار والنقاش و الحلول
الوسط . و إلا فإننا سنستمر في
إنتاج شخصيات مهزوزة عقلياً
تعتبر العنف وسيلة للحوار في
حياتها اليومية".
http://www.guardian.co.uk/Iraq/Story/0,,2006738,00.html
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |