ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 05/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عيون تركيا على الهلال الشيعي

بقلم: عمر تاسبينار

نيوزويك - طبعة 12/2/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

تسعى إيران وبكل وضوح إلى إغواء تركيا للابتعاد عن ميلها للغرب, و قد يكون الأكراد مجرد الإسفين الذي تحتاجه لذلك

إذا كنت مكان أحد الملالي في طهران وكنت تواجه تحالفاً غربياً "تحالف القادرين" فان هناك بلداً واحداً ترغب في ضمها إلى جانبك: و تلك الدولة مجاورة لحلف الناتو, إنها  تركيا. و في الآونة الأخيرة فعل الإيرانيون ذلك بشكل جيد. و السبب: هو أن  أنقرة و طهران تتشاركان وبشكل متزايد في هم واحد يوحدهما وهو وجود مسلحين أكراد في شمال العراق يمارسون حرب عصابات, و قد فشلت أمريكا في عمل أي شئ ضدهم. 

سوف يكون من المبكر لأوانه الحديث عن أي حلف بين الدولتين. ولكن إيران  تسعى وبكل وضوح إلى إغواء تركيا للابتعاد عن ميلها للغرب, و قد يكون الأكراد مجرد الإسفين الذي تحتاجه لذلك. و خلال الزيارات الأخيرة التي قام بها مسؤلون إيرانيون من ضمنهم علي لاريجاني رئيس مجلس الأمن القومي إلى تركيا فقد تم التركيز على المشاكل التي يخلقها أعضاء حزب العمال الكردستاني. وعلى الرغم من الوعود الكثيرة التي قطعتها الولايات المتحدة فان القوات الأمريكية لم تفعل شيئاً لمنع الهجمات التي يشنها الحزب عبر الحدود. مما يدعو إلى اقتراح بوجود حلف أمني ثلاثي بين تركيا و إيران وسوريا يكون موجهاً ضد الانفصاليين الأكراد,  وحسب وكالة الأنباء الإيرانية فقد شدد لاريجاني على أهمية قيام الجيش التركي بعملية واسعة لسحق التمرد و حرب العصابات بالتعاون مع القوات الإيرانية.

و من غير المحتمل أن يكون هناك تحرك دراماتيكي في هذه الفترة. و لكن من الواضح أن احتمالات التدخل التركي آخذة في الازدياد. و من المؤكد أن هذا الموضوع سيطرح في زيارة وزير الخارجية التركي عبدالله غول و قائد الجيش يسار بويوكانيت. وكما هو واضح أيضاً رغبة إيران في إثارة المزيد من القلاقل والفوضى. فالتدخل في شمال العراق قد ينهي مشاكل تركيا و لكنه سوف يكون النهاية لرحلة تركيا المتعثرة مع الاتحاد الأوروبي وسوف يشعل فتيل أزمة مع أمريكا. وسوف تبتعد تركيا عن بروكسل وواشنطن. وسوف تجد تركيا فائدة اقل في تمسكها بالخط الغربي ضد إيران.  و لاشك أن بعض المشاكل التاريخية ستفرض نفسها فيما يتعلق بسباق الحصول على الأسلحة النووية. ورغم ذلك فان هذا التهديد يبقى افتراضياً إذا ما أخذنا تهديد الانفصاليين الأكراد بعين الاعتبار. و في هذا الصدد فان الأتراك لا يرون أن الأمريكان يقفون في صفهم حالياً كما هو حال إيران.

وقبل عشرة أيام فقط عقد البرلمان التركي جلسة مغلقة تحت حماية أمنية مشددة. وكان جدول الأعمال هو شمال العراق و الخيارات التركية. لقد خاض الجيش التركي و لأكثر من 20 سنة حرباً دموية ضد حزب العمال الكردستاني , أدت إلى سقوط أكثر من  40000 قتيل  وكلفت ما يزيد على 150 بليون دولار أمريكي.و لقد أعاد المتمردون تجميع أنفسهم خلال الأعوام من 2004-2006 في شمال العراق, وذلك لإطلاق حملة عسكرية جديدة ضد تركيا. إن معظم الأتراك يعتقدون أن الوقف الحالي لإطلاق النار لا يعدو كونه تكتيكاً مرحلياً و سوف لن يستمر طويلاً (قد يستمر حتى الربيع القادم) .

و من وجهة النظر التركية فان حزب العمال ما هو إلا جزء من مشكلة أكبر. إن الخوف الكبير لدى الأتراك هو أن يشكل ما يقوم به القوميون الأكراد في العراق سابقة للأكراد في تركيا . فبمساعدة  وشراكة من أصدقائهم الأمريكان فان الأكراد في العراق قد باشروا بتنفيذ رحلة طموحهم القومي باتجاه و قصد محددين : دولة مستقلة عاصمتها كركوك الغنية بالنفط. إن هذا الحلم الكردي ما هو إلا كابوس تركي.

إن حقيقة أن الجلسة المغلقة للبرلمان التركي قد ركزت على مدينة كركوك حيث يعيش فيها العديد من التركمان ليست إشارة جيدة. فمع الاستفتاء الذي سيتم حول وضع المدينة في نهاية 2007 و الإحصاء السكاني الذي سيجرى في ابريل القادم, فان الأحداث قد تنقلب وتتطور بشكل سريع. القوات الإيرانية تتجمع على طول الحدود مع كردستان و تقصف مواقع حزب العمال في جبال قنديل, و تتحول الأعمال الإرهابية إلى أنقرة. و طبقاً للتقارير فان الإيرانيين قد اقترحوا حملة منسقة كبيرة ضد الأكراد. وسوف يكون هناك تصعيد عسكري كبير في المنطقة.

في الحقيقة فانه ليس من قبيل المصادفة أن يتوجه غول و بويوكانيت إلى واشنطن. ان الاجتماع القادم يجب أن يضع حداً لاستمرار حديث إدارة بوش عن سعادتها باستقرار الأوضاع في كردستان العراق. و إذا لم تفعل القوات الأمريكية شيئاً ضد حزب العمال, فان تركيا ستهدد بأنها ستقوم بالعمل بيدها.

إن هذه سنة الانتخابات في تركيا, ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لديه حوافز بأن يظهر أوراق اعتماده القومية ضد خصومه السياسيين, إن الكثير يفضلون التدخل العسكري. و كل ذلك يدفع تركيا و بشكل محتوم باتجاه إيران, و ربما تنتهي الأمور بخلق محور شيعي-سني لم يسبق له مثيل يكون موجهاً لإحباط الخطط الأمريكية في المنطقة.

http://www.msnbc.msn.com/id/16959214/site/newsweek


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ