الولايات
المتحدة تؤجل تقريراً
عن
الدور الإيراني في العراق
بقلم:
باول ريشتر
مجلة
التايم الامريكية - 1/2/2007
ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي
واشنطن-
أجلت الإدارة الأمريكية خطة
لتقديم أدلة عن التهم الموجهة
لإيران فيما يتعلق بتدخلاتها
المستمرة في العراق في ظل
انقسام داخل الإدارة حول قوة
هذه الأدلة المقدمة. كما صرح
المسؤلون الأمريكيون.
وكانت
أمريكا قد وعدت الأسبوع الماضي
بتقديم أدلة حول الأنشطة
الإيرانية في العراق و التي أدت
إلى أن يعلن الرئيس الأمريكي في
10 من الشهر السابق أنه صرح
للقوات الأمريكية بالهجوم على
عملاء إيران في العراق الذين
يهددون حياة الأمريكيين.
ولكن بعض
المصادر الرسمية في واشنطن قلقة
بشأن هذه الأدلة لان بعض الأدلة
الموجودة قد لا تكون حاسمة وأن
بيانات أخرى لا يمكن الكشف عنها
دون تعريض المصادر و الأدوات
الاستخباراتية للأذى. و في
الحقيقة فإنهم يريدون تجنب
الإحراج الذي حدث بعد غزو
العراق و الذي تبيين لاحقاً أن
المعلومات التي قدمتها الإدارة
لتبرير حرب العراق كانت غير
صحيحة.
يقول أحد المسؤلين الأمريكيين
" لا نريد أن نعيد الموقف الذي
حدث عام 2003 عندما عرض وزير
الخارجية كولن باول
آنذاك تقريراً عن الأسلحة
غير التقليدية التي يمتلكها
صدام حسين والتي اعتمدت على
أدلة تم اكتشاف أنها غير صحيحة
فيما بعد. و سيصبح الناس متشككين
في أدلتنا و كلامنا" .
ويتم النقاش
الآن بين بعض الدبلوماسيين
الأمريكيين وبعض العسكريين في
العراق و الذين يسعون لحشد
الدعم لشن حرب على إيران, بعكس
سياسيين آخرين في واشنطن, بمن
فيهم وزيرة الخارجية كونداليزا
رايز, و التي تناقش الموضوع بحذر,
طبقاً للسياسيين الذين صرحوا
بذلك قبل عدة أيام.
وحملت إدارة بوش في مرات عديدة
الاستخبارات العسكريين
الإيرانيين مسؤولية تقديم
المتفجرات و الأسلحة الأخرى إلى
الميليشيات الشيعية المسلمة.
الاستخبارات الأمريكية و
المصادر العسكرية الرسمية قالت
أن لديها أدلة حاسمة على
التدخلات الإيرانية و لكنها لم
تعلن للجمهور بعد.
وترافقت
حملات الاتهام ضد إيران بإرسال
سفن حربية أمريكية إلى الخليج
الفارسي مما يصعد المخاوف من
عمل عسكري أمريكي محتمل ضد
إيران.
لقد
قامت القوات الأمريكية باعتقال
مجموعة من الإيرانيين شهر
ديسمبر الماضي في بغداد و قامت
بتوقيف مجموعة من الإيرانيين في
مدينة اربيل الشمالية في 11 من
الشهر الماضي. و في الحقيقة فان
الإدارة الأمريكية بهذه
التصرفات تهمل توصيات بيكر-هاملتون
التي أوصت بفتح محادثات مع كل من
إيران وسوريا لمحاولة تهدئة
العنف الطائفي في العراق.
لقد أدت المزاعم الأمريكية
إلى أن يقوم السفير الإيراني في
بغداد "حسن كاظمي القمي"
بتحدي الإدارة الأمريكية
بإظهار أي دليل صحيح يدل على
تدخل إيران في الشأن العراقي.
و
على هذا فقد وعد السفير
الأمريكي زلماي خليل زاد بتقديم
هذه الأدلة, و كان الأمريكيون
يستعدون لعمل ذلك خلال الأسبوع
الماضي.
ولكن هذا الإصدار
قد تم تأجيله, ورفض شون ماكورماك
الناطق باسم وزارة الخارجية
التنبؤ بموعد جديد لإصدار هذا
التقرير.
و
قال ماكورماك للصحافيين "
سنقوم بعمل هذا حسب جدولنا
الزمني, و سنقوم بعمل ذلك
بالطريقة الواضحة و التي لا
تؤدي إلى تعريض قدرتنا على جمع
المزيد من الأدلة حول هذه
الشبكات الإيرانية".
و في هذا الأسبوع نفى ماكورماك أن
تكون الإخفاقات و الأخطاء التي
حدثت مع الاستخبارات الأمريكية
قبل حرب العراق قد جعلت العمل
على إعداد ملف جديد أمرا صعباً.
إن المأزق
الذي تواجهه الإدارة الأمريكية
هو مؤشر جديد على الصعوبات التي
تواجهها أمريكا في العراق في
محاولتها للحد من التأثير
الإيراني في الشأن العراقي, و
تبدو إيران الآن هي المنافس
الإقليمي الأكبر لأمريكا في
المنطقة. إن هناك الآلاف من
الإيرانيين داخل العراق الآن
يرتبط بعضهم بعلاقات قوية مع
حكومة المالكي المدعومة من
أمريكا.
أحد
المسؤلين السابقين في وزارة
الدفاع قال أن الإعداد لمثل
قضية كهذه قد يتضمن محاولة
لاستخلاص معلومات حساسة لعرضها
إلى المشككين الأمريكيين.
و يقول المسئول السابق " إنها
قضية خاسرة بالنسبة للإدارة".
و حسب المصادر
الرسمية فان السفارة الأمريكية
و القوات في العراق تسعى لبناء
قضية قوية بجمع أكبر لأدلة
مختلفة.
و لكن
المسئولين المشاركين في
اجتماعات مشتركة حول هذا
الموضوع و التي تضم ممثلين عن
وزارة الخارجية والاستخبارات
يعتقدون أن بعض الأدلة مبالغ
بها و قد تعطي مؤشراً سلبياً على
الايرانيين غير المذنبين.
ويضيف
المسؤلون أن هناك صعوبة أخرى
تكمن في إصدار هذا التقرير وهو
انه إذا تم سحب بعض المعلومات
الحساسة من هذا التقرير لحماية
المصادر الاستخباراتية فان ذلك
سيجعل التقرير ضعيفاً وغير مقنع.
و يقول مصدر رسمي فضل عدم ذكر
اسمه "انه و على الرغم من وجود
اختلافات في الرأي حول هذه
الأدلة, فان هناك إجماعا واسعاً
داخل الأوساط
الأمريكية المختلفة بان
التصرفات الإيرانية تشكل
تهديداً للولايات المتحدة, و في
حين أن علينا أن نحاول تجنب
الحرب في العراق فان علينا أن
نواجه الايرانيين بقوة في
العراق.
وأضاف
المصدر " ليس علينا أن
نمضي بعيداً في هذا الأمر, فليس
كل شخص في السفارة الإيرانية هو
جاسوس أو ثوري".
إضافة إلى
ذلك فانه على الرغم من الموافقة
القوية التي تبديها رايز فيما
يتعلق بتشديد نطاق العمل ضد
طهران فإنها تنبه على أن
التقرير يجب أن لا يكون شديد
اللهجة.
وهناك قلق
كبير لدى الأوساط العسكرية
الأمريكية من التواجد المكثف
للحرس الثوري الإيراني وعناصر
الاستخبارات الإيرانية في
العراق,و قد طالب العسكريون
مراراً بإعطائهم
مجالاً اكبر للتحرك ضد
التواجد الإيراني في العراق.
و في هذا الأسبوع صرح القائد
الثاني للقوات الأمريكية في
العراق الجنرال رايموند
اوديرنو في مقابلة مع أمريكا
اليوم أن الايرانيين يزودون
الميليشيات الشيعية بشاحنات من
صواريخ الكاتيوشا و قذائف مضادة
للدروع و عبوات ناسفة تزرع في
الطرق.
و أضاف اوديرنو أن الأرقام
المتسلسلة تدل على أنها أسلحة
إيرانية.
إن تنامي الحالة العدائية بين
إيران و أمريكا يغضب الساسة
العراقيين و الذين بدءوا
بالحديث عن احتمالات الصراع بين
إيران و الولايات المتحدة في
بلادهم.
http://www.latimes.com/news/nationworld/world/la-fg-usiran1feb01,1,4362546.story?coll=la-headlines-world
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|