أوقات متهورة لحزب الله

بقلم: روبرت باير

مجلة التايم الامريكية - 29/1/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

    بينما تحترق بغداد, يقوم حزب الله بإشعال النار في قلب بيروت.  و نتائج الصراع في لبنان سيكون لها نفس الأهمية إن لم يكن أكثر مما يحدث في العراق الآن. 

    في الأسبوع الماضي فشل الجيش اللبناني في منع حزب الله من إغلاق مركز بيروت وكثير من أجزائها الأخرى. و أكدت المنظمة الشيعية للجميع أنها قادرة على أخذ بيروت والتي هي تاريخياً مدينة سنية. إن المستفيد الأول من إثارة الفوضى هو حزب الله الذي ينمو ويزدهر في ظل الفوضى.

    وهناك أمور أخرى حالف الحظ السعيد فيها حزب الله. فقبل أسبوعين أجبر رئيس الأركان الإسرائيلي على تقديم استقالته من منصبه, و الذي اعتبره كثيرون بمثابة اعتراف إسرائيلي بالهزيمة في حرب ال34 يوماً مع حزب الله. وحسب استطلاع مركز زغبي ا لمتخصص فان 70 %من شيعة لينان يعتقدون أن إسرائيل كانت هي الخاسر في الحرب. و 70% منهم قالوا إنهم أخذوا موقفاً أكثر ايجابية من حزب الله بعد هذه الحرب. 

    سألت سياسياً شيعياً في لبنان ما الذي ينوي حزب الله فعله مع قوته الجديدة؟ فأجاب " لا شئ, إن حزب الله جاهز للإطاحة بالحكومة الحالية, إنها فقط مسألة وقت قبل سقوط الحكومة , حزب الله سيملأ هذا الفراغ وسيصبح المدافع عن الوضع الراهن".

    إن هذا شئ مرعب جداً. فمعظم القادة الرئيسيين للحزب بما فيهم أمينه العام الحالي حسن نصرالله قد بدأوا حياتهم السياسية كعملاء لإيران. إن  أياديهم ملطخة بالدماء حيث كانوا مشاركين في الهجوم على السفارة الأمريكية في بيروت و في الهجوم على مجمع لجنود المارينز في بيروت عام 1983 و الذي يعتبر من أكثر الهجمات الإرهابية دموية حتى أحداث 11 سبتمبر.

    و اليوم حزب الله سوف يتلو لنا التاريخ القديم,و فصل آخر من حرب لبنان الأهلية المنسية, و ستتم الإشارة إلى أنه في الصيف الماضي و خلال حرب حزب الله فان الحزب لم يمس شعرة واحدة لأي أمريكي, حتى مع كون أمريكا هي الداعم الرئيس و المزود للأسلحة التي تم بها قصف حزب الله خلال الحرب ( حقيقة أن حزب الله لم يقتل أو يختطف أمريكي يعتبر امتيازاً دون فرق في قتل المدنيين الإسرائيليين بصواريخ الكاتيوشا).

    سألت صديقي الشيعي ما الذي يحول دون انقضاض حزب الله على السلطة؟ فأجاب " إنهم السنة, فلو تحرك حزب الله بسرعة كبيرة, فان السنة في لبنان سوف يدفعون البلد إلى حرب أهلية كاملة".

   صديقي الشيعي هذا و أصدقاء آخرون قدموا لي خطبة  من أحد مساجد السنة حيث يصف الخطيب فيها الشيعة بأنهم كفرة ومرتدون و ماهم إلا مؤامرة صهيونية داخل الإسلام. ويجب أن يتم استئصالهم و لو بالدم.

    سيكون هنالك معطيين سيئين لما يحدث في لبنان . فحزب الله إذا تولى السلطة سوف يخلق دولة موالية لإيران و سوف تكون لبنان بمثابة نموذج آخر لدول الخليج لتحذو حذوه. و بالتأكيد سوف تدور حرب أخرى مع إسرائيل أو اثنتان إذ ستدور حرب أهلية داخل لبنان  كما يحدث في العراق الآن. وفي كلتا الحالتين .... اربطوا الأحزمة. 

http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1583292,00.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ