لا
حلول وسط مع المتطرفين
بقلم
: ماثيو ماينن
هيرالد
تريبيون - 27/2/2007
واشنطن: ان الولايات المتحدة
تقوم بالضغط على الحكومة
الصومالية الجديدة للوصول الى
صيغة ما مع قادة المحاكم
الإسلامية المعتدلين. وهو
النظام الذي أطيح به من قبل
الجيش الأثيوبي في بداية هذا
العام. إن مثل هذه الخطوة حسب
اعتقاد إدارة بوش سوف تساعد في
إعادة الاستقرار الى الصومال
بعد 16 عام من الفوضى والحرب
الأهلية التي أدت إلى تدمير
الصومال. ان أي شخص يلاحظ عودة
ظهور حركة طالبان في أفغانستان
و الفشل و الفوضى الحاصلة في
العراق سيستنتج بان نصيحة
الإدارة للصومال تظهر إهمالا و
استخفافاً من قبل الإدارة
بتاريخ السياسات الفاشلة في
الحرب على الإرهاب .
مرة بعد أخرى, يظهر لنا استحالة
عمل أي مصالحة معتدلة و علمانية
مع المتطرفين الإسلاميين. ان
الحل الفعال الوحيد للعلمانيين
هو السيطرة الكاملة على السلطة
و الحكومات و هزيمة المتطرفين.
في عملية الحرية الدائمة, قام
تحالف الشمال باكتساح كابول
شاقاً طريقه الى الحدود
الباكستانية الأفغانية . و
عوضاً عن دعم الحليف الجديد
قامت واشنطن بقطع المساعدات عن
التحالف الشمالي مما سبب
تراجعاً في موقف التحالف في
مسعاه لاستئصال حركة طالبان و
ذلك لعدم وجود المصادر و الدعم
اللازم لذلك.
و اليوم فان طالبان تقوم بإعادة
سيطرتها على المدن الأفغانية
ببطئ وهدوء, و حلفاء واشنطن من
القبائل يبقون بلا وسائل
لمقاومة طالبان. و بشكل واضح فان
الأمور كانت ستكون أفضل بالنسبة
لأفغانستان لو أن إدارة بوش
قامت بدعم غير مشروط لتحالف
الشمال عندما حاول هزيمة طالبان
هزيمة ساحقة في المرة الأولى.
و لو ان الرئيس بوش لا يريد
للمحاكم الإسلامية أن تنبعث من
جديد كما في حالة طالبان, فعليه
إذا أن يدعم سياسة إزالة
المحاكم من الصومال وسحقها, ولا
يجب أن يدعم أي سياسة أو محاولة
لضمهم واحتوائهم. في الحقيقة
فانه لا يوجد أي عنصر معتدل في
هذه المنظمة؛ و ان جميع
مقاتليها و أعضائها هم إسلاميون
متطرفون و ذلك لسبب معين.
ان خبرتنا في العراق تظهر لنا أن
العمل مع ما يدعى بالإسلاميين
المعتدلين هي إستراتيجية محكوم
عليها بالفشل.
فمثلاً؛ على الرغم من التحذيرات
و الإشارات التي وصلت بأن مقتدى
الصدر ليس لديه أي نية للتعاون
مع أمريكا, فان إدارة بوش قامت
بإعطائه هدنة. و اليوم فان جيش
المهدي التابع للصدر هو من أكبر
فرق الموت العراقية, و هو
المسئول عن الآلاف من حالات
القتل العشوائية بين المدنيين
العراقيين.
ان الصدر ليس هو الذئب الوحيد
الذي يتظاهر بمظهر الحمل الوديع
الذي يسمح له بالمشاركة في
الحكومة العراقية الجديدة.
فعدنان الدليمي قائد أحد أكبر
التجمعات السنية في البرلمان
العراقي, لعب دوراً كبيراً في
التمرد عبر إخفائه للسيارات
المفخخة في منزله لتُستخدم بعد
ذلك من قبل الإرهابيين.
و الأكثر إزعاجا من ذلك هو طارق
الهاشمي نائب الرئيس العراقي,
الذي أشاد بالتمرد ضمنياً في
خطابه الذي ألقاه في المعهد
الأمريكي للسلام أثناء فترة
زيارته لأمريكا و لقائه بالرئيس
بوش.
ان الإدارة الأمريكية ليست بوضع
يسمح لها بإخبار الصوماليين بأن
عليهم أن يعملوا مع المعتدلين
في المحاكم الإسلامية و ذلك لان
الإدارة نفسها غير قادرة على
التمييز بين المعتدلين
والمتطرفين.
في الحقيقة, فانه من الصعوبة
بمكان أن نحدد متى كانت آخر مرة
أعطت فيها الحكومة الأمريكية
نصيحة جيدة للصومال. فعندما
حاولت الحكومة الصومالية في
المنفى أن تستعين بالقوات
الإثيوبية للإطاحة بالمحاكم
الإسلامية قامت العديد من الدول
بمحاولات لوأد هذه المحاولة عبر
المناداة بالبحث عن حل دبلوماسي
للمشكلة. و في النهاية فان
الحكومة الصومالية تجاهلت
الرأي العام العالمي و كانت
محقة في ذلك. و لو ان الطريق
الدبلوماسي أتُبِع في حل الأزمة
لكانت المحاكم الإسلامية تسيطر
على معظم أراضي الصومال لحد
الآن.
و اذا كانت واشنطن مصرة على
مواصلة ضغطها على الحكومة
الصومالية للوصول الى حل وسط مع
المحاكم الإسلامية فأرى أنه من
الحكمة أن تجرب الحكومة
الصومالية تجاهلها لتلك
النصيحة و أن تمارس استقلالها
في القرار للمرة الثانية , و تحت
أي ظرف من الظروف فانه لا يجب
السماح للمحاكم الإسلامية في
المشاركة في إعادة اعمار
الصومال, و يجب العمل على إضعاف
هذه المنظمة بحيث لا تستطيع أن
تقوم بأي تمرد أو ثورة مثل ما
فعلت طالبان. و ان أي تقصير عن
ذلك يمكن ان يحول النصر الذي
تحقق في محاربة الإرهابيين الى
هزيمة.
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|