ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 20/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

حكومة الوحدة الفلسطينية : محاولة تغيير اللعبة

بقلم: فيل زابريسكي

مجلة التايم الأمريكية - 15/3/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

"نحن متفائلون جداً بان هذه الحكومة سوف تمهد لمرحلة جديدة", حسب كلام السيد إسماعيل هنية يوم  الخميس الماضي, وذلك بعد أن تم الإعلان عن توصله هو و السيد مازن عباس الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.  و ليس من المفاجئ لأي كان بأن الشعب الفلسطيني يبحث عن مرحلة جديدة, فالمحاولات التي قام بها الشعب الفلسطيني مرت بأوقات طويلة و عصيبة بل و دامية في بعض الأحيان داخل مناطقهم., و خصوصاً التوترات الأخيرة التي مرت بها الساحة الفلسطينية الداخلية و التي كانت تنذر بأن الفوضى ستشمل و تأتي على كل شئ. و لكن السيد هنية من حماس و عباس الذي يرأس منظمة التحرير الفلسطينية قد نجحوا بعد جهد وعناء بالخروج الى العالم بحكومة و حدة فلسطينية  يكون لحماس فيها 12 مقعداً و لفتح 6 مقاعد و المقاعد السبعة الباقية ستوزع على المستقلين و الأحزاب الصغيرة. كما أنهم نجحا في التوصل الى برنامج سياسي للحكومة المقبلة.

و إذا شكل التوصل الى اتفاقية بين الطرفين تحدياً صعباً,  فان إقناع الجمهور و المجتمع الدولي المتشكك سيكون تحدياً أصعب من ذلك . ومن المتوقع أن يقوم المجلس التشريعي الفلسطيني بالمصادقة على هذه الحكومة في تصويت سيجري يوم السبت. ان هناك القليل من الأشياء التي سيكون التعامل معها أمراً سهلاً. فوزير الداخلية المعين حديثاً في هذه الحكومة "هاني قواسمي" وهو موظف حكومي مدني مخضرم, سيكون عليه أن يجد طريقة للسيطرة على العديد من أجهزة الأمن الفلسطينية و العمل على زرع نوع من الأمان في الشوارع. وزير الخارجية "زياد أبو عمرو" و "سلام فياض" وزير المالية و  المعينان في الحكومة كلاهما مستقل و معتدل و لهما سمعة طيبة في الغرب. و سيتركز عملهما على إقناع الحكومات العربية والأوروبية بفك الحصار المفروض على الفلسطينيين بعد الانتخابات التي قادت الى تولي حماس للسلطة قبل نحو عام.

ان الشرط الأساسي لرفع الحصار عن هذه الحكومة هو القبول بشروط المجموعة الرباعية الدولية (روسيا و الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وأمريكا) و الذي يتضمن الاعتراف بدولة اسرائيل و رفض العنف كأسلوب للعمل و احترام جميع المعاهدات الموقعة سابقاً.  ولكن برنامج الحكومة الحالية ضرب بعرض الحائط جميع هذه الشروط. و تعهد بمواصلة العمل لتقوية الوحدة الفلسطينية الداخلية, و بمحاربة الفساد و اعتماد الشفافية في كل المواقع, و العمل على محاربة جميع أشكال الفوضى وتأسيس مجلس وطني للإشراف على الأمن الداخلي. كما و تعهدت الحكومة باحترام المعاهدات السابقة و من ضمنها المبادرة السعودية التي ُأقرت من قبل الدول العربية في مؤتمر بيروت عام 2002 (وهي المبادرة التي تعهدت باعتراف كامل بدولة اسرائيل و العمل على تطبيع كامل للعلاقات معها في مقابل الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67 و ضمان حل عادل لقضية اللاجئين). و لكن البرنامج لا يقدم اعترافاً و اضحاً بإسرائيل. و في الوقت الذي يزيد فيه من احتمالية توسيع وقف إطلاق النار مع اسرائيل فانه لا يقدم أي رفض للعنف , ولكنه في الواقع يشدد على حق المقاومة في مقاومة الاحتلال. و طبعاً فليس كل فلسطيني سيأخذ ذلك على أنه دعوة للقتال, رغم أنه بالكاد ما أرادت و واشنطن وإسرائيل سماعه. يقول المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريجيف: "ان ذلك يمثل خطوة الى الوراء,  اذا كان هناك أي أمل في أن الحكومة الجديدة ستعمل على تغيير أي شئ فان هذا الأمل قد تبدد الآن" .

ان حماس تشعر بالثقة الآن, فقد حصلت تقريباً على كل شئ تريده و قدمت القليل بالمقابل خلال المفاوضات مع حركة فتح. و لكن السيد هنية يدرك ان عليه العمل على التخفيف من المصاعب المالية في الأراضي الفلسطينية. يقول هنية "سنفعل ما يتوجب علينا فعله كفلسطينيين لإعادة توثيق العلاقات مع المجتمع الدولي". و في مقابلة مع صحيفة عربية في لندن قال الدكتور أحمد يوسف مستشار هنية:" ان عقيدة حماس المتشددة قد تتغير بمرور الوقت, أو قد تتطور بعض الشئ, ان الواقع السياسي قد يضطرنا الى تغيير بعض الأفكار, ". و قد صرح السيد يوسف بعد ذلك لصحيفة التايم بأنه و ضمن حماس "إننا نتحدث عن مرونة اكبر في المواقف و التعاطي سياساً مع الأمور في وقت كانت حماس ترفض فيه العمل السياسي". و يبدو ان حماس تقوم بلعبة حساسة من نوع ما و هي العمل على الحفاظ على المكاسب التي حققتها في الشارع والمحافظة على مصداقيتها مع جناحه العسكري المتشدد, و الذي رفض بعض من أعضائه أن تقوم حماس بعمل أي هدنة مع ألد الأعداء بالنسبة لهم. و قال السيد يوسف أيضاً ان حماس قد تتعاطى بشكل ايجابي مع المبادرة السعودية, و لكن بالكاد أعطى وعداً صعباً بالاعتراف الضمني بإسرائيل.

وإذا أرادت حماس ان تحسن صورتها في العالم فان خصومها السابقين في فتح سيساعدونها  في ذلك, يقول نبيل أبو ردينة مساعد عباس :"نحن ندعو جميع الأطراف بما فيها العربية للعمل والتعايش مع هذه الحكومة و إعطائها لفرصة الكافية". ويبدو أن الهدف من ذلك هو العمل على تفكيك الموقف الموحد للجنة الرباعية و إقناع الأوروبيين و الأمم المتحدة ببدء العمل مع الحكومة الجديدة, ربما عن طريق الوزراء غير المنتمين لحماس على الأقل. بينما يبقى السعوديون والمصريون متنبهون للحاجة لمنع إيران من أن تكون الراعي والداعم للقضية الفلسطينية, و أن يقوموا بالدعم المالي و الدبلوماسي اللازم وان يقنعوا أمريكا بتغيير موقفها من الحكومة الجديدة. ان برنامج الحكومة الجديدة يقدم الشكر للحكومة السعودية و مصر والاتحاد الأوروبي و سوريا لتقديمهم الدعم اللازم, و يتمنى البرنامج تعاوناً أكبر من كل من الصين واليابان و روسيا. (   كما ويدعو حكومة الولايات المتحدة لإعادة النظر في علاقتها مع القضية الفلسطينية).  و بالمقابل فان المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية  طلب من المجتمع الدولي "أن يبقى مصراً على مبادئه, و أن لا ينخدع أو يتذبذب مع ما تراه اسرائيل بالوعود الكاذبة و أنصاف الحلول".

وفي الوقت الذي يبدو فيه أن برنامج العمل للحكومة الجديدة لن يخضع لأمريكا أو اسرائيل, فان اللاعبين الرئيسيين الآخرين يرون أنه لا وجود لأي نتيجة ايجابية في استمرار الحصار على الحكومة الجديدة. و حقيقة أنها تأتي مرتبطة بمحاولات إحياء عملية السلام عبر المبادرة السعودية والتي تقوم إسرائيل وأمريكا بالتمعن فيها أكثر, فن كل ذلك يرفع من إغراء التعامل مع الحكومة الجديدة و مراقبة تصرفاتها و تقدمها المستقبلي.

http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1599676,00.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ