ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 21/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الإسلام الأكثر إسلامية

بقلم : جينيفي عبدو

الواشنطن بوست - 17/3/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

قامت مجموعة من المسلمين من أمريكا الشمالية تطلق على نفسها "المسلمون العلمانيون" بالتجمع في سان بيتروسبيرغ مؤخراً من أجل الإعلان عن ولادة حركة عالمية جديدة تعمل على تصحيح الأخطاء المفترضة في الإسلام و تقوم بعملية إصلاح شامل  داخل الإسلام.

و لكن القادة المسلمين من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)  و مقرها واشنطن –حيث يتهم "المسلمون العلمانيون" قادة هذا المجلس بالتطرف- قد انتقدوا و رفضوا أي محاولة جديدة لفرض تاريخ وفلسفة الغرب على العالم الإسلامي.

ان هذه الحركة الجديدة لا تمثل الا أقلية من المسلمين. و ان وجهة النظر الإسلامية التي تتبناها (كير) هي الوجهة الأكثر شيوعاً بين المسلمين, ليس فقط في الولايات المتحدة و إنما في جميع أنحاء العالم. و لكن الإعلام و الحكومات و المحافظين الجدد في الغرب يعطون انتباها و اهتماماً أكبر للأقلية العلمانية.

و الاجتماع الذي حصل في سان بيترسبورغ يمثل دليلاً على ذلك, لأن هذا الاجتماع قد تم بثه على قناة سي ان ان مباشرة عبر برنامج "جلين بيكس" المحافظ. والحقيقة أن بعض المشاركين والمنظمين معروفون و مشهورون و الفضل في ذلك يعود الى تسليط الضوء عليهم من قبل وسائل الإعلام الغربية, فمثلاً "إرشاد مانجي" مؤلف كتاب "المشكلة مع الإسلام" و "ايان هيرسي" البرلماني الهولندي السابق و مؤلف كتاب " الملحد" كانوا من ضمن الموجودين. إحدى المشاركات و هي "وفاء سلطان" قالت خلال عرض البرنامج على الشاشة أنها " لا ترى أي فرق حقيقي بين الإسلام المتطرف و الإسلام الحقيقي".

ان أفكار وجدول أعمال "العلمانيون المسلمون" قد تم الترويج له لأن هذه الأفكار التي يحملها تعكس في الحقيقة وجهة النظر الغربية حول مستقبل الإسلام.  منذ هجمات 11 سبتمبر و كل شخص من المسئولين الكبار في إدارة بوش الى الكاتب "سلمان رشدي" قاموا بوصف علاجات متعددة للإسلام مثل:  إصلاح المعتقدات بحيث تصطبغ بالصبغة الغربية و خصخصة الدين والعمل على نشر و ازدهار الأسلوب الغربي للديمقراطية في العالم الإسلامي  و أن الحكام العلمانيين و ليس المتدينين هم مسلمون أيضاً.  ولكن المشكلة في هذه النظرة أنها لا تتطابق مع الواقع.  وأنها تفترض انه إذا ما تم تغذية المسلمين بحمية من التأثير الغربي فإنهم سيتقبلون الحداثة و العلمانية وكل شئ يقدمه الغرب لهم.

و يجب أن نأخذ الحقيقة التالية بعين الاعتبار: ان الإسلاميين الأصوليين قد انتشروا عبر العالم في ال30سنة الأخيرة من الشرق الأوسط الى أجزاء من أفريقيا. ففي مصر على سبيل المثال فانه من الصعب عليك و أنت تمشي في الشوارع أن ترى امرأة لا ترتدي الحجاب الإسلامي. و الحركات و المجموعات الاسلامية في صعود و تقدم من حزب الله في لبنان الى حماس في غزة والضفة الغربية الى الإخوان المسلمين في مصر. وحتى في الولايات المتحدة فان المسلمين الأمريكيين و خصوصاً الشباب منهم يُقدمون على الالتزام بتعاليم الإسلام بأسلوب لم يكن حتى آباؤهم القادمون الى امريكا يقومون به.   

لقد سافرتُ الى فلوريدا للمشاركة في المؤتمر السنوي الذي تعقده (كير) في الولاية. و في طريقي الى المؤتمر, تحدثت مع الإمام "سراج وهاج" و هو رجل مثقف لديه جاذبية خاصة من مسجد التقوى في بروكلين ولديه الآلاف من الأتباع في أمريكا و عبر العالم. و لقد لخصت كلماته الروح الموجودة لدى عموم المسلمين في أمريكا وفي العالم أجمع:" ان ما نحتاجه حقاً هو العمل على أخذ ما نحتاجه من التوجهات الغربية الصحيحة و رفض ما لا يناسبنا كمسلمين, ان هذه هي الموجة التي ستسود في المستقبل".

و حقيقة فان المؤشرات الموجودة على أرض الواقع تدعم ما قاله الإمام "سراج وهاج". فالمسلمون الذين يعيشون في الغرب و في العالم الإسلامي يبحثون عن هذه الأرضية المتوسطة. وإحدى سمات اندماج المسلمين في بعض أوجه العولمة على سبيل المثال هو أن عدد النساء المسلمات اللواتي يتلقين تعليماً عالياً قد ارتفع هذه الأيام عن السابق. ففي إيران نجد أن عدد النساء في الجامعات يفوق عدد الرجال, وهو أمر يحصل لأول مرة في التاريخ الإيراني. و لكن في الوقت الذي تزداد فيه هذه الظاهرة فان هناك ظاهرة أخرى مرافقة لها وهو أن أغلب هؤلاء النساء قد أصبحن يتسمن بالتدين و قد أخذن مواقع متقدمة لهم في ما يعرف بالحركة النسائية الاسلامية, وهذه الظاهرة تمتد من مصر الى تركيا و المغرب.

و نجد أن هؤلاء النساء اللواتي عادة ما يلبسن حجاب الرأس للتعبير عن تمسكهن بالدين, قد وجدن الأرضية الرمادية ما بين الحداثة و الأصالة. و هن يكافحن من أجل الحصول على المزيد من الحقوق للمشاركة في الحياة السياسية و مساواة أكبر في قوانين "الأحوال المدنية", و يعملن على إنصافهن في مواضيع رعاية الأطفال و الحق في الطلاق. و لكن الإسلام يعتبر البوصلة الرئيسة التي تسير عليها أولئك النساء في المطالبة بهذه الحقوق. 

و بالمثل, يبدو أن المستقبل السياسي للعالم العربي سيضم على الأغلب أحزاب إسلامية  أقل تسامحاً خارجياً مما كانت عليه الأمور مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة , وملتزمة داخلياً بتطبيق الشريعة الاسلامية بدرجات متفاوتة.

و في أوروبا و امريكا, حيث المسلمون في أقصى درجات التعرض للثقافة الغربية, وبالرغم من ذلك فإنهم يلتزمون بشكل متزايد بالقيم الاسلامية. ففي بريطانيا فان أعداداً متزايدة من المسلمين تدعم و تؤيد أنشاء نظام محاكم قائم على المبادئ الاسلامية.

ان كل ذلك يعني أن الآمال الغربية بالتكامل من قبل المسلمين في الغرب أمر غير قابل للتحقيق و أن مستقبل العالم الإسلامي سيكون إسلاميا أكثر منه غربياً .

وعوضاً عن التباهي و رفع الأصوات مع الأقلية العلمانية وإعارتها الانتباه من قبل وسائل الإعلام في مؤتمراتهم و برامج عملهم و مفكراتهم, فان الولايات المتحدة ستكون حكيمة أكثر إذا أولت اهتماماً أكبر بالأغلبية المسلمة الأقل ثرثرة.

http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/03/16/AR2007031601941.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ