ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
حقوق
الإنسان والديمقراطية وأمريكا
وسوريا بقلم:
هيلين كوبان مجلة
ذا نايشن الأمريكية ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي لقد قضيت عدة أيام في دمشق نهاية
شهر فبراير الماضي, وخلال هذه
المدة استطعت أن
أُكوِن وجهة نظر حقيقية عن
تأثيرات محاولات
إدارة بوش لفرض " الديمقراطية"
بالقوة في المجتمعات الشرق
أوسطية و تأثير هذه
المحاولات على عمل
المواطنين السوريين الذين لهم
تجربة طويلة في الصراع من اجل
حقوق الإنسان و الديمقراطية في
بلدهم. خلاصة الموضوع :"في الحقيقة
محاولات سيئة جداً". لقد كانت هذه الكلمات هي خلاصة
حديث السيد "دانيال سعود"
رئيس لجنة الدفاع عن حقوق
الإنسان و الديمقراطية والحرية
في دمشق تعليقاً على المحاولات
الأمريكية لفرض الديمقراطية في
الشرق الأوسط. لقد كان "سعود" نفسه سجيناً
سياسياً ما بين أعوام 1987-1999, وهو
رئيس لهذه اللجنة منذ عام 2006,
يقول السيد سعود أن أكثر شئ
يحتاجه نشطاء حقوق الإنسان في
سوريا هو حل لمشكلة حالة الحرب
مع إسرائيل. ويقوا عن كونداليزا رايس ما يلي:
"إن ضغطها على النظام السوري
ولد تأثيرا سيئاً علينا. فقد قام
الأمريكان والأوروبيون بممارسة
الضغط على النظام لمدة تتراوح
ما بين 18 إلى 24 شهراً, والنظام
بدوره قام بممارسة الضغط علينا
نحن". أخبرني السيد "مازن درويش "
زميل سعود في اللجنة الآتي :"قبل
الغزو الأمريكي للعراق كان
الناس هنا يتعاطفون معنا, وكان
لدينا شعبية واسعة كنشطاء و
مدافعين عن حقوق الإنسان. و لكن
وبعد حصول الكارثة في العراق
أصبح الناس هنا يقولون:أنظروا
إلى النتيجة في العراق". وشدد سعود أنه وبالنسبة للسوريين
فان مسألة احتلال إسرائيل
لمرتفعات الجولان تعتبر بحد
ذاتها إنكارا و خرقاً لحقوق
الإنسان السوري سواء أكان ما
يزال مقيماً في الجولان تحت
الحكم العسكري الإسرائيلي أو
انه هرب من الجولان عند
احتلالها تاركاً بيته و مزرعته
و مصالحه منذ 40 سنة. يقول سعود
:"ان الجولان أرض سورية,
ولدينا الحق في استعادتها". بالإضافة إلى ذلك, فقد أشار هو و
ناشطون آخرون تحدثت إليهم الى
حقيقة استمرار حالة الحرب ما
بين إسرائيل و سوريا و التي تعطي
الذريعة للنظام السوري
بالاستمرار في فرض حالة الطوارئ
و التي طبقت في البلاد منذ عام
1963 الى حد الآن. يقول سعود:"ان
جميع الأنظمة في المنطقة تقول
بأنها تؤجل إحلال الديمقراطية
في بلادها حتى يتم حل مسألة
الجولان و فلسطين". إذن يجب علينا الانطلاق من هذه
النقطة و أن نعمل على حل هذه
المشكلة. ان كل شئ يبدأ من هنا.
ان الناس في إسرائيل وسوريا
بحاجة ماسة الى السلام. و نحن
نريد أن نبني ثقافة سلام هنا في
سوريا و في المنطقة بأسرها. ان اللجنة تعمل بقوة من اجل بناء
هذه الثقافة في المجتمع. …. لقد أشار الرجلان إلى العديد من
نقاط التناقض و الالتباس في
السياسة الأمريكية المتبعة
لفرض الديمقراطية في سوريا. حيث
أشار درويش إلى انه "عندما
كان لدى أمريكا علاقات جيدة مع
سوريا عام 1991, فان السيد دانيال
كان يقبع في السجن, ولم تنبس
أمريكا ببنت شفة حول موضوعه في
ذلك الحين". هذان الرجلان
اللذان التقيتهما و غيرهما من
نشطاء حقوق الإنسان السوريين
أشاروا أيضاً أنه وعلى الرغم من
الضغط الكبير الذي كانت تمارسه
إدارة بوش ما بين عامي 2004-2005
لفرض الديمقراطية في سوريا فان
هذه الإدارة كانت لا تزال سعيدة
بوجود غرف التعذيب في سوريا و
ذلك عبر إرسالها بعض المشتبه
بهم من القاعدة إلى السجون
السورية ليتم تعذيبهم هناك. (وما
قضية ماهر عرار الكندي ذو الأصل
السوري إلا أشهر هذه القضايا.
ففي سبتمبر من عام 2005 قامت منظمة
العفو الدولية بنشر قائمة تضم
ضحايا آخرين خضعوا للتعذيب في
سوريا بمباركة أمريكية). وخلال السنوات الماضية كان هناك
عمليتان رئيسيتان تدلان على أن
الضغط الأمريكي على سوريا قد
انعكس بشكل سلبي على هؤلاء
النشطاء السياسيين. العملية الأولى: التدهور السريع
للقوة الأمريكية في المنطقة قد
أضر بشكل كبير على قدرة واشنطن
للضغط على النظام السوري بأي
قضية كانت, وقد أصبحت دمشق وبشكل
ملحوظ أكثر ثقة بنفسها وقوة مما
كانت عليه قبل سنة مضت.
العملية الثانية: أنه وفي نفس هذه
الفترة فان وضع ناشطي حقوق
الإنسان كان قد تحسن قليلاً عما
كان عليه من قبل.
وقد اخبرني السيد سعود أن عدد
السجناء السياسيين من
العلمانيين لا يتجاوز العشرين
معتقلاً حالياً, وفي اليوم الذي
تحدثنا فيه مع بعضنا تم إطلاق
سراح 16 سجيناً كردياً و طالباً و
الذين قضوا اقل من شهر في السجن.
و قال السيد سعود:"حقيقة إننا
لا نعرف عدد المعتقلين من
الإسلاميين... نحن لا نسمع عنهم
إلا حين يجلبون إلى المحاكمة,
إنهم لا يعذبون أشخاصاً مثل
أنور البني أو ميشيل كيلو, أو
أولئك الذين اعتتقلوا السنة
الماضية و كانوا من الموقعين
على إعلان بيروت-دمشق". ولكنه
أشار أنه من المحتمل جداً أن
السجناء الإسلاميين يتعرضون
للتعذيب العنيف. (قامت منظمة
هيومان رايتس ووتش بنشر تقريرها
للعام 2006 عن وضع حقوق الإنسان في
سوريا وجاء فيه "إن الآلاف من
المعتقلين السياسيين و العديد
منهم هم أعضاء في جماعة الإخوان
المسلمين المحظورة و في الحزب
الشيوعي لا يزالون يقبعون في
المعتقلات السورية". ) وفي هذه الأثناء, فان العامل
الأهم الذي يسيطر على التقدم
السياسي في سوريا كما في باقي
بلدان المنطقة, هو التدهور
المؤلم والخطير للظروف داخل
العراق. السوريون يراقبون هذا
التدهور برعب. إن سوريا استقبلت
وأعطت الإذن بالإقامة المؤقتة
لأكثر من مليون لاجئ عراقي (وهو
ما يعد عبئاً كبيراً على
المجتمع السوري, ويمكن تشبيه
الأمر وكأن أمريكا استقبلت 17
مليون لا جئ في غضون سنتين فقط).
وبسبب أن الانهيار الذي يحصل في
العراق هو تحت مسمى الديمقراطية
الامريكية فان جميع المآسي التي
تحصل في العراق إنما يتم
إلحاقها بهذه الديمقراطية
الامريكية ولذلك فقد اكتسبت هذه
الديمقراطية سمعة سيئة. وهذا
بدوره أدى إلى أن يعطي العرب
والمسلمون في الشرق الأوسط
الأهمية والقيمة للاستقرار
السياسي عوضاً عن الدعاية
الديمقراطية الامريكية لحد
الآن. وتحت هذه الظروف, فانه من المؤثر
جداً أن تبقى تسمع الناس لحد
الآن في الشرق الأوسط يتكلمون
عن الحاجة الى الديمقراطية.
وحتى عندما يتحدثون عن ذلك
فإنهم ينأون بأنفسهم عن المشروع
الأمريكي لدمقرطة الشرق الأوسط.
وهم جميعاً داعمون للأنظمة
ومعارضون لها في نفس الوقت, وعلى
كلٍ فان الناس يشعرون بضرورة
التحرك نحو الديمقراطية
ويعتبرونها أولوية ولكن
الديمقراطية المطلوبة هي
التي تراعي حاجات الناس و
أولوياتهم داخل كل بلد, و ليست
تلك الديمقراطية التي يتم فرضها
عن بعد من واشنطن. http://www.thenation.com/blogs/notion?bid=15&pid=171587 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |