ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 01/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الدعوة إلى الحوار مع الإخوان المسلمين

بقلم: جوشوا ستاشر* وسامر شحاتة**- بوسطن غلوب

هيرالد تريبيون - 26/3/2007  

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

في مكان هادئ وفي منطقة متوسطة المستوى في حي" مانيال" كان يجلس حارسان أمنيان يرتشفان كأسين من الشاي بكثير من الملل. المبنى الذي يقع خلفهم تماماً يحتوي شققاً صغيرة تستعمل كمكاتب رئيسة لجماعة الإخوان المسلمين, أقدم جماعة إسلامية سياسية في الشرق الأوسط. يعتبر الاخوان المسلمون أكبر مجموعة معارضة للحكومة في مصر وهي أفضل قوة سياسية منظمة هناك. قد لا يعرف الشخص حقيقة الاخوان من المظهر المتواضع للمبنى, ولكن جماعة الاخوان و كما هو المرجح ستكون هي القوة المسيطرة في مصر في المستقبل. ورغم ذلك فان أمريكا ترفض بعناد عقد أي صفقة مع الاخوان المسلمين, وذلك حسب توصيات  النظام الفاسد و المتصلب للرئيس المصري حسني مبارك.

وحسب كلام وزيرة الخارجية رايس, فان أمريكا ترفض الحوار مع الجماعة بسبب أن الجماعة تعمل بصورة غير شرعية حسب القانون المصري. ولكن بناء السياسة الامريكية على التلاعب القانوني للحكومات المتسلطة لا يصب في المصلحة الامريكية. و إذا أرادت الولايات المتحدة أن يكون لها مصداقية في المنطقة فعليها أن تفتح حواراً من نوع ما مع هذه الجماعة الأكثر شعبية و تنظيماً في مصر. وحسب جدول رايس فإنها ستكون في مصر نهاية هذا الأسبوع للقاء الرئيس مبارك, وهكذا فان هذا التوقيت مثالي جداً لفتح حوار مع الاخوان.

ان جماعة الاخوان منظمة لا تؤمن بالعنف وهي تعمل بشكل سلمي ومسئول في مصر منذ عقود. وقد تأسست الجماعة عام 1928 أيام الاحتلال البريطاني لمصر وقد استطاعت أن تبقى على الساحة رغم ذلك, وقد كثف الرئيس جمال عبد الناصر ضغوطه على الجماعة , كما عمل الرئيس السادات على التقارب مع الغرب, ومع ذلك فقد حافظت الجماعة على ديمومتها, ومن المتوقع ان تبقى حية ونشطة حتى مع وجود نظام الرئيس مبارك وحزبه الوطني الحاكم. وفي الانتخابات التي جرت عام 2005 فازت الجماعة بنسبة 20% من مجموع مقاعد مجلس الشعب المصري, وهو ما جعلها أكبر تكتل معارض في البرلمان. ولذلك فانه ليس من المستغرب أن تقوم الولايات المتحدة بالجلوس على طاولة الحوار مع الاخوان كما فعلت من قبل مع أحزاب وقوى معارضة أخرى في مصر.

لقد ازدادت شعبية الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط بشكل كبير. وتقوم الجماعة الأقدم –الاخوان- بمد جسور التعاون و الحوار مع الجماعات والأحزاب الاسلامية الأخرى في المنطقة. وتفتقر الولايات المتحدة حالياً الى الطرق للوصول الى هذه الجماعات الإسلامية. وعلى هذا فان فتح حوار مع الاخوان سيؤدي الى إيجاد وفتح طرق جديدة للتواصل مع الجماعات الاسلامية الأخرى. وقد يعطي هذا مؤشراً الى أن أمريكا مستعدة للحوار مع جميع الجماعات الملتزمة بالمشاركة السياسية السلمية.

لقد أظهرت جماعة الاخوان التزامها بالعمل السلمي ضمن الإطار القانوني المصري على الرغم من سنوات القمع الطويلة التي تعرضت لها. عكس جماعات إسلامية أخرى مثل حماس أو حزب الله, فليس لدى الاخوان في مصر جناح عسكري , وهي ليست مدرجة ضمن الجماعات الإرهابية لا في أمريكا و لا في الاتحاد الأوروبي.

في الواقع وعلى الرغم من عدم قانونية الجماعة حسب القانون المصري, فان النظام يتسامح مع العديد من أنشطة الجماعة, بما فيها الشبكة الواسعة من الخدمات الاجتماعية و النشاطات الدينية و المنظمات  المدنية و  النقابات المهنية التابعة لها. 

إن عمل علاقة مع الإخوان المسلمين سيعتبر مؤشراً للأنظمة الحاكمة و جماعات المعارضة في المنطقة بأن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الديمقراطية بشكل عام , ولا تقوم بدعم الجماعات المؤيدة لمصالحها فحسب.

ان عمل علاقات إضافية مع الاخوان لا يعني خروجاً صارخاً عن السياسة الخارجية لأمريكا. فعلى الرغم من عدم وجود علاقة حقيقية بين الطرفين الآن, إلا انه كان لدى بعض المسئولين الأمريكيين شئ من الاتصال مع الجماعة في أواخر عام 2001 تحت حكم الرئيس بوش نفسه, وعلى الرغم من أن الحكومة المصرية عبرت عن عدم رضاها عن هذه الاتصالات, إلا أن ذلك لم يكن له تبعات سلبية على العلاقة بين البلدين.

ان مصر تتلقى مليارات الدولارات سنوياً كمساعدة من الولايات المتحدة, وان من مسؤولية واشنطن ان تلتقي مع جميع الأحزاب والجماعات المصرية . وبعد فوز الجماعة في انتخابات عام 2005 والتزايد المستمر لشعبية الجماعات الإسلامية الأخرى في المنطقة فانه يتعين على الولايات المتحدة أن تضع باعتبارها أنها بحاجة إلى فتح حوار مع الجماعات الإسلامية المعتدلة و غير العنيفة. وليس هناك جماعة إسلامية أكثر أهمية بين هذه الجماعات من جماعة الإخوان المسلمين المصرية.

------------------

*محاضر مساعد في الجامعة الأمريكية في القاهرة -قسم التاريخ.

**أستاذ مساعد في مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون

http://www.iht.com/articles/2007/03/26/opinion/edstach.php

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ