النظام
الأسـدي يحمي الصهاينـة
الدكتور
خالد الأحمد*
نشرت أخبار الشرق
يوم الجمعة (25/8/2006) موضوعاً في
غاية الأهمية ، أتمنى من العرب
عامة ، والفلسطينيين وبعض
الإسلاميين خاصة ، الاطلاع عليه
، أما نحن المعارضة السورية ،
فهذا الموضوع من البدهيات عندنا
، وسبق لي الكتابة فيه عدة مرات
...
وسوف ألخص
مانشرته أخبار الشرق ، على مبدأ
( في الإعادة إفـادة ) ، ثم أذكر
بموضوع لي سبق نشره .
أولاً : من أخبـار
الشــرق :
1- هذه الأخبار نقلاً عن مسؤول أمني رفيع
المستوى ، أي من أحد حكام سوريا
الحقيقيين ، الذين يحكمون بشار
ويوجهونه حيث يريدون ...
2- يقول هذا المسؤول السوري الأمني
مستغرباً من
رفض دولة العصابات الصهيونية
التفاوض مع النظام السوري : يقول
منعنا عدة محاولات للتسلل إلى
الجولان ...
3- ويقول في فرع فلسطين ( الذائع الصيت
بالشر ) : يوجد عشرات السوريين
والفلسطينيين المعتقلين لأنهم
حاولوا التسلل إلى الجولان ،
منهم من حاول تهريب السلاح ،
ومنهم من حاول القيام بعمليات
....
4- أفاد المعتقـل العـراقي الكندي ( هلال
عبد الرزاق ) الذي اعتقل في فرع
فلسطين عام ( 2000) قال في مقابلـة
مع صحيفة القـدس العربي في تموز
عام (2001) :
توجد مجموعة
حوالي (28) من الشباب السوريين
والفلسطينيين الذين تجاوبوا مع
الانتفاضة فقاموا بمحاولة
تهريب الأسلحة إلى الأرض
المحتلة عبر الأردن ، حيث ألقي
القبض عليهم من قبل السلطات
السورية ، وكنا نســتغرب أن
يتمـيز هؤلاء عن غيرهم بشدة
أنواع التعذيب في قلعة الصمود
والتصدي ، وتحديداً في فرع
فلسطين.
وأضاف ( هلال عبد
الرزاق ) لا أستطيع أن أنسى
رجلاً كان معنا اسمه ( نعيم )
وكانت رجله مقطوعة ، وتهمته أنه
ساعد في محاولة تهريب الأسلحة
من الحدود السورية إلى الأرض
المحتلة عبر الأردن ، لقد كان
الجلادون يضربونه على رجله
المتبقية ، ولقد رأيت بأم عيني
اللحم يتساقط منها عندما يعود
من حفلة التعذيب ، كنا نحمله إلى
الخلاء ، كما نحمله إلى غرفة
التحقيق ... ورجله المتبقية
منفوخة لايستطيع السير عليها ...
بقي التذكير أن
فرع فلسطين في المخابرات
العسكرية أسس في الخمسينات ،
لمكافحة التجسس الصهيوني ،
وحوله نظام الأسـد إلى فرع
للمحافظة على العدو الصهيوني ،
عندما راح يعذب ويقتل كل من
يحاول التسلل إلى قتال العدو
الصهيوني ....وهكذا نفهم شعارات
النظام الأسـدي ... فرع فلسطين
كشعار لمكافحة التجسس الصهيوني
، وكواقع عملي عكس الشعار
تماماً ، كواقع عملي لمحاربة
وقتل كل من يفكر ويعمل من أجل
تحرير فلسطين ، أو الجولان ....
ثانياً
: الرائـد أحمـد الحسـين :
وخلال خدمتي
العسكرية ، قامت إسرائيل عام (
1971ـ1972) بحفـر خندق ( م/د) الذي
دمـر نصف قواتنا المهاجمـة في
حرب (1973) ، كانوا يحفرونه أمامنا
وعلى بعد أقل من (1500) م وهو مـدى
المعركـة للمدفع (85) المركب على
دبـابات الوضع ( أي دبابة أخذ
منها المحرك وبقيت مدفع يتحرك
كهربائياً بدائرة كاملة 360 درجة
) ، ونوعها ( ت 34 )كانت سيدة الحرب
العالمية الثانية ،هذه
الدبابات متمركزة على الخط
الأول حسب الحكمة القائلة (
مكانك تحمدي أو تموتي ) ... وتحركت
الغيرة لدى بعض ضباط الصف ،
وفكروا في إطلاق النار من
الدبابات على الجرافات التي
تحفـر الخندق ، وعلم الرائـد
أحمد الحسين ( من كبار البعثيين )
، قائد الكتيبة المسؤولة
تعبوياً عن خطنا الدفاعي
المواجـه لتل الفرس ، فحضر إلى
الموقـع وهدد ضباط الصف بمحكمة
ميدانية في الحال إن هم أطلقوا
طلقة واحدة ... ومما قاله لهم (
على ذمتهم حيث نقلوا لي ذلك ) :
قال لهم : أرضهـم يفعـلون فيها
ما يحلـو لهم !!!
وممـا لا أنسـاه
أنني ذهبت إلى تلك النقطـة ، ولي
دبابة (وضع ) فيها ، أشرف عليها
فنياً فقط ، أما أمر القتال فهو
لكتيبة المشاة ، ونحن دعم لهم
...ذهبت ورأيت الجرافات تحفر
الخندق ، وتأكدت أن أول قذيفة
ستدمر أحد البلدوزرين ، وأن
الدبابة يمكنها إطلاق ثلاث
طلقات على الأقل قبل أن تـدمر من
دبابات العدو المتمركزة في سفح
تل الفرس ، والمسافة كما قلت ضمن
مـدى المعركـة (1500م) ، ومعنى ذلك
أن التسديد سهل جداً ، واحتمال
إصابة الهدف تقترب من ( 100 % ) ضمن
مدى المعركة ...
وسمعت ماقاله
الرائد أحمد الحسين لهم ،
وتهديده لهم ، فآلمني ذلك ،
ورجعت مساء إلى قيادة اللواء في
نـوى ، حيث أبات فيه ، وقبل
الوصول سمعت ألحان الـعود
والـبزق وغيرهما ، يرافقهما صوت
المطربة ( .... ) ينبعث من مكبرات
الصوت ويصل للعدو في تل الفرس ،
ورائحـة الخمـر تنتشـر فتملأ
نـوى كلها في تلك الليلـة .. .
والصهاينة يحفرون خندق ( م / د )
الذي دمر نصف قواتنا في حرب (1973) .
ثالثاً : أركان
الجيش الصهيوني ترفض ضرب سوريـا
:
تسـرب إلى وسائل
الإعلام ؛ خلال الحرب السادسـة
أن الرئيس الأمريكي جورج بوش
الابن ، اقترح على النظام
الصهيوني تدمير بعض المواقع
السورية ، ولكن رئاسة الأركان
الصهيونية رفضت هذا الاقتراح ،
وأجابت الرئيس بوش أن النظام
السوري يحافظ على الهـدوء في
حدودنا معـه منذ عدة عقود ، فليس
من المصلحة تعكير الهـدوء
السـائد على حدودنا الشمالية مع
النظام السوري ...
واليـوم يبدو أن
النظام الصهيوني ، سيتحرك
لإنقاذ النظام السوري الذي صار
معزولاً عربياً وعالمياً ، يبدو
أن النظام الصهيوني سيتحرك
لإنقاذ شريكه في المنطقة ، نظام
الأسـد ، نظام الشعارات التي
حفظناها عن ظهر قلب في سوريا ،
والمؤمل أن يحفظها العرب كذلك
...يبدو أن دولة العصابات
الصهيونية ستتحرك ، لتستأنف
المفاوضات مع النظام السوري ،
ومن ثم ، تتشفع له عند واشنطن ،
في محاولة لـرفع العـزلـة عنه
....
كما تسرب لدى
كواليس الصحافة العالمية
والعربية منذ أكثر من سنة ، أن
النظام الصهيوني هو الوحيد الذي
مازال يدعم النظام السوري ،
ويحذر العالم الغربي من سقوطه ،
ويحذر أن بديلـه سيكون (
إرهابياً) يعكر صفو الصهاينة ،
ويعكر الهدوء الذين ينعمون بـه
في الجولان ...
رابعـاً : الأسـد
الكبير يأمر بمنع المقاومة من
الجولان :
وهذا
ما قاله معالي الاستاذ عبد
الحليم خدام حول الموضوع في
مقابلته مع فضائية المستقبل يوم
(26/8/2006) وهو أن الرئيس حافظ
الأسـد أعطى أوامر مشددة لوحدات
الأمن العسكري السوري منذ (1982) ،
بمنع أي مقاومة من الجولان ،
ومنع أي تسلل عبر الحدود ، أو
إلى الأردن بهدف تهريب السلاح
للمقاومة الفلسطينية ، وادعـى
حافظ الأسـد يومها أنه سيحارب
الصهاينة من لبنـان ، وهكذا
ادعـى الأسد الصغير اليوم ....
وإن غـداً لناظره
قريب ...
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|