ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 13/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

قناة الجزيرة وإعلام الأشرطة المسجلة

الطاهر إبراهيم*

لا يختلف كثيرون من المثقفين العرب على أن قناة الجزيرة القطرية قد أضافت حراكا بين جمهور المشاهدين العرب مستحدثا، يعتمد على أمرين اثنين: الأول كسر احتكار المعلومة شبه الحيادية التي كانت حكرا على إذاعة لندن الناطقة بالعربية، والثاني، محاولة استرضاء الشارع العربي، حتى ولو أغضب ذلك الحكومات العربية. هذه القراءة الأولية لا تعني أبدا أن كل ما تقوم به هذه القناة هو لوجه الله ثم لخدمة قضايا الشعوب العربية، ولكنها اكتسبت جماهيرية لم تستطع حتى القنوات الأجنبية أن تنافسها فيها مع أن تلك القنوات تبث من دول ذات ديموقراطية عريقة لا تتمتع بمثلها قطر التي تمول قناة الجزيرة.

ولقد كان الشعار الذي رفعته هذه القناة منذ اليوم الأول لها في عالم الصحافة الفضائية، إن جاز التعبير، هو الرأي والرأي الآخر. ولقد كانت هذه البدعة المستحدثة في الوطن العربي أكثر ما أغاظ الأنظمة العربية، خصوصا التي أجهزة إعلامها مؤممة بشكل كامل. عبر عن ذلك "جاسم العلي" أول رئيس مجلس إدارة للجزيرة عندما أصر عليه صحفيون كويتيون أن يقول رأيه في الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" فقال: لو عبرت عن رأيي في كل قادة الدول العربية، لمنعت قناة الجزيرة من البث من معظم هذه الدول.

هل هذا هو كل شيء يمكن أن يقال في قناة الجزيرة؟ هناك حسنات كثيرة "للجزيرة" يمكن أن تحسب لها. ولكن لا شك فقد كان لها إفرازات سيئة، بعضها له علاقة بسياسة الدولة القطرية، وبعضها الآخر يتعلق بأخطاء بعض مقدمي البرامج الحوارية.

ودعونا نتكلم عن قضية هامة وهي بث أشرطة القاعدة التي استغلتها المخابرات الأمريكية أبشع استغلال، حيث ساعدتها تلك الأشرطة ،من دون قصد، على تسويغ عدوانها على دول إسلامية كأفغانستان والعراق. بل إن بعض هذه الأشرطة المسجلة لا تمثل قيمة معبرة عن حقيقة واقعة، لكن كان لها أثر سيء من خلال ما قامت به واشنطن من عدوان على بلدان إسلامية، وإشعار حكومات أخرى بأنها حاضنة لتفريخ الإرهاب.

الشريط الأخير الذي أعطته "قناة الجزيرة" أكثر من حجمه، وأشعرت المشاهد العربي بأنه  -أي الشريط- يكشف عن بواكير تفكير القاعدة في التخطيط للقيام بتفجيرات نيويورك وواشنطن ،مع أنه ليس هناك -مما بث في الشريط- أي شيء يدل على أن من ظهروا في الشريط كانوا يقومون بالتخطيط لتلك الأحداث أو غيرها. وحتى لو ظهرت كلمات ،تشير من قريب أو بعيد إلى تلك الأحداث، فلا يلزم أن الشريط قرينة حقيقية.

كيف يمكن أن تستفيد إدارة بوش من بث مثل هذا الشريط؟

في وقت ما يزال بعض أنصار القاعدة من العرب يعيشون في "عسل" غزوات 11 أيلول "سبتمبر" –ومنهم رئيس تحرير صحيفة عربية مشهورة- فقد بدأت كثير من المؤسسات الأمريكية تشير بأصبع الاتهام إلى ضلوع جهات استخبارية في صنع الأحداث بمجملها في سياق التخطيط للسيطرة على منطقة الشرق العربي ومافيها من خيرات، بل وتحقيق أطماع صهيونية للوصول إلى الهدف الصهيوني في الهيمنة على المنطقة العربية. ولعل المشاهد العربي الكريم مايزال يذكر عندما صدر ،مؤخرا، حكم قضائي يقضي بإرغام وزارة الدفاع الأمريكية على صور ارتطام الطائرة بمبنى البنتاغون. وكان أمرا مخيبا لآمال المشاهدين أن الصور التي بثت لم يكن فيها ما يشير إلى أن هناك طائرة ارتطمت بالمبنى مما زاد في أصابع الاتهام ضد إدارة الرئيس "جورج بوش".

ولعلي لاأنسى أن أشير هنا إلى مأساة اعتقال "رمزي ابن الشيبة" بعد ظهوره في برنامج "سري للغاية بثته الجزيرة من أفغانستان. ونحن لا نتهم هنا "يسري فودة" بقدر ما نؤكد أن عملا خطيرا كهذا كان ينبغي أن يتوقع منه أي صحفي يتصدى لمهمة خطيرة من هذا النوع أن يكون تحت مراقبة أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

هناك ضباب كثيف يلف العلاقة الملتبسة للقاعدة في أحداث 11سبتمبر. وهناك من يعتقد أنه ما يزال من المبكر القطع بثبوت حقيقة مسئوليتها –بالرغم من مزاعم واشنطن وظهور ذلك على لسان أسامة بن لادن ولكن الحقائق الموضوعية لاتؤيد ذلك- عن تلك الأحداث. ونحن إذ لا ننفي ولا نثبت فإن الحكمة تقتضي أن لان ننساق وراء كثير مما نشر ولم يتأكد بعد. ولعل حكم البراءة الذي حصل عليه "المتصدق" –المتهم المزعوم في التحضير لأحداث 11 سبتمبر- في محاكمته بألمانيا أكثر من مرة ،رغم أن واشنطن طالبت بتسليمه لها، يجعلنا نتحفظ أكثر حول ما ينسب إلى  أشرطة القاعدة من معلومات. وقديما قيل: "سوء الظن من حسن الفطن".

وبعيدا عن ساحة الصراع المحتدمة بين القاعدة وواشنطن، فإننا يمكن أن نكتب الكثير عن ثقافة القنوات الفضائية ،حسب الزاوية التي يتم النظر منها. ولا يمكن للمنصف أن يتغاضى عن حسنات قنوات عربية بعينها ،لعل في مقدمتها قناة الجزيرة.

غير أننا يمكن أن نشير هنا إلى أن سياسة الحكومة القطرية قد تنعكس بشكل أو بآخر ،سلبا أو إيجابا، على ما تبثه "الجزيرة". فالعلاقة التي تطورت نحو الأحسن بين النظام السوري وقطر جعل الجزيرة تتنازل عن بعض حياديتها تجاه دمشق.

فقد رأينا الجزيرة تسعى وراء كل شاردة وواردة، إذا ما اجتمع شباب سوريون، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، في عاصمة أوروبية ليشكلوا حزبا سوريا معارضا. فلربما تفرد لهم الجزيرة في برامجها مساحة لم تفردها للمؤتمر التأسيسي الذي عقدته "جبهة الخلاص الوطني" –المكون الأساس والأهم في المعارضة السورية- في لندن يومي 4 و5 من شهر حزيران "يونيه" الماضي. ولا يصعب التكهن بأسباب تضخيم تغطية الجزيرة هناك وضعفها هنا. فالنظام السوري يرحب بالأحزاب الهامشية التي تدّعي المعارضة، لأن من شأن ذلك –حسب ظن النظام- أن يكثّر العدد ويقلّل من الفاعلية.

واستطرادا فإن مدير قناة الجزيرة لام مراسلها في لندن "ناصر البدري" عندما بث –بعد المؤتمر الصحفي للمؤتمر الذي عقدته الجبهة- تصريحا للأستاذ عبد الحليم خدام، قال فيه عن الرئيس السوري: "سترونه قريبا خلف القضبان".

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ