ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الوحدة الوطنية .. وحدة الأمّة : شعارات ممتازة ..

لكن ، كيف توظّف !؟ ولمصلحة من !؟

عبدالله القحطاني

1-   النظام الطائفي في سورية ، يحكم البلاد والعباد ، بأسرة مكوّنة من خمسة أشخاص، هم ثلاثة رجال وامرأتان ..! تنهب ثروات الدولة ، وتسحق مواطنيها بلا رحمة، مستخدمةً فيالق من المرتزقة ، ويدعمها حفنة من المحاسيب والأقارب ، الأعمام والأخوال والأصهار..! وإذا تجرأ مواطن وأشار إلى هذا العبث الشيطاني المقيت، مجرّد إشارة ، كتابةً أو مشافهة .. أقامت عليه العصابة الحاكمة الدنيا، وألصقت به التهمة المعلّبة الخطيرة الجاهزة : إنك تقول كلاماً يهدّد الوحدة الوطنية بالخطر !

2-   التمدّد الفارسي الإيراني الصفوي ، يجتاح المنطقة العربية ، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، عبر حملات التبشير المذهبية الواسعة الهائلة، والأموال الطائلة التي تصرف عليها، والمؤسّسات الضخمة التي تنشأ لخدمتها في العالم الإسلامي عامّة ، وفي سورية خاصّة ..! وإذا أشار مواطن ، بين المحيط والخليج، إلى هذه الحملة الشرسة المسعورة ، مجرّد إشارة .. تصدّى له (أهل الخير!) من أبناء الملّة ومن (دهاقنة السياسة الشرعية !) .. زاجرين مندّدين معنّفين :اسكت ياهذا.. اسكت .. إنك تهدّد الوحدة الإسلامية بالخطر..! ألا ترى الخطر الصهيوني والأمريكي على الأبواب !؟ ألا ترى مايفعله الصهاينة في فلسطين !؟ هل تريد تمزيق الأمة إلى مذاهب وطوائف ، لتضعف قوّتها في مواجهة العدو الخارجي الصهيوني الأمريكي ، الاستعماري الغاشم الخبيث .. !؟ وهل يفعل هذا إلاّ عميل لأمريكا وإسرائيل !؟

وإذا قلتَ لهؤلاء الجهابذة العباقرة : ياقوم.. انظروا إلى ما تفعله فرق الموت في العراق ، من مجازر وفظاعات لم يعرفها تاريخ الإنسانية ..! فهل هذا ممّا يقوّي الوحدة الإسلامية أمام العدو الصهيوني الأمريكي ، أم يضعفها ويدمّرها!؟

قالوا لك باستعلاء بليد : اسكت اسكت .. لا وقت لهذا الكلام الآن ..! وإنّ ماتسمعه ماهو إلاّ إشاعات حاقدة ، تطلقها أبواق الصهيونية، لإثارة المسلمين بعضهم ضدّ بعض !  

وإذا قلت لهم : ياناس.. ياعلماء.. يافقهاء.. يامفكّرين.. يامنظّرين .. اسمعوا من الناس في العراق ، عمّا يجري لهم ! واقرأوا صيحاتهم وبياناتهم واستغاثاتهم، والحقائق التي يعرضونها صباح مساء ، في وسائل الإعلام ، عن وحشية الأعمال، التي تمارسها فرق الموت ، والميليشيات الطائفية المرتبطة بمؤسّسات السلطة الحاكمة في العراق .. من عسكر، وأجهزة استخبارات ، ومغاوير داخلية ..!

قالوا لك بلهجة الأستاذ الذي يتنطّع لإعطائك دروساً مجّانية في السياسة ( ولاسيّما السياسة الشرعية !) وهو لا يفقه منها شيئاً: إنّ وحدة الأمة أهمّ من كل هذه الخزَعبلات ، فاصرف النظرعمّا تسمع من هذه الشائعات الخبيثة المغرضة ، واستعذ بالله من الفتن ، ما ظَهر منها وما بطَن !

وإذا قلت لهم : يا قوم.. إنكم بهذا الشعارالحقّ ، تغطّون الكثير والخطير من صنوف الباطل ! وإنكم تزيّفون وعيَ الأمّة ، وتضلّلون أبناءها! وكثيرون منهم يثقون بكم ، ويعدّونكم قادة فكريين وروحيين لهم ! فتظلّ الذئاب المتوحّشة تفترس أبرياء الأمّة ، وتظلّ الجماهير التي تثق بكلامكم ، ساكنة ، صامتة عمّا يجري لإخوانها في العراق ، من ذبح على الهوية ، ومن استباحة رهيبة للدماء والأعراض والعقائد، وسائر المقدسات الإسلامية والإنسانية ..! وإن وحدة الأمّة إنّما تصان بصيانة كل طائفة فيها من قِبل الطوائف الأخرى ، وكل مذهب من قِبل المذاهب الأخرى ! أمّا تغطية عدوان الذئاب المتوحّشة ، على الأبرياء الآمنين من أبناء الأمة، فهو الذي يدمّر الأمة ويقضي عليها ..! وتسهمون أنتم بهذه الجريمة المنكرة ، عبر تزييفكم لوعي الناس ، وتغطيتكم لجرائم المجرمين ، الذين يضحكون في سرّهم من غبائكم، بينما يدعو عليكم الأبرياء من إخوانكم ، الذين تفترسهم الذئاب المتوحشة، تحت أغطية بليدة ( أو خبيثة !) من فتاواكم وتنظيراتكم الغبية ، أو ( الشيطانية المتآمرة)! فإذا كنتم تعدّون الذئاب التي تفترس إخوانكم ، أفراداً من أبناء الأمّة ، فأنذروهم بضرورة الكفّ عن عبثهم الشيطاني بأرواح الأبرياء وأعراضهم ! وبذلك تسهمون في صيانة وحدة الأمّة ، وتقوية شوكتها في وجوه الصهاينة المجرمين !      

إذا قلت لهم هذا ، قالوا لك بصلف غريب : لقد أضجرتَنا ياهذا بجدالك السقيم، فاذهب إلى من يعلّمك الأدب في مخاطبة العلماء والفقهاء والمفكّرين والمنظّرين ..!

( وبدهيّ أنهم لا ينشرون لك كلاماً، يخالف فهمهم الرائع هذا لوحدة الأمّة ، وأسلوبهم العبقريّ الفريد في المحافظة عليها ، في أيّة نشرة ورقية أو /إليكترونية/ تابعة لهم ، أو خاضعة لتوجيههم..! غافلين ـ أو متغافلين ـ عن أن هذا التعتيم البليد على سفك دماء الأبرياء ، يحمّلهم أمام الله ، وزر المشاركة في الإثم ! ويحمّلهم أمام الناس ـ ولاسيما إخوانهم الذين يُذبحون ـ وزرَ المشاركة والمباركة .. لسكوتهم، وإسكات من يستطيعون إسكاته ، عن قول كلمة حقّ تصان بها دماء المسلمين وحرماتهم..! وذلك  مهما نالوا ـ لقاء هذه المشاركة والمباركة ـ من حظّ (ماديّ) ، أو حظ  (معنوي) بوصفهم منظّرين ومقكّرين ، وسدَنة لوحدة الأمة ، وفرساناً لساحاتها الفكرية، والشرعية ، والثقافية .. في الصحف والفضائيات ..! دون أن يفلح تعتيمهم هذا في حجب الحقائق ، التي صارت أوضح من الشمس في ظهيرة يوم صائف ، وتتناولها وسائل الإعلام غير التابعة لهم ، بصور مذهلة ، تفقأ عين كل مكابرغبيّ ، أو تاجر شعارات بليد !)

 

 وحين ترى من أمر هؤلاء (العباقرة الأفذاذ !) ماترى ، لا تملك إلاّ أن تنصرف عنهم، وأنت تردّد بحسرة وأسف : ياليت بينكم وبين أمّة الإسلام بُعدَ المشرقَين ..! 

ولله درّ القائل :

ومِن البلـيّة عَذلُ مَن لا يَرعويْ      عَن غيّه.. وخِطابُ مَن لا يَفهمُ !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ