بشار
أسد
يلعب حافيا ً في الدقائق
الأخيرة من الوقت الضائع!.
د
.نصر حسن
لازال بشار أسد
مستمرا ً في اللعب العشوائي في
ملعب تتعدد فيه الفرق ويكثر فيه
اللاعبين والحكام وتتداخل فيه
صفارات الإنذار المرافقة
لمشاعر النهاية المجهولة
المرعبة التي لامحال هو في
طريقه إليها , يلعب لكنه بخلاف
كل الفرقاء وحيدا ًحافيا ً
وعاريا ً في المربع الملتهب
الممتد من بيروت إلى طهران إلى
بغداد إلى فلسطين إلى دمشق ,
والمراقب لأداء الرئيس يرى
الإتكال على وهم قوة الآخرين
,والإرتجال الذي يحركه الخوف من
عقاب على الأبواب , ويدفعه الطيش
إلى الركض بكل الإتجاهات
الخاطئة التي تزيد شدة الإعياء
والعذاب , الكرة في زاوية من
الملعب وهو يركض بعيدا ًعنها في
الإتجاه الآخر, يلعب ويرتجل
ويصيح ولواستطاع لأوقف الزمن
عله يجد مخرجا ً من المحن الذي
حشر نفسه ومعه سورية ولبنان
والمنطقة فيها وهو في دقائقها
الأخيرة ولايدري أنه يلعب خاسرا
ً في الوقت الضائع والزمن
الضائع وللهدف الضائع .
وبالتعدي الرياضي
واللغوي نرى أن طاقم الرئيس
يركض هو الآخر وراء ه بدون اتجاه
وبدون هدف منتقلا ً من حفرة إلى
أخرى ومن مطب إلى آخر ومن أزمة
تفسير إلى أزمة تبرير, ومن نغمة
تخاذل إلى صولة تحرير, ومن نبرة
هجوم إلى صرخة اعتذاروعويل,ومن
حملات ترهيب إلى لمسات تهذيب
وتكذيب , ماالذي أصاب هذا الرئيس
الطبيب؟ وماالذي يدفع طاقمه إلى
العزف على وتره الذي يتحرك
عشوائيا ً وبتناقض
متواترمتنامي إلى الحد الذي
أدخل الرئيس في دائرة الهذيان
والإرتجال وتآلف معها دون أن
يعي خطورة نتائجها !.
وبالتعدي
أيضا ً أصبحت سورية في دائرة
الخطر الحقيقي الذي تقرره
الصدفة ومصالح الآخرين التي
تتصارع على الأرض العربية بلحظة
مشاع زمني وسياسي
وجغرافي أوشك فيها أن يضيع
ماتبقى من الحقوق وماتبقى من
التأثير في مجريات الصراع
المحتدم بدون توقف وعلى كافة
المستويات , الرئيس يدفع سورية
إلى أن تكون رهينة الفوضى
والإرتجال وأداة ً لأجندة
الآخرين على حساب الكرامة
والحقوق ومستقبل الشعب .
والغريب أنه في ظل
ماأفرزه العدوان على لبنان من
خراب ودمار وعذاب إنساني وتداخل
حسابات نتائج العدوان إلى الحد
الذي أصبح الدمار والموت
انتصارا ً والمهزومين رجالا ً
والآخرين كسورًا .لازال الرئيس
يرتجل ولايعقل ويصر على العبث
بعواطف الشعب الذي أرهقته
الهزائم والجرائم وأفسد واقعه
جباة الغنائم وتكرارالمآتم .
والواضح من سلوك
الرئيس أن في الأمر سرا ً , بل
عقدة كبيرة أساسها خوف كبيرمن
فعل أيضا ً كبير ارتكبه الرئيس
ويضغط على عقله ومشاعره بحدة
تعبر عنها خطاباته الطائشة بكل
الإتجاهات , عقدة أنتجها فعل
معين ومحصورة في بقايا زمن يجري
بسرعة رغم كل محاولات إبعاد
الشبهات بإشعال الحرائق هنا
وهناك , لكن الزمن القليل
المتبقي كاف لكشف الحقيقة
ومعرفة الأفعال والأدوار,ورغم
كل العراقيل إن النهاية قريبة
وقد تكون غير متوقعة على
الإطلاق.
خلاصة القول : أن
الرئيس يركض في حلقة مفرغة
ويفكر في طريقة مسرعة ويبعد
عبثا ً شبح النهاية المفزعة,
ويربط بقاؤه في السلطة في
عاملين خاسرين اثنين : الأول هو
إيقاف عملية التحقيق الدولية في
عملية اغتيال الشهيد رفيق
الحريري سواء ً عن طريق الصفقات
والتنازلات والطبخات أو عن طريق
استمرار سياسة المفخخات على
ساحة فعاليته الإقليمية التي
يتخيل أنها مفتوحة أمامه على
الدوام , والثاني هو وتر الإرهاب
الذي بدأ يأخذ مسارا ً واضحا ً
في التفكير والتنظيرلسياسة
التحرير المربوطة بإحكام منذ
أربعين عاما ً , وهذا مايعبر عنه
عمليا ً بالرجوع إلى سياسة
تعبئة الشعب غوغائيا ً بشعارات
المقاومة ونقل الشعب إلى ضياع
جديد وأسر جديد , خطاب فاشل يصر
على حشر الشعب فيه لخلط الأوراق
من جديد وخنق بوادر التغيير
الديموقراطي الحقيقي في سورية
ولبنان وإعادة طوباويات
الإيديولوجيا الخاسرة من جديد
إلى الساحة التي لاتزال تشتعل
فيها حرائقها مستمدا ً مما
حققته المقاومة اللبنانية من
صمود , بعض الجرأة اللفظية التي
أصبحت الشكل الوحيد الذي يعبرعن
وجوده , إنها بدء وصول تناقضاته
إلى نقطة اللا رجعة بل الإصرار
على السير في طريق معروفة
المطبات ومعروفة النهايات .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|