انتهت
المسرحية
دكتور
عثمان قدري مكانسي
الرجل الرابع في عملية الهجوم
" الإرهابية "المفبركة على
السفارة الأمريكية يوم الاثنين
11-9-2006 ، التي
استهدفت مقر السفارة الاميركية
بدمشق حسب
قول " سانا " قد فارق الحياة
متأثراً بجروحه البالغة التي
اصيب بها اثناء الاشتباك بين
عناصر مكافحة الارهاب
والمجموعة الارهابية المسلحة.
وبهذا تضيع – حقيقة و
ظاهراً- معالم هذه المسرحية
المكشوفة التي أقدم عليها
النظام أمام السفارة الأمريكية
في دمشق .
والعجيب لمن لا يعرف تصرفات
النظام السوري المكشوفة لكل ذي
بصيرة أن كل (المجرمين ) يقتلون
في المجابهة فوراً ، أو متأثرين
بجروحهم في المستشفى ، أو في
الطريق إلى المستشفى ، أو في
الطريق إلى القبر - لا يهم -
وبهذا يضطر النظام الحريص على
أمن البلاد - وقبله أمن
الأعـدقاء - إلى طي القضية في
وقتها ومكانها ، لكنه يكون قد
قام بواجبه في ملا حقة المجرمين
الذين حكم عليهم في اللحظات
الأولى للخبر أنهم جماعة
إسلامية إرهابية مسلحة ، وقد
اكتشف النظام هويتهم مباشرة
لأنهم كانوا وهم ينطلقون إلى
هدفهم يهللون ويكبرون !! – ربما لأنهم
في عراضة أو عرس أو مظاهرة - خاصة
وأن النظام السوري يكره
المظاهرات كرهاً أعمى ولا يطيق
وجودها لأنها مسلك غير حضاري !
فترى " شمّامته الحساسة "
سريعة الانتباه ، تحدد بسرعة
فائقة نوعية المهاجمين بذكاء
نادر لا ترقى إليه الكلاب
المدربة في العالم كله .
وكان كما ذكرت سانا يوم الحادث
الأربعاء أن مسلحَيْن لجأا
إلى بناء قريب من السفارة
فتابعتهما قوى الأمن ، وقتلتهما
، وبهذا لا يبقى من تستجوبه
أجهزة الأمن ... وتحفظ العملية في
أدراج المجهول .
ولو تتبعنا اعتداءات إسرائيل على
خان صاحب وقصر الرئاسة في
اللاذقية وغيرهما لوجدنا
النظام يتغافل عنها ولا يوردها
إلا بعد أن تذكرها المحطات
الفضائية في كل أنحاء العالم ..
يوردها على استحياء ، وكأنها
جرت في بلاد الواق الواق حفاظاً
على الهدنة السورية
الإسرائيلية- طبعاً -
من طرف واحد. ولا سيما أن
النظام لا يرتاح لخرق ما اتفق
عليه مع العدو الصهيوني ! ولو
حاول ذلك العدو استفزازه مرات
عدة فإن النظام لا يبدو مكترثاً
بهذه الاستفزازات ، فيضيّع على
العدو الإسرائيلي أهدافه
الاستفزازية الخبيثة هذه ،
ويظهر للعالم المتحضر أن
الصهاينة لا يرعون عهداً ولا
ذمة . وبهذا يكسب النظام أمام
العالم كله الاحترام والتقدير !
ويقيم الحجة على الدولة
الإسرائيلية المعتدية فلا تقوم
لها قائمة ، وتبقى قوائم النظام
مرفوعة ! وهذا شأنه دائماً منذ
أن عرفه شعبنا المصابر.
أما في هذه المسرحية الواضحة فقد
غير النظام طريقته ، وأسرع
فوراً إلى مكان الحادثة وأباد
المجرمين فوراً ، وأعلن على
العالم أنه نظام بريء من
الاتهامات الأمريكية والغربية
بالإرهاب ، فهو مثلهم مستهدف ،
يستهدفه الإرهابيون الإسلاميون
، فلا تتركوا النظام يبن
سندانهم ومطرقة العالم الحر ! ،
وليعلم الغرب والأمريكان أن
سقوط النظام يعني غرق البلاد في
دموية الاقتتال بين الفرقاء ،
وأن البلاد ستقع بين أيدي
المنظمات الإسلامية الإرهابية !
. كما أن النظام –إذا دعمه الغرب
وسانده – كفيل بالتصدي لهؤلاء
البعيدين عن الحضارة والرقي ! !
والإدارة الأمريكية واحد من
اثنين ، فهي إما تضحك منه
وتخاطبه مخاطبة الأطفال الصغار
حين شكرته وزيرة الخارجية
الأمريكية على اهتمامه الزائد!
بأمن السفارة لتظهر له بعد ذلك
أنها لم تصدقه فألاعيبه مكررة
ولا تخفى على أحد ، وإما رأته قد
تاب وأناب وأراد العودة إلى
أحضانها برغبة أكيدة فهي تطلب
إليه أن يعود إلى حظيرتها بشكل
كامل ويكون " حليفاً " وهي
لن ترى مثله ذلاً وحقارة ،
ويكفيه في تلك السنة الماضية ما
نال من جرجرة و" بهدلة "
أمام العالم كله . وتؤمن الإدارة
الأمريكية بالقول المشهور "
من تعرفه خير ممن لا تعرفه " .
النظام يتصرف تصرف الصبيان
المراهقين ، ألعابه مكشوفة ،
وتمثيلياته مرذولة ، ومخرج
مسرحياته لا يتعلم كيف يحبكها
فيتصرف كما أن المشاهد غبي لا
يدري ما وراء الكواليس من
ألاعيب عفا عليها الزمن
وتجاوزها .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|