هل
دبَّرت الولايات المتحدة
الهجوم
على سفارتها في دمشق؟*
ترجمة:
د. عبدالوهاب حميد رشيد
رغم حصول سوريا
على تقدير نادر من الرئيس
الأمريكي لإفشالها يوم
الثلاثاء محاولة الاعتداء على
سفارة الولايات المتحدة في قلب
دمشق، يرى بعض الرسميين أن
الولايات المتحدة قد تكون وراء
تدبير الهجوم الفاشل على
سفارتها لكي "تُبرهن أن سوريا
مليئة بالإرهابيين وتضعنا في
موقف ضعيف" وبالنتيجة تنتزع
تنازلات سياسية.
كتب محرر أخبار
الشرق الأوسط أن أحد كبار
الرسميين السوريين اتهم
الولايات المتحدة بأنها كانت
وراء الهجوم. "نحن في الحكومة
متأكدون 100% أن أمريكا كانت وراء
الهجوم. هذا الهجوم الذي لم يكن
على شاكلة هجمات سابقة لمجموعات
إسلامية،" حسب أحد أعضاء حزب
البعث- طلب عدم ذكر اسمه- لـ:
وورد ديلي نت.
"الأمريكيون
وحدهم يمكن أن ينجحوا في تنفيذ
هجوم على بعدد 200 متر فقط من محل
إقامة الرئيس بشار الأسد، أكثر
مكان خاضع للحراسة المستمرة
المكثفة في سوريا."
في نفس الوقت
اعتبرت عناصر (معارضة) سورية أن
الهجوم على سفارة الولايات
المتحدة "تصرف أحمق نُفِّذ من
قبل نظام ساذج بهدف تضليل الشعب
السوري وإرسال رسالة تحذير
لإدارة الولايات المتحدة،"
حسب تقرير للقدس العربي في لندن.
الزعيم محمد
مروان سويداني- ضابط سوري سابق-
ومن اتباع (التجمع الوطني
المتحد) الذي كان بقيادة رفعت
الأسد- خال الرئيس السوري- عاش
في المنفى خمسة عشر عاماً بعد
محاولته الانقلابية الفاشلة ضد
أخيه حافظ الأسد.. وحسب سويداني
"المنطقة التي حدثت فيها
الهجوم تبتعد بضعة أمتار فقط عن
منزل الرئيس بشار الأسد، وتقع
أيضاً قرب مكاتب الرئاسة ومركز
المخابرات السورية،"- القدس
العربي.
تساءل سويداني،
كيف يمكن لمثل هذه الهجمات "أن
تعمل للوصول إلى السفارة رغم
التواجد الدائم والقوي لقوى
الأمن؟" وحسب قوله أن المنطقة
"تحت حراسة شديدة ودائمة."
يلاحظ أن هوية
هؤلاء الأشخاص الذين نفَّذوا
محاولة هجوم الثلاثاء على
السفارة الأمريكية، والتي
انتهت بمقتل أربعة مهاجمين من
قبل الحراس السوريين، لا زالت
غير معروفة ولم يُكشف النقاب
عنها بعد.
يرى بعض الخبراء
أن الحدث يمكن أن يُزيد التوتر
بين البلدين، بخاصة أن الولايات
المتحدة تتهم دمشق منذ فترة
طويلة باحتضان الإرهابيين.
الجدير بالملاحظة
أن الولايات المتحدة صَعَّدتْ
لهجتها ضد سوريا منذ بداية
العدوان الإسرائيلي الأخير على
الأراضي اللبنانية، متهمة
سوريا وإيران تجهيز المقاومة
اللبنانية- حزب الله- بـ "مبالغ
تمويل كبيرة، التدريب،
الأسلحة، المتفجرات، الدعم
السياسي والدبلوماسي
والتنظيمي،"حسب إدارة/ وزارة
الخارجية الأمريكية.
لكن الدبلوماسيين
السوريين، من جهة أخرى، يعتقدون
أن إفشال الهجوم على السفارة
الأمريكية يمكن أن يفتح الطريق
لعلاقات أفضل بين الشعبين.
"إن الكرة الآن
في ساحة إدارة الولايات
المتحدة،" حسب قول السفير
السوري في واشنطن لصحيفة الثورة
الرسمية.
وحسب قول عماد
مصطفى "أن السياسة التي اتبعت
من قبل هذه الإدارة لا تساعد على
تحسين العلاقات وفق نمط إيجابي،".
ولكن "هناك فرصة لتحسين هذه
العلاقات، لأن سوريا تعتقد
دائماً بأسلوب الحوار وتبادل
الآراء لمعالجة القضايا وحل
المشكلات المطروحة."
ـــــــــــــ
*
Did the
U.S.
arrange attack on its embassy in
Damascus
?,
Aljazeera.com- 14 September, 2006.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|