على
الصامتين أن يتكلموا...
سورية
على كف عفريت .!
د.نصر
حسن
في سياق اللحظة
الكارثية الراهنة التي تعيشها
سورية في ظل نظام مستبد ضعيف
ومتخلخل وفاقد الشرعية الوطنية
و فاقد للعقل والوعي والقدرة
على تحمل المسؤولية , أصبح الوطن
مشاعا ً للمساومات والشعب عرضة
للبيع والشراء وعلاقة الإنتماء
الوطني عرضة للتشويه , تنعكس
حالة ضعف وتردد النظام وارتباكه
على عموم المواطنين السوريين
وعلى روابطهم التكوينية
التاريخية بما يجر الوطن إلى
كوارث داخلية والنظام غير مبالي
وغير مكترث بمستقبل البلاد ,حيث
يتركز كل فعله على كيبفية
الإستمرار في الحكم مستعدا
ًلتقديم كل التنازلات الوطنية
والقومية وحتى تلك التي تمس
وحدة المجتمع والتضحية
بمكوناته التاريخية ,ويقع أبناء
الوطن من الطائفة العلوية في
مقدمة الذين يستغلهم النظام في
لعبته الدنيئة للإستمرار في
الحكم وقد أثبت سلوكه بأنه
مستعد للتخلي عنهم وعن الشعب
السوري كله وعن كل المقدسات
الوطنية والقومية في
سبيل استمراره في الحكم .
القلق على سورية
وعلى الشعب السوري منبعه
استمرارهذا النظام في الحكم ,نظام
أصبح كسيحا ً تماما ً, و هذه
الحالة تسهل عملية اللعب
بالنسيج الإجتماعي التاريخي
للشعب السوري ومصالحه ,ولعل
الذي تناقلته وسائل الإعلام حول
الدعوة التي وجهت من بعض
الأطراف إلى أبناء الوطن من
الطائفة العلوية بمغادرة المدن
وأماكن عملهم والرجوع إلى قراهم
الأصلية محددة ًتاريخ الثامن من
تشرين الثاني موعد سقوط النظام
الإستبدادي في سورية , وبغض
النظرعن النية وعن الناشر ومن
هو وراء ه وعن مدى الصدق فيه
والحاجة له, إنها
فقاعةاختبارفيها خطورة كبيرة
على سورية.
المقلق والخطير في
الأمرعلى الشعب السوري هو
استمرار النظام العاجز عن
القيام بمسؤوليته في حماية
البلاد من العبث الخارجي في هذه
الظروف الخطيرة ,ً حيث أصبحت
مشاريع التفتيت والتمزيق
والتحريض لإشاعة فتنة كبيرة في
سورية ستكون نتائجها كارثية
دافعة ًسورية إلى الدخول في نفق
مظلم يتحارب فيه أبناء الوطن
الواحد والتاريخ الواحد
والحضارة الواحدة والثقافة
الواحدة , يتحاربون في ظلام
نظامهم خدمة ً للمصالح الخارجية
التي تصر على اللعب بأبناء
الوطن ,اللعب الخطر على الطريقة
العراقية حيث تسيل الدماء
أنهارا ً ويقتل الأبرياء بدون
عد في لعبة الموت المستمرة
والمخطط لها أن يدخلها ضحايا
جدد على مذبح استمرار الإستبداد
الذي هو المولد الأساسي لكل
الويلات التي سوف تجتاح سورية
إذا استمر هذا النظام في الحكم .
والخطير في الأمر
على الشعب السوري وعلى أبناء
الطائفة العلوية قبل الآخرين أن
النظام يحاول بغباء وبقلة حياء
شديدين ربط مصير مكون تاريخي
أصيل من أبناء سورية بمصيره
المقترب بسرعة إلى نهايته ,
ولاشك أن النظام مستعد لحماية
نفسه بأي غطاء يتوفر له ولايهمه
أن يكون علويا ًأم غير
علوي مسلم أم مسيحي عربي أو كردي
أو أي شريحة من الشعب السوري ,لأن
المواطنين السوريين في حساباته
الخائبة هم مجرد ورقة للمساومة
والبيع والشراء , ورقة حتى
بالتأسيس لفتنة جديدة ولحرب
أهلية أوصل سلوك النظام المنحرف
سورية إلى أبوابها, وكل مكونات
الشعب هي عرضة للعبه لإطالة
عمره وليكن الطوفان على الشعب
كله ومنه أبناء الطائفة العلوية
, ذلك هو منطق المستبدين
وفلسفتهم وانحدارهم عبر
التاريخ , ولاغرابة ! ...ألم يكن
موسوليني يتدفأ رومانسيا ًعلى
روما التي تحترق...!. وبشارأسد
ومعه فرقة الفاسدين لن يكتفي
بالفرجة على الشعب السوري
والعلويين منه كما فعل ديكتاتور
روما , بل يزيده ! يزيده بأنه
سيضحك أيضا ًكعادته أما م مشهد ه
الدرامي الذي يجر أبناء الطائفة
العلوية إليه ..!.
لعل الذي نرفضه هو دخول أطراف
خارجية على خط لعبة النظام
وسلوكه المعروف بكل أشكاله
السياسية والطائفية الداخلية
والخارجية وارتباطه الوثيق
والمنحرف بمايجري على الساحة
السورية والعربية من مشاريع
فتنة كبيرة يعمل كل الأشرار على
تنفيذها على حساب وحدة الشعب
ووحدة الإنتماء ووحدة
المصيرعلى أن تصبح من مخلفات
الماضي , وأن أسس العيش المشترك
هي أيضا ً يريدونها أن تكون من
الماضي ,وأن يدفعوا الشعب إلى
كهوف التخلف والعزلة والطائفية
...وداحس والغبراء ...بل أبشع منها
بكثير.!.
ولعل المفيد تثبيته
هو أننا ضد المدخل الطائفي وضد
أي فعل في هذا الإتجاه الذي يخدم
النظام ومن غطاه ويغطيه لعقود
وسكت على جرائمه المشينة ضد كل
أبناء الوطن بدون استثناء , وأن
سياسة النظام المستبد الذي يخطئ
في عد أنفاسه الأخيرة الواضحة
الدلالات والأبعاد والتي تعكس
انحداره سلوكيا ًعن خطاب
الوحدة العربية والصمود
والتحرير إلى كهوف الطائفية
والمذهبية وتغذية الخوف
والسمسرة بالمحرمات الوطنية
والإجتماعية والإنسانية
والتمهيد لفتنة كبيرة ,من واجب
جميع أبناء الوطن تفويت الفرصة
وقطع طريق استمراره في اللعب
على كل الأوتارالممنوعة ومنها
الوتر الطائفي الذي يتوهم أنه
معه , وهنا من البساطة بأن نقدم
جردا ً وطنيا ً يثبت حقيقة
الإنتماء وحقيقة الدور الوطني
الذي لعبه ويلعبه الشعب السوري
وأبناء الطائفة العلوية على وجه
التحديد , النظام بما يمثل من
أجندة غير وطنية هو طارئ على
تاريخ الشعب السوري وأن تمثيله
لهذه الطائفة أوتلك هو جزء من
غطاء يحاول أن يستر به عورته
الوطنية والطائفية لكن دون جدوى
, لأن حقيقة الإنتماء إلى وطن
وتاريخ وثقافة وقيم هي أكبر من
النظام بما لايقاس , هذه هي
الحقيقة التاريخية الثابتة وكل
ماعداها متحول وهو زور بزور ...
أهل مكة أدرى
بشعابها , وسورية هذه المساحة
الجغرافية التي شهدت بداية
الحضارة الإنسانية ,بداية
الأبجدية التي كانت المقدمة
الأولى لتعليم البشرية والتي
أنتجت المعرفة والحضارة
والتسامح والتعايش تملك من
المناعة مايدفع عنها أمراض
النظام ومن معه في الداخل
والخارج , وأن الإنسان في سورية
هو كينونة حضارية عبث بها
النظام المستبد لعشرات السنين
ودفعها لأن تكون لعبة في أيدي
خارجية معروفة الأهداف
والغايات, وبهذا الإطارصَمَتَ
الشعب السوري كثيرا ً ومظلوما ً
,لكن استمرار الصمت يسمح بتمادي
النظام أكثر في إهانة الكرامة
الوطنية والإنسانية , وفي تشويه
صيرورة الشعب السوري ,ويمهد
للعبث فيه من كل أعدائه في لحظة
عجز وخوف وتردد قاتلة .
وبالمقابل لمن
سخرية الأيام بأن يتدخل أطراف
كائنة ً ماكانت في توزيع الشعب
في سورية بين طوائف وألوان
وتحديد أماكن سكناهم وعملهم بل
وحتى شكل صلواتهم , نقول سخرية
الأيام والنظام أيضا ً بأن
سورية التي كانت مهدا ً ورمزا ً
للتعايش والقوة , غدت مشاعا ً
لهذه الجهة أوتلك في وضع القيود
ورسم خرائط وحدود ,لكن ليست
جغرافية بل طائفية تفتيتية
وتصغيرية تبدأ من أطراف طائفية
وتستمر إلى عزل الفرد عن محيطه
الحضاري وعن بعده الإجتماعي وعن
إنتماؤه الوطني وحتى تجريده من
إنسانيته في نهاية المطاف ..!.
لم تعرف سورية
السلوك الطائفي سوى في تاريخها
الحديث الذي يلعب النظام عليه
ولحسابات بقاؤه في الحكم , وليس
سرا ً ولاعيبا
ًأن في سورية طوائف وأديان
ومذاهب وهذا ليس طارئا ً بل هذا
هو تكوين سورية الثقافي
والحضاري التاريخي , لكن العيب
في النظام وسلوكه الذي أوصل
الشعب السوري كله إلى أزمة حادة
مركبة, أزمة وطنية وأزمة
إجتماعية وأزمة حرية , أزمة عامة
أحد أشد مظاهرها خطرا ًهو
الإحتقان الطائفي الذي أسس له
سلوك النظام المنحرف لعشرات
السنين ويعمل اليوم على تفجيره .
وبالمقابل تقع
المسؤولية على الجميع
بالحفاظ على الوحدة الوطنية
, وعلى القطع مع سلوك النظام
وتعريته وتثبيت قيم المساواة
والإنتماء إلى الوطن وليس
الإنجرار وراؤ ه, لأن فيه ومنه
الخوف ,وأن صمام الأمان الوحيد
الذي ينقذ الجميع في سورية ومن
هذا الجميع أبناء الطائفة
العلوية هو ضرورة تحديد موقف
واضح من هذا النظام المستبد
والإقرار بضرورة التغيير
الوطني الديموقراطي السلمي
والإصرار عليه والمشاركة فيه
لأنقاذ سورية من محنتها ,
التغيير الذي يكون الشعب هو
أداته ولمصلحته ورفض التدخل
الخارجي في الشأن السوري لأن
التغيير هو من أختصاص الشعب
وحده ممثلا ًبكل قواه الوطنية
والديموقراطية وكل مكوناته
التاريخية .
وأخيرا ً إن سورية
في أزمة فعلية بل أقرب إلى أن
تكون على كف عفريت ,وهي بحاجة
إلى حرص ووحدة كل أبنائها
الشرفاء المخلصين لحمايتها ,وأن
قرب لحظة رفع الغطاء الخارجي عن
النظام هو سبب طيشه وضعف وطنيته,وتمثل
استحقاقات داخلية وإقليمية
ودولية لإرتباطاته الخارجية
التي استنفذته خدمة ً لمصالحها
المؤذية بالشعب السوري وأيضا ً
نتيجة جرائمه على الساحة
السورية واللبنانية و سياسته
الفاشلة والقاتلة على الساحة
العربية والدولية ,وفي أهم
جوانبه يمثل استحقاق التغيير
الوطني الديموقراطي السلمي
المخرج الوحيد الذي لابد منه لحماية
الشعب السوري ووحدته ومصالحه في
ظروف داخلية وخارجية غاية في
التداخل والخطورة والتعقيد .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|