متـى
يصحـو الأشـقاء العـرب !!؟
الدكتور
خالد الاحمـد*
نشرت صحيفة
الوطـن السعوديـة في (1/9/2006)
خبراً مفاده شـكوى عدد من
السعوديين من الذين أمضوا إجازة
الصيف في سوريا من سـوء
المعاملة التي عوملوا بها من
قبل السوريين ( يقصد المسؤولين
السوريين وليس الشعب طبعاً ) ،
وقد دخل أربعة منهم السجن لمدة
عشرين يوماً بعد أن تشاجر أحدهم
( فواز العنزي 28 عاماً ) مع شخص
سوري انتقد السعوديين بشدة ،
وحاول فواز العنزي أن يدافع
بالكلام عن بلـده ،وبعد أقل من
ساعة ، اقتحمت الشرطة شقة
السعوديين ، وقبض عليهم ، وحولت
قضيتهم من مشاجرة إلى تهمـة
سياسية ، وأثناء الاعتقال شـوهد
السوري الذي تشاجر معه فواز يقف
عند الباب ... وتـم إيداعهم في
سـجن الأمن الجنائي ، وتم
تعذيبهم ليعترفوا أنهم سـبوا
الحكومة السورية ، ومازالت آثار
الضرب في أيديهم وأجسادهم ، ثم
حولوا إلى سجن دمشق المركزي في (
عذرا ) وحولت تهمتهم إلى( ممارسة
الدعارة) يقول (العنزي )
في حين أننا لم نقم في سوريا
ساعة واحدة ، فقد كانت المشاجرة
مع ذلك السوري بعد استئجار
الشقة بدقائق حيث ذهبت أحضر
الفطور ، وتمت المشاجرة ، وبعد
ساعة تم اعتقالنا ... فمتى (
مارسنا الدعارة !!! ) ....
يقول ( العنزي )
كنا نحضر عند المحقق فيكتب
مايريد دون أي سؤال لنا ، ثم
يعطينا للتوقيع عليه ...وكنا
نعطى قطعة خبز يابسة ، ونأخذ ماء
الشرب من ( الحمام ) ...
وأخـيراً : دفعنا
نحن الأربعة أكثر من (مليون)
ليرة سورية ، ولما خرجنا
واستلمتا سياراتنا من حجز الأمن
الجنائي ، وجدناهم سرقوا كل
مافي السيارة ، حتى ( البنـزين )
، كما وجدنا جميع حوائجنا في
الشقة قد سرقت كالجوالات ،
والكمبيوترات ( مع أن الشقة
استلمها الأمن الجنائي )
...
وقد نشرت الوطن
السعودية خبراً مماثلاً يوم
الأحد الماضي ...
ويقول ( العنزي )
رأى في السجن المركزي أكثر من (60)
سعودياً في العنبر الذي دخلوه
فقط ...
التعليـق :
1- احمدوا
الله أيها الأخوة السعوديون أن
الذين اعتقلوكم هم ( الأمن
الجنائي ) ، ولم تعتقلكم (
المخابرات العسكرية ) ، ولو
اعتقلتكم المخابرات العسكرية
لما رأيتم السعودية مرة أخرى ...
وصار اسمكم من المفقودين ، مثل
عشرات الألوف من السوريين
واللبنانيين والفلسطينيين ...
وهذا الذي
شاهدتموه بأعينكم ، صورة مخففة
بألف مـرة ، عما يرضخ تحتـه
الشعب السوري منذ أواخر
السبعينات وحتى اليوم ، كانوا
يعطونكم ( خبزاً يابساً ) نظيفاً
، وكانوا يقدمون هذا الخبز
اليابس مدهوناً بالنجاسـة لشيخ
كبير من شيوخ السوريين يرحمه
الله ....
2- هل قرأتم كتاب ( تدمر :
شاهد ومشهود ) الذي حاول فيه
كاتبه أن يصور العذاب في سجن
تدمر العسكري ، بعد أن عاش فيه
إحـدى عشـرة سنة ، ثم كتب الله
لـه الخـروج لأنـه ( أردني ) وليس
( سورياً ) ...
وهذه لوحـة واحدة
عادية من كتاب ( تدمر : شاهد
ومشهود) :
حفل التعذيب
لم يشأ الرجل
القابع وراء المكتب أن يسمع مني
المزيد كما يبدو ، وأدرك كما فهمت لاحقاً أن
الأمر لم ينضج بعد . ولم ألبث
أن سمعته يقول للعنصر الذي أحضرني من غير أن يدعني أنهي
كلامي :
خذه هال (.... )
اعمل كذا وكذا ( باخته ) خليه
يقـر ويعترف .
وسرعان ما
انتزعني ذاك من مكاني وساقني في
الممر الذي جئت منه إلى غرفة مجاورة ، وأنا لا أزال
على حالتي عارياً مقيداً مغطى
العينين . ووجدت أيدياً قاسية تتناولني من جديد
فترفع القيد عن يدي من الخلف ،
وتجذبهما للأمام وتعيد تقييدهما ، ثم تعود الأيدي
التي تمتد من كل اتجاه فترفعني
من وسطي عن الأرض ، وتتولى أيد أخرى جذب ساعديّ
للأعلى . وفي لحظة واحدة
أفلتني الجميع ، فوجدتني مشبوحاً كالذبيحة تماماً
إلى السقف ، ورجلاي تخبطان في
الهواء ليس تحتهما شيء .. وبدأت أولى حفلات التعذيب !
كنت أيامها في
مقتبل الشباب ، وكانت عافيتي
بحمد الله وافرة ، حتى أن أحدهم ناداني مع ابتداء
التعذيب ساخراً يقول :
ولا .. هِنْت (
أي أنت ) بتلعب حديد ؟
لكن عملية الشبح
وحدها كانت كافية لتمزق أعصابي
وتتلف جَلَدي ، وتفقدني الوعي بعد عشر
دقائق . غير أن الأمر ما كان
كذلك وحسب ، فسرعان ما انطلقت تتناوشني مجموعة من الكبلات
والعصي تجلدني كأسياخ النار ،
تبعتها من حيث لا أدري لسعات الكهرباء تتخير أكثر
مناطق الحساسية في الجسد
فتصعقها بلا رحمة : في الأنف مرة ، ومرة في الشفتين ..
في العورة .. في العينين ..
في شحمة الأذن .. في كل مكان تتجمع فيه مراكز الإحساس
ومواطن الشعور بالألم !
انفجرت بالصياح
من شدة الألم المتفجر فكأنما
ازداد الجلادون انتشاء بذلك ! وازدادت
حدة اللسعات والصعقات من غير أن
يسألني أحد أي شيء !
كنت أسمع وسط
دوامة الألم صياحهم وهياجهم
كالكلاب المسعورة حولي ، ومن غير أن أبصر شيئاً أحسست
أنهم ربما كانوا قرابة العشرة ،
ومع كل ضربة كانت تطرق أذني شتيمة جديدة وألفاظ
كفر بالله تزلزل السماوات
والأرضين . ولم ألبث أن
وجدتني وقد فاق الألم قدرتي على
الإحتمال وحتى على الصياح أغيب
عن الوعي تماماً، لأصحو لا أدري متى فأجدني في زنزانة
منفردة ينهش الألم أطرافي
وتشتعل الأوجاع نيراناً في كل ثنية من ثنيات بدني .....
3
ـ هل قرأتم مشاهد من تعذيب
النساء في السجون السورية ، كما
حاولت هبة الدباغ أن تذكر بعضها
في كتابها ( خمس دقائق ...تسع
سنوات في سجون سورية ) ... وهذان
الكتابان : شاهد ومشهود ، وخمس
دقائق ، موجودة في عدد من
المواقع السورية على الانترنت
منها (www. Jimsyr.com ) أو موقع رابطة أدباء الشام
وغيرها ، والجوجل خير دليل لكم
....
وهذا
مشهد من كتاب هبة الدباغ [ التي
بقيت حية وحدها من أسرتها
وعددها أكثر من عشرة أشخاص
لأنها كانت في السجن بينما قتلت
أسرتها كلها عام 1982 في حماة ]
تقول هبة الدباغ :
كانت الحاجة
مديحة في الأربعينيات من عمرها
، وهي امرأة معروفه في حلب تدرس
النساء دروساً في الدين ،وبينما
كانت ذاهبة إلى موعدخارج البيت
لتسليم رسالة ألقوا القبض عليها
،
وحملوها مباشرة إلى فرع مخابرات
أمن الدولة ، وهناك ازدادت نقمة
رئيس الفرع عمرحميـدة. . ونتيجة
جرأتها وصلابة ردودها ازداد عمر
حميدة مدير
فرع الأمن غيظاً منها فختم لها
حفلة التعذيب بأن قص لها طرف
لسانها بالمقص . . وفقدت قطعة منه
بالفعل ! ولقد قصت علينا أن عمر
حميدة مدير
الأمن عـراها في البداية من
ملابسها وعلقها إلى السقف من
يديها المكبلتين خلف ظهرها ،
ومضى يعذبها على هذه الحالة
ويسمعها أقذع الشتائم وأبشع
العبارات . . ثم أمر بإحضار أخيها
الأصغر وعرضها عليه بهذه الحالة
وسأله :هل عرفتها؟ قال الولد
بصدق : لا . . من هذه ! أجاب حميدة
بتشفي : أختك مديحة . فأغمي على
الولد فوراً ولم يعد يحس بشيء ،
وأعادوه إلى البيت وهو لا يزال
في غيبوبته . . واستمرت حفلة
التعذيب ساعات عديدة ،
ثم دلتهم على بيتها ، ولما لم
يجدوا هناك إلا آثار الشباب
الذين كانوا فيـه ، عاد
عمرحميدة غاضباً يقسم أنه سيقص
لها هذا اللسان الذي كذب عليهم
وخدعهم . . وقصه بالفعل ! لكنها
ولله الحمد شفيت بسرعة وعاد
اللسان فنما بشكل طبيعي .
وسيدة
أخرى وكانت عروساً في شهرها
السادس وفي السادسة عشرة من
عمرها ، أمسكوا زوجها نتيجة
وشاية من عملاء المخابرات
وجعلوا يعذبونه ليعترف بمكان
رفاقه الشباب ، فلما لم يفعل
أحضروا الزوجة بأمر من حميدة
أيضا واعتدوا عليها أمامه قبل
أن يرسلوه إلى تدمر فيقتل لاحقا
هناك في المجزرة الكبيرة التي
جرت . .
وتـرك لـها
جـوربـين
تقدمت الحاجة
مديحة تخفف عن أمي وعنا ،
وتبعتها بقية البنات : أم شيماء
، وعائشة ق .وهي طبيبة من حلب
قامت بعلاج جريح من الشباب
الملاحقين فبلغ النبأ
المخابرات واعتقلوها من بيتها ،
وقالت لهم وقتها إن أشخاصا أتوا
إليها كأي طبيب وسألوها أن
تعالج جريحا ففعلت ، ولم تسألهم
عن هويتهم لأن مهمتها الإنسانية
خدمة الناس لا التحقيق معهم ،
لكن جوابها لم يرق لهم ،
واعتقدوا أنها تداوي كل جرحى
الملاحقين ومصابيهم ، وقد تولى
التحقيق معها مصطفى التاجر أول
الأمر فسألها في البداية : -أترضي
أن تبقي بلا حجاب ؟ قالت : لا
طبعا . . قال : فما رأيك إذا أن
تبقي بلا جلباب ؟ فانتفضت تتطلع
إلى مكان تلتجئ إليه ، لكن
المجرم لم يترك لها فرصة وهجم
عليها كالوحش يصفعها ويضربها
وهو يمزق ثيابها قطعة بعد قطعة
وهي مكبلة تقاوم بكل ما أوتيت من
قوة دون أن تستطيع الدفع . . فلما
مزق كل شيء ووصل إلى جواربها قال
لها : -سأتركهم عليك حتى لا تبردي
! وأمر فمددوها على "بساط
الريح " ومر عليها بكافة
أنواع التعذيب : الخيزران
والعصي والكهرباء . . علاوة على
نزع نظارتها الطبية وحرمانها من
استعمالها فترة من الزمن . . ثم
أتى دور عمر حميدة فأجلسها على
كرسي وقد كبل أيديها وأرجلها من
الخلف ببعضهم البعض وجعل يطفىء
أعقاب السجاير فى اعف منطقه
ببدنهاليطفىء بعضاً من نيران
حقده الاسود ويودعها الزنزانة
من ثم بضعه ايام قبل ان تنقل مع
بقيه المجموعه الى كفر سوسه .
فنــون التعـذيـب
!
كانت إيمان ت . "أم
شيماء" راجعة إلى بيتهم مع
زوجها وابنتها الرضيعة شيماء
وكانت في الشهور السبعة أو
الثمانية من عمرها ، وعندما
بلغوا مدخل البناية لاحظوا
مؤشرات غير طبيعية في المنطقة ،
فتقدمت ايمان ووضعت المفتاح في
القفل لتفتح ، فيما كان الزوج
والطفلة معه ينتظر أسفل الدرج ،
فما أن فعلت حتى أحست كما روت من
بعدصوت تلقيم السلاح من الداخل
، فأعطته إشارة سريعة بالهرب ،
في الوقت الذي فتح عناصر
المخابرات الباب بسرعة وأمسكوا
بها وسحبوها إلى الداخل ، وفي
إحدى غرف البيت دخل عليها رئيس
الـدورية يسألها عن زوجها وعن
الشباب الذين كانوا معها في
البيت لأ نهم دخلوه ولم يكن فيه
أحد ، وهؤلاء جميعا أبلغ عنهم
سامح كيالي ، فقالت إنها لا تعرف
شيئا ولا تعرف أين ذهب زوجها ولا
من كان معه ، فجعل يهددها
بالإعتداء عليها إن لم تبلغه
المعلومات فأصرت على الإنكار ،
فنفذ تهديده بالفعل وحاول فعل
ذلك ، لكنها قاومته بشدة وراحت
تتصارع معه فأنجاها الله وألقى
في قلبه الرعب فلم يتمكن منها
كما أراد . . وبعد ذلك نقلوها إلى
الفرع عند عمر حميدة الذي اتبع
نفس الطريقة معها ، فشبحوها في
السقف بأن كبلوا أيديها خلف
ظهرها وعلقوها منهما مرفوعة عن
الأرض فكأنما هي الذبيحة بين
يدي الجزار ، وجعلوا يضربونها
ويعذبونها وهي على هذه الحالة
لا حول لها ولا قوة ، ثم وضعوا
لها الكهرباء في صدرها والحليب
يقطر منه زيادة في التعذيب
والإهانة .
4- هكذا يعاني
إخوانكم السوريون من هذا النظام
الفاشي الاستبدادي ... وينتظر
إخوانكم السوريون منكم أن تقفوا
معهم لاسقاط هذا النظام الذي
يخطط مع إيران الفرس ، لتطويق
المملكة العربية السعودية من
الشمال بالهلال الشيعي ، كي
ينتقموا منها لأحقادهم
التاريخية التي تملأ قلوبهم
المتقيحـة ...
واللهِ إنـه
ينقـم على المسلمين أي مسلمين ،
( لأنهم أعداء للمسلمين )
سوريين أم سعوديين أم غيرهم
، واللهِ إنـه ينقم على العرب أي
عرب ( لأنه نظام فارسي ) ، فمتى
يصحـو العرب !!؟
5 - هكذا وضعكم في
السـجون ، في الوقت الذي يسرح
ويـمرح عشـرات الألوف من (
الايرانيين ) الفرس في دمشق ،
وتأتي الباصات ملأى بمئات
الشبان والشابات الإيرانيات
إلى سوريا ،
ويعطون حق بناء ( الحسينيات )
، كما يمنح عشرات الألوف منهم
الجنسية السورية ... وينفقون
ملايين الدولارات وسط شعب فقير
محروم ، حتى انتشر التشيع بين
صفوف الفقراء في سوريا ...
6- متـى يصحـو
أشقاؤنا العـرب !!؟ قبل أن
يحكموا الطوق ، ويثبتوا الهلال
الشيعي الذي قامت الحرب السادسة
من أجل بناء آخر ركيزة لـه ، كي
تكون لبنان ركناً من أركان
الهلال الشيعي ... والتاريخ شاهد
على حقدهم ، فقد قتلوا الحجاج
حول الكعبة ، ورموهم في بئر زمزم
، وقلعوا الحجر الأسود من مكانه
، وأخذوه معهم إلى عاصمتهم ،
حتى أعاده
الأيوبيون بعد عشرين سـنة ..
اللهم اجعلنا
ممـن يستمعون القول فيتبعون
أحسـنه ، وردنـا والمسلمين إلى
دينـنا رداً جميلاً ، واحفظ
بلادنـا من كل مكروه ، نعم
المولى ونعم النصير ...
اللهم قد بلغت ،
اللهم فاشهد ...
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|