في
سورية الأبناء على طريق الآباء
للمعتقل
أو للتحرر
د.
محمد المحمد / سورية
تحية للأسر
السورية
تحية لأسرة
الأستاذ علي العبد الله
تحية للابن البار
محمد علي العبد الله ابن سورية
الحرة
لقد قدمت لنا أسرة
الأستاذ علي العبد الله خير
مثال للأسرة السورية التي تأبى
الضيم و تقف في وجه الظلم غير
عابئة بوحشيته و إجرامه فقد ولى
عهد الخنوع. العهد الذي كان فيه
الأب يخاف من ذكر اسم ابنه
الشهيد حتى لا تقتل بقية أفراد
العائلة العهد الذي ينكر الابن
اختفاء أبيه حفاظاً على عرض
أخواته ذلك العهد الذي أسسه و
رسَّخه بالحديد و النار الأب
الهالك تاركاً ابنه اليتيم من
دون غطاءٍ استعماري طالما تمتع
به من خلال سكوت الدول العظمى
على مجازره و جرائمه. لقد تعرى
ظهر النظام و ترك الأب ابنه
عارياً من كل شيء بدءً من
الإنسانية و انتهاءً بالقوة فقد
خارت قوة النظام في لبنان و
تصدعت في القامشلي و الحسكة و
ستسقط عما قريب في كل من دمشق و
حلب و حمص و حماة و ما أدراك ما
حماة تلك المدينة التي لم يستطع
الاستعمار إخضاعها فلا يظن
النظام أنه أخضعها و انتهى
الأمر فإن الحساب آتىٍ لا محالة
لن يُسكت الآباء اعتقال الأبناء
و لن يُسكت الأبناء اعتقال
الآباء و إذا كانت لجنة أهالي
المعتقلين التي رأسها محمد
ياسين الحموي والد أحد
المعتقلين المكونة من 533 ممثل
لعائلات المعتقلين قد منع
نشاطها و اعتقل مؤسسوها فماذا
سيفعل النظام مع أهالي أكثر من
مائة ألف سوري بين مفقود و أسير
خلال فترة تسلط حزب البعث على
السلطة إن الحمل ثقيل و هو فوق
طاقة الدكتور اليتيم فهل من
العقل في شيء زيادة هذا الحمل و
زيادة عدد المعتقلين و
المفقودين في سورية و بالتالي
تسريع يوم السقوط الذي بدأت
تباشيره في الأفق فهل سياسة
الهروب للأمام هي السياسة
المتبعة حتى لو كان النظام على
شفير الهاوية ربما ......
فالجرائم التي
ارتكبها النظام لا يمكن
مواجهتها و الانتحار أسهل من
ذلك فلعله قد اختار الانتحار
السياسي فعلاً فهذا هو التفسير
المقنع الوحيد الذي يمكن من
خلاله تبرير ما يفعله النظام في
الفترة الأخيرة فبينما كان
الجميع يتوقعون صدور عفو عام
تخفيفاً لآثار السقوط المدوي في
لبنان و إذ بالنظام يُلحق
الأهالي بذويهم الذين يطالبون
بالإفراج عنهم و يبطش بمنتدى
الأتاسي بدل السماح بتشكيل
أحزاب سياسية من دون شروط مسبقة
فليس النظام بوضعية تسمح له
بوضع الشروط بعد كل الإنهاك
الذي أصابه و لكن يبدو أنها
الرعشة الأخيرة في جسد النظام
المحتضر قبل أن يزفر الزفرة
الأخيرة غير مأسوف ٍ عليه في
حينه سوف لن يجد إلا من يلعنه
كما لُعن نظيره في العراق .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|