هل
من عود إلى حلب
*
شعر : محمد الحسناوي
الشـوقُ أقتلُ ما يَفري إذا احتجبـا
والعُمْرُ ضاعَ إذا لم نَلتقي
حَلَبـا
خمسٌ وعشرونَ: لم تَكحلْ
مدامعُنـا
و لا تناهـى الذي في حُبِّها
التَهَبا
خمسٌ وعشرونَ من صدٍّ ومن
صَلَفٍ
ومن سـكاكينَ ما أبقتْ
لنا عَصَبا
كلُّ الطيورِ إلى أعشـاشِها
انقلبـَتْ
إلا مُعنّىً ، كسيرَ القلبِ
، ما انقلبا
إليك عنّـي ، فلا أرضٌ ولا
بَلَــدٌ
و لا سماءٌ إذا لم
تُعطِنـي حَلَبـا
قالـوا : تَعَزَّ . وأبنـاءُ
البُغاثِ بها
يَستَنْسِرونَ ، وما
كانوا لها نَسَـبا
قالوا : تَعَزَّ . بـلادُ
اللهِ واســعةٌ
لا باركَ اللهُ فيمـنْ
حَبَّبَ الغُرَبـا
أهـلٌ وودٌ كمـاءِ الوردِ
مُنسَـكِبٌ
وأَطيَبُ الودِّ ما
أَهدى وما انسـكبا
يا ليـلةٌ من ليالـي
الشـامِ أَذكرُها
ذِكـرَ المَيامينِ ..
مجداً تالِداً وأبا
وحـدي معَ الليلِ والأنسامِ
تَنفحُني
عِطراً شذيّاً، وشعراً
يَكشفُ الحُجُبا
(أبو فراسٍ) و(سيفُ الدولةِ )
استمعا
شجوي المُندّى،وحولي
أَيقظوا الحِقبا
كلٌّ سـقاني بِكأسٍ من
شـمائلــهِ
ومن شـمائِلهم
ما أَسرجَ الشُّهُبا
ألقَوا إلى ( المتنبّيْ)
سـمعَهم فشَدا
ما هزَّهم طرباً ،
واعتادَني وَصَبا
أولئـكَ القومُ قومـي
. يا مُزيَّفـةًً
وجوهُكم ، وقفاكـم
يَلعَنُ العَرَبـا
أولئـكَ القومُ ، ساموا
الرومَ داهِيةً
وأنتُمُ تُرخِصونَ
العرضَ والنَّسَـبا
مَصـارِعُ القومِ قـد كانت
لهم دَأََبا
وأصبحَ
الفلسُ والأدنى لكم دَأَبـا
يا عصبـةً في ديـارِ الشامِ راتِعَةً
ما أَقبحَ الغدرَ
و التَّزييفَ إن غَلَبا
يا رُقعةً من خيوطِ المكرِ
قد نُسِجتْ
نسجَ العناكِبِ
في أقداسِنا العَطَبا
مَنـذا يُطيـحُ بهـا حبّـاً
وتكرِمةً
لِلأكثرينَ
ندىً ، والأكرمِين َأبـا
الشـامُ عربـاءُ لم
تَسـلَمْ لِطاغيةٍ
إلا
لِتَنثُـرَهُ مثـلَ التُّرابِ
هَبـا
فهل إلى الشامِ من عَودٍ
،إلى حَلَبٍ
إلى زمانٍ
تَقَضَّى صَبوَةً وصِبـا
إلى ملائكةِ الرحمانِ قـد
هَبَطـتْ
تَطوفُ
بالسامرِينَ الصِّيدِ..والأُدَبا
الهديُ والمَجدُ ما التفَّا
وما التَمَعـا
تاجا على مفرِقٍ
أعلى ولا انتصَبا
قرآنُ (أحمدَ) غنََى في
مسـاجدِها
فأرسلَ الكونُ
أسماعاً لهُ ، طَرَبا
وفي مسـامِعِها أزجِتْ بـلابلـةٌ
في ذِكرِ(أحمدَ)
ما أَصبى وماسَلَبا
الشامُ ، باركَها الرحمانُ
، ما فتئَتْ
أرضَ الرِّباطِ،
لِيومِ القدسِ، مُرتَقَبا
ماكانَ سيفُ(صلاح الدينِ)من
خَشَبٍ
ولا خيـولُ (بَنِي
مَروانِنا) قََصَبـا
سَـيُهزَمُ الجمعُ ، لا
شكٌّ ولا رِيَبٌ
سَيُهزَمُ
الجمعُ، طالَ العهدُ أم كَرَبا
|