في
فندق صح النوم (2-3)
أبو
عمر الأسدستاني
وانتهت دعايات
العلكة ..... وعاد بنا المخرج من
جديد لمتابعة الحلقة الأخيرة من
مسلسل فندق صح النوم ... وعاد
معنا أهبلان وعائلته القابعين
في قصر العبيد المطل على
العاصمة بشار آباد لمشاهدة
الحلقة.. وعاد أيضاً ملايين
العبيد من المحترفين فن متابعة
أحداث المسلسلات الطويلة
والدموية والمملة بدون ردة فعل
و بدون حراك .....
فمنذ أكثر من أربعة عقود
وإلى تاريخ عرض هذه الحلقة وهم
ما زالوا يتابعون ما يحصل
بسلبية وبلادة مثيرة للعجب قل
نظيرها في تاريخ العبودية
والعبيد ...
ياسينو : باكياً ...
شو يا أبو عنتر .. شو يا غوار ... شو
يا فطوم ... هذا بدري بك راح يرفع
تقريره عن جريمة اغتيال رفيق
باشا إلى مجلس المخاترة الدولي
وأنتم تعرفون ما الذي ينتظرنا
جزاء فعلتنا .. فما العمل الآن
وكيف سننجو بأنفسنا وأي فندق
سيسمح لنا باللجوء إليه بعد أن
نغدو من المطلوبين دولياً ؟ حتى
الفندق الفارسي لا أظنه
يستقبلنا .
فطوم : شاطر بس تحكي
عن أنصاف الرجال ... خليك رجّال
وكفاية نواح وبكاء ... وإذا كنت
تريد معرفة مصيرنا فدعني أقول
لك بأن لدينا أربعة خيارات
منطقية لكسب الوقت والمراوغة
لعلّ الأجواء المحيطة بنا تتغير
.. أولها إشعال النار في الفنادق
المجاورة بما فيها فندق بن
غوريون مع كل ما يحمله هذا
الخيار من مجازفة ... وثانيها
إشعال النار في فندق صح النوم
نفسه حتى يتوسل إلينا أصحاب
الفنادق المجاورة لنطفأ النار
فيه كي لا تمتد إليهم مقابل طي
ملف اغتيال رفيق باشا ... وثالث
الحلول هو تسليم إدارة صح النوم
شكلياً لأحد المهرجين التافهين
المتخمة ملفاتهم بالفساد
والقضايا الأخلاقية ليُنشأ
محكمة محلية بحجة التحقيق معنا
قبل تسليمنا لمحكمة المخاتير
الدولية بينما نستمر نحن في
الحكم من وراء الستار إلى أن
تهدأ الأمور ... ورابعها
الاستحواذ على غرفة في الفندق
وفصلها عن بقية الغرف بعد نشر
الفوضى والذعر بين النزلاء لكي
نعود ونحكم من جديد .
ولكن .. ولحسن حظ
نزلاء الفندق بل ربما لشدة كره
مخرج المسلسل بمقاولي صح النوم
فشلت كافة الخطط الموضوعة..
وألقى بدري بك أبو كلبشة القبض
على ياسينو وغوار وفطوم وأبو
عنتر واقتيدوا مصفدين بالكلبشة
ليمثلوا أخيراً أمام محكمة
المخاتير الدولية..
وتدخل من جديد
أهبلان للتعليق على مجريات
الأحداث ....
أهبلان : يا لطيف ما
أذكاني ... لقد كنت واثقاً من
إلقاء القبض عليهم
ومثولهم أمام المحكمة لأنهم
مكروهين من نزلاء الفندق ؟؟
وأراهنكم جميعكم بكل ما أملك من
ألعاب أنهم سيدانون و...
سفاحيار : مقاطعاً
..هسسسس .. دعني أركّز على
الأحداث فقد بدأت أشتم رائحة
مؤامرة غير عادية في هذا
المسلسل .
وابتدأت المحاكمة
في بهو الفندق بحضور النزلاء
المقهورين ......
كبير المخاتير : شو
يا ياسينو ... في الأمس القريب
كنت أجيراً في الفندق وكنت ومن
معك تشكون من الظلم والاستغلال
وسوء المعاملة وعدم تكافئ الفرص
والتمييز إلى آخر هذه القائمة
الطويلة من انتهاكات حقوق
الإنسان والمواطنة وأنا أتفق
معك تماماً في كل هذه الأمور ...
ولكن سأسألك سؤالاً بسيطاً وإذا
استطعت الإجابة عليه سأمنحك
البراءة متجاوزاً قوانين
المحكمة والأدلة الدامغة ضدك
وسؤالي هو ... لماذا كررتم نفس
الأخطاء والانتهاكات السابقة
بحق نزلاء الفندق بعد أن أصبحتم
مقاولين فيه ؟ لماذا نسيتم
ماضيكم ومعاناتكم بهذه السرعة ؟
لماذا قلدتم الصهيونية بما
فعلته بالفلسطينيين بعد
المحرقة النازية ؟ لماذا أيقظتم
صفين والجمل وكربلاء وما نتج
عنهم من تفتت وتشرذم من جديد في
القرن الحادي والعشرين ؟ لماذا
لم ترضوا أن تصبحوا جزأً من
المجتمع لكم ما لهم وعليكم ما
عليهم ؟ ثم قل لي بربك يا ياسينو
... لماذا كل هذا القتل والدماء
والسلب والنهب والتخلف والفقر؟
أيرضيك ويشرّفك أن تحكم قطيع ؟
ألا تود لو أنك الآن أنهيت
ولايتك بسلاسة وعدت نزيلاً
عادياً في الفندق تعيش فيه
بسلام مع عائلتك ؟ لماذا أردت أن
تكون إلهاً والعياذ بالله ولم
ترض أن تكون حاكماً عادياً يخطئ
ويصيب ؟ لماذا لم تضع نفسك مكان
أفراد القطيع ولو لمرة واحدة
وقل لي حينها هل تستطيع العيش في
هذا الجحيم ليوم واحد فقط دون أن
تلعن ألف مرة من يحكمك لشدة ظلمه
وبطشه وسلبه ونهبه فيما أنت
تعيش على الفتات ؟ أجب يا ياسينو
أجب لو كان عندك ما تقوله من
كلام .
ياسينو : باكياً ..
أنا ندمان يا سيدي ندمان ....
كبير المخاتير :
لسنا هنا في حلقة من برنامج
الشرطة في خدمة الشعب بل في
المحكمة ومن الواضح أنه ليس
لديك ما تقوله غير البكاء
والندم ... وأنت ياأبا عنتر ياللي
كنت عامل حالك على النزلاء عنتر
ماذا لديك لتقوله؟
أبو عنتر : بريء
شنّو كنت عم نفّذ أوامر ياسينو
يا سيادة كبير المخاتير .
كبير المخاتير : لدي
أدلة قاطعة تثبت تورطك في
الجريمة ولكن ماذا لديك لتقوله
في سرقة خزنة المدينة من فندق
تصبح على خير ؟
أبو عنتر : تهمة
باطلة وما إلها فكاهة ولا
مازّية شنو غوار كان قش الخزنة
كلها وأنا ما فضل لي غير القحاطة
.
كبير المخاتير : هل
هذا صحيح يا غوار .. وأُذكّرك
بأنك في قاعة المحكمة وسألقي بك
في السجن إذا سمعتك تتفوه
بالسباب .
غوار : سيدي ليش ما
ابتسأل جماعتي في الخيمة
الجولانية هالسؤال ؟ شنو عندهم
كل المعلومات ومثل ما عرفوا كيف
سافر ميشيل كيلو لقبرص والتقى
مروان حمادة وقبض منه الدولارات
... أكيد لازم يعرفوا وين اختفت
هالمليارات ؟؟
كبير المخاتير :
سيأتي دورهم بعد أن أنتهي منكم
يا مقاولي صح النوم .... وأنت يا
فطوم حيص بيص جاء دورك الآن
لتدافعي عن نفسك وسأسألك بداية
ً سؤالاً بديهياً .... من أنتِ وما
هو محلك من الإعراب باستثناء
كونك من نطاف حيص بيص الكبير ؟
ثم هل من المنطق أن يدفع نزلاء
الفندق ثمن نزوة من نزوات حيص
بيص الكبير إلى يوم الدين ؟ وما
هي وظيفتك أساساً ؟ ومن أين لك
هذه الصلاحيات المطلقة لتفعلي
ما تريدين دون وازع أو رادع
ولتبقين فوق القانون بلا حساب
أو عقاب ؟
فطوم : كما قلتم يا
سيادة كبير المخاتير يكفي أنني
من نطاف حيص بيص الكبير لأفعل ما
أريد .. أما القانون فهو لعبتي
المفضلة أقصّه وأخيّطه على قدّي
ومقاسي مثل ما علمني حيص بيص
الكبير .
أبو عنتر : بريه
عليك يا فطوم خليه يعرف ليش
تزوزتك ...لأنك فوق القانون مثل
جميع أفراد أسرتك .. ولهذا فُتحت
لي أبواب الفندق على مصراعيها
أفعل به ما أريد بعدما فتحت
بالطبع أسوار عكا لكي أصاهركم
وأُصبح مثلكم فوق القانون .. أنت
السبب يا فطوم باللي جرى لي ...
فطوووووووومة ....لك يضرب الحب شو
بيذل ...
كبير المخاتير : بل
قل يا أبا عنتر يضرب الطمع شو
بيذل .. ثم قل لي بصراحة إذا كنت
قد فتحت أسوار عكا فما ذنب نزلاء
الفندق كي تفتح عليهم أبواب
الجحيم ؟؟ على كل حال يا فطوم
سيخيط لك النزلاء المقهورين
والمظلومين كفنك بأيديهم بإذن
الله .. وأنت يا أبا عنتر ومن معك
... حسبما تملك المحكمة من أدلة
وقرائن ضدكم وحسب أقوال وإفادات
الشهود من الواضح أنكم حثالة
بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى
وللتوضيح لابد من القول بأن حيص
بيص الكبير متورط معكم في هذه
الجريمة وهو في قبره لأنه أول من
وضع لبنة الفساد الأولى في
الفندق وكان بودي أن أحاكمه
معكم ولكن ...سندع حسابه العادل
للعادل الكريم الذي لا يضيع حق
مقهور أو مظلوم أو مقتول عنده
وهم كما أرى وأعرف بالملايين .
ونادَ حاجب المحكمة
معلناً رفع الجلسة للمداولة إلى
حين النطق بالحكم .
وبدوري سأرفع
الجلسة وأوجل النطق بالحكم إلى
الجزء الثالث والأخير.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|