ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 27/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

طوفان العبيد

أبو عمر الأسدستاني   

السادس عشر من تشرين الثاني سنة 2006 الموافق للذكرى 36 لاستيلاء عائلة الأسد على الحكم في سوريا أو ما يسمى بلغتهم بالحركة التصحيحية؟

للمرة الأولى في حياته كان متفائلاً بهذه المناسبة السوداء المقيتة .. فاليوم هو يوم تظاهرة الأحرار الكبيرة التي نظمتها المعارضة السورية في المنفى وحددت مكانها في العاصمة الفرنسية باريس .

كان قد هيأ نفسه لهذه المناسبة منذ أكثر من شهر فأحضر الأعلام السورية  وخاط لنفسه وأولاده ثياباً وقبعات للرأس على شكل العلم السوري وهم الذين لم يروا سوريا في حياتهم إلا عبر حكايات أبيهم عنها وعن جمالها وطيبة أهلها لأن أباهم من الممنوعين من العودة إلى وطنهم فالسجن أو القتل بانتظاره في وطنه الأم ؟ أما زوجته الأجنبية والتي بالكاد تعرف موقع سوريا على الخارطة فلم تكن أقل فرحة من زوجها فلطالما آلمها أن تجد زوجها يبكي أبداً على وطنه الأسير في السجن الأسدي الكبير .

يا الله ما أجمل هذا الشعور .. أخيراً سنخرج لنعبر عن رأينا في هذه الحثالة الحاكمة .. أخيراً سنسترد شرف سورية المغتصب منذ ثلاث وأربعين عاماً بعد أن تناوب على اغتصابها وهتكِ عرضها الكبير والصغير من أزلام النظام الأسدي وزبانيته .. وعلى الرغم من أنينها وصراخها واستغاثتها الدائمة بأبنائها ورجالها الشرفاء كي ينقذوها من براثن مغتصبيها .. ولكن

ويا للعار وقف الأبناء والرجال خلف الأبواب والنوافذ يتابعون عملية اغتصابها بصمت وحزن وأسى بل .. واضطروا للتصفيق والتطبيل والتزمير والهتاف والتأييد لمغتصبيها الأوباش خوفاً من وحشيتهم وقسوتهم..

وكان البادئ حزب البعث تبعه حافظ  ثم ابنه المراهق بشار الأسد بالاشتراك والتواطؤ مع الآلاف المؤلفة من القوادين والمهرجين واللاعقين والماسحين والمزاودين من أذناب النظام حتى ليخال للمرء أنه لم يبق عاهراً أو لصاً أو سافلاً لم يطأ سريرها رغم صيحات الاستهجان من الشرفاء المقهورين من أبنائها .. ويحكم ماذا تفعلون ؟؟ هذه أمنا وأمكم يا أوباش يا سفلة يا قذرين .. ما هذا السفاح الماجن .. ما هذه القذارة .. لماذا تفعلون بأمكم ما تفعلون ؟؟ إنها والله لمن كبائر الأمور ..

ولكن اللقطاء الحقراء أصموا آذانهم واستمروا في غيّهم وبغيهم وسفاحهم متناسين أن سورية أنجبتهم من رحمها وأرضعتهم من حليبها وأطعمتهم من خيراتها وشربوا من مائها وتشمسوا بشمسها وتفيؤا بظلها.. ليكبروا ويصبحوا رجالاً كباراً تفاخر بهم الأمم ..لا أن ينقلبوا عليها ويفترسوها كالذئاب المسعورة غير آبهين لحرمةٍ أو عرض ٍأو شرف أو أخلاق ....

فما فعلوه بأمهم خجل عن فعله الغزاة العتاة الغرباء المستعمرين .. فقد نهش أبناؤها اللقطاء لحمها من دون رحمة ومصوا خيرها من دون توقف ثم التفتوا إلى إخوتهم يمعنون فيهم قتلاً وسجناً وتنكيلاً فاق كل حد وتصور .. لا لذنب اقترفوه فقط لأنهم نطقوا كلمة الحق أمام السلطان الجائر .. أما أرضها فباعوها وأضافوا ثمنها لأرصدتهم الفلكية في البنوك الأجنبية .

أخيراً سنرد الاعتبار لأنفسنا ولكرامتنا المهدورة ..ولشرفنا وشرف أمنا سورية .. سنجتمع ونعتصم ونتظاهر ونصرخ (كفاية) أيها اللقطاء .. آن الأوان لتدفعوا ثمن بغيكم وفجوركم وسفاحكم .. آن الأوان لدفنكم في مزبلة التاريخ السوري يا حثالة الحكام وأشباه القادة وأنصاف الرجال .

وخرج مع أسرته إلى مكان التجمع وهناك التقى بالآلاف من إخوته وأبناء وطنه رافعين الأعلام السورية ويافطات كتب عليها ملخص معاناتهم وآلامهم ومأساة جيلهم من السوريين المقهورين تحت بسطار البعث وآل الأسد .. فمنهم من كتب نريد الحرية .. نريد أن نعيش أحراراً .. لا نريد وصاية علينا من حزب قائد أو ملهم خالد .. نريد محاسبة آل الأسد وآل مخلوف .. نريد القصاص العادل من المجرمين .. لا للطائفية البغيضة .. الطائفية صنيعة النظام وملاذه الأخير .. لسنا أنذالاً تافهين وخسيسين لنكون طائفيين .. الدين لله والوطن للجميع .. نريد العدالة .. نريد العيش بأمان وكرامة للجميع .. لا للقوميين المزاودين .. لا للزرقاوي والحمراوي ولا للبعثيين .. نريد الشفافية .. نريد الديمقراطية .. نريد الخبز والعدالة الاجتماعية .. نريد أن نعيش كما يعيش البشر .. لسنا عبيداً إلا للواحد الأحد.

واختلطت الهتافات والصيحات واللهجات من جميع مناطق سوريا من الشمال إلى الجنوب ومن الداخل إلى الساحل والمطلب واحد للجميع ... نريد إلى الأبد إزاحة مافيا الأسد .

واستمر توافد الألوف من المواطنين السوريين والأشقاء اللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين والعراقيين إلى مكان التجمع والذين بدورهم ذاقوا الأمرين على يد النظام الأسدي المجرم .. وهتفت مئات الآلاف من الحناجر بسقوط المافيا الأسدية ومحاكمة المجرمين على جرائمهم .. وبثت الفضائيات العالمية والعربية صور الآلاف المؤلفة من عشاق الحرية التواقين لنيلها وردها من مغتصبيها بعد طول انتظار وألم ليشاهد العالم بأجمعه ثورة السوريين البيضاء .. وشاهد التظاهرة أيضاً قادة الدول الكبرى ومستشاريهم فأيقنوا من تجربتهم السابقة مع شاه إيران بأن أيام النظام المكروه من شعبه باتت معدودة وأنهم سيضطرون مرغمين لرفع غطائهم عن نظام القمع والبطش والدم بعد أن خدمهم بتفان وإخلاص لعقود طويلة متخمة بالخيانات الوطنية والتنازلات على حساب المصلحة العليا لشعبه .

أما العبيد الأرقاء في مزرعة الأسد فهم بدورهم شاهدوا بعيونهم الدامعة من الفرح والشكر والامتنان الموج الهادر لمئات الآلاف من مواطنيهم وإخوانهم .. وأحسوا للمرة الأولى بأنهم لم يعودوا وحيدين متروكين في داخل السجن الأسدي الكبير فقد أصبح لهم في الخارج ظهراً قوياً يستندون عليه وحكومة مستعدة لتولي زمام الأمور بعد سقوط النظام درءاً لأعمال الشغب والفوضى والانتقام .

وابتدأت نفوس العبيد في المزرعة بعد التظاهرة تغلي من شدة الغضب وابتدأ حلم الحرية يداعب خيالهم ليل نهار .. وابتدأت قطرات الرفض لنظام الأسد المجرم تتراكم بسرعة وقوة خلف سد الرعب والخوف الأسدي ..

ولكن كما علمنا التاريخ ..

لا يمكن لأي سد من الرعب والخوف أن يصمد طويلاً أمام قوة العبيد المقهورين ...

فلا بد أن ينهار السد ويحدث الطوفان الكبير ....

طوفان العبيد .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ