النظام
السوري ، والمارينز جنباً إلى
جنب
الدكتور
خالد الاحمد*
ليست المرة الأولى
التي تقاتل فيها القوات السورية
جنباً إلى جنب مع القوات
الأمريكية ( الامبريالية ) ،
فحسب مبدأ غمز على اليسار واذهب
يميـن ، يتهـم النظـام السوري
خصومـه بأنهم عمـلاء
للأمريالية الأمريكيـة ،
وخاصـة الإخوان المسلمون ، فقد
أجبر النظام السوري طلبة
المدارس على ترديد شـعار خلاصته
أن عصابة الإخوان المسلمين
عميلة للإمبريالية ، يرددونه كل
صباح وعلى مدى عقدين تقريبـاً ...
وهاهو النظام
السوري ، وجيشه العقائدي يقاتل
جنباً إلى جنب مع القوات
الإمبريالية في
حفـر الباطـن ،
خلال عاصفـة الصحـراء ، ويقاتل
مَـن !؟ يقاتل الشعب والجيش
العراقي البعثي العربي !!؟
جـاء في كتاب [مقاتل
من الصحراء ]عن عاصفة الصحراء : (ص
268) :
بعد غزو العراق
للكويت ، أوفد الرئيس حافظ
الأسد العماد علي أصلان ليناقش
معي [ مع الفريق الأمير خالد بن
سلطان بن عبد العزيز قائد مسرح
العمليات ، ومؤلف كتاب مقاتل من
الصحراء ] مايمكن أن تقدمه سوريا
، ويعرف عن الرئيس السوري بغضه
الشديد لصدام حسين أكثر من
بغضنا له بكثير ، كما أيقنت أنه
ليس من السهل على سوريا بصفتها
حاملة راية القومية العربية أن
تضم قواتها إلى قوات أمريكا في
شن حرب على دولة عربية أخرى ،
وكان شـوارتـزكـوف ينظر إلى
السوريين بعين الحذر ، ولم يتصل
بهم طوال المدة ، وقال لي العماد
أصلان : إن القوات السورية تفضل
أن لاتعمل بالقرب من القوات
الأمريكية ....،
الطائرات
الأمريكية تحمي القوات السورية
من الصهاينة !!؟؟:
ويتابع الكاتب قوله
: ثم أبحرت القوات السورية تحت
الحماية الجوية الأمريكية !!أي
حماية الطائرات الأميركية التي
تقلع من حملة الطائرات في البحر
الأبيض المتوسط ، [وهي الطائرات
التي ساهمت في تدمير الطائرات
العربية المصرية يوم (5/6/1967م) ،
وهذه الطائرات الفانتوم نفس
الطائرات عند الكيان الصهيوني ،
والطيار الإسرائيلي هو طيار
أمريكي أيضاً لأن كثيرين منهم
يحمل الجنسيتين الأميركية
والإسرائيلية ].
يتابع
كاتب مقاتل
من الصحراء :
ولفت نظري قدرة دولتين لم
تكونا على وفاق من قبل على
التعاون بشكل فعال لمواجهة خطر
مشترك !! واستقبلت القوات
السورية في ينبع وأصبت بخيبة
أمل عندما عرفت أنهم أحضروا
دبابات (ت 62) فقط ولم يحضروا (ت 72 )وعذرتهم
لأنني أدرك أن عليهم حشد فرقتين
على الحدود العراقية لمواجهة
صدام !!! . وضعت السوريين غرب مشاة
البحرية الأمريكية ، ثم عرفت أن
الأمريكيين لايحبذون ذلك لأن
دبابات السوريين تشبه دبابات
العراقيين وخافوا من التباس
الأمر عليهم ، لذلك استبدلت
السوريين بالمصريين ، وسحبت
الفرقة السورية إلى الخلف لتشكل
احتياطي القوات المشتركة في
المنطقة الشمالية ....
أطقم السيطرة
الجويـة الأمريكية مقبولة عند
الضباط الكبار السوريين فقط :
ويتابع الكاتب :
وسارت عمليات التنسيق بين أطقم
السيطرة الجوية الأمريكية
والقوات المشتركة على مايرام ،
وكانت العقبة الوحيدة هي أن
السوريين لم يتحمسوا كثيراً
للعمل مع هذه الأطقم الأمريكية
، ولست ألومهم على ذلك ، وبدا
الضيق على شوارتزكوف وقال : سوف
اسحبها فوراً ، قلت له : إننا
بحاجة لها ، أرجوا أن تطلب من
رجالك التحلي بالصبر ، وألا
ترسلهم إلى السوريين الآن ، وفي
اجتماع مع اللواء علي حبيب (قائد
الفرقة السورية ) قلت له : أرجوك
أن تخبرني إذا كان لديكم أوامر
تمنعكم من العمل مع أطقم
السيطرة الجوية الأمريكية ( وهي
وحدات تميز الطيران وتتفاهم
معـه ) ، فأنا أقدر موقفكم
وسأدافع عنه ، أجاب : أبداً بل
العكس ، ليس لدينا أية مشكلة
معها ، نرحب بوجود هذه الأطقم
معنا ، وأخبرني فيما بعد المقدم
طيار عايض ثواب الجعيد أن
السوريين في المستويات الدنيا
رفضوا قبول الأطقم الأمريكية من
قبل ، بينما كانت مقبولة من
الضباط الكبار فقط ،
واستغرقت تسوية المشكلة
أياماً عدة ، ثم وافق السوريون
على العمل مع الأمريكيين، كما
أنهم عاملوهم معاملة طيبة
وأكرموا وفادتهم ، وعندما ذهبت
لزيارة القوات السورية ، تناولت
الغداء مع الضباط السوريين في
حضور أطقم السيطرة الجوية
الأمريكية أيضاً ، وسارت الأمور
بين الجانبين على نحو أفضل مما
كنت أتوقع .
هكذا لم يكن يتوقع
الكاتب أن يتفاهم البعثيون مع
الامبرياليين ، والكاتب معذور
لأن كل إنسان عاقل لايستطيع أن
يفهم ذلك ، لأنـه مخالف للمنطق
والمألوف ، فلماذا نغمـز على
اليسـار ثم نذهب إلى اليميـن !!!؟
لماذا نربـي أجيالنا على مدى
بضع عقود على كـره الامبريالية
، ثم نتعـاون معها على محاربة
اشـقائنا البعثيين في العراق .
هذه هي الراديكالية
الأسـدية ، وكما قلت سابقاً ،
ينتصر في الحرب من يأتي بجديد لم
يخطر في ذهن أحـد ، أما أن يكون
مخالفاُ للعقيدة أو التراث أو
الشرف ، أو العهود ، فقد مهـد
مكيافللي الطريق لتلاميذه ،
وبرر لهم كل مايفعلونه من أجل
الحفاظ على كرسي الحكم ، وهكذا
فعل حافظ الأسـد .
كان ذلك في عهد حافظ
الأسـد ، والد بشار الأسـد ،
واليوم تقول ( الجارديان ) يوم
الخميس (14/9/2006) أن قوات المارينز
( مشاة البحرية الأمريكية )
قاتلت جنباً إلى جنب مع قوات
الأمن السورية ضد المجموعة
الإرهابيـة ( المصطنعـة )
التي هاجمت مبنى السفارة
الأمريكية في سوريا :
كشفت صحيفة
الغارديان الصادرة هذا اليوم أن
عناصر من مشاة البحرية
الأمريكية (المارينز) شاركوا
قوات الأمن السورية في الدفاع
عن سفارة الولايات المتحدة في
دمشق ضد ما زُعم أنه هجوم تعرضت
له أمس (الثلاثاء) وأدى إلى مقتل
ثلاثة من أصل المهاجمين الأربعة.
وقالت الصحيفة "إن
أربعة رجال كانوا يرددون الله
أكبر ويطلقون نيران أسلحتهم
الأوتوماتيكية قادوا سيارتين
محملتين بالعبوات الناسفة
بإتجاه السفارة الأمريكية، لكن
نيران قوات الأمن السورية وجنود
المارينز أوقفت واحدة منهما،
فيما نجحت قوات الأمن السورية
في إيقاف السيارة الثانية التي
كانت تحمل 11 أسطوانة غاز موصولة
بصواعق قبل وصولها إلى مدخل
السفارة الأمريكية حسب روايات
شهود العيان".
وأضافت "أن الدور
السوري في إحباط الهجوم جوبه
بإشادة نادرة من قبل إدارة
الرئيس جورج بوش التي كانت
تنتقد بشدة الرئيس بشار الأسد
وسعت إلى عزل نظامه، فيما ثمّنت
وزيرة الخارجية الأمريكية
كوندوليزا رايس "تعامل
السوريين مع هذا الهجوم بطريقة
ساعدت في تأمين سلامة موظفينا
العاملين في السفارة".
ونسبت الصحيفة إلى
مسؤول أمني سوري قوله "كان
الهجوم مبادرة فردية ولم تقم به
جماعة منظمة، كما أن إحباطنا له
يعكس علاقاتنا الجيدة مع
السفارة الأمريكية وإستعدادنا
لحمايتها".
وأشارت الصحيفة إلى
أن المسؤول الأمني السوري الذي
طلب عدم الكشف عن هويته "أكد
أن جنوداً من مشاة البحرية
الأمريكية
، الذين يتولون حماية
السفارة من الداخل ، شاركوا في
المواجهة المسلحة ضد المهاجمين
".
هكذا ( غمز على
اليسار وتذهب يميـن ) صارت
بدهيـة من أوليات فهم السياسة
الأسديـة ، وقد يعمـم المبدأ
نفسـه على السياسة الإيرانيـة
كذلك ....والله أعلم .
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|