النظام
السوري ..
دفن
القاتل والمقتول !
محمد
النعيمي - المدينة المنورة
أن تقومَ السلطة
السورية بدفن قتيلها بل عشراتِ
الآلاف من قتلاها أمر مشهور
وغيرُ مستغرب ، فقد دفن النظام
السوري عشرات الألوف من صفوة
المواطنين السوريين الذين
قتلهم في تدمـر ، دفنهم حول تدمر
، وعند جبل ( عويمر ) كما يقول
الصحفي نزار نيوف ، ودفن بعضهم
أحياء جرحى ، يرحمهم الله تعالى
، ونسأله عزوجل أن يتقبلهم
شهداء .
أما
أن تقوم بدفن قاتل فهذا الذي
يحتاج إلى توضيح .. فليس القاتلُ
الذي تقوم بدفنه - بالتأكيد -
أحدَ جلاديها الذين رَوَّوْا
شجرتَها الخبيثة بدماء الشعب
الطاهرة ، وإلاَّ فأحقُّ هؤلاء
المجرمين بهذا المصير هو الرأس
الهالك لتلك السلطة ( حافظ أسد )
، إنَّ هذا القاتلَ المقصود لا
يقتلُ في ظرف أسبوعين أربعين
ألفاً من مدينة واحدة كما يفعل
دافنوه عندما قتلوا أهالي حماة
عام (1982م) ، وإنما يستهدف قتلاه
استهدافاً بعيدَ المدى ،
ويأتيهم من حيث لا يشعرون ولا
يتوقعون ، فهو يقتل مِن مَدفنه ،
ويفتك مِن مرقده .. ليس هذا
القاتل يا معشر السادة شيطاناً
شريراً حاقداً ، ولا رُوحاً
خبيثةً جائبة ، وإنما هو إشعاعٌ
ذَريٌّ تنفثُه النفاياتُ
النووية الإسرائيلية - لا
السورية طبعاً ! - الراقدةُ في
مرتفعات الجولان المُباعة بثمن
بخس ، وفي رمال البادية غرب
مدينة ( تدمر ) الأثرية ، ولعل
خيرَ مَن يَروي لنا حِكايةَ هذا
القاتل المرعبة ، ويجوبُ بنا في
جَوِّها الأسطوري الرهيب هو
بطلُها الذي ساقَ القاتل إلى
مدفنه بكل ( شجاعة ) و ( إنسانية ) !
.
إنه نجل ( عبد
الحليم خدام ) نائب الرئيس
السوري الذي قضى حياته في خدمة
مصالحه الشخصية مُستغِلاً في
ذلك مَنصبَه ( خير ) استغلال !
وجاء ابنه ( جمال ) لِيُتوِّجَ
إنجازاتِ والده ( الجليلة )
للوطن والشعب ، فساق هذا ( الخير
) إلى وطنه ! وجعل من وطنه ( مزبلة
) نفايات الغرب النووية مقابل
حفنة من الدولارات ، غيرَ عابئ
بآثارها المدمرة على الشعب
لآلاف السنين ، ولكن .. مَن يملك
الشجاعةَ في مقاضاته وغيرِه مِن
السفاحين إذا كان القاضي من
جلدته ؟؟
فالرئيس الهالك (
حافظ أسد ) كان على علم بالأمر ،
إن لم يكن مِن أجهزة أمنه فَمِن
الصرخات المذعورة هنا وهناك ،
وهذا إن لم يكن هو ( البطل )
الحقيقي للعملية ، ولكن لعل (
تواضعه الشديد ) دفعه إلى إبراز (
بطل ) جديد من مدرسته لإنجاح
العملية ولكن بتخطيطه هو ! .
أخي القارئ : إن
الحديث عن هذه الجريمة ليس
كالحديث عن جرائم تمَّت وانتهت
أو تتم وتنتهي ، إنها جريمة تمت
وتستمر ، تحصد الأرواح البريئة
، وتدمر الأحلام ، وتحطم الآمال
، وتُرسل الزفرات ، وتُهرِقُ
العبرات آلافاً مِن السنين ..
كأطول مدة تعيشُها مُخلَّفاتُ
نِظام .
واليوم يؤكد
القادمون من تدمر والبادية
السورية ، يؤكدون تزايد نسبة
مرض السرطان في المنطقة ،
والتعليل الوحيد هو الاشعاعات
التي تصدر عن هذه النفايات
النووية المدفونة في البادية
السورية ، هذه الاشعاعات التي
عكرت صفو بادية الشام الجميلة ،
وهدوء لياليها الصيفية الحالمة
... وهذا كله لايهم ( جمال خدام )
مادامت حساباته في الغرب امتلئت
بملايين الدولارات ، وارتفعت
أسهمه في البورصة لتلحق بأسهم (
فراس طلاس ) ، و(رامي مخلوف ) و (سومر
رفعت الأسد ) و ( فواز جميل الأسد
) ، ... وغيرهم
من أبناء الحرس القديم . ولم
يخطر في ذهن هؤلاء المراهقين أن
أمريكا وعصابات مافيا المال
الصهيونية سوف تصادر هذه
الأرصدة يوماً ما ، وتستولي
عليها ... لتبقى النفايات
النووية تعكـر صـفو بادية الشام
الحبيبـة مجاناً .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|