ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 04/08/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


النظام السوري ..

دفن القاتل والمقتول !

محمد النعيمي - المدينة المنورة

أن تقومَ السلطة السورية بدفن قتيلها بل عشراتِ الآلاف من قتلاها أمر مشهور وغيرُ مستغرب ، فقد دفن النظام السوري عشرات الألوف من صفوة المواطنين السوريين الذين قتلهم في تدمـر ، دفنهم حول تدمر ، وعند جبل ( عويمر ) كما يقول الصحفي نزار نيوف ، ودفن بعضهم أحياء جرحى ، يرحمهم الله تعالى ، ونسأله عزوجل أن يتقبلهم شهداء .

 أما أن تقوم بدفن قاتل فهذا الذي يحتاج إلى توضيح .. فليس القاتلُ الذي تقوم بدفنه - بالتأكيد - أحدَ جلاديها الذين رَوَّوْا شجرتَها الخبيثة بدماء الشعب الطاهرة ، وإلاَّ فأحقُّ هؤلاء المجرمين بهذا المصير هو الرأس الهالك لتلك السلطة ( حافظ أسد ) ، إنَّ هذا القاتلَ المقصود لا يقتلُ في ظرف أسبوعين أربعين ألفاً من مدينة واحدة كما يفعل دافنوه عندما قتلوا أهالي حماة عام (1982م) ، وإنما يستهدف قتلاه استهدافاً بعيدَ المدى ، ويأتيهم من حيث لا يشعرون ولا يتوقعون ، فهو يقتل مِن مَدفنه ، ويفتك مِن مرقده .. ليس هذا القاتل يا معشر السادة شيطاناً شريراً حاقداً ، ولا رُوحاً خبيثةً جائبة ، وإنما هو إشعاعٌ ذَريٌّ تنفثُه النفاياتُ النووية الإسرائيلية - لا السورية طبعاً ! - الراقدةُ في مرتفعات الجولان المُباعة بثمن بخس ، وفي رمال البادية غرب مدينة ( تدمر ) الأثرية ، ولعل خيرَ مَن يَروي لنا حِكايةَ هذا القاتل المرعبة ، ويجوبُ بنا في جَوِّها الأسطوري الرهيب هو بطلُها الذي ساقَ القاتل إلى مدفنه بكل ( شجاعة ) و ( إنسانية ) ! .

إنه نجل ( عبد الحليم خدام ) نائب الرئيس السوري الذي قضى حياته في خدمة مصالحه الشخصية مُستغِلاً في ذلك مَنصبَه ( خير ) استغلال ! وجاء ابنه ( جمال ) لِيُتوِّجَ إنجازاتِ والده ( الجليلة ) للوطن والشعب ، فساق هذا ( الخير ) إلى وطنه ! وجعل من وطنه ( مزبلة ) نفايات الغرب النووية مقابل حفنة من الدولارات ، غيرَ عابئ بآثارها المدمرة على الشعب لآلاف السنين ، ولكن .. مَن يملك الشجاعةَ في مقاضاته وغيرِه مِن السفاحين إذا كان القاضي من جلدته ؟؟

فالرئيس الهالك ( حافظ أسد ) كان على علم بالأمر ، إن لم يكن مِن أجهزة أمنه فَمِن الصرخات المذعورة هنا وهناك ، وهذا إن لم يكن هو ( البطل ) الحقيقي للعملية ، ولكن لعل ( تواضعه الشديد ) دفعه إلى إبراز ( بطل ) جديد من مدرسته لإنجاح العملية ولكن بتخطيطه هو ! .

أخي القارئ : إن الحديث عن هذه الجريمة ليس كالحديث عن جرائم تمَّت وانتهت أو تتم وتنتهي ، إنها جريمة تمت وتستمر ، تحصد الأرواح البريئة ، وتدمر الأحلام ، وتحطم الآمال ، وتُرسل الزفرات ، وتُهرِقُ العبرات آلافاً مِن السنين .. كأطول مدة تعيشُها مُخلَّفاتُ نِظام .

واليوم يؤكد القادمون من تدمر والبادية السورية ، يؤكدون تزايد نسبة مرض السرطان في المنطقة ، والتعليل الوحيد هو الاشعاعات التي تصدر عن هذه النفايات النووية المدفونة في البادية السورية ، هذه الاشعاعات التي عكرت صفو بادية الشام الجميلة ، وهدوء لياليها الصيفية الحالمة ... وهذا كله لايهم ( جمال خدام ) مادامت حساباته في الغرب امتلئت بملايين الدولارات ، وارتفعت أسهمه في البورصة لتلحق بأسهم ( فراس طلاس ) ، و(رامي مخلوف ) و (سومر رفعت الأسد ) و ( فواز جميل الأسد ) ، ...  وغيرهم من أبناء الحرس القديم . ولم يخطر في ذهن هؤلاء المراهقين أن أمريكا وعصابات مافيا المال الصهيونية سوف تصادر هذه الأرصدة يوماً ما ، وتستولي عليها ... لتبقى النفايات النووية تعكـر صـفو بادية الشام الحبيبـة مجاناً .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ