ـ

ـ

ـ

الاثنين 02/10/2006

رمضان المصطاف هل يصبح متربعاً؟!

بطاقة صوم للصائمين

سلمى السهروردي

ما زلتم صائمين ، مُتقَبَّلاً منكم ، يصوم منكم السرًّ كما تصوم الجوارح.

ومازالت أمة الصيام في رمضان يدركها فتدركه وتقوم بحقوقه .

وحقوق رمضان ، ليس منها بانوراما الموائد العامرة ، ولا لغو السمر وباطله ، بل بعض حقوق رمضان ذكر أنزل فيه ، و ذكريات تتلألأ بين ثناياه: بدرً وأخواتها ، ذكريات تذكر القاعدين أن رمضان لم يكن شهر نوم وسمر وتوان وكسل .

ومن حقوق رمضان حق ليلة هي خير من ألف شهر ،العاجز من يسأل : أي ليلة هي؟! و الكيّس من يجعلها كل لياليه .

 ما زلتم صائمين متفبلاً منكم يصوم منكم السرًّ كما تصوم الجوارح.

ومازلت أمة الصيام في رمضان يدركها فتدركه وتقوم بحقوقه .

قالوا :الصوم أن تمسك عن البوح لغير أهله ، أو في غير محله . وشهد لهم (أني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً).

وبعض الكلام هذر لسان ، وبعضه وسواس نفس ، وبلبال قلب ، وانشغال بغير شغل ، وطرق على غير حديد؛ ويشهد له

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما           جعل اللسان على الفؤاد دليلاً

فبعض الصوم ، لبعض من أراد أن يصوم ، ألا يخالط نفسك ، ولا يرتاد ضفاف قلبك ، إلا من صمت له ؛ لأنه قال : (..إلا الصوم فإنه لي) ولكي يكون الصوم له ينبغي أن يكون الصائم له !! وبين الكينونتين مفاوز من السير القاصد ، في مدارج (..لنهدينهم سبلنا) فتأملها وشمّر إذا شئت .

ومن مفاوز الصوم ومهامهه الفيح أنه أجاز لك أن تجمع بين الضرائر ، فتتكلم بقصد ، وتسعى في الارض بنظام ، وتعافث الناس فتأخذ منهم وتعطي على ألا تنسى أنك صائم وعلى ألا تجرح لصومك حاشية ، تتلبس بكل حال على ألا يشغلك عن صومك حال . برفق تدفع القواطع بقولك مذكراً : إني صائم ،كما يدفع المصلي برفق بيده عن مكان سجوده ..

رمضان مصطاف للروح  ، وجمام للنفس، ومستنبت للإرادة بوابل أو بطل ، وهي لجام لجسد طالما أقبل وادبر( مكرّ مفرّ ) فهل يمكن للمصطاف أن يكون متربعاً؟! وأن يكون دهرنا كله رمضان ،وحالنا كله صياماً ولا يشغلنا حال عن حال ؟!

مازلتم صائمين متقبلاً منكم ..

ومازلت أمة الصيام في رمضان يدركها فتدركه ...

وكل عام وأنتم في صيام وقيام

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ